المحرر موضوع: أكذوبة الساعة المنسية ...  (زيارة 6463 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أسيرة الصفحات

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 629
أكذوبة الساعة المنسية ...
« في: 2011-06-21, 16:03:55 »
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تبارك و تعالى , الله الوهاب الذي وهب لي قلبي الجديد , حياتي , ياسين , إبني
اللهم أعنني على تربيته على حب الإسلام

....


1-
أكذوبة الساعة المنسية ...

قالوا عنها أنها ساعة
و قالوا أيضا أنها منسيه

لكنها ليست ساعة , فهي ساعات طوال و أيام تلي شهور , و تليها أعوام و أعوام
و هي ليست أبدا منسية , فمن يمكن أن ينسى أكبر ألم في الوجود ؟
لكنها ببساطة
معجزة
تحدث مع كثير من البشر و بالتحديد النساء , و قد حدثت هذه المعجزة معي , و لذلك جئت أروي لكم تجربتي مع هذه المعجزة , لكن هذه القصة بالرغم أنها تتمحور حولي إلا أني لست بطلتها , فبطلة هذه القصة هي أحب مخلوق إلى قلبي في هذه الحياة , و أحن مخلوق علي , هي البسمة التي تنير ظلمة أفكاري , و العين التي تسهر على راحتي , و الروح التي تهفو الى قلبي , الى التي لا أتحمل البعد عنها أبدا
أمي
" .
نقطة.  "

غير متصل أسيرة الصفحات

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 629
رد: أكذوبة الساعة المنسية ...
« رد #1 في: 2011-06-21, 16:09:45 »

2

كاذب ...

هل هي ولادة ؟ سألني زوجي هذا السؤال للمرة العاشرة في تلك الليلة من ليالي الأربعاء , و قد كنت ساهرة لا أستطيع النوم من الم ألم بي منذ منتصف تلك الليلة و لكني أجبته كما العادة , لا
فموعد ولادتي لا يمكن أن يكون الآن , فقد حدده الأطباء بعد ثلاثة أسابيع , و قد كان هذا الألم خفيفا لكنه أبقاني ساهرة , إنه حتى أخف من ألم الحموضة التي كنت أصرخ منها ليلا حتى أن زوجي كان يسأل لماذا تصرخين هي جاء موعد الولادة و كنت أجيبه بأنها الحموضه فقط !! !
أمضيت الليل في ألم و أنا أتساءل
هل هذا ما يسمونه بالطلق الكاذب ؟

الألم و غسل الصحون ...
جاء الصباح و لم يزل الألم , و كان زوجي قد ذهب الى العمل , أدركت أمي تعد إفطارا فجلسنا نشرب الشاي , و أثناء ذلك وصفت لها ذلك الألم , فوجدت أمي تترك كوبها و تهرع الى المطبخ تغسل الصحون و تجهز طعاما للغداء ! فقلت لها ماذا تفعلين , فقالت : أغسل الصحون ألا ترين , أنت على ولادة ,
فضحكت منها , لأن أمي الحبيبة كانت معتاده دوما قبل أن تذهب الى المشفى من أجل ولادتها أن تغسل الصحون و تعد الطعام و هي تعاني من آلام الطلق , فتركت هذه العادة عندها أثرا و ها هي تنفذه في ولادتي
أقنعتها أن تترك الصحون و نذهب الى المشفى , فالى هذا الحين لم أكن أظن حقا أن الطفل سوف يأتي و اجزمت أنه مجرد ألم بسيط , حضرت أمي حقيبة للإحتياط و ضعت فيها ملابسا و أغراضا للمولود , ثم ذهبنا بالسيارة الى المشفى و في اعتقادي أني أذهب الى أي كشف عادي




------------------------------

3
الطريق الى المشفى ...

كنت أضحك و أقول: هنروح مشوار عالفاضي دي لا ولاده و لا حاجه ,
لسه بدري
ظللت هكذا أسخر من الموقف , حتى جاءتني ضربة قوية من حيث لا أدري في ظهري , حينها طلبت من أمي أن تقف بالسيارة , و طلبنا زوجي على الهاتف فوافانا الى مكاننا و قاد السيارة الى المشفى , و في الطريق الى المشفى كنت أشعر بالألم يزيد و بدأت أشعر بجدية الموقف شيئا فشيئا , لكني أخذت أكذب نفسي و أقول لهم : هذا ما يسمونه بالطلق الكاذب

-----------------------------


4
إنهيار عصبي رقم 1


في المشفى و جدت نفسي في غرفة الطوارئ و قد دخلت علي طبيبة هندية قصيرة , و قد كنت حينها في غاية الهدوء , فحصتني ثم قالت
ولادة
و كأنها دمرت سد سيل عرم , فحين سمعت هذه الكلمة جاءتني صدمة عصبية , و أخذت أبكي بكاء كثيرا و أنا أصرخ : مش عاوزه أولد مش عاوزه أولد أنا مقدرش أولد
حاولت أمي أن تهدئ من روعي بلا جدوى , فقد تمكن مني الإنهيار تماما بالرغم من أني لم أكن أشعر حينها بألم شديد , لكني فكرة الولادة نفسها سيطرت على نفسي كليا و و أخذت صور من أفلام قديمة و حديثة تمر أمام ناظري عن ممثلات يلدن و يصرخن بكل ما أوتين من أحبال صوتيه , فهلعت و أصابتني نوبة انهيار , حتى أن ضغط دمي ارتفع , و كان هناك خطر على الطفل
و من وراء الستار سمعني طبيب ما , فقال لي : بتعيطي ليه ؟ فصرخت فيه بلا وعي و قد وجدت ضالتي التي سوف أصب عليها غضبي  : و أنت مالك أنتا إنتا مين أساسا فاكر نفسك مين ؟
فهرب بجلده

--------------------------



5
غرفة الولادة الجزء الأول

أدخلوني غرفة الولادة , و ارتديت زي المشفى ذلك الأخضرالباهت المقيت , و كانت الغرفة حاره , ليس بها إلا سرير أبيض به كثير من الأزرار, قامو بتكبيلي بالأجهزة و المحاليل في هذا السرير الذي يحيط به بضع مناضد عليها مقصات و أدوات جراحية و أخرى غريبة , و أمام السرير هناك كرسي تجلس عليه ممرضة تشبه السجان المراقب  ترتدي زيا أخضرا أيضا لكنه داكن اللون , تكتب في كراستها كلمات كثيرة , و تبتسم لي بين الفنية و الفنية , جاءت ممرضة أخرى , تقيس ضغط دمي و تضع أجهزة لقياس نبض الجنين , و سمعت هذا اليوم نبضه سريعا , فإذا جاءني الألم كان نبضه يعلو و أجد صغيري يتحرك بسرعه حتى يوقع الجهاز الذي وضعوه فو قي ... كانت أمي تجلس بجواري محاولة أن تخفي ملامح القلق عني و تفتعل الضحك تارة و تمسك يدي تارة , أما زوجي فكان ممنوعا عليه أن يأتي الى تلك الغرفه فظل في الخارج ينتظر ...


---------------------

« آخر تحرير: 2011-06-22, 12:26:15 بواسطة أسيرة الصفحات »
" .
نقطة.  "

غير متصل أسيرة الصفحات

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 629
رد: أكذوبة الساعة المنسية ...
« رد #2 في: 2011-06-21, 16:12:55 »



6
إنهيار عصبي رقم 2

لم تكن صرخة بشرية تلك التي اخترقت أذني و أنا مكبلة في سريري الأبيض في غرفة الولادة , فقد كان في الغرفة التي تجاورني سيدة أخرى على مشارف الولادة تراسلني بصرخاتها التي تنم عن ألم رهيب , ألم شعرت به من صراخها المتقطع الذي أفقدني صوابي لمدة ثلاث ساعات , تصرخ و تصرخ , حتى أصابتني بانهيار عصبي مرة أخرى , و أخذت أصيح في الممرضات : عاوزه أولد قيصري , مش عاوزه أولد طبيعي , خدروني و طلعو البيبي , ربنا يخليكو ,
بكيت و بكيت حتى زارتني الطبيبة التي قالت أني لا أحتاج الى الولادة القيصريه و أن الطبيعي أفضل , ثم أفهمتني أني لازلت في بداية الولاده و أن الأمر سيأخذ وقتا لهذا سوف تنقلني الى غرفة أخرى بعيدة عن جو الولادات المرعب



7
غرفة في الطابق الأول

و في غرفة في الطابق الأول تم تهريبي لكي أرى زوجي الذي كان مسموحا له بالدخول , و كانت هناك ساعات طوال من الإنتظار , تأتيني فيها الطبيبه تراقب تقدم الألم , ظل زوجي يواسيني و يصبرني و أنا اقول له أني أعرف نفسي و أعلم أني لست بمقدوري أن أتحمل هذا الألم الرهيب , و كانت أمي الحبيبه تقول أن كل النساء يلدن و هذه طبيعة الحياة , فكنت أشعر ببعض اللإطمئنان و هم يشدون من أزري , و اخذ زوجي يشجعني على المشي تسهيلا لهذه الولادة , و ظللنا نمشي في طرقات المشفى كأننا في فترة شهر العسل نتمشى على الكورنيش , نسيت خلال مشينا تلك السيده التي تصرخ و ذلك المشفى الرهيب




8
على سرير بعجلات

حان الوقت , جاءت ثلاثة ممرضات و حملنني على سرير بعجلات , و شعرت بنفسي أتجول في المشفى تحركني الأيادي , و ناظري الى سقف يجري , و رأيت شريط حياتي يجري معه ,و زوجي و أمي ينسحبان بعيدا بعيدا ,
 في تلك اللحظه شعرت أني مودعة الحياة , و فكرت , يا ترى إذا أخذ الله أمانته فهل أنا مستعده لمغادرة الدنيا ؟ ووجدتها في قلبي , تلك الدنيا , قابعه راسخة , و شعرت بأني غير مستعده لأن أقابل وجه الله تعالى , و دعوت ربي حينها أن ينجيني و يمهلني ... فقد شعرت بخوف أكبر هذه المرة من الألم
إنه
الخوف من لقاء الله تعالى ..


يتبع إن شاء الله

" .
نقطة.  "

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: أكذوبة الساعة المنسية ...
« رد #3 في: 2011-06-21, 20:23:16 »
 emo (30):

عادة تصب الزوجات جام غضبهن على الزوج يا سلمى لانه السبب في المصيبة التي يخضنها

يبدو ان زوجك كان محظوظا وأكلها الطبيب بدلا منه
  ::)smile:
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: أكذوبة الساعة المنسية ...
« رد #4 في: 2011-06-21, 20:59:46 »
هههههههههههه  :emoti_282: ::)smile:
رحم الله نساء قريتي، ربما كانت تلد الواحدة منهن دون أن يعلم بعض الذين يعيشون معها في البيت فضلا عن الجيران :emoti_64: :emoti_138:
ربنا يهديهم بتوع الأفلام.... :emoti_404:
كلماتك تؤسِر يا أسيرة...بدايتها ومنتهاها،....حب الأم واستلهام حنانها وعطفها، وحب الله والخوف من لقائه...
ينتظر....
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: أكذوبة الساعة المنسية ...
« رد #5 في: 2011-06-21, 21:58:16 »
مبارك عليك ياسين يا سلمى ::roses2::
 مشوقة جدا هذه التفاصيل ::)smile:
ما أعظمها وما أهمها لحظات البحث عن مدى استعدادنا للقاء الله.... بانتظار المزيد
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب