شام - إبنة و أخت الشهداء و المعتقلة السابقة هبة الدباغ
نعم هذه أختنا الحبيبة هبة صوتا وصورة.....
هذه خلاصة آلامها وأوجاعها.....وها هي الحياة تكتب لها ، ويشاء الله تعالى ألا تكون ببيتها ومع أهلها ساعة قتلوهم جميعا، يشاء الله ألا تستشهد وأن تبقى سجينة هذه السورية الحماتية الأبية ، ثم تتحرر، لحكمة من الله تعالى، ليصل صوتها اليوم، ليشق الآفاق كلها بالحقيقة ......... يشاء الله أن تحيا هبة لنقرأ نحن اليوم وغيرنا كتابها هذا .....
يشاء سبحانه العليم الحكيم أن تبقى حية لتفضحهم، لتبكي اليوم أهلها على مسمع العالم وعلى مرأى أعينه........يشاء الله يا هبة أن يسمع العالم نحيبك وقد كتمته لسنواتك التسع الجمرات، ولسنواتك من بعدها ...... يشاء الله يا هبة أن تبقي حية دون أهلك جميعا، نعم أنت تبكين ومعك نحن نبكي ولكننا نصرخ معك اليوم بالحقيقة ليعرفها العالم، وليعيها العالم ..........
عالم غيّب عن الحقيقة والجزار يذبح ألوف إخوتنا........ عالم غيب عن الحقيقة والجزار يعيث فسادا في أرض من أرضنا ولا من رأى ولا من سمع .............!!
ولكن آن أوان السمع والرؤية.......... آن أوان تشنيف الآذان وإخراج الرأس المندس بالتراب ليُرفع ويحدق بضوء الشمس ويراه العالم ويسمع صوته ............
ذبحوا أباك ....ذبحوا أمك البطلة التي كانت معك سجينة ولم تريها بعد آخر مرة أفرج فيها عنها ولم تنعمي بحضنها الدافئ بعدها....وشاء الله أن تصبحي ابنة الشهيد والشهيدة ......
كانت أمك بطلة وهي سجينة .... كانت تصرخ بوجه سجانها الوغد وكانت لا تخافه ولا ترهبه ...... كانت تدعو عليهم وآذانهم تسمع .........لم تكن تخشاهم
كانت تعلن الإضراب في السجن ليأتوهن بمصاحف يتونسن بها، ويملأن بنورها قلوبا تتقطع ألما ........
وخرجت أمك من سجنها يا هبة .........كانت زميلتك .... ثم خرجت وهي تحمل معها رسالة حمّلتها إياها زميلة لكن على منديل الورق .....كم أحببتها من كتابك ....كم أحببت شخصيتها القوية وروحها المؤمنة ........... حتى اختارها الله واتخذها شهيدة يا هبة ....
طوبى لك يا ابنة الشهيدين .........يا أخت الشهداء .........
طوبى لك ..............وها هو اليوم صوتك يُسمع ............ليس عبثا والله ليس عبثا أن تبقي بإرادة الله حية ........وأن تخرجي لتتحرري اليوم وتنطقي، كما تحررت وسطرت كلماتك الحرة في كتاب !!
لله درك يا هبة الحرة ......يا هبة البطلة ..........يا هبة يا أختنا الحبيبة .....يا قصة في سورية تتكرر وتتكرر وتتكرر ....يا صورة من صور سورية التي جاءها اليوم الذي نطقت فيه "حرية" ...........
لك الحمد يا ربنا يا عليم يا حكيم ..................وأنت الجبار المنتقم ....انتقم لكل هؤلاء الأحرار يا ربنا من كل من قتلهم وعذبهم وشردهم وأحرق قلوبهم يا ربنا يا من أبقيت هبة حية لتنطق وتسمع العالم كلماتها الحرة ..........يا من أبقيتها حية لتذوق حلاوة الحرية في الحبيبة سورية