ثقف نفسك .. وانفع غيرك

[أحمد عبد ربه]

محمد فريد وجدي : 1878 _ 1954 م

أحد أعلام علماء مصر في العصر الحديث.

كانت قضيته الأولى طوال حياته هي الدفاع عن الإسلام، بالعلم و المنطق العقلي، ردا على الفلسفة المادية

التي غزت العالم الإسلامي في ركاب الاستعمار.

أتقن وجدي اللغة الفرنسية مع إتقانه للغة العربية .. ولم يكتف بذلك بل تبحر في الثقافة الغربية بعد أن أحاط بالثقافة العربية والإسلامية.

ولقد توجه بفكره إلى  قراء العربية ليحصن قلوبهم وعقولهم ويلقنهم الحجج الدامغة لكل ما يمكن أن يدور بخلدهم

أو يقع تحت أنظارهم، أو يلقى على أسماعهم .

ولم يكتف بذلك بل توجه إلى علماء الغرب، فألف بلغتهم، ليبين لهم حقائق الإسلام وروائعه.

و لا تعجب بعد هذا إن قلت لك أن محمد فريد وجدي قد انصرف عن التعليم النظامي وهو في المرحلة الثانوية !

وأنه كان عصاميا في تكوينه الثقافي والفكري.

الكتاب:

كتب هذا الكتاب _ أو هذه الدراسة بتعبير أدق _ عندما صدرت أول ترجمة لكتاب حضارة العرب باللغة العربية.

وكان فريد وجدي يومها رئيسا لتحرير مجلة الأزهر .

وقد جاءت هذه الدراسة ضمن الفصول التي كتبها الأستاذ محمد فريد وجدي عن السيرة المحمدية ونشرتها

مجلة الأزهر بالمجلد السابع عشر 1365 هـ _ 1946 م.

وقد نشرت مجلة الأزهر هذا الكتاب مرة أخرى، ملحقا مع عددها الصادر في شهر جمادى الأولى 1434 هـ

وهو يقع في 88 صفحة من القطع المتوسط.

تثقيفا لقرائها ، وإحياء لهذا التراث الثمين ، ومعرفة لمن لم يعرف.

[ماما هادية]

وما اسم الكتاب؟

[أحمد عبد ربه]

وما اسم الكتاب؟

هو نفس العنوان الذي عنونت به .

[أحمد عبد ربه]

بعض مما ورد في كتاب حضارة العرب :

قال العلامة جوستاف لوبون تحت عنوان:

                          تمدين العرب لأوروبا  _ تأثير العرب في الشرق والغرب

" خضع الشرق لكثير من الشعوب كالفرس والإغريق والروما الخ، ولكن تأثير هذه الشعوب

السياسي، إذا كان عظيما فيه، فإن تأثيره المدني فيه كان ضعيفا للغاية "

" وما عجز الإغريق والفرس والرومان عنه، قدر عليه العرب بسرعة ومن غير إكراه "

" وما وفق له العرب في مصر اتفق لهم مثله في كل بلد خفقت فوقه رايتهم كأفريقية

( تونس ) وسورية وفارس. وقد بلغ نفوذهم بلاد الهند التي لم يدخلوها إلا عابري سبيل

وقد كان لهم تأثير واضح في بلاد الصين التي لم يزوروها إلا تجارا "

" و لا نرى في التاريخ أمة ذات تأثير بارز كالعرب، فجميع الأمم التي كانت ذات صلة بالعرب

اعتنقت حضارتهم، ولو حينا من الزمن "

" ولم يتجل تأثير العرب في الشرق في الديانة واللغة والفنون وحدها، بل كان لهم الأثر

البالغ في ثقافته العلمية أيضا وقد نقل العرب إلى الهند والصين أثناء صلاتهم بهما قسما

كبيرا من معارفهم العلمية التي عدها الأوروبيون على غير حق من أصل هندي أو صيني "

" ويظهر أن ما اقتبسه الصينيون من العرب أهم مماأخذه الهنود عنهم، وقد رأينا سابقا أن

علوم العرب دخلت الصين على أثر الغارة المغولية، و أن الفلكي الصيني الشهير

كوشو كينغ تناول في سنة 1280 م ، رسالة ابن يونس في الفلك و أذاعها في بلاد الصين،

و أن الطب العربي انتشر في الصين في سنة 1215 م، وقتما غزاها كوبلاي "



هذا عن بعض التأثير في بعض الشرق ..

و عن الغرب ففي مداخلة قادمة إن شاء الله .

[أحمد عبد ربه]

" نثبت الآن أن تأثير العرب في الغرب عظيم كتأثيرهم في الشرق، و أن أوروبا مدينة للعرب بحضارتها "

" و لا يمكن إدراك أهمية شأن العرب في الغرب إلا بتصور حال أوروبا حينما أدخل العرب

الحضارة إليها فإذا رجعنا إلى القرن التاسع من الميلاد حين كانت حضارة العرب الأندلسية

في أوج نضارتها، رأينا أن مراكز الثقافة في الغرب كانت أبراجا يسكنها أمراء إقطاعيون

متوحشون يفخرون بعجزهم عن القراءة، و أن أكثر رجال النصرانية معرفة هم الرهبان

المساكين الجاهلون الذين كانوا يصرفون أوقاتهم في أديارهم ليكشطوا بخشوع كتب

الأقدمين النفيسة ليكون عندهم بذلك من الرقوق ما هو ضروري لنسخ كتب العبادة "

" مضت مدة طويلة قبل شعور أوروبا بهمجيتها، ولم يبد ميلها إلى العلم إلا في القرن الحادي

عشر والقرن الثاني عشر من الميلاد، فلما ظهر فيها أناس رأو أن يرفعوا أكفان الجهل عنهم،

ولووا وجوههم شطر العرب " .

" ولم تكن الحروب الصليبية سببا في إدخال العلوم إلى أوروبا كما يظن على العموم، و إنما

دخلت العلوم أوروبا من أسبانيا وصقلية و إيطاليا، ففي سنة 1130 م، أنشئ في طليطلة

مكتب للترجمة تحت رعاية رئيس الأساقفة ريمون، فصار هذا المكتب ينقل إلى اللاتينية

أهم كتب العرب.

وقد كللت أعمال ذلك المكتب بالنجاح فبدأ للغرب عالم جديد، ولم يتوان الغرب في أمر تلك

الترجمة في القرن الثاني  والثالث والرابع والخامس عشر من الميلاد، ولم يقتصر في تلك

القرون على ترجمة مؤلفات علماء العرب كالرازي و أبي القاسم وابن سينا وابن رشد .. إلخ

وحدها إلى الغة اللاتينية، بل نقلت إليها كتب علماء اليونان من ترجماتها العربية، ككتب

جالينوس وبقراط و أفلاطون و أرسطو و إقليدس و أرخميدس و بطليموس، وقد روى الدكتور

" لوكلير " في كتابه الذي سماه ( تاريخ الطب العربي ) أن عدد ما ترجم من كتب العرب

إلى اللغة اللاتينية يزيد على ثلاثمائة كتاب !! ولم تعرف القرون الوسطى كتب قدماء اليونان

في الحقيقة إلا من ترجماتها العربية، وبفضل هذه الترجمات اطلعنا على محتويات كتب

اليونان التي ضاع أصلها ..

و إذا كانت هناك أمة نقر بأننا مدينون لها بمعرفتنا ما انطوت عليه القرون القديمة

فالعرب هم تلك الأمة، لا رهبان القرون الوسطى الذين كانوا يجهلون اسم اليونان "

" و إذا كان تأثير العرب عظيما في أنحاء أوروبا التي لم يسيطروا عليها إلا بؤلفاتهم، فقد كان

تأثيرهم أعظم من ذلك في البلاد التي خضعت لسلطانهم كبلاد أسبانيا ..

ولن يرى الباحث مثالا أوضح من العرب على تأثير إحدى الأمم في أمة أخرى،

ولم يشتمل التاريخ على ما هو أبرز من هذا المثال "

[سلمى أمين]

لا يا اخ احمد , كفى تعويلاً علي الماضي ,كفي !

[أحمد عبد ربه]

..

ليس تعويلا على الماضي، بقدر ما هو ذكر للحقيقة التي بدا أن بعضنا بأ ينساها !

إذا علمت أن أجدادي و آبائي كانوا عظماء ، فهذا يسهل علي كثيرا الطريق .

و أتأكد أنه ليس مستحيلا ، و أنني يجب علي أن أعيد أمجاد آبائي.

حقيقة هو ينغص علينا زيادة على ما نحن فيه ..

ولكننا سنعمل بقدر استطاعتنا، ونذكر حقائقنا ليذكرها من بعدنا !

أليس ما نحن فيه من التباس وتشكك في أمور حدثت في الماضي هو من أسباب عدم قيام البعض بمهمتم كما ينبغي !

لقد وفى أهل القرون الخمسة الأول، ولكن كم كانت نسبة من بعدهم بالنسبة لهم من التمحيص ؟!

[ماما هادية]

أحسنت يا أحمد
ومن أساليب القرآن انه كان اذا اراد اان يعاتب الذرية ذكرهم بأمجاد بائهم وطهرهم وصلتهم بالله عز وجل

[أحمد عبد ربه]

 

[زينب الباحثة]

المشكلة ليست في ذكر الماضي كما قالت ماما هادية

المشكلة في الناس حيث انشغلوا بالماضي عن الحاضر والمستقبل

[أحمد عبد ربه]

المشكلة ليست في ذكر الماضي كما قالت ماما هادية

المشكلة في الناس حيث انشغلوا بالماضي عن الحاضر والمستقبل

هذا صحيح ..

مع الأسف