** خديني فإيدِك يا جمانة ... أختك تمرّ بنفس ظروفك
مع إضافة مهمة المذاكرة و الدراسة !!
... عن أعباء المنزل المعتادة حقيقة لم أعانِ فيها إلا القليل جداً بفضل الله أولاً
وبفضل ظروف عائلتي قبل الزواج ثانياً .. والداي كانوا دائماً على سفر و أنا الأخت الكبرى فكنت خلفاً لهم
وحتى في وجود والدتي كانت تغيب كثيراً عن بيتنا لرعاية جدتي - حفظها الله وشفاها - فكنت أيضاً أقوم مقامها ....
ضيفي إلى ذلك كله هو أننا بيت مصري صميم ... لا يعترف للفتاة بقدر إلا إذا كانت ( تُحسن ) كل فنون إدارة المنزل و المطبخ و استقبال الضيوف
مهما علَت في العلم و المركز و المكانة !!!!!
..... لكني كما تقولين أحمل الهمّ فعلاً في كيف يكون بيتي مسلماً حقيقياً وليس مسلماً بالعبادات فقط ؟؟؟
أم وعالمة... أحببت ردّك أختي :-)
هل أنت أم؟
أعانك الله على دراستك أخيتي...
أنا مثلك، أدرس... وكذلك أعمل... وعملي دراسة أخرى... إذ إنه في مجال البحث في علوم الأعصاب، ويحتاج قراءة وكتابة ومتابعة يومية...
أعمال المنزل، والطبخ، والضيافة وكل هذه الأمور... ليست بالنسبة لي مشكلة أبداً... هي مقدمة أحببت البدء بها ليس إلا، لأنها أول ما يخطر ببال من يقرأ عن (بيتي)!...
كما قلت لكم، هي على الهامش... ولا أقصد إهمالها، بل هي مهمة ولها أولويتها، بل أقصد أنها يمكنني التعامل معها دون تعقيدات....
يمكنني الاستمتاع بالطبخ... وتحديد علاقاتي الاجتماعية بما يناسبني أنا وزوجي، والاستماع لما أريد من ثرثرة النساء!
أظن يا أختي (ولأصحاب الخبرات القول الفصل) أن البيت المسلم يكون مسلماً بالاعتماد على جانبين اثنين... الفكرة المسلمة، والتعبير المسلم عنها....
أما الفكرة فتأتي من صميم النفسين المجتمعتين... من عمق قلبيهما المسلمين وعقليهما المؤمنين... من الفهم... الفهم الذي يبنيه المرء على اقتناعه لا على الذي ورثه عنوة عن أهله ومجتمعه ووالديه...
الفكرة أراها أعمق بكثير....
أذكر كم مرة جلست وحدي أفكر وأتفكر بمعني الزواج، والدنيا، والطاعة....
أذكر قبل خطبتي بيوم كيف تنزّلت السكينة على قلبي وشعرت بأنني الآن: أفهــــــم...
ليس الزواج ولا هدفه متابعة وتكثير نسل فحسب... لا...
بل إنما هو معجزة ربانية يوفق فيها الله القلوب والعقول والأنفس... كي تمضي في سبيله كما يريد...
البناء صعب... لكنّ الحجارة لما تكون قوية تنجب بيوتاً عمادها تلك القوة...
ونحن حجارة هذا البناء... ونحن مهندسوه... ونحن كذلك مزينوه...
الفكرة هي التأصل الفكريّ الذي ينبعث من نور الحقيقة... جذورره ضاربة في أعماق الأرض... صلبة تنحت في الصخر... تعرف تماماً أين تمضي... وإلى أين المسير...
وإن التعبير عن هذه الفكرة هو التجسيد الحيّ العمليّ المختلف...
هو الحرص على كل ما فيها... هو امتثاله في اللحظات الصعبة كلها، وفي لحظات الرخاء... وهذا هو الذي أسألكم الإعانة عليه...
فالفكرة في قلبي والفكرة في عقلي والفكوة في لساني... والفكرة تحتل كياني كله!...
لكن التعبير عنها... التطبيق العملي لها... التجسيد الحيّ لدقائقها... كلّ هذا في حسابي لكنه ليس سهلاً...
كيف أجعل بيتي ينطق بالقرآن؟ كيف يكون حياً بروح الله؟ كيف تحفه الملائكة؟...
أنا هنا أتساءل وأجيب... ربما لأن طرح المواضيع يعينني على إجابتها...
وأنا أطرحها دوماً مع زوجي... لكني أريد كذلك أن يكون لي نصيب من رأيكم السديد :)