وما حِمْصُ إلا مُهْجتي وصَبابتي
نظم الدكتور فواز الجود
بكيْتُ وما عابَ الرّجالَ بكاءُ = وعندَ الرّزايا ما يفيدُ رثاءُ
فكيْفَ و في أكبادِ حمْصَ مُصابُنا = وحمصُ الّتي في النّائباتِ عَزاءُ
تشقّ ُ النِّبالُ المارقاتُ بصدْرِها = وفي مثل ِ هذا يصْبِرُ النّبلاءُ
وتصْمدُ في هَرْج ِ السّيول ِ جبالُها = وتمضي وتفنى رغوة ٌ وغُثاءُ
حفرْنا على أحجارِها السّودِ عُمْرَنا = سطورَ فَخار ٍ خطَّها الأُصلاءُ
ألمْ يقرأ الحسّادُ فيها ثباتَنا = وكمْ خابَ باغ ٍ وانْثَنَتْ خُيَلاءُ
فإنْ يعثر ِ الثّبْتُ الجَسُورُ بمَشْيِهِ = يشُبّ ُ شديداً والشّبابُ إباءُ
وما ضرَّهُ النّزْفُ الأليمُ برُكْبة ٍ = ليَرْكبَ صَعْباً هابَهُ الجُبناءُ
***
و ما حِمْصُ إلاّ مُهْجتي وصَبابتي = و دفءُ ضلوعِي إذ ْ يئنّ ُ شتاءُ
و أنفاسُ عشقي منْ عليل ِ نسيمِها = فقلْبي لميماس ِ الغرام ِ سِقاءُ
فكُرّاستي عنْ حمصَ كلّ ُ حروفِها = ففي غيْرِها هل أبدع َ الأدباءُ ؟
ودمعة ُحزني و ارتعاشة ُفرحتي = و صرْخة ُ طفل ٍ غاضب ٍ ورِضاءُ
و روحي على حيْطانِها وبيوتِها = ودار ٍ ملاَ لِيوانَها العُظماءُ
عَباءَة ُ جدّي ما تزالُ ملاذَنا = إذا ما غزانا خلْفَها الغُرباءُ
***
فمِنْ برْق ِ سيْفِ اللهِ يسطعُ عزُّنا = لنا ذِمَّة ٌ في عهْدِهِ و وفاءُ
عِمامتُهُ عندَ المقام ِ تقَدَّمَتْ = ليُعْقَدَ في عِقْدِ النّجوم ِ لِواءُ
تضيءُ وجوهُ العارفينَ سماءَها = فيظهر ما بيْنَ القِبابِ قباءُ
وهلْ نورُها إلاّ بنورِ محمّدٍ = تَجَلَّتْ عليْها بُرْدة ٌ وكِساءُ
عليْهِ صلاة ُ اللهِ في كلِّ لمحة ٍ = بأعدادِ رِزْق ٍ نالَهُ الشّهداءُ
ليُشرقَ صُبْح ٌ بعدَ ليلٍ وظُلْمة ٍ = و يُهْدي الخيوط َ النّيِّرات ِ حِراءُ
ويَرْجعَ بالعاصي انسيابٌ وهدْرة ٌ = وترنيمة ٌ حِمْصيَّة ٌ وصفاءُ
هذه القصيدة كتبها صديقي فواز الجود فأحببت أن أشارككم هذه الكلمات الدافئة