المحرر موضوع: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح  (زيارة 42456 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
وقد عرفنا من كلام شيخنا الطنطاوي أن الصفات محل الخلاف بين إخوتنا السلفيين وبين سائر أهل السنة والجماعة من مفوضين ومؤولين هي صفات الله تعالى التي قد توهم التشبيه.

فربنا سبحانه وتعالى أضاف إلى نفسه في كتابه الحكيم ألفاظاً هي في لغتنا العربية جوارح وأعضاء للمخلوقات (كاليد والوجه والعين)
وربنا تبارك وتعالى منزه عن أن يكون له جارحة أو يكون له أبعاض أو أعضاء
لأنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
وهذا بإجماع المسلمين
وربنا سبحانه وتعالى وصف نفسه أو  وصفه نبيه في أحاديث صحيحة بألفاظ تفيد عند البشر الحركة والانتقال (كالاستواء والنزول والمجيء)
والله سبحانه وتعالى منزه عن الحركة والانتقال، لأن الحركة تعني الانتقال من مكان لمكان، وربنا تبارك وتعالى منزه عن أن يحويه مكان أو يجري عليه زمان، لأنه خالق المكان والزمان، لأنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير

وهذا أيضا بإجماع المسلمين (دعكم من الجهال وأهل البدع والقائلين بحلول الله في الأماكن، سبحانه وتعالى)

وربنا سبحانه وتعالى وصف نفسه ووصفه نبيه بأفعال هي عند البشر انفعالات عاطفية نفسية: كالرضا والغضب والضحك والفرح
والله تعالى منزه عن الانفعالات النفسية التي تطرأ على المخلوقين، فهو سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
فكيف التعامل مع هذه النصوص والصفات؟
هذا هو مربط الفرس

 :rose::: :rose::: :rose::: :rose:::

المفوض قال:
 أثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه من وجه ويد وعين واستواء ونزول وغيرها، ولكنني أنظر في معانيها اللغوية التي تواضع عليها البشر فأجدها لا تليق بجلال الله تعالى، فأنفيها عنه، وأفوض أمرها لله...

السلفي ( ولا نعني به السلف الصالح كما اوضحت في البداية ، بل أتباع الحركة او الدعوة السلفية ) قال:

إن هذه الصفات تلقي في نفسك معان معينة، وأنت تفهم هذه المعاني، لذلك عليك أن تقول أنا أثبت المعنى، فهي ليست كلمات غير مفهومة وخالية من المعنى، وإنما أفوض كيفيتها لله تعالى وليس معناها، فلها كيفية تليق بجلال الله...
فيقولون: أنا سميع والله سميع، وليس سمعي كسمع الله
وأنا لي يد والله له يد، وليست يدي كيد الله

المؤولة مختلفون قليلا، فهم يثبتون لله تعالى سائر صفاته إلا الصفات التي توهم التجسيم أو التشبيه (اليد والعين والوجه، والنزول والاستواء والمجيء، والرضا والغضب والضحك والفرح) فقط هذه الصفات، لكن لا يجادلون في صفات العزيز والعليم والخبير والقدير والسميع والبصير والحكيم والقوي والعلي واللطيف ووووو وسائر الصفات المنبثقة من الأسماء الحسنى..

ولا ينكرون نصوص الكتاب والسنة بل يقولون نؤمن بها... ولكن هذه الألفاظ نراها لا معنى لها في اللغة إلا معان تجسيمية بشرية لا تجوز لله تعالى الذي ليس كمثله شيء، فلذلك نحن ننظر في المجاز فنؤولها إلى معنى مجازي يظهر لنا من سياق النص الذي وردت فيه..
فإذا قال الله تعالى: "يد الله فوق أيديهم"، فهذا يعني استيثاقاً للبيعة، كقوله: "من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً"، وليس الله بحاجة لقرض منا، وإذا قال الله تعالى: "كل من عليها فان ويبقى وجه ربك"، فالمقصود بالوجه الذات، "ولتصنع على عيني"، أي برعايتي وعنايتي.. وهكذا


فما حجة كل فريق، وما اعتراض كل فريق على الآخر..


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
فما حجة كل فريق، وما اعتراض كل فريق على الآخر..

المؤولة قالوا: إنكم إذا أثبتم المعاني البشرية تكونون كاليهود والنصارى من المشبهة الذين يشبهون الخالق بالمخلوقين، وتنقضون القاعدة الكلية التي قررها ربنا تبارك وتعالى في الآية المحكمة الفيصل {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}
وإن فوضتم المعنى، وقلتم لا ندري ما هو، جعلتم كأن الله ورسوله خاطبونا بما لا نفهم ولا نعي معناه... فإذا كان لا يجوز لنا أن ننفي المعاني، ولا يجوز لنا أن أن نثبت المعاني اللغوية الحقيقية لأنها تشبه الخالق بالمخلوقين، لزم لنا البحث عن معنى مجازي مناسب لسياق الآية والحديث وتأدية معناهما، كالأمثلة التي ذكرناها، والقرآن العربي نزل بلسان عربي مبين والمجاز أمر معروف في لغة العرب ( هذه حقيقة ثابتة وإن أنكرها بعضهم، لكن إنكاره لا يصمد أمام أبسط  نقاش)..

المفوضة قالوا: ليس لكم أن تؤولوا النصوص إلى معان مجازية، لأن هذا التأويل لا دليل عليه، وبالتالي لا يمكننا أن نجزم بشيء منه، ولم يردنا من النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته ولا تابعيهم، فلا يجوز أن نحكم بالظن على آيات القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم..
لذلك نحن نقول لكم نفوض معناها لله عز وجل..
وليس معنى هذا أننا ننكر هذه الصفات أو الآيات، بل نؤمن بها ونثبتها كما قالها ربنا، ولكننا لا نخوض في معانيها ونمسك عن ذلك، كما أمسك سلفنا الصالح، ولو كان في بيان معانيها خيراً لنا لبينوه..

السلفية (أتباع ابن تيمية) اعترضوا وقالوا:
لا...
ليس لكم أن تؤولوا النصوص إلى معان مجازية، لأن هذا التأويل لا دليل عليه، وبالتالي لا يمكننا أن نجزم بشيء منه، ولم يردنا من النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته ولا تابعيهم، فلا يجوز أن نحكم بالظن على آيات القرآن وأحاديث النبي.. ولو سمحنا لكم بالتأويل فلربما أولتم كل صفات الله كالمعتزلة، ولربما أولتم أيضا أحكام القرآن وجعلتموها كلها لها حقيقة ومجاز، أو ظاهر وباطن، فصرفتموها عن الأحكام الظاهرة إلى تأويلات مختلفة كالفرق الباطنية، فتضيع العقيدة وتضيع الشريعة.

كذلك لا نوافق على كلامكم أيها المفوضة فإن فوضتم المعنى، وقلتم لا ندري ما هو، جعلتم كأن الله ورسوله خاطبونا بما لا نفهم ولا نعي معناه...ففيم كانت الرسالة إذن؟ وكيف قال تعالى { تبيانا لكل شيء}

وإنما نحن نقول: أثبت الصفة ومعناها، وفوض كيفيتها لله، فنقول لله يد، ومعنى اليد معروف في اللغة، لكننا لا نعرف كيف تكون يده، فنفوض كيفيتها. 

رد عليهم المفوضة وقالوا:
ما دمتم تقولون نثبت المعنى، ولا يجوز تفويضه، فقولوا لنا ما معنى يد؟ ما معنى وجه؟ ما معنى ضحك؟ ما معنى نزول؟
لأننا لا نجد لها إلا معان بشرية هي الموجودة في المعاجم اللغوية، وهذه المعاني نحن وأنتم متفقون أنها لا تجوز لله
فإذن ما هي المعاني التي تريدون أن نثبتها، هاتوها لنثبتها..

يرد السلفيون: هل عندما نقول لكم "رضي الله عنهم"، تفهمون من كلمة (رضي) أنها حروف لا معنى لها مثل (ألم  أو كهيعص؟) أم تستشعرون لها معنى في ذهنكم؟
قالوا: بل نستشعر لها معنى، لكننا لا نستطيع أن نفكر فيه ولا أن نحدده، ولا نفسره ونوضحه بألفاظ محددة.. لهذا نفوض.
يقول السلفيون: فهذا المعنى هو الذي نريد منكم أن تثبتوه
أثبتوا أن الله يضحك ضحكاً يليق بجلاله، وأن لله يداً تليق بجلاله، ولله نزول يليق بجلاله... إلخ...
فيقول لهم المفوضة: فأين المعاني التي أثبتموها، أنتم فسرتم الماء بالماء.. ما قلتموه ليس معان، وإنما أنتم مثلنا مفوضة ولكنكم لا تقرون بذلك..
فيرد السلفيون: لا... بل أنتم تفوضون المعاني فتعطلون دلالات النصوص
يرد المفوضة: بل نحن لا نعطل دلالات النصوص، لأن جميع هذه الصفات التي اختلفنا حولها لم ترد هكذا مسرودة مجردة كما هو الحال في أسماء الله الحسنى...
فلا تجد آية تذكر أن لله وجها ويداً وعينا ورضى وغضب هكذا فقط..
بل كل صفة من هذه الصفات جاءت ضمن نص يفيد معنى عاماً، ولو كانت مجردة من النص لما فهمنا منها إلا المعنى البشري اللغوي للمخلوقات... لذا لا يمكن اقتطاعها من سياق الآيات والأحاديث منفردة... وهي في السياق ستكتسب معنى منه، وبالتالي لن نقول أن الله تعالى أو رسوله خاطبنا بما لا نفهم... فنحن فهمنا معنى النص العام والغرض منه.
بخلاف أسماء الله الحسنى التي وردت متتالية مجردة عن الجمل، في مثل قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ  هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ  هُوَ اللَّهُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ  }

قال السلفيون هل تعنون أنكم تتورعون عن أن تصفوا الله تعالى بما وصفه به نبيه؟ فهل أنتم أكثر تنزيهاً لله من نبيه صلى الله عليه وسلم..
قال الآخرون بل نحن نصف الله تعالى بما وصف به نفسه، ولكننا نعترض على فهمكم أنتم لهذه النصوص والصفات..
-
-
-
-
-

وهكذا لا ينتهي الجدال... وسودت به آلاف المؤلفات، ثم آلاف المقالات، ثم آلاف صفحات المنتديات...

طيب ما هو الفيصل؟

قال السلفيون الفيصل بيننا وبينكم هو فهم السلف الصالح لهذه النصوص

قال الآخرون: السلف الصالح هم القرون الخيرية الثلاثة الأولى التي شهد لها رسول الله، والتي تلقت الوحي والسنة غضة طرية، من صحابة وتابعين وتابعي تابعين...
فهؤلاء الذين فهمهم حجة لنا أو لكم أو للمؤولة...


اتفقنا؟
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
أدلة المؤولة:



قال المؤولة: إليكم أدلتنا على أن السلف الصالح أوّلوا النصوص التي توحي بمشابهة الله لمخلوقاته، وصرفوها لمعان أخرى تجيزها اللغة العربية، لتتأكدوا أننا نحن أهل السنة والجماعة، وأننا نحن على منهج السلف الصالح: 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الله عز وجل يقول ، يوم القيامة : يا ابن آدم ! مرضت فلم تعدني . قال : يا رب ! كيف أعودك ؟ وأنت رب العالمين . قال : أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده . أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟ يا ابن آدم ! استطعمتك فلم تطعمني . قال : يا رب ! وكيف أطعمك ؟ وأنت رب العالمين . قال : أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه ؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ؟ يا ابن آدم ! استسقيتك فلم تسقني . قال : يا رب ! كيف أسقيك ؟ وأنت رب العالمين . قال : استسقاك عبدي فلان فلم تسقه . أما أنك لو سقيته وجدت ذلك عندي (صحيح مسلم)

فهذا حديث قدسي يعلمنا فيه نبينا صلى الله عليه وسلم بنفسه التأويل، فالله تعالى عن أن يجوع أو يعطش أو يمرض، والعبد عرف فوراً أن هذه أمور غير جائزة على الله، لأن الله تعالى ليس كمثله شيء، فقال مندهشا كيف أطعمك؟ كيف أسقيك؟ كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ فعلمه ربنا تبارك وتعالى التأويل، وصرف اللفظ عن ظاهره المستحيل على الله تعالى إلى المجاز...

وإليكم أيضا هذه النقول:

تأويل ابن عباس رضى الله عنهما:
1- أوّل ابن عباس قوله تعالى {يوم يُكشف عن ساق} (سورة القلم: 42)
فقال يكشف عن شِدَّة .. فأَوَّلَ الساق وفسرها بالشدة
ذكر ذلك عنه الحافظ ابن حجر العسقلانى في فتح الباري بشرح صحيح البخاري (13/428)
والحافظ ابن جرير الطبري في تفسيره (29/38) حيث قال في صدر كلامه على هذه الآية
"قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل : "يبدو عن أمر شديد".

2- أوّل النسيان الوارد في قوله تعالى {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا} (سورة الأعراف: 51) بأنه التَّرْك ..
كما قال الطبري "أي ففي هذا اليوم وذلك يوم القيامة ننساهم - يقول نتركهم في العذاب"
وهو تأويل صريح من ابن جرير للنسيان بأنه الترك.. وهو صرف لمعنى هذا اللفظ عن ظاهره إلى معنى مجازى
ونقل ابن جرير هذا التأويل الصارف عن الظاهر ورواه بأسانيده عن ابن عباس ومجاهد وغيرهم .
تفسير الطبري  (8/201)

3- أوّل قوله تعالى {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } (سورة الذاريات : 47)
قال ابن عباس بنيناها بقوة .. كما في تفسير الطبري (27/7)
كما نقل ابن جرير أيضا في تفسيره تأويل لفظة "أيد" عن جماعة من أئمة السلف منهم: مجاهد وقتادة ومنصور وابن زيد وسفيان

تأويل الإمام أحمد بن حنبل:
1- روى الحافظ البيهقي في كتابه مناقب أحمد وهو كتاب مخطوط  نقل عنه ابن كثير في البداية والنهاية
فقال: " روى البيهقى عن الحاكم عن أبى عمرو بن السماك عن حنبل أن أحمد بن حنبل تأوَّل قول الله تعالى (وجاء ربك) أنه : جاء ثوابه .. ثم قال البيهقى وهذا إسناد لا غبار عليه "
انتهى كلام ابن كثير من غير انتقاد للرواية . نقله في البداية والنهاية (10/327)
2- قال الحافظ ابن كثير أيضا في البداية والنهاية (10/327)
" ومن طريق أبي الحسن الميموني عن أحمد بن حنبل أنه أجاب الجهمية حين احتجوا عليه بقوله تعالى {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون} قال: يحتمل أن يكون تنزيله إلينا هو المحدَث .. وعن حنبل عن أحمد أنه قال : يحتمل أن يكون ذكر آخر غير القرآن" .
وجه التأويل هنا أن ظاهر اللفظ  يفيد أن القرآن مخلوق حيث عبر عن الذكر بأنه محدث، فصرف الإمام اللفظ عن الظاهر بقرينة عقلية هي التنزيه ونفى التشبيه .. حيث أن القرآن كلام الله وكلام الله ليس بمخلوق لأن كلامه لا يشبه كلام خلقه.
 
تأويل الإمام سفيان الثوري:

ذكر الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة سيد الحفاظ في زمانه الإمام سفيان الثوري (7/274)
أن معداناً سأله عن قوله تعالى { وهو معكم أينما كنتم} فقال : علمه معكم

تأويل الإمام عبد الله بن المبارك:
قال الإمام البخاري : حدثنا محمد عن عبد الله عن محمد بن بشار عن قتادة عن صفوان بن محرز عن ابن عمر قال : بينما أنا أمشى معه إذ جاء رجل فقال يا ابن عمر .. كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر في النجوى ؟ - قال سمعته يقول : يدنو من ربه حتى يضع عليه كنفه ........ثم قال البخاري قال ابن المبارك: (كنفه يعنى ستره) (باب خلق أفعال العباد ص 61)
وأيَّد كلامه الحافظ ابن حجر في فتح الباري عند شرح هذا الحديث

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
أدلة المفوضة:



قال المفوضة ، بل نحن المتبعون للسلف الصالح، فانظروا إليهم كيف كانوا يفوضون، ويقولون لا نفسر ولا نتكلم في المعاني:

جاء في شرح جوهرة التوحيد للباجوري: 
- سئل الإمام الأوزاعي عن تفسير قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى}
فقال: الرحمن على العرش استوى كما قال، وإني لأراك ضالاً. وقد عقب ابن الصلاح على هذا بقوله: على هذه الطريقة مضى صدر هذه الأمة وساداتها، وإياها اختار الأئمة الفقهاء وقادتها، وإليها دعا أئمة الحديث وأعلامه، ولا أحد من المتكلمين من أصحابنا يصدف عنها ويأباها.
- وقد سئل الإمام أحمد رضي الله عنه عن الاستواء، فقال: استوى كما أخبر، لا كما يخطر للبشر.
- ولما سئل الشافعي قال: آمنت بلا تشبيه، وصدقت بلا تمثيل، واتهمت نفسي عن الإدراك، وأمسكت عن الخوض فيه كل الإمساك.
- وقال الترمذي عند حديث (إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه): وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبهه: يؤمن به ولا يتوهم، ولا يقال كيف؟ هكذا روي عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمروها بلا كيف، وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة. (الترمذي 3/24)
- ونقل الشهرستاني أن الأئمة: مالكاً والشافعي وأحمد لم يتعرضوا للتأويل واحترزوا عن التشبيه أيما احتراز، حتى قالوا: من حرك يده عند قراءة قوله تعالى: {لما خلقت بيدي}، أو أشار بإصبعه عند رواية: (قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن) وجب قطع إصبعه. (الملل والنحل 1/172)
- وقد قال الإمام النووي بعد أن ذكر حديث النزول.... وفي هذا الحديث وشبهه من أحاديث الصفات وآياتها مذهبان، أحدهما: تأويله على ما يليق بصفات الله تعالى، وتنزيهه عن الانتقال وسائر صفات المحدث، وهذا هو الأشهر عن المتكلمين. وثانيهما: الإمساك عن تأويلها مع اعتقاد تنزيه الله سبحانه عن صفات المحدث لقوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} وهذا هو مذهب السلف وجماعة من المتكلمين، وحاصله أن يقال: لا نعلم المراد بهذا، ولكن نؤمن به مع اعتقاد أن ظاهره غير مراد، وله معنى يليق بالله تعالى. (شرح صحيح مسلم 6/29)


وفي لمع الاعتقاد لابن قدامة المقدسي:
- قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه: (آمنت بالله وبما جاء عن الله ، على مراد الله ، وآمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله).

- قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم:  (إن الله ينزل الى سماء الدنيا) و (إن الله يُرى في القيامة) وما أشبه هذه الأحاديث: (نؤمن بها ، ونصدق بها ، لا كيف ، ولا معنى ، ولا نرد شيئا منها ، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق ، ولا نرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه ، بلا حد ولا غاية {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} ، ونقول كما قال ، ونصفه بما وصف به نفسه لا نتعدى ذلك ، ولا يبلغه وصف الواصفين، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت ، ولا نتعدى القرآن والحديث ، ولا نعلم كيف كنه ذلك إلا بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم وتثبيت القرآن).

أدلة أخرى:
- قال سيدنا علي بن أبي طالب: كان الله ولا مكان، وهو الآن على ما عليه كان" (الفرق بين الفرق لأبي منصور البغدادي ص 333)

- يقول الامام الترمذي في سننه ( 4 / 692 ) : " والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الاشياء ثم قالوا: تروى هذه الأحاديث ونؤمن بها ، ولا يقال كيف ، وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تروى هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تفسر ولا تتوهم ولا يقال كيف وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه ".



- يقول الإمام الذهبي في السير(8/163):

(قَدْ صَنَّفَ أَبُو عُبَيْدٍ -يقصد القاسم بن سلام- كِتَابَ (غَرِيْبِ الحَدِيْثِ)، وَمَا تَعرَّضَ لأَخْبَارِ الصِّفَاتِ الإِلَهِيَّةِ بِتَأْوِيلٍ أَبَداً، وَلاَ فَسَّرَ مِنْهَا شَيْئاً. وَقَدْ أَخَبَرَ بِأَنَّهُ مَا لَحِقَ أَحَداً يُفَسِّرُهَا، فَلَو كَانَ -وَاللهِ- تَفْسِيْرُهَا سَائِغاً، أَوْ حَتماً، لأَوْشَكَ أَنْ يَكُوْنَ اهْتِمَامُهُم بِذَلِكَ فَوْقَ اهْتِمَامِهِم بِأَحَادِيْثِ الفُرُوْعِ وَالآدَابِ، فَلَمَّا لَمْ يَتعَرَّضُوا لَهَا بِتَأْوِيلٍ، وَأَقَرُّوهَا عَلَى مَا وَرَدَتْ عَلَيْهِ، عُلِمَ أَنَّ ذَلِكَ هُوَ الحَقُّ الَّذِي لاَ حَيْدَةَ عَنْهُ).



 -وروى أبو القاسم الأصبهاني بسنده عن أشهب بن عبد العزيز قال : (سمعت مالك بن أنس يقول : إياكم والبدع . فقيل : يا أبا عبد الله ، وما البدع ؟ قال : أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته وكلامه وعلمه وقدرته، ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون لهم بإحسان ) الحجة في بيان المحجة للأصبهاني (1/104)

 - وقال سفيان بن عيينة : " كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عنه".

 - جاء عن ابن رجب الحنبلي في فضل علم السلف على الخلف ص 30: والصواب ما عليه السلف الصالح من إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تفسير لها . . ولا يصح منهم خلاف ذلك البتة خصوصا الإمام أحمد ولا خوض في معانيها .


- قال الإمام أحمد في كتاب الورع ص199:
ومن وصف الله تعالى بمعنى من معاني البشر فقد كفر، فمن أبصر هذا اعتبر وعن مثل قول الكفار ازدجر واعلم أن الله تعالى بصفاته ليس كالبشر، والرؤية حق لأهل الجنة من غير إحاطة ولا كيفية كما نطق به كتاب ربنا "وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة" وتفسيره على ما أراد الله تعالى وعلمه وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فهو كما قال ومعناه على ما أراد الله ولا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا فإنه ما سلم في دينه إلا من سلّم لله عز وجل ولرسوله عليه الصلاة والسلام ورد ما اشتبه عليه إلى عالمه ولا يثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم ومن رام ما حظر عنه علمه ولم يقنع بالتسليم فهمه، حجبه مرامه عن خالص التوحيد وصافي المعرفة وصحيح الإيمان فيتذبذب بين الكفر والإيمان والتصديق والتكذيب والإنكار موسوسا تائها شاكا زائغا لا مؤمنا مصدقا ولا جاحدا مكذبا .أ.هـ.
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
أدلة السلفيين:

قال السلفيون من أتباع ابن تيمية:
بل نحن متبعو السلف الصالح، وانظروا إلى أدلتكم يا مفوضة، إن السلف يثبتون المعنى ويفوضون الكيفية، فالصفة لها معنى نعرفه، ولكن كيف تكون بالنسبة لله لا نعرف ونفوض:

قالوا أدلتنا:
وقال الترمذي عند حديث (إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه): وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبهه: يؤمن به ولا يتوهم، ولا يقال كيف؟هكذا روي عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمروها بلا كيف، وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة. (الترمذي 3/24)


وهكذا راجعوا نفس الأدلة السابقة، فالمفوضة يركزون على قول السلف (لا نفسر، لا معنى) ليفوضوا المعنى، والسلفية يركزون على قول السلف (بلا كيف، لا يقال كيف.. إلخ..)
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
وهكذا
ترون أن الجدال لفظي بحت، أو هو اختلاف في فهم النصوص الظنية، التي لم يفسرها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا صحابته،  ولولا التعصب لانتهى، ولما زاد عن الخلافات الفقهية بشيء، وقد تفطن لهذا المصلحون الأعلام البريئون من التعصب في كل زمان، المذبوحة قلوبهم على ما وصلت له أمتنا من شتات وتفريق، فانظروا إلى كلام عالم جليل من علماء السلفية المعاصرة، ينقله لنا الدكتور القرضاوي في كتابه: "الإخوان المسلمون، 70 عاما في الدعوة والتربية والجهاد"

(( نقرأ للمصلح السلفي العلامة جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) في تفسيره المعروف "محاسن التأويل"  قوله:
"قال ابن كثير في قوله تعالى في سورة الفجر {وجاء ربك والملك صفاً صفاً} أي وجاء الرب تبارك وتعالى، لفصل القضاء، كما يشاء، والملائكة بين يديه صفوفاً صفوفاً.
وسبقه ابن جرير إلى ذلك، وعضده بآثار عن ابن عباس وأبي هريرة والضحاك في نزوله تعالى من السماء يومئذ في ظلل من الغمام، والملائكة بين يديه، وإشراق الأرض بنور ربها.
ومذهب الخلف في ذلك معروف من جعل الكلام على حذف مضاف، للتهويل، أي جاء أمره وقضاؤه، أو استعارة تمثيلية لظهور آيات اقتداره وتبين آثار قهره وسلطانه.
قال الزمخشري: مثلت حاله في ذلك، بحال الملك إذا حضر بنفسه، ظهر بحضوره من آثار الهيبة والسياسة ما لا يظهر بحضور عساكره كلها ووزرائه وخواصه عن بكرة أبيهم.
"انتهى.

قال العلامة القاسمي معلقا: "وكأن الخلاف بين المذهبين لفظي، إذ مبنى مذهب الخلف على أن الظاهر غير مراد.
ويعنون بالظاهر: ما للخلق مما يستحيل على الخالق فوجب تأويله. وأما  السلف فينكرون أن معنى الظاهر منها ما للخلق. بل هو ما يتبادر إلى فهم المؤمن الذي يعلم أن ذاته تعالى، كما أنها لا تشبه الذوات، فكذلك صفاته لا تشبه الصفات، لأنها لا تكيف ولا تعلم بوجه ما، فهي حقيقية بالنسبة إليه سبحانه، على ما يليق به، كالعلم والقدرة، لا تمثيل ولا تعطيل.


قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "واعلم أن من المتأخرين من يقول:  إن مذهب السلف إقرارها على ما جاءت به، مع اعتقاد أن ظاهرها غير مراد، وهذا لفظ مجمل. فإن قوله (ظاهرها غير مراد) يحتمل أنه أراد بالظاهر نعوت المخلوقين وصفات المحدثين، مثل أن يراد بكون الله قبل وجه المصلي، أنه مستقر في الحائط الذي يصلي إليه، و (إن الله معنا) ظاهره أنه إلى جانبنا، ونحو ذلك، فلا شك أن هذا غير مراد، ومن قال إن مذهب السلف أن هذا غير مراد، فقد أصاب في المعنى، لكن أخطأ في إطلاق القول بأن هذا ظاهر الآيات والأحاديث، فإن هذا المحال، ليس هو الظاهر، على ما قد بيناه في غير هذا الموضع، اللهم إلا أن يكون هذا المعنى الممتنع صار يظهر لبعض الناس، فيكون القائل لذلك مصيباً بهذا الاعتبار، معذوراً في هذا الإطلاق. فإن الظهور والبطون قد يختلف باختلاف أحوال الناس، وهو من الأمور النسبية." انتهى.

وقد بسط رحمه الله الكلام على ذلك في (الرسالة المدنية) وأوضح أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، يحتذى حذوه ويتبع فيه مثاله. فإذا كان إثبات الذات إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات الصفات إثبات وجود لا إثبات كيفية.

وقال رحمه الله في بعض فتاويه: نحن نقول بالمجاز الذي قام دليله. وبالتأويل الجاري على نهج السبيل. ولم يوجد في شيء من كلامنا وكلام أحد منا، أنا لا نقول بالمجاز والتأويل. والله عند لسان كل قائل. ولكن ننكر من ذلك ما خالف الحق والصواب، وما فتح به الباب، إلى هدم السنة والكتاب، واللحاق بمحرفة أهل الكتاب. والمنصوص عن الإمام أحمد وجمهور أصحابه: أن القرآن مشتمل على المجاز، ولم يعرف عن غيره من الأئمة نص في هذه المسألة. وقد ذهب طائفة من العلماء من أصحابه وغيرهم، كأبي بكر بن أبي داود، وأبي الحسن الخزري، وأبي الفضل التيمي، وابن حامد فيما أظن، وغيرهم، إلى إنكار أن يكون في القرآن مجاز، وإنما دعاهم إلى ذلك ما رأوه من تحريف المحرفين للقرآن بدعوى المجاز، فقابلوا الضلال والفساد، بحسم المراد، وخيار الأمور التوسط والاقتصاد. انتهى.))

نقله الشيخ القرضاوي عن محاسن التأويل للقاسمي ج17/151، 152

وهكذا ترى
أن المعنى والعقيدة المغروسة في قلبي وقلبك وقلبه وضميري وضميرك وضميره واحدة...
فالجميع متفق على التالي:

- إثبات النصوص عن الله تعالى أو رسوله
- صرف المعاني البشرية والتي لا تليق بجلال الله
- التأكيد على استفادة معان من هذه النصوص
- الاقتداء بفهم السلف الصالح، والاستدلال بأقوالهم

والخلاف حول هذه المعاني: المفوضة يقولون: لا نخوض فيها بكلامنا ونفوضها لله، المؤولة يقولون: نبحث عن معان مجازية في اللغة يقبلها سياق النص، والسلفية يقولون: نثبت معان تليق بجلال الله.

والله العظيم لا أرى الخطب يحتمل كل هذه الخلافات والشقاقات والتكفيرات والحروب التي يشنها أتباع كل مذهب على الآخر، وما يورثه ذلك بينهم من أحقاد وضغائن، تفرقهم وتذهب ريحهم وتشمت أعداء الله بهم..
وهذا ما عناه الإمام البنا رحمه الله تعالى حينما قال: فلنتعاون فيما اتفقنا عليه، وليعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه..
أليس ذلك ممكناً؟



*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
ممكنا يا ماما هادية ولكن لكي نتقبل بعضنا وخلافاتنا يجب أن يكون التقبل من جميع الاطراف وليس أن يظل أحد الأطراف ينظر من علياء للآخر ويتحدث وكأنه سيتنازل لكي يقبل هذا الخلاف ويرى الآخر مخطئا مفسدا مثيرا للفتن .. وهذا من الجانبين وليس من جانب واحد ..

كل الشرح والتوضيح حميل جدا ولكن بمنطق الإنسان المسلم العادي جدا فسيكون اختصار هذا هو قوله "لا أعلم" .. لذا عندما يرى هذه الخلافات الشديدة والجدل الرهيب من ورائها ويكتشف أنها في النهاية خلافات قد تكون لفظية أو تكون حسب فهمنا فستنقص مصداقية المتجادلين عنده .. ويرى أن هؤلاء لو يحرصون على مصلحة الإسلام فعلا لتجاوزوا هذه الخلافات بالاتفاق أو بالتماس الأعذار أو  بأي طريقة أخرى ..

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
في الحقيقة يا نووي ان ما وجدته بالبحث أن العلماء الذين يتمتعون بفكر وسطي، او الذين كانوا يملكون مشروعا اسلاميا اصلاحيا شاملا كانوا يبحثون دوما عن نقط الالتقاء ويهونون من نقاط الاختلاف... ومن هؤلاء الإمام حسن البنا في رسالته في العقائد، وسلوكه ومنهجه بشكل عام، والشيخ الطنطاوي والقرضاوي كما رأيت في الاقتباسات وآخرون
لكن هناك من يرى الأمور مفصلية محورية لكونها تمس العقيدة، فيضخم جدا من نقاط الاختلاف، ويغرس هذا في تلاميذه ومدعويه.. فتنشأ هذه الصراعات
والله أعلم
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أحمد سامي

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1258
  • حائط برلين لم يهدم عندنا حتى الان يعيش داخلنا
اعتقد ان هذا هو اهم موضوع في المنتدى منذ نشأته فعلا .

طريقة النقاش هذه في هذا الموضوع بالذات لم اجدها في اي منتدى اخر.

فلتكملوا بنفس الطريقة بالله عليكم لأنه فعلا سيكون اهم موضوع بالمنتدى و انا اتجهز لطباعة الافكار و الردود كاملة بعد انتهائه و لو بعد شهور .

‏{‏لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ()إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا‏}‏

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: أعتذر لكم عن عدم قدرتي لمتابعة الموضوع في الأيام السابقة نظرا لأعبائي وأعمالي من دراسة وعمل وشئون الحياة
ثانيا: أشكر لماما هادية صنيعها وبحثها الجاد حول هذا الموضوع وهذه المشاركة العظيمة في الوقوف على مختلف الآراء في هذه المسألة، ومحاولة الوقوف على مدى الخلاف في المسألة ومساعيها الجادة في إثبات أنه مجرد خلاف لفظي لا يقوم عليه عمل ولا يؤثر في اعتقاد، ولا يلزم عنه فرقة ومخاصمة....الخ
وسأضع في المشاركات القادمة تعليقاتي على هذا البحث وبيان موقفي من بعض النقاط فيه

وفي البداية أقف مع السؤال الأول........


اسمح لي ان أتوقف عند هذه النقطة التي تزعجني كثيرا .. وأرجو ألا يحزنك قولي ، ولكنها تشككني في مصداقية أتباع المنهج السلفي...
وهي أنك رأيت أن الأشاعرة يثبتون لله تعالى ما هو أكثر بكثير من الصفات السبع التي ذكرتها ... ومع ذلك لم تقل أنك أخطأت في نسبة تلك التهمة لهم.. ولم أر علماء السلفية يتراجعون عن هذه التهمة في كتبهم او مقالاتهم مهما تبين لهم خطؤها...
وبغض النظر عن الصفات المختلف فيها (وبعضها يثبته الاشاعرة ولا يثبته السلفية كالقدم ومخالفة الحوادث) وبعضها يثبته السلفية ويفوضه او يؤوله الاشاعرة (كالساق والوجه والعين) لكن الصفات التي يثبتها الاشاعرة والمتفق عليها بينهم وبين السلفية اكثر بكثير من السبع التي ذكرتها أنت
فهل لي بتوضيح يشفي القلب  قبل ان ننتقل لمسألة التأويل؟
[/color]

أقول: إن كثيرا من علماء السلفية يطلقون هذا القول على عمومه في اعتقاد المذهب الأشعري، وهو مجمل اعتقادهم في مسألة الصفات..حيث إنهم يثبتون هذه الصفات ويسمونها صفات المعاني وهي الصفات الأساسية عندهم ويردون إليها الصفات السلبية وصفات المعنى...وهذا مشهور في المذهب الأشعري وخاصة عند المتأخرين..ويدرسونه في جامعاتهم...
فأنهم يثبتون لله صفات المعاني وهي عندهم تلك الصفات السبع، وهي الصفات الأساسية عندهم ويؤولون الباقي..... فلقد سلك الأشاعرة منهجاً يقضي بإثبات بعض الصفات الإلهية وتأويل بعض، فأثبتوا سبع صفات فقط، وسموها "صفات المعاني" ثم اشتقوا منها سبعاً أخرى سموها "صفات معنوية" أي منسوبة إلى السبع السابقة، وهي: كونه تعالى قادراً، مريداً، عالماً، حياً، سميعاً بصيراً، متكلماً. كما ذكروا ست صفات أخرى سموها "صفات سلبية" لأن إثباتها ينفي أضدادها وهي: الوجود، القدم، البقاء، مخالفة الحوادث، القيام بالنفس، الوحدانية . فبلغت الصفات عندهم عشرين صفة، إلا أنهم يرجعونها إلى السبع المسمى صفات المعاني.....
وهذه الصفات الأساسية هي ما نظمها صاحب الجوهرة وشرحها علماؤهم... ولم يتقول عليهم هذا أحد من علماء السلفية..وقالوا ذلك على مجمل اعتقادهم..
فيقول اللقاني:

23- فَوَاجبٌ لهُ: الْوُجُودُ وَالْقِـدَمْ  كَـذَا بَقَـاءٌ لاَ يُشَـابُ بِالْـعَـدَمْ

24- وَأَنَّـهُ لِمَـا يَنَـالُ الْـعَـدَمُ  مُخَالـفٌ بُرْهَـانُ هــذَا الْـقِـدَمُ

25- قِيَامُـهُ بِالنَّفـس وَحْدَانيَّـةْ  مُنَـزَّهًـا أَوْصَـافُـهُ سَـنِـيَّـةْ

26- عَنْ ضِدٍّ أَوْ شِبْهٍ شَرِيكٍ مُطْلَقَا  وَوَالَـدٍ كَـذَا الْوَلَـدْ وَاْلأَصْـدِقَـا

27- وَقُــدْرَةٌ إِرَادَةٌ وَغَـايَـرَتْ  أَمْرًا وَعِلْمًا وَالرِّضَـا كمـا ثَبَـتْ

28- وَعِلْمُهُ وَلاَ يُقَـالُ مُكْتَسَـبْ  فَاتْبَعْ سِبِيلَ الحَقِّ وَاطـرَحِ الرِّيَـبْ

29- حَيَاتُهُ كَـذَا الْكَـلاَمُ السَّمْـعُ  ثُمَّ الْبَصَـرْ بَـذِي أَتَانَـا السَّمْـعُ

30- فَهَلْ لَـهُ إِدْرَاكٌ أًوْ لاَ خُلْـفُ  وَعِنْـدَ قَـوْمٍ صَـحَّ فِيـهِ الْوَقْـفُ

31 - حَـيٌّ عَلِيـمٌ قـادِرٌ مُرِيـدُ  سَمِـعْ بَصِيـرٌ مَـا يَشَـا يُرِيـدُ

32- مُتْكَلِّمٌ ثُـمَّ صِفَـاتُ الـذَّاتِ  لَيْسَـتْ بِغَيْـرٍ أَوْ بِعَيْـنِ الــذَّاتِ

33- فَقُـدْرةٌ بِمُمْـكِـنٍ تَعَلَّـقَـتْ  بِـلاَ تَنَاهِـي مَـا بِـهِ تَعَلَّـقَـتْ

34- وَوَحْدَةً أَوْحِتْ لَهَا وَمِثْـلُ ذِي  إِرَادَةٌ وَالْعِلْـمُ لـكِـنْ عَــمَّ ذِى

35- وَعَمَّ أَيْضًا وَاجِبًا وَالمُمْتَنِـعْ  وَمِـثـلُ ذَا كَـلاَمُـهُ فَلْنَـتَّـبِـعْ

36- وَكُلُّ مَوْجُودٍ أَنِطْ لِلسَّمْعِ بِـهْ  كَذَا الْبَصَـرْ إِدْرَاكُـهُ إِنْ قِيـلَ بِـهْ

37- وَغَيْرُ عِلْمٍ هـذِهِ كمـا ثَبَـتْ  ثُـمَّ الحَيَـاةُ مَـا بشَـيْ تَعَلَّقَـتْ
.....................................
ومن تعليق الشيخ إبراهيم الباجوري..قوله:
"فواجب له الوجود: تنقسم الصفات الواجبة إلى قسمين، ثبوتية وسلبية، فالثبوتية قسمان. منها ما يدل على نفس الذات، دون معنى زائدة عليها، وهي الوجود. ومنها ما يدل على معنى زائد على الذات وهي صفات المعاني والمعنوية إلا أن هذا المعنى الزائد وجودي في المعاني، وثبوتي في المعنوية، وكلاهما أربع عشرة صفة: القدرة والإرادة، والعلم والحياة، والسمع، والبصر، والكلام. وكونه تعالى: قديراً، مريداً، عليماً، حياً، بصيراً، سميعاً، بصيراً، متكلماً. فصفات المعاني دلت على معنى زائد على الذات، وكذلك المعنوية، إذ هي عبارة عن قيام المعاني بالذات.
والسلبية خمس صفات، وهي القدم، والبقاء، والقيام بالنفس، والمخالفة للحوادث، والوحدانية".

ويقول فيها أيضا: "وقدرة: لما تكلم على الصفة النفسية، والصفات السلبية شرع يتكلم على صفات المعاني مقدماً لها على الصفات المعنوية، لكونها كالأصل لها، إذ أن المعنوية عبارة عن قيام المعاني بالذات. والمعاني جمع معنى، وهو كل صفة قائمة بموصوف موجبة له حكماً، كقيام القدرة بالذات، فإنه يوجب كونه قادراً".

ثم يقول أيضا:
"-31  حَيٌ عَليمٌ قادرٌ مُريدُ *** سَمِعٌ بَصيرٌ ما يَشَا يُريدُ
حي: هذا شروع فيما هو كالنتيجة لما قبله، وهو الصفات المعنوية وهي سبع: وقيل لها: المعنوية نسبة للسبع المعاني، لأن الاتصاف بها كالفرع للاتصاف بالمعاني، باعتبار التعقل، لا باعتبار التأخر في الزمان. وإن اتصاف محل من المحالِ بكونه عالماً أو قادراً - مثلاً - لا يصح إلا إذا قام به العلم أو القدرة. وإن عد هذه السبع في الصفات هو على سبيل الحقيقة، إن قلنا بصفات الأحوال، وهي صفات ثبوتية، ليست بموجودة ولا بمعدومة، قائمة بموجود، فهذه الصفات ثابتة قائمة بذاته تعالى. وأما إن قلنا بنفي الأحوال، وأنه واسطة بين الوجود والعدم - كما عليه الأشعري وهو المعتمد - فالثابت من الصفات التي تقوم بالذات إنما هو السبع الأوَلُ، أي صفات المعاني. أما هذه فهي عبارة عن قيام تلك بالذات، لا أنها لها ثبوتاً بالخارج عن الذهن بحيث يقال فيها: إنها قائمة بالذات، وهذا لا ينافي أنها أمر اعتباري ثابت في نفسه بقطع النظر عن اعتبار المعتبر فالأحوال صفات قارة في الذات بخلاف الاعتبار الثابت في نفس الأمر فإنه غير قار فيها. وحيث وجبت له الحياة فهو سبحانه حي كما علم من الدين ضرورة، وثبت من الكتاب والسنة بحيث لا يمكن إنكاره ولا تأويله. قال الله تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وقال: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ، هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} والقيوم: القائم بتدبير خلقه، والسَّنةُ: النعاس: وحقيقة الحي هو الذي تكون حياته لذاته، وليس ذلك لأحد من الخلق. والكون حياً عبارة عن قيام الحياة بالذات، وهو أمر اعتباري.
لذلك تُعَرَّفُ الصفات المعنوية بأنها صفات ثبوتية، أي ثابتة للذات، وهي كل صفة ثابتة لا توصف بالوجود - كالمعاني - ولا بالعدم - كالسلبيات - ملازمة للسبع الأوَلُ.

والفرق بين المعاني والمعنوية أن المعاني صفات وجودية والمعنوية ثبوتية بمعنى أنها عبارة عن قيام المعاني بالذات، وهذا هو المعتمد. وأن المعاني ملزومة للمعنوية عقلاً والمعنوية لازمة للمعاني، بمعنى أنه يلزم من كونه قادراً أنه موصوف بالقدرة، كما يلزم من اتصافه بالقدرة كونه قادراً، وأن الصفات المعنوية واجبة له تعالى إجماعاً"
فهل تقوَّل عليهم علماء السلفية ذلك أم أن هذا ما أثبتوه في كتبهم وشروحهم، واعتبروه في اعتقادهم...
........
وجزاكم الله خيرا كثيرا على هذا البحث المستفيض وبإذن الله على انشغالي أشارككم فيه التعليقات والاستفسارات....
........................
ثم إني أسألك يا ماما هادية سؤالا في ختام بحثك هذا.....والذي توصلت فيه إلى نتيجة جيدة تقتضي بأن الجدال في هذه المسألة جدال لفظي بحت ولا يترتب عليه عمل....
ولكن هل توصلت من خلال بحثك إلى أي الفريقين أقرب لروح الصحابة والتابعين في مسألة الصفات واعتقادهم فيها، وأيهم سلك نهجهم واتبع هديهم فيها، وأيهم أولى بالاتباع؟؟؟؟؟
« آخر تحرير: 2011-07-17, 00:35:00 بواسطة فارس الشرق »
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا على ردك أخي فارس.. وأقدر ظروفك.. فأنا أيضا أمر بظروف صعبة وقد أنقطع عن المنتدى... خاصة مع ظروف سوريا التي تزداد ألما ... وإلى الله المشتكى..

أود بداية أن أعلق على ردك على سؤالي إن سمحت لي..



فيقول اللقاني:

23- فَوَاجبٌ لهُ: الْوُجُودُ وَالْقِـدَمْ  كَـذَا بَقَـاءٌ لاَ يُشَـابُ بِالْـعَـدَمْ
--------------------------
ومن تعليق الشيخ إبراهيم الباجوري..قوله:
"فواجب له الوجود: تنقسم الصفات الواجبة إلى قسمين، ثبوتية وسلبية،
-----------------------

فهل تقوَّل عليهم علماء السلفية ذلك أم أن هذا ما أثبتوه في كتبهم وشروحهم، واعتبروه في اعتقادهم...


اخي الكريم
كما ترى فإن الأشعرية يقسمون صفات الله عز وجل إلى واجبة وخبرية
فالواجبة هي التي يتوصل لها الإنسان بعقله وفطرته حتى لو لم تبلغه آيات الله تبارك وتعالى، فالإنسان يبحث بفطرته عن إله قادر مريد سميع بصير عليم حي باق.. وأي صفة تنتقص من هذه الصفات تخل بمعنى الألوهية والربوبية، وهذا ما نحاجج به أتباع الديانات الاخرى حين نناقشهم أن كيف تؤمنون برب لا يسمع، او برب يموت ويزول، او رب عاجز ... إلخ... فيشعرون تلقائيا بالنقص وبسخف العقيدة.. كما قال سيدنا إبراهيم عليه السلام:


- {قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوَهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ * فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ * ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنطِقُونَ * قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلايَضُرُّكُمْ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } (سورة الأنبياء)

- {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لاَ أُحِبُّ الآفِلِينَ } (سورة الأنعام)


أما بقية صفات المولى عز وجل، والتي يثبتها الأشاعرة أيضا (وهذا ما ينكره السلفية، وما واصلت انت إنكاره) فهي الصفات الخبرية أو السمعية، وهي التي وردتنا عن طريق الوحي، وقد وضعتُ بيان ذلك من نفس جوهرة التوحيد وشرحها... وأعيد لك اقتباسه


اقتباس
وعندنا أسماؤه العظيمه................................... كــذا صـفـات ذاتـه قـديـمـه
واختير أن اسماه توقيفيه.................................. كذا الصفات، فاحفظ السمعيه


والشرح لهذا باختصار من كلام الشيخ الباجوري:

"وعندنا –معاشر أهل الحق- أسماؤه العظيمة قديمة، خلافا للمعتزلة، فالله تعالى لم يزل مسمى بأسمائه قبل وجود الخلق، وعند وجودهم وبعد فنائهم، لأنه لا تأثير لهم في أسمائه، وكذلك صفات ذاته قديمة، فهي ليست من وضع خلقه، ولا هي حادثة..
واختير: أي اختار جمهور أهل السنة أن أسماءه تعالى توقيفية وكذلك صفاته، فلا نثبت لله اسماً ولا صفة إلا إذا ورد بذلك توقيف من الشارع، (أي نص صحيح ثابت قطعي) وهذا قول الجمهور
فاحفظ السمعيه: أي فاحفظ الأسماء والصفات الواردة عن طريق السمع، أي في الكتاب أو السنة الثابتة بالإجماع". انتهى


إذن المسألة مسألة تصنيف.. بين صفات واجبة يثبتها العقل والفطرة السليمة، حتى لو لم يبلغه بها نص او وحي، وصفات خبرية سمعية، لم نعرفها إلا من خلال الوحي، كالرحمن الرحيم الحليم الغفور المنتقم ذي العرش ... وبقية صفات المولى تبارك وتعالى

وبغض النظر عن اتفاقك او ختلافك مع هذا التصنيف والتقسيم، كليا أو جزئيا.. لكن يتضح لك بما لا لبس فيه أنهم يثبتون للمولى تبارك وتعالى سائر الصفات (عدا المختلف فيها التي يفوضونها او يؤولونها) ولا يثبتون فقط الصفات السبع الواجبة ...

فهل تتراجع الآن عن رأيك؟ أن تصر على أن تنسب لهم هذه التهمة؟


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
لم أختلف معك على هذا الكلام
وقلت لك إن القول بأن الأشاعرة يتبتون لله سبع صفات فقط ويؤولون الباقي قول على إجمال المذهب
فقد اتفق الأولون والآخرون منهم على إثبات هذه الصفات السبع في ذات الله تعالى وسموها الصفات المعنوية وجعلوها الصفات الأساسية واستدلوا عليها بالعقل..ثم أولوا بقية صفات الذات من الرضا والغضب والفرحوالحب والكره والضحك والوجه واليدين والساق والعينين والقدم .....
كما أنهم أولوا صفات الأفعال..من النزول المجيء والاستواء .....الخ
أو أنهم أولوا الصفات الاختيارة باتفاق..
فكان مجمل عقيدة الأشاعرة أنهم يثبتون هذه الصفات السبع في ذات الله وأفعاله..ويؤولون الباقي..
ومن المسلمات عندهم  أن الأسماء والصفات توقيفية وأنهم يثبتون الأسماء كلها لله تعالى ويشرحون معانيها وما دلت عليه من صفات رغم تأويل بعضهم لصفات الأسماء وفقا لمعتقدهم فيها مثل: العلي، والنور والصمد..الخ
فإثباتهم لهذه الصفات أمر معلوم ولكنهم يرجعونها إلى الصفات السبع الأساسية ....ولذلك كانت هذه العبارة مجملة عن الأشاعرة في إثباتهم للصفات السبع....
.............................................
ولكن هل توصلت من خلال بحثك إلى أي المناهج أقرب لمعتقد الصحابة والتابعين في مسألة الصفات؟؟

"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
أمهلانا لنقرأ :emoti_351: ..... لستما وحيدَين على الحلبة، أنسيتما حظ المتابعين ؟؟ :emoti_144:
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك


إن المسألة الرأس التي يأخذها أصحاب الفكر السلفي على الأشاعرة هي مسألة الإيمان بصفات الله عز وجل
-
-
-
أما المنهج الأشعري..فقد أثبت لله تعالى سبع صفات فقط وهي:  الحياة ، والكلام ، والبصر ، والسمع ، والإرادة ، والعلم ، والقدرة ، ويؤولون الباقي...

....................




ومن المسلمات عندهم  أن الأسماء والصفات توقيفية وأنهم يثبتون الأسماء كلها لله تعالى ويشرحون معانيها وما دلت عليه من صفات رغم تأويل بعضهم لصفات الأسماء وفقا لمعتقدهم فيها مثل: العلي، والنور والصمد..الخ
فإثباتهم لهذه الصفات أمر معلوم ولكنهم يرجعونها إلى الصفات السبع الأساسية ....ولذلك كانت هذه العبارة مجملة عن الأشاعرة في إثباتهم للصفات السبع....



الاقتباس الأول يخالف الثاني
وفي الامر تدليس واضح وتشويه لصورة الأشاعرة ومنهجهم في أذهان العامة
وهو تشويه متعمد، تتواصون به، ولا تتراجعون عنه بكل أسف ولا تعتذرون

فهل هذا شأن أتباع السلف الصالح؟ أن يتهموا الناس بما ليس فيهم، فإذا ما ثبتت براءة الناس من تلك التهمة قالوا لم نكن نعني هذا بل كنا نعني ذاك؟ ثم يمضون أمام أناس آخرين لم يشهدوا هذا الدفاع ليعيدوا نفس التهمة ويصدوا عن منهج الاشاعرة بنفس المنوال!!!

أرجو ان تعذروني إن عبرت عن استيائي الشديد هنا...



ولكن هل توصلت من خلال بحثك إلى أي المناهج أقرب لمعتقد الصحابة والتابعين في مسألة الصفات؟؟



بالطبع توصلت.. وبتوفيق الله تعالى وحده وهدايته.... ففيم كان بحثي إذن؟
هل تحسبني خضت غمار رحلة البحث هذه عبر سنوات من أجل المناظرات والمجادلات، او الدفاع عن عقائد موروثة؟
لا ... بفضل الله
بل خضت رحلة البحث التماساً لنهج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، لاتباع أقرب المسالك لمسلكهم، ابتغاء النجاة يوم الحساب والسعادة في الدارين..
وقد آليت على نفسي أن أتبع الحق حيثما ظهر لي.. فإن أصبت فبتوفيق الله، وإن أخطأت فمن نفسي، وأرجو من الله تعالى العفو والغفران

وقد بينت في مداخلاتي السابقة ما وجدته الحق أو بعبارة أدق أقرب المسالك للحق ولمنهج السلف الصالح ...
ولكنني أتقبل مع ذلك أن يختلف معي آخرون، وأعي تماما ان هذا الخلاف موجود، ولكل رأي أئمته وأدلته.. وأعي أن الجميع في دائرة السنة والجماعة لم يخرجوا منها


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
هدئي من روعك يا ماما هادية
قد بينت القول واضحا واستدللت عليه من قول شراحهم
وهذه المسألة خاصة أشهر من أن يدلل عليها عند الأشاعرة
ونظرا لاختلاف الآراء داخل المذهب فهذا القول على الإجمال عندهم وقد ذكرت ذلك أكثر من مرة....وإلا في المسألة تفصيل أكثر مما هو مذكور الآن.....وأنا لم أنتظر أن تخبريني أن الأشاعرة يثبتون أسماء الله ويقولون بتوقيفها وبتوقيف الصفات...الخ، بل يمكنني أن أسرد لك اختلافات أئمة المذهب في هذه المسألة منذ أبي الحسن الأشعري.....
فعلى رسلك قليلا......
وقد قلت لك إن المسألة الأصل في التأويل.................وهذا ما سأجيبك عنه قادما...
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
حسنا يا أسماء

أتمهل قليلا حتى تستطيعوا المتابعة إن شاء الله... فالمهم أن تتحقق الفائدة

والله الموفق لكل خير
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
حسنا يا أسماء

أتمهل قليلا حتى تستطيعوا المتابعة إن شاء الله... فالمهم أن تتحقق الفائدة

والله الموفق لكل خير


شكرا لكِ ماما هادية  ::ok:: .. كنت أريد أن أطلب منك هذا لكن استحيت ..  :blush::

باركَ الله فيكِ وفي مجهودكِ ونفعنا الله بكِ ..

غير متصل أبو شعيب

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 14
جزاكم الله خيراً على هذا الحوار الراقي ، استفدت منه .

اسمحوا لي بتعقيب بسيط .

الأخ (فارس الشرق) .. إن الأخت (ماما هادية) تأخذ عليك أنك في أولى مشاركاتك حصرت الصفات التي يثبتها الأشاعرة في سبع فقط  .. (( انبته لكلمة فقط )) .. وهذا ما درج عليه علماء السلفية ، وعلّمونا إياه (وأنا سلفي وما زلت - والحمد لله -) ، حتى نشأ طلبة العلم من السلفية على الاعتقاد أن الأشاعرة يعطلون جميع الصفات إلا هذه الصفات .. وهذا ما تقصده (ماما هادية) .

وعن نفسي أتكلم - وأنا سلفي - ، أنه قد ساد عندي هذا الاعتقاد في مرحلة الطلب (وما زلت فيها) .. وأظن أن مشايخنا الكرام أخطأوا في اتهام الأشاعرة بذلك .. أو بالأحرى : في إيهام ذلك في نفوس أتباعهم ، وإن لم يقصدوه .

لذلك ، أنا أرى أن كلام (ماما هادية) صواب .. وأننا لا يجدر بنا أن نقول إنهم يقتصرون في الإثبات على سبع فقط ..

يمكننا القول كما قال الأخ (فارس الشرق) في مشاركته الأخيرة .. وهي : سبع أساسية تتفرع عنها سائر الصفات .. وبذلك لا ننفي عن الأشاعرة إثباتهم لما سوى السبعة .

وأنا عن نفسي أرى أن مواصلة الحوار في هذه المسألة بات عديم الفائدة ، خاصة بعد إثبات الأخ (فارس الشرق) أن الأشاعرة يثبتون ما سوى الصفات السبع ، وإن بالتبعية .. وأظننا يجب أن ننتهي عند هذا الحد حتى لا تضيع الجهود هباء .


------------

الأخت (ماما هادية) ؛

هل تسمحين لي بدخول هذا الحوار والتباحث معك في بعض ما طرحته ؟ أم أنه لا يحق لأحد ذلك إلا  للأخ (فارس الشرق) ؟

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم ابا شعيب
أهلا ومرحبا بك في منتدانا الصغير

 قبل ان تتفضل بمشاركتنا في هذا الحوار ، هل لك أن تخبرني على الباعث لك على التسجيل في منتدانا، وعلى اختيار هذا الموضوع بالذات لتكون اولى مشاركاتك فيه؟
ذلك أن منتدانا ليس متخصصا في حوارات من هذا النوع، وهذا الموضوع جاء عرضا وقدرا اثناء حوار في الساحة السياسية عن احوال مصر.. فالطبيعي ان تشد العضو الجديد المواضيع الساخنة والطاغية بطبيعتها على ساحات المنتدى، أو أن يتلمس منتديات متخصصة ان كانت امثال موضوعنا هذا بغيته..

وبصراحة لي خبرة سيئة في منتديات سابقة، حيث كان كثير من الاعضاء يسجلون خصيصا للمشاركة في هذه الحوارات مما يرفع حدتها ويزيد سخونتها ويضيع فائدتها، ويحولها لمباراة يبحث فيها كل فريق عن تسديد اهداف في مرمى الاخر، بدل ان تكون حوارا فكريا راقيا تسوده تقوى الله عز وجل، ويتحرى فيه الفريقان الصدق والعدل وقول الحق..

لهذا أحب أن أطمئن من هذه الناحية بداية.. وشكرا لحسن تفهمك

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أبو شعيب

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 14
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،

حياك الله يا أخت (ماما هادية) .

جواباً عن سؤالك أقول باختصار أنني لست من المهتمين بالمنتديات والمشاركة فيها ، وإن حصل ، فإن ذلك لا يكون إلا في باب المواضيع الشرعية .

بالنسبة لتسجيلي في منتداكم ، فقد دعاني أحد أعضاء منتداكم (وأتحفظ على ذكر اسمه) للنظر في هذا الموضوع وإبداء رأيي فيه ، بعد أن ألزمته الحجّة (بحسب نظري) في بعض مسائل الصفات .. فأراد مني أن أتابع هذا الموضوع بإنصاف ، وأطرح ما عندي (وليس عندي الكثير) عليك ، باعتباره يثق فيك وفي عقلك ، ويريد بذلك أن يستظهر الحق الذي قد لُبّس عليه .

إن كان هذا الداعي للتسجيل والمشاركة غير صالح ، فأعتذر إليكم من سوء أدبي ، ويمكنكم حذف عضويتي عن رضى وطيب خاطر مني .

وجزاكم الله خيراً