المحرر موضوع: قصائد دمشقية  (زيارة 32509 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
قصائد دمشقية
« في: 2011-04-29, 04:12:41 »
قصيدة: ترصيع بالذهب على سيف دمشقي
للشاعر نزار قباني
أتراها تحبني ميسون..؟
أم توهمت والنساء ظنون
يا ابنة العم... والهوى أموي
كيف أخفي الهوى وكيف أبين
هل مرايا دمشق تعرف وجهي
من جديد أم غيرتني السنين؟
يا زمانا في الصالحية سمحا
أين مني الغوى وأين الفتون؟
يا سريري.. ويا شراشف أمي
يا عصافير.. يا شذا، يا غصون
يا زواريب حارتي.. خبئيني
بين جفنيك فالزمان ضنين
واعذريني إن بدوت حزينا
إن وجه المحب وجه حزين
ها هي الشام بعد فرقة دهر
أنهر سبعة ..وحور عين
آه يا شام.. كيف أشرح ما بي
وأنا فيك دائما مسكون
يا دمشق التي تفشى شذاها
تحت جلدي كأنه الزيزفون
قادم من مدائن الريح وحدي
فاحتضني ،كالطفل، يا قاسيون
أهي مجنونة بشوقي إليها...
هذه الشام، أم أنا المجنون؟
إن تخلت كل المقادير عني
فبعيني حبيبتي أستعين
جاء تشرين يا حبيبة عمري
أحسن وقت للهوى تشرين
ولنا موعد على جبل الشيخ
كم الثلج دافئ.. وحنون
سنوات سبع من الحزن مرت
مات فيها الصفصاف والزيتون
شام.. يا شام.. يا أميرة حبي
كيف ينسى غرامه المجنون؟
شمس غرناطة أطلت علينا
بعد يأس وزغردت ميسلون
جاء تشرين.. إن وجهك أحلى
بكثير... ما سره تشرين ؟
إن أرض الجولان تشبه عينيك
فماء يجري.. ولوز.. وتين
مزقي يا دمشق خارطة الذل
وقولي للدهر كن فيكون
استردت أيامها بك بدر
واستعادت شبابها حطين
كتب الله أن تكوني دمشقا
بك يبدا وينتهي التكوين
هزم الروم بعد سبع عجاف
وتعافى وجداننا المطعون
اسحبي الذيل يا قنيطرة المجد
وكحل جفنيك يا حرمون
علمينا فقه العروبة يا شام
فأنت البيان والتبيين

وطني، يا قصيدة النار والورد
تغنت بما صنعت القرون
إركبي الشمس يا دمشق حصانا
ولك الله ... حافظ و أمين
« آخر تحرير: 2011-04-29, 04:34:13 بواسطة فارس الشرق »
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل سلمى أمين

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 2671
  • الجنس: أنثى
  • و مالنا ألّا نتوكل على الله، وقد هدانا سُبلَنا ..
رد: قصائد دمشقية
« رد #1 في: 2011-04-29, 10:21:16 »
رغم اني مش بحترم الشخص ده ...

الا ان القصيدة رااائعة طبعا ...

أتعلمين ما هو الوطن يا صفيّة ؟

- الوطن هو ألّا يكون هذا كلَّه .. [/

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: قصائد دمشقية
« رد #2 في: 2011-04-29, 19:09:47 »
زبادي ما دمت تحبين هذا الشاعر كل هذا الحب فلك منه هذه القصيدة أيضا.

القصيدة الدمشقية
للشاعر نزار قباني
هذي دمشق.. وهذي الكأس والراح
إني أحب... وبعض الحب ذباح
أنا الدمشقي.. لو شرحتم جسدي
لسال منه عناقيد.. وتفاح
و لو فتحتم شراييني بمديتكم
سمعتم في دمي أصوات من راحوا
زراعة القلب.. تشفي بعض من عشقوا
وما لقلبي -إذا أحببت- جراح
مآذن الشام تبكي إذ تعانقني
و للمآذن.. كالأشجار.. أرواح
للياسمين حقوق في منازلنا..
وقطة البيت تغفو حيث ترتاح
طاحونة البن جزء من طفولتنا
فكيف أنسى؟ وعطر الهيل فواح
هذا مكان "أبي المعتز".. منتظر
ووجه "فائزة" حلو و لماح
هنا جذوري.. هنا قلبي... هنا لغتي
فكيف أوضح؟ هل في العشق إيضاح؟
كم من دمشقية باعت أساورها
حتى أغازلها... والشعر مفتاح
أتيت يا شجر الصفصاف معتذرا
فهل تسامح هيفاء ..ووضاح؟
خمسون عاما.. وأجزائي مبعثرة..
فوق المحيط.. وما في الأفق مصباح
تقاذفتني بحار لا ضفاف لها..
وطاردتني شياطين وأشباح
أقاتل القبح في شعري وفي أدبي
حتى يفتح نوار... وقداح
ما للعروبة تبدو مثل أرملة؟
أليس في كتب التاريخ أفراح؟
والشعر.. ماذا سيبقى من أصالته؟
إذا تولاه نصاب ... ومداح؟
وكيف نكتب والأقفال في فمنا؟
وكل ثانية يأتيك سفاح؟

حملت شعري على ظهري فأتعبني
ماذا من الشعر يبقى حين يرتاح؟
« آخر تحرير: 2011-04-29, 19:13:56 بواسطة فارس الشرق »
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

Al-Muslim

  • زائر
رد: قصائد دمشقية
« رد #3 في: 2011-05-01, 17:01:52 »

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: قصائد دمشقية
« رد #4 في: 2011-05-01, 17:26:01 »
تقرير سري جداً

http://nizar.ealwan.com/poetry.php?id=38

بعض الفاظها وقحة جدا ولكنها أقل كثيرا من الحقيقة .. وآخذ عليه أيضا قصره المقاومة على جنوب لبنان ونسيانه لملحمة الملاحم غزة الأبية .. وأصلا القصيدة لم تعد تناسب الموقف المشتعل بالثورات في كل ركن ..

غير متصل بسمة ذياب

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 345
رد: قصائد دمشقية
« رد #5 في: 2011-05-01, 17:29:51 »
غزة الأبية نعم ... ولكن الشاعر كان قد مات من زمان ( نزار قباني ) والقصيدة قديمة.

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: قصائد دمشقية
« رد #6 في: 2011-05-01, 20:49:43 »
هل تطلبون نبذة صغيرة عن أرض (قمعستان)
تلك التي تمتد من شمال إفريقيا
إلى بلاد نفطستان
تلك التي تمتد من شواطئ القهر إلى شواطئ
القتل
إلى شواطئ السحل, إلى شواطئ الأحزان ..
وسيفها يمتد بين مدخل الشريان والشريان
ملوكها يقرفصون فوق رقبة الشعوب بالوراثة
ويفقئون أعين الأطفال بالوراثه
ويكرهون الورق الأبيض, والمداد, والأقلام بالوراثة
وأول البنود في دستورها:
يقضي بأن تلغى غريزة الكلام في الإنسان
الله ... يا زمان ...

.........................................

قصيدة ساخرة جدا، ودلالاتها قوية أيضا
تعبر بصدق عما كان يحدث في البلاد العربية قبل أن تهب من سباتها
ولكنها الآن ما عادت تناسب هذه الصورة التي أبانت عنها شجاعة الشعوب وبسالتها في مواجهة الطغيان والذل
وفي الوقوف أمام الموت بصدر منفتح وقلب رابط الجأش
إنها صورة العزة والفخار والنصر...هذه التي تحتاج لقرائح الشعراء وأقلامهم

"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل بسمة ذياب

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 345
رد: قصائد دمشقية
« رد #7 في: 2011-05-01, 22:05:47 »
 " ...تعبر بصدق عما كان يحدث في البلاد العربية قبل أن تهب من سباتها "

والله يا فارس الشرق لم تنته مدة صلاحية المقطع  الذي اقتبسته أنت من القصيدة ، فالقمع الدموي مستمرّ ولذلك فالثورة مستمرة.

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: قصائد دمشقية
« رد #8 في: 2011-05-13, 16:33:02 »
أبشر بها ..  
قصيدة للشاعر عبدالرحمن العشماوي



أبْشِــــرْ بِها يا شيْــــــخَنا إِعصارا
يرمي وجـوهَ الظالمينَ ، ونـــــاراَ
أَبْشِرْ بسيفِ قصـــــيدةٍ ممشُــــوقَةٍ  
يلقى المُــــــــكابِرَ صارِماً بتَّــــارا
أرْسَلْتُـــها مــــــوَّارةً فـــــــــــتَّاكةً
والشِّعــرُ يقتُـــــلُ إنْ أتى مــــوَّارا
مازِلتُ منذ عرفتُ شــعْرَ طفولتي
أُلْقــــيهِ في وجهِ العــــدوِّ شَـــرارا
لا خيرَ في شعـــرٍ يُمالئُ ظــــالِماً
مُتـــــجَانِفاً عنْ دِينِـــــهِ غــــــدَّارا
أنَّى تعـــيشُ قصيدتي في لَحْنِــــها
مسرورةً و البغيُ يهـــــدِمُ دارَا ؟!
أنَّى أُرقِّصُــــــــها على أوْزانِــــها
وأنا أرى في سوريا الإنْــــذارا ؟!
وأرى دمشقَ الشامِ تخفِضُ رأسها
خجلاً ،وتدعو لربِّها اسْتِنْصَارا ؟!
وأرى اعتـــداءً صارِخاً في دَرْعةٍ
وأرى جنـوداً يُحْكِمونَ حِصارا ؟!
يَطَأونَ أعــــناق الرِّجــــــالِ إهانةً
وعلى المساجـــدِ يطلقونَ النَّــــارا
تخــــــتالُ دبَّابــــاتُهُمْ ، وكأنَّــــــها
تلقى العــدوَّ وجــــيشَهُ الجــــرَّارا
كانتْ مُخـــــبَّأةَ لتقــــتُلَ شعـــــبها
حِقــــداً عليه وتــهْتِــكَ الأســــتارا
بئــــسَ الجيــوشُ إذا غدتْ أُلْعوبةً
بيــدِ الطُّغاةِ ، وداســــتِ الأزهارا
أسَفي على الجيش الذي تَركَ العِدا
ومَضى يُحـارِبُ شَعـــبهُ استكبارا
جيشٌ على أشـلاءِ شعبٍ ، لم يزلْ
يخـــتالُ يطوي ليـــــلهُ وَنَـــــهَارا
عهـــدي بأنَّ الجيـشَ يحمي شعبَهُ
ويصُــــدُّ عنْ أوطانِهِ الأخــــطارا
لكنَّهُ في الشَّـــــامِ أصبــــحَ قاتـــلاً
يرْمي الصُّدُورَ العاريـــاتِ جِهَارا
أرأيتَ في الدنيــــــا نظاماً صالِحاً
للحُكْمِ ، يُلْـــــقِمُ شعبهُ الأحجارا ؟!
هي شـــامُنا ، لا سلَّــــــمَ اللهُ الذي
قطَعَ الطَّريقَ وحــــرَّكَ الإعصارا
وجَثَا علـــــيها مثلَ كابوسٍ جــــثَا
ليلاً على صَدْرِ الضَّعيفِ وجَـــارا

يا شيخُ يا عدنانُ ، هـــذي أحْرُفي
مثل الرَّصاصِ تُحاربُ الفجَّــــارا
إنِّي لأرســــلُ حَـــــرَّها وسَمُومَها
لتصُـــدَّ عن أخــــــيارِنا الأشرارا
وأزُفُّ أجـــملَ ما تصُوغُ حروفُها
للمصلحـــينَ خمـــــيلةً ونُضــــارا
هي نُصرَةُ المظـلومِ يُطْلبُ أجْرَها
عنــــــدَ الذي لا يخذُلُ الأنـــصارا
يا شيخنا يا قــــامِعَ البــــــدَعِ التي
أمسى مُـــروِّجُ وهــمِـــها يَتوارى
إنِّي لأبصِــــــرُ للعـــــدوِّ نهـــــايةً  
سوداءَ ، تُنهي السُّـوقَ والسِّمسَارا
وتُعــــــيدُ أرْضَ الشَّامِ أرْضاً حُرَّةً
تستــــــقبل الفضلاءَ و الأخــــيارا
هي سُنَّة الرَّحمـــن تحـــــكمُ كوْنَهُ
أنْ لا يرى الباغُـــونَ إلاَّ العَــــارا
أبْشِــــرْ بنصْـــرٍ في شآمِكَ حـاسمٍ  
يَشـفي الصُّـــدورَ ويُذُهِبُ الأكدارا
« آخر تحرير: 2011-05-13, 16:43:39 بواسطة فارس الشرق »
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: قصائد دمشقية
« رد #9 في: 2011-06-15, 04:32:12 »
قصيدة: من مفكرة عاشق دمشقي
لنزار قباني


فرشتُ فوقَ ثراكِ الطاهـرِ الهدبـا   فيا دمشـقُ... لماذا نبـدأ العتبـا؟
حبيبتي أنـتِ... فاستلقي كأغنيـةٍ   على ذراعي، ولا تستوضحي السببا
أنتِ النساءُ جميعاً.. ما من امـرأةٍ   أحببتُ بعدك..ِ إلا خلتُها كـذبا
يا شامُ، إنَّ جراحي لا ضفافَ لها   فامسّحي عن جبيني الحزنَ والتعبا
وأرجعيني إلى أسـوارِ مدرسـتي   وأرجعي الحبرَ والطبشورَ والكتبا
تلكَ الزواريبُ كم كنزٍ طمرتُ بها   وكم تركتُ عليها ذكرياتِ صـبا
وكم رسمتُ على جدرانِها صـوراً   وكم كسرتُ على أدراجـها لُعبا
أتيتُ من رحمِ الأحزانِ... يا وطني   أقبّلُ الأرضَ والأبـوابَ والشُّـهبا
حبّي هـنا.. وحبيباتي ولـدنَ هـنا   فمـن يعيـدُ ليَ العمرَ الذي ذهبا؟
أنا قبيلـةُ عشّـاقٍ بكامـلـها   ومن دموعي سقيتُ البحرَ والسّحُبا
فكـلُّ صفصافـةٍ حّولتُها امـرأةً   و كـلُّ مئذنـةٍ رصّـعتُها ذهـبا
هـذي البساتـينُ كانت بينَ أمتعتي   لما ارتحلـتُ عـن الفيحـاءِ مغتربا
فلا قميصَ من القمصـانِ ألبسـهُ   إلا وجـدتُ على خيطانـهِ عنبا
كـم مبحـرٍ.. وهمومُ البرِّ تسكنهُ   وهاربٍ من قضاءِ الحبِّ ما هـربا
يا شـامُ، أيـنَ هما عـينا معاويةٍ   وأيـنَ من زحموا بالمنكـبِ الشُّهبا
فلا خيـولُ بني حمـدانَ راقصـةٌ   زُهــواً... ولا المتنبّي مالئٌ حَـلبا
وقبـرُ خالدَ في حـمصٍ نلامسـهُ   فـيرجفُ القبـرُ من زوّارهِ غـضبا
يا رُبَّ حـيٍّ.. رخامُ القبرِ مسكنـهُ   ورُبَّ ميّتٍ.. على أقدامـهِ انتصـبا
يا ابنَ الوليـدِ.. ألا سيـفٌ تؤجّرهُ؟   فكلُّ أسيافنا قد أصبحـت خشـبا
دمشـقُ، يا كنزَ أحلامي ومروحتي   أشكو العروبةَ أم أشكو لكِ العربا؟
أدمـت سياطُ حزيرانَ ظهورهم   فأدمنوها.. وباسوا كفَّ من ضربا
وطالعوا كتبَ التاريخِ.. واقتنعوا   متى البنادقُ كانت تسكنُ الكتبا؟
سقـوا فلسطـينَ أحلاماً ملوّنةً   وأطعموها سخيفَ القولِ والخطبا
وخلّفوا القدسَ فوقَ الوحلِ عاريةً   تبيحُ عـزّةَ نهديها لمـن رغِبـا..
هل من فلسطينَ مكتوبٌ يطمئنني   عمّن كتبتُ إليهِ.. وهوَ ما كتبا؟
وعن بساتينَ ليمونٍ، وعن حلمٍ   يزدادُ عنّي ابتعاداً.. كلّما اقتربا
أيا فلسطينُ.. من يهديكِ زنبقةً؟   ومن يعيدُ لكِ البيتَ الذي خربا؟
شردتِ فوقَ رصيفِ الدمعِ باحثةً   عن الحنانِ، ولكن ما وجدتِ أبا..
تلفّـتي... تجـدينا في مَـباذلنا..   من يعبدُ الجنسَ، أو من يعبدُ الذهبا
فواحـدٌ أعمـتِ النُعمى بصيرتَهُ   فانحنى وأعطى الغـواني كـلُّ ما كسبا
وواحدٌ ببحـارِ النفـطِ مغتسـلٌ   قد ضاقَ بالخيشِ ثوباً فارتدى القصبا
وواحـدٌ نرجسـيٌّ في سـريرتهِ   وواحـدٌ من دمِ الأحرارِ قد شربا
إن كانَ من ذبحوا التاريخَ هم نسبي   على العصـورِ.. فإنّي أرفضُ النسبا
يا شامُ، يا شامُ، ما في جعبتي طربٌ   أستغفرُ الشـعرَ أن يستجديَ الطربا
ماذا سأقرأُ مـن شعري ومن أدبي؟   حوافرُ الخيلِ داسـت عندنا الأدبا
وحاصرتنا.. وآذتنـا.. فلا قلـمٌ   قالَ الحقيقةَ إلا اغتيـلَ أو صُـلبا
يا من يعاتبُ مذبوحـاً على دمـهِ   ونزفِ شريانهِ، ما أسهـلَ العـتبا
من جرّبَ الكيَّ لا ينسـى مواجعهُ   ومن رأى السمَّ لا يشقى كمن شربا
حبلُ الفجيعةِ ملتفٌّ عـلى عنقي   من ذا يعاتبُ مشنوقاً إذا اضطربا؟
الشعرُ ليـسَ حمامـاتٍ نـطيّرها   نحوَ السماءِ، ولا ناياً.. وريحَ صَبا
لكنّهُ غضـبٌ طـالت أظـافـرهُ   ما أجبنَ الشعرَ إن لم يركبِ الغضبا

« آخر تحرير: 2011-06-15, 04:35:04 بواسطة فارس الشرق »
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: قصائد دمشقية
« رد #10 في: 2011-06-28, 23:18:47 »
سلام من صبا بردي أرق
أحمد شوقي


 1 سلام  من  صبا  بردى  أرق   ***   ودمع  لا  يكفكف  يا   دمشق
  2 ومعذرة   اليراعة    والقوافي   ***   جلال الرزء عن  وصف  يدق
  3 وذكرى عن  خواطرها  لقلبي   ***   إليك   تلفت    أبدا    وخفق
  4 وبي  مما  رمتك  به   الليالي   ***   جراحات لها في  القلب  عمق
  5 دخلتك  والأصيل  له   ائتلاق   ***   ووجهك ضاحك القسمات طلق
  6 وتحت جنانك  الأنهار  تجري   ***   وملء  رباك  أوراق   وورق
  7 وحولي   فتية   غر    صباح   ***   لهم في الفضل غايات  وسبق
  8 على  لهواتهم  شعراء   لسن   ***   وفي  أعطافهم  خطباء   شدق
  9 رواة قصائدي  فاعجب  لشعر   ***   بكل   محلة    يرويه    خلق
  10 غمزت  إباءهم   حتى   تلظت   ***   أنوف الأسد  واضطرم  المدق
  11 وضج  من  الشكيمة  كل  حر   ***   أبي   من   أمية   فيه   عتق
  12 لحاها   الله    أنباء    توالت   ***   على  سمع  الولي  بما  يشق
  13 يفصلها   إلى   الدنيا    بريد   ***   ويجملها  إلى   الآفاق   برق
  14 تكاد  لروعة   الأحداث   فيها   ***   تخال من الخرافة وهي  صدق
  15 وقيل   معالم   التاريخ   دكت   ***   وقيل  أصابها   تلف   وحرق
  16 ألست  دمشق  للإسلام  ظئرا   ***   ومرضعة   الأبوة   لا    تعق
  17 صلاح الدين  تاجك  لم  يجمل   ***   ولم  يوسم  بأزين  منه  فرق
  18 وكل حضارة في الأرض طالت   ***   لها من سرحك  العلوي  عرق
  19 سماؤك من حلى الماضي كتاب   ***   وأرضك من حلى التاريخ  رق
  20 بنيت  الدولة  الكبرى   وملكا   ***   غبار   حضارتيه   لا   يشق
  21 له   بالشام   أعلام   وعرس   ***   بشائره      بأندلس      تدق
  22 رباع الخلد  ويحك  ما  دهاها   ***   أحق   أنها    درست    أحق
  23 وهل غرف  الجنان  منضدات   ***   وهل  لنعيمهن  كأمس   نسق
  24 وأين دمى المقاصر من  حجال   ***   مهتكة      وأستار      تشق
  25 برزن وفي نواحي  الأيك  نار   ***   وخلف   الأيك   أفراخ   تزق
  26 إذا رمن  السلامة  من  طريق   ***   أتت من  دونه  للموت  طرق
  27 بليل     للقذائف      والمنايا   ***   وراء  سمائه  خطف  وصعق
  28 إذا عصف الحديد  احمر  أفق   ***   على   جنباته   واسود   أفق
  29 سلي من راع غيدك بعد  وهن   ***   أبين  فؤاده   والصخر   فرق
  30 وللمستعمرين   وإن    ألانوا   ***   قلوب   كالحجارة   لا    ترق
  31 رماك  بطيشه  ورمى   فرنسا   ***   أخو حرب  به  صلف  وحمق
  32 إذاما   جاءه    طلاب    حق   ***   يقول عصابة  خرجوا  وشقوا
  33 دم   الثوار   تعرفه    فرنسا   ***   وتعلم    أنه    نور     وحق
  34 جرى  في  أرضها  فيه  حياة   ***   كمنهل  السماء   وفيه   رزق
  35 بلاد   مات    فتيتها    لتحيا   ***   وزالوا  دون   قومهم   ليبقوا
  36 وحررت الشعوب  على  قناها   ***   فكيف   على   قناها   تسترق
  37 بني سورية  اطرحوا  الأماني   ***   وألقوا  عنكم   الأحلام   ألقوا
  38 فمن خدع السياسة  أن  تغروا   ***   بألقاب   الإمارة   وهي   رق
  39 وكم  صيد  بدا  لك  من  ذليل   ***   كما مالت من المصلوب  عنق
  40 فتوق الملك تحدث  ثم  تمضي   ***   ولا  يمضي   لمختلفين   فتق
  41 نصحت ونحن  مختلفون  دارا   ***   ولكن  كلنا  في   الهم   شرق
  42 ويجمعنا   إذا   اختلفت   بلاد   ***   بيان   غير   مختلف   ونطق
  43 وقفتم  بين  موت   أو   حياة   ***   فإن رمتم نعيم  الدهر  فاشقوا
  44 وللأوطان  في  دم   كل   حر   ***   يد   سلفت   ودين   مستحق
  45 ومن يسقى  ويشرب  بالمنايا   ***   إذا الأحرار لم يسقوا  ويسقوا
  46 ولا  يبني  الممالك   كالضحايا   ***   ولا يدني  الحقوق  ولا  يحق
  47 ففي   القتلى   لأجيال    حياة   ***   وفي الأسرى فدى لهم  وعتق
  48 وللحرية     الحمراء     باب   ***   بكل    يد    مضرجة    يدق
  49 جزاكم ذو الجلال  بني  دمشق   ***   وعز  الشرق   أوله   دمشق
  50 نصرتم   يوم   محنته   أخاكم   ***   وكل  أخ  بنصر   أخيه   حق
  51 وما  كان  الدروز  قبيل   شر   ***   وإن أخذوا  بما  لم  يستحقوا
  52 ولكن   ذادة   وقراة    ضيف   ***   كينبوع الصفا  خشنوا  ورقوا
  53 لهم  جبل   أشم   له   شعاف   ***   موارد في السحاب الجون بلق
  54 لكل    لبوءة    ولكل    شبل   ***   نضال  دون   غايته   ورشق
  55 كأن  من  السموأل  فيه  شيئا   ***   فكل   جهاته   شرف   وخلق
« آخر تحرير: 2011-06-28, 23:20:39 بواسطة فارس الشرق »
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل أبو الوليد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 975
رد: قصائد دمشقية
« رد #11 في: 2011-06-29, 08:23:35 »
الله عليك يافارس  جمعت فأحسنت الجمع رواااااااائع

أشكرك أخي الكريم
{وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً } النساء104


غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: قصائد دمشقية
« رد #12 في: 2011-11-27, 19:04:35 »
يقول
الدم العربي
شعر فاروق شوشة




أخيراً،
يقول الدم العربيُّ:
تساويْتُ والماءَ
أصبحتُ لا طعْمَ،
لا لوْنَ،
لا رائحة!

أخيراً،
يقول الدم العربيُّ:
أسيلُ....
فلا يتداعى ورائي النخيلُ
ولا ينبتُ الشجرُ المستحيلُ

أسيلُ....
أُروّي الشقوقَ العطاشَ،
وأسكبُ ذاكرتي للرمالِ،
فلا يتخلّقُ وجهُ المليحةِ،
أو حُلمُ فارسها المستطارِ،
وأنزفُ حتى النخاعِ،
وينحسرُ المدُّ،
تنبُتُ فوقي حجارتُكم،
مدناً تتمدّدُ أو تستطيلُ
وتأكل ما يتبقّى من الأرضِ،
لكنها أضرحة!
****

أخيراً،
يقول الدمُ العربيُّ: اكتفيْتُ
تجاوزتُ جسْرَ الشرايينِ،
أسرجتُ خيلي بقلبِ العراءِ،
وخيّمْتُ في نُقطةِ الجدْبِ
أحكمْتُ أغنيتي
وانتشيتُ لنفسي
وقلتُ:

أطاول كلّ الدماءِ التي أنضجتْها الحرائقُ،
كلّ الدماءِ التي أهرقتها الملاحمُ،
كلّ الدماءِ التي اعتصرتْهاالمآدبُ،
فاخرْتُ أني الوحيد الذي
جعلوا من بقاياهُ خاتمة ً للبكاءِ
وفاتحة ً للغناءِ
ومن رئتي مذبحة!
****

أغوص بذاكرةِ الرمل،
وجهي عروسُ تخطّفها الموتُ،
والقاتلُ الهمجيُّ
تغيبُ ملامحُها
ويغيبُ الهوى العربيُّ

قاومْتُ،
فانفلتت فيّ فُقَّاعةُ،
وانطفْأتُ،
تشاغلْتُ،
أحكمتُ فوق ملامحها قبضتي
واسترحْتُ،
أغوصُ بذاكرةِ الرُّعبِ،
وجهي سحابةُ يُتْمٍ،
تُعشّشُ في كل بيتٍ
وتتركُ بعض عناكبها في تراب الملامحِ
وجهي الذي يتشكّلُ في كل حالٍ،
ويلبسُ أقنعةً لا تبوحُ،
وينظرُ في رحمِ الغيْبِ،
ماذا تُجنُّ الغيومُ؟
وماذا تقولُ البروقُ؟
وماذا تخبّئُ عاصفةُ في العروقِ،
ودمدمةُ في الرؤوسِ

وأشبهت الليلةُالبارحة!

****

أخيراً،
يقول الدم العربيُّ المسافرُ عَبْرَ العواصمِ
والمتجمّعُ خلْفَ الحواجزِ
والمتناثر في كل أرضٍ:

تعبتُ
وهذي بقيةُ لحمي،
وهذي هويّةُ جلدي
وبعض ملامح أرضي التي سكنتْ في العيونِ،
تعبْتُ،
فمن يحملُ الآن عني بقية يومي،
وأشلاء حُلمي،
ويمضي...

تعبتُ....
الدروبُ يُلاحقها الموتُ،
يسكنُها الصمتُ
والقلبُ يملؤهُ القهرُ،
والشّاحنات الرجيمةُ ترتدُّ عبْرَ الزوايا
شظايا


تعبتُ...
المدى...لا يُبينُ
الصدى...لا يُبينُ
ووجهيَ مازال مُنسحقاً
في جبين المرايا...
تلاحقهُ اللعنة الجامحة!
« آخر تحرير: 2011-11-27, 19:10:58 بواسطة فارس الشرق »
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل saaleh

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 67
  • الجنس: ذكر
رد: قصائد دمشقية
« رد #13 في: 2011-11-28, 19:09:51 »
نظمت في عدة مناسبات أبيات عن دمشق... أغلبها ضاع في عمرو خالد القديم وفي الوعد الحق .. آخرها وضعتها هنا وكانت عن الشام والثوار   لكنها لا ترقى لمعشار هذه الأبيات العظيمة

 بارك الله بك يا أخي الكريم

Al-Muslim

  • زائر
رد: قصائد دمشقية
« رد #14 في: 2011-11-29, 09:57:23 »
ليتك تضع لنا أبياتك يا أخي فإنها والله ترقى لأرقى ما كتب في حب دمشق، فعلاوة على أنها تنظم من أديب ماهر، فهي تخرج من قلب عاشق ولهان.

إزا بتتحسر على أبياتك تاني مرة بدي إزعل منك كتير هه   :emoti_282:

غير متصل saaleh

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 67
  • الجنس: ذكر
رد: قصائد دمشقية
« رد #15 في: 2011-11-29, 17:26:36 »

إزا بتتحسر على أبياتك تاني مرة بدي إزعل منك كتير هه   :emoti_282:

 :emoti_336: :emoti_351: :emoti_25: :emoti_144: :emoti_209: ::what::
« آخر تحرير: 2011-11-29, 17:28:09 بواسطة saaleh »

Al-Muslim

  • زائر
رد: قصائد دمشقية
« رد #16 في: 2011-11-30, 09:05:04 »
بالمناسبة أخي أبياتك التي كنا نتحدثنا عنها بحثت عنها كثيراً ولم أجدها، وحزنت كثيراً :(

هل تعني أنك لم تفلح في العثور على أي من الأبيات التي كنت كتبتها في موضوع "حبيبتي دمشق" على المنتدى القديم؟؟؟

جواد

  • زائر
رد: قصائد دمشقية
« رد #17 في: 2011-11-30, 09:30:44 »
جزاك الله خيرا يا فارس.

الكثير من الحزن يعتمل بقلبي ، ولا داعي للتصريح..

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: قصائد دمشقية
« رد #18 في: 2011-12-21, 12:48:44 »
وجزاكم كل الخير أخي الحبيب جواد
ويعتمل بقلوبنا جميعا، ولا داعي للتصريح أيضا
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: قصائد دمشقية
« رد #19 في: 2011-12-21, 12:53:19 »
ممالكُ الشرقِ، أم أدراسُ أطلالِ

أحمد شوقي


ممالكُ الشرقِ، أم أدراسُ أطلالِ
وتلك دولاته، أم رسمها البالي؟
أَصَابَها الدهرُ إلاَّ في مآثرِها
والدهرُ بالناس من حالٍ إلى حال
وصار ما نتغنَّى من محاسنها
حديث ذي محنة ٍ عن صفوه الخالي
إذا حفا الحقُّ أرضاً هانَ جانبُها
كأنها غابة ٌ من غيرِ رئبال
وإن تحكَّم فيها الجهلُ أسلمها
لفاتكٍ من عوادي الذل قتَّال
نوابغَ الشرقِ، هزُّوهُ لعلّ به
من الليالي جمودَ اليائس السَّالي
إن تنفخوا فيه من روح البيانِ، ومن
حقيقة ِ العلمِ ينهضْ بعدَ إعضال
لا تجعلوا الدينَ باب الشرِّ بينكمُ
ولا محلَّ مباهاة ٍ وإدلال
ما الدينُ إلا تراثُ الناس قبلكمُ
كلُّ امرىء ٍ لأبيه تابعٌ تالي
ليس الغلوُّ أَميناً في مَشُورته
مناهجُ الرشدِ قد تخفى على الغالي
لا تطلبوا حقّكم بغياً، ولا صلفاً
ما أبعدَ مصلحة ٍ ضاعت بإهمال
كم همَّة ٍ دفعتْ جيلاً ذرا شرفٍ
ونومة هدمتْ بنيانَ أجيال
والعلمُ في فضله، أَو في مفاخِره
ركنُ الممالكِ، صدرُ الدولة ِ الحالي
إذا مشتْ أمّة ٌ في العالمين به
أبى لها اللهُ أن تمشي بأغلال
يقِلُّ للعلم عندَ العارفين به
ما تقدر النفسُ من حبٍّ وإجلال
فقفْ على أهله، واطلبْ جواهره
كناقدٍ ممعنٍ في كفّ لآل
فالعلم يفعل في الأَرواح فاسدُه
ما ليس يفعل فيها طِبُّ دجَّال
ورب صاحبِ درسٍ لو وقفتَ به
رأيت شبه علم بينَ جهّال
وتسبق الشمسَ في الأَمصار حكمتُه
إلى كهولٍ، وشُبّانٍ، وأَطفال
.
.
وما علمتُ رفيقاً غير مؤتمنٍ
كالموت للمرءِ في حلٍّ وترحال
أرحتَ بالك من دنيا بلا خُلقٍ
أليس في الموت أقصى راحة البالَ؟
طالت عليك عوادي الدهر في خشنٍ
من التراب مع الأيام منهال
لم نأْتِه بأَخٍ في العيش بعدَ أَخٍ
إلاَّ تركنا رُفاتاً عندَ غِربال
لا ينفعُ النفس فيه وَهْيَ حائرة ٌ
إلا زكاة ُ النهى ، والجاهِ، والمال
ما تصنع اليومَ من خيرٍ تجده غداً
الخيرُ والشرُّ مثقالٌ بمثقال
قد أَكمل الله ذيّاك الهلالَ لنا
فلا رأى الدهرَ نقصاً بعدَ إكمال
ولا يزلْ في نفوس القارئين، له
كرامة ُ الصحفِ الأولى على التالي
فيه الروائع من علمٍ، ومن أَدبٍ
ومن وقائعِ أيامٍ وأحوال
وفيه همة ُ نفسٍ زانها خلقٌ
هما لباغي المعالي خيرُ منوال
أنّ الحياة بآمالٍ وأعمال
ما كان من دُوَلِ الإسلام مُنصرِماً
صورته، كلُّ أيامٍ بتمثال
نرى به القوم في عزٍّ وفي ضعة ٍ
والملكَ ما بينَ إدبارٍ وإقبال
وما عَرَضْتَ على الأَلبابِ فاكهة ً
كالعلمِ تُبرِزُه في أَحسنِ القال
وَضعْتَ خيرَ رواياتِ الحياة ِ، فضَعْ
رواية َ الموتِ في أُسلوبِها العالي
وصفْ لنا كيف تجفو الروحُ هيكلها
ويستبدُّ البلى بالهيكل الخالي
وهل تحنُّ إليه بعد فرقته
كما يحنُّ إلى أوطانه الجالي

..............
« آخر تحرير: 2011-12-21, 13:03:31 بواسطة فارس الشرق »
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى