من هو هذا القحطاني؟ وهل يعمم أهل السنة بهجائه هذا أم يختص منهم مذهبا معينا مخالفا لمذهبه؟
تختلف نظرة الناس في تقييم الآخرين، فمنهم من يقدر التقوى والتمسك بالفضائل، والتحلي بالقيم، ويجعل هذا هو المقياس الذي يقيس به الناس، ومنهم من تبهره المظاهر، ويحكم بالظاهر..
وقد عانى حافظ إبراهيم من هذه النظرة، وبدا له ذلك واضحا جليا عندما ارتدى رداء جديدا، وتخلى عن ردائه القديم، فراح يدعو لردائه الجديد ألا تقترب منه إبرة الرفّاء التي صحبته دهرا..
ويقول:
يا ردائي وأنت خير رداء....................................... أرتجيه لزينة وازدهاء
لا أحالت لك الحوادث لونا.................................... وتعدَّتك ناسجاتُ الجِواء
غفلت عنك للبلى نظراتٌ........................................ وتخطتك إبرة الرفّاء
صَحِبَتني –قبل اصطحابك- دهرًا........................ بذلةٌ في تلون الحرباء
نسبوها لطيلسان (ابن حرب) .............................. نسبةً لم تكن بذاتِ افتراء
كشف الدهر لونها واستعارت................................ لونَ وجهِ الكذوبِ عند اللقاء
يا ردائي جعلتني عند قومي................................ فوق ما أشتهي وفوق الرجاء
إن قومي تروقهم جِدَّةُ الثو.................................... بِ ولا يعشقون غير الرُّواء
قيمة المرء عندهم بين ثوبٍ.................................... باهرٍ لونُه وبين حذاء
قعد الفضلُ بي وقُمتَ بِعزّي.................................. بين صحبي، جُزيت خير الجزاء.
الهمزة
مذاهب أهل السنة وان اختلفت اساميها فهي متحدة في مضامينها، والواقع يشهد ان هذا الرجل قد هجا فكرهم ومفاهيمهم فعم هجاءه الجميع وان لم يسم سوى طرف واحد
وهو مجهول لا يعرف له نسب، وما يذكر فيه غير صحيح!هل تعرفون من هو ابن حرب وما طيلسانه؟!!
اهدى أحمد بن حرب المهلبي الشاعر أبا علي الحمدوني طيلسانا - عباءة - فوجد به عيبا، فظل يهجوه بشعر مضحك انتشر بين الناس في العصر العباسي كثيرا
ومما قال بالهمز:
قل لابن حربٍ: طليسا ... نُك قومُ نوحٍ منه أحدثْ
أفنى القرون ولم يزل ... عمّن مضى من قبلُ يورَثْفإذا العيون لحظْنَه ... فكأنّه باللحظ يُحْرَثْ
يودي إذا لم أرفُهُ ... فإذا رفوتُ فليس يَلبثْ
كالكلب إن تحملْ عليـ ... ـه الدهرَ أو تتركه يلهثْ