هذا كان عند الحطيئة، في زمان كان يقدر الشعراء والنقاد والأدباء للشعر مكانته ومقامه فيعلمون أن الشعر ليس بالشيء الهين وأن الشاعر ليس رجلا عاديا، ونطق العقاد بهذا فقال في وصف الشاعر والشعر:
يجني المودة مما لاحيــــــاة لــــــــه
إذا جفاه من الأحيـــــاء خـــوان
ويحسب النجم ألحاظا تساهـــــــــره
والودق يبكيه دمع منـــه هتــان
إذا تجهم وجه الناس ضاحكــــــــــه
ثغرالورود ومال السرو والبان
تفضي له ألسن الدنيا بما علمــــــت
كأنما هو في الدنيا سليمــــــان
والشعر ألسنة تفضي الحياة بهـــــــا
إلى الحياة بما يطويه كـتــمــان
لولا القريض لكانت وهي فاتنـــــــة
خرساء ليس لها بالقول تبــيــان
مادام في الكون ركن في الحياة يرى
ففي صحائفه للشعر ديـــــــوان