((أَبَى مَنْبِتُ العِيدَانِ أَنْ يَتَغَيَّرَا))
مَثَلٌ يُضْرَبُ للدلالة على شدَّة تأثير الأصل في الإنسان، وأن كُلَّ أخلاق الإنسان تأتي من أصله كريمًا كان أو لئيمًا.
وهو من أمثال جميل ابن معمر العُذْريِّ، قال:
بَنُو الصَّالحينَ الصَّالحونَ ومَنْ يَكُنْ *** لِآباءِ صِدْقٍ يَلْقَهُمْ حَيْثُ سَيَّرَا
أَرَى كُلَّ عُودٍ نَابِتًا في أَرُومَةٍ *** أَبَى مَنْبِتُ العِيدَانِ أَنْ يَتَغَيَّرا
شرح البيتين: آباء الصدق: آباء الخير والصلاح والكرم. ومعنى "سَيَّرَ": أكثر السير. والأَرُومة: الأصل.
يريد أن يقول: الناس أصول مختلفة وأعراق متباينة، كما في الأثر: "الناس معادن"، وكلُّ إنْسانٍ باقٍ على أصله: فمن كان من أصل كريم لم يتحوَّل عنه، ومن كان من أصل لئيم لم يُخالِفه، وجعل الناس أعوادًا وأعراقهم منابِتَ على طريق التمثيل.
والمعنى أنَّ من كان كريم الأصل رفيع الحسب - جرى على ذلك حيثما ذهب، وعكس ذلك اللئيم.