المحرر موضوع: تسع سنوات في سجون سورية...  (زيارة 73776 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #80 في: 2011-04-30, 16:58:46 »
مزيد من الضيو ف . . مزيد من المآسي !

لم تكن يومان أو ثلاثة من الإفراج عن أمي قد انقضت حينما قرع علينا أبو عادل مدير السجن باب المهجع ضحى ذلك اليوم ودفع إلينا بسيدة تضع منديلا أسود انقلب لونه من إلى الصفار الباهت . . وترتدي بالطو من الجوخ الأسود أيضا وتحمل في يدها بقجة جمعت فيها حاجياتها كما يفعل الشحاذون تماما ! أطلت ثم ارتدت للوراء لبرهة كانت كافية أن نلمح هيأتها الرثة وبقايا جدري أصابها منذ الطفولة فترك مع أصابع الزمن ندبا على وجهها المرهق . . فتبادر إلى أذهاننا أنها متسولة ألقوا القبض عليها وأحضروها لتشاركنا المكان !

فحوقلنا وقلنا لأ نفسنا ونحن بين النفور والإشفاق : وهل ينقصنا عذاب من هذا النوع مع كل الذي نلقاه . . روائح ومناظر الشحاذين ! لكن الباب فتح على اخره مرة ثانية واندفع أبو عادل يصيح بنا : هيا . . انهضوا واستقبلوهن . . ودخلت السيدة نفسها تتبعها أخريات لا يختلفن في الهيئة الرثة عنها كثيرا : فهذه كالخادمة . . والأ خرى أشبه بالمتسولات . . وتلك تلبس مانطو ممزقا . . ورابعة ترتدي تنورة أطول منها وقد عقدت إيشاربها على رأسها أوثق ما تستطيع ٬ وعليها كنزة ضيقة تلتصق على جسدها وقد عفا عليها الزمن ٬ وفقدت أزرارها من الخلف فبقيت مفتوحة بعض الشيء . . ولم نكد نستوعب النظر إلى النساء الست القادمات حتى اندفعت أولاهن نحو الحاجة مديحة تعانقها وهي تصيح : أبوي . . أنت هون ؟ وانفجرت السيدة في البكاء ٬ وبادرتها الحاجة بالدموع تقول : حاجة رياض . . الحمد لله على سلامتك . أخيرا . . أخيرا وجدت ونيسا لي في هذا المكان .

وبحركة غير متكلفة دفعت الحاجة مديحة البنت التي كانت تجاورها في المجلس وأفسحت لصديقتها الحاجة رياض المكان فأجلستها فيه وما عادت تحركت عنه أبدا ! وتحركت بقية القادمات الجدد نحونا بتوجس طبيعي بادئ الأمر . . ثم لم تلبث النفوس أن استراحت . . وانفتحت جعب الحكايات . . وغص المهج بالعدد الذي زاد عن سعته . . لتزداد المعاناة وتتوالى أيام العذاب .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #81 في: 2011-04-30, 16:59:43 »
باب الحديد !

كانت القادمات من سجن المسلمية بحلب خمس هذه المرة : الحاجة رياض د . ولمى ع . ورغداءخ . ومنتهى ج . وإيمان ق . وكانت مهزلة إحضارهن إلى كفر سوسة لا تقل ألما عن مأساة اعتقالهن وتعذيبهن . . فلقد أركبوهن السيارة من سجن المسلمية بحلب وقد كبلوا كل اثنتين منهما معا والخبر يقول إنه إفراج ٬ وكان قد سبق بالفعل إطلاق سراح حوالي 16 سيدة أخرى كن معهن ٬ لكن السائق اتجه بهؤلاء الخمس على الطريق الموصل إلى دمشق ٬ فلما عبرت السيارة الكرة الأرضية مغادرة حلب لاحظت الحاجة رياض ذلك رغم أن الوقت كان مساء فقالت للسائق ببراءة : أنا
بيتي عند باب الحديد خيو . . يمكن ضيعت الطريق ! فأجابها بلؤم وسخرية : لا . . طولي بالك . . ما وصلنا باب الحديد بعد . . أريد أن أعمل لكم دورة حول حلب وأوصلكم بعدها كلكم إلى باب الحديد ! فلما فهمت الحاجة المقصود أغمي عليها . . واصفر وجه لمى وقد ظنت أنهم سيأخذوهن الان إلى غرفة الإعدام . . وجعل العناصر يسخرون منهن طوال الطريق ويزيدون قلقهن قلقا ورعبهن رعبا . . فلما وصلن إلينا كن في غاية التوتر والإجهاد . . لكن دقائق تالية مرت كانت كافية لتغير الحال . . ولتفتح كل منها جعبتها وتروي قصتها في رحلة الآلام .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #82 في: 2011-04-30, 17:02:02 »
تحويشة العمر !

كانت الحاجة رياض من النساء الطيبات البسيطات ٬ خرجت من المدرسة في الصف السادس ولم تكمل تعليمها ٬ ولم تتزوج رغم بلوغها الأربعينات ٬ لكنها كالحاجة مديحة من أسرة متدينة وأخت لأشقاء ملتزمين كانت لديهم منجرة في حلب ففتحوا فيها مخبأ للملاحقين قبل أن تنكشف فيعتقل واحد منهم ويهرب الآخر إلى عمان ٬ وفي مرة كانت الحاجة رياض ذاهبة إلى هناك لتزور أخاها في عمان قدمت لها إحدى السيدات بعض المال لتوزعه على أبناء الشباب الذين أعدموا ولا يكادون يجدون في هذا الظرف الصعب معينا أو مصدرا للكسب ٬ وبالفعل أخذت رياض المبلغ ووزعته كجزء من واجب أحسته نحو هؤلاء المساكين ٬ لكن اعترافا أتى عليها لا تدري من أين فاعتقلوها وجعلوا يعذبونها أشد العذاب ٬ وبعدما فتشوا بيتها ولم يجدوا شيئا جعلوا يهددونها لتخرج النقود التي أحضرتها من عمان ٬ لكنها كانت قد وزعت المبلغ كله ٬ فزادوا عليها التعذيب حتى اضطرت أن تخبرهم عن مبلغ من المال كانت قد جمعته على مدار حياتها وخبأته للطوارئ تحت أحد الكراسي  ٬ فأعطتهم إياه مرغمة لتنجو بنفسها ٬ وكانت كلما تذكرت ذلك بعدها تبكي وتقول للحاجة مديحة بحسرة : أخذوا تعبي وعرق جبيني يا حاجة وعملوهم من الإخوان . . إي ولي
على الإخوان وساعتهم ! وكانت تنشد أحيانا بين الحسرة والطرافة تقول : إلهي قد غدوت هنا سجينا . . لأني وزعت مصرات الإخوان المسلمينا إ! وروت الحاجة رياض عن تعذيبها الأهوال بحق ٬ فلقد تمت تعريتها مثل أكثر المعتقلات بحلب ٬ وجعل عمر حميدة يسحبها من شعرها على الأرض فيرتطم رأسها بالأرض والجدار ٬ مما تسبب في كسر عظمة أنفها . . وأصابها بعسر دائم في التنفس ٬ فكانت المسكينة بعد ذلك دائمة التشخير . . وزاد حميدة على ذلك العذاب الوحشي فسلط على وجهها خرطوم ماء شديد لتصحو من الإغماء فخرق لها طبلة أذنها ٬ وكان من  hلمضحكات المبكيات أنها اعتادت بعد ذلك أن تنام على أذنها السليمة فلا تعود تسمع شخيرها الذي كان يؤرق نوم المهجع كله ٬ فنضطر إلى إيقاظها آخر الأمر لتعدل من وضعيتها وتساعدنا على اقتناص ساعة نوم هنيئ ! وقام الجلادون أيضا بقلع أظافرها التي لم تنم حتى بعد وصولها إلى كفر سوسة ٬ وظل مكانها مزرقا لفترة طويلة بعدها ٬ وكان حميدة كما روت يجلسها في ركن الغرفة ويناديها : تعالي يا بقرة . . تعالي . وهو يومىء لها برأسه لتأتي ٬ فتفهم المسكينة الإشارة ولا تسمع الكلام وتجيبه . . فيضج والعناصر والمحققون عليها بالضحك وهو يقول : والله بتعرفي اسمك يا بقرة !
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #83 في: 2011-04-30, 17:03:57 »
أربعمائة ليره بثماني سنوات !

أما منتهى ج . والتي لم تكن جاوزت وقتذاك السادسة عشرة من عمرها فكانت زوجة أحد الذين أعدمتهم السلطة عام 1979 بتهمة الإنضمام إلى تنظيم مسلح معارض للنظام ٬ وكانت منتهى قد تزوجت عن غير رضا والدها ٬ فلما أعدم الزوج وهي حامل رفض أهلها استقبالها في بيتهم ٬ وأمضت عدتها عند بيت إحماها ووالدها يقول على الملأ "عيني لا تشوفها . . هذا جزاؤها لأنها لم تسمع كلمتي أ ا ! وعاشت المسكينة بعدها على الصدقات ٬ وكانت من ثم إحدى من أوصلت الحاجة رياض لهن مالا من تبرع السيدة في عمان ٬ فلما اعتقلت رياض أخذوها في الليل لتدلهم على بيتها فلم تستطع الرفض بعد العذاب الشديد الذي ذاقته ٬ ولما اقتحموا على منتهى البيت خرجت وابنتها الرضيعة على يدها ٬ فانتزعوا الطفلة من بين أيديها ودفعو بها إلى الأهل واقتادوا منتهى إلى فرع المخابرات . ومن سوء حظها أن اعترافا آخر أتى عليها في الوقت نفسه بأنها تلقت رسالة من مصطفى قصار عرض عليهما الزواج فيها ٬ فنالت كالأخريات أشد العذاب ٬ فعروها وعلقوها بالسقف وتناوبت عليها كل وسائل التعذيب . . وقالت لهم ببساطة أنها لا تنكر تلقي الرسالة لكنها أجابته من حينها بالرفض ٬ ولم تنكر تسلم المساعدة المالية التي لم تجاوز الأربعمائة ليرة . . لكنها أوضحت أنها كانت هدية نقوط لابنتها وهذا حق البنت ولا علاقة له بالأم أو بأي أحد اخر . . ولم يشفع ذلك لمنتهى فأرسلوها بعد التحقيق والعذاب المهين إلى سجن المسلمية ٬ ومن هناك إلى كفر سوسة . ومع الحاجة رياض ومنتهى حضرت فتاة حلبية أخرى اسمها إيمان ق . وكانت في صفها الثامن أو التاسع ٬ ولم توجه إليها أية تهمة سوى نقل الرسالة من أخيها مصطفى إلى منتهى بطلب الزواج ٬ ولذلك لم يشددوا عليها في التحقيق ولا في التعذيب واعتبروا عملها نوعا من الطياشة والجهل ٬ ونجت بذلك ولله الحمد من التعرية والإساء ات . . وقد
تم الإفراج عنهاعام 84 مع أم شيماء . وأما رابعة القادمات رغداءخ . فقد اعتقلت مع الخامسة لمى في بيروت عندما ذهبتا هناك على أساس أن تلتقيا بأحد الشباب الذي وعدهما بضمهما إلى التنظيم ٬ لكن الشاب كان قد اعتقل قبلهما فوجدتا المخابرات في انتظارهما واعتقلوهما من هناك ٬ ولم تعذبا كثيرا لصغر سنهما ٬ حيث كانتا في الصف التاسع ونجحتا وقتها على العاشر ٬ لكن لمى تحدثت بأنهم أحضروا أثناء التحقيق معها ابن عمها المتهم بتنظيمهما ليعترف عليهما أمامها ٬ وقالت بأنها رأته يحمل عينه على كفه  عندما أحضروه والدم لا يزال يخرج منها ! ولشدة طيبتهما ولما أرادوا إعادة التحقيق معهما في كفر سوسة عادت لمى إلينا منفعلة تبكي بحرقة ٬ فسألتها الحاجة ملهوفة عم حدث ٬ فقالت بقلب محروق وانفعال بلغ مداه : نسفني كف وسب والدي . . واعتبرت ذلك غاية الإهانة وأشد العذاب !
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #84 في: 2011-04-30, 17:06:19 »
حزب الهرموشية !

لكن العذاب كان أشكالا في السجن وألوانا . . ضرب الكف ولسع الخيزران والسب والشتائم بعض من أصنافه وحسب ٬ ونوع اخر من أصنافه أن تضيق الزنزانة على بضعة عشر شخصا لا منفس لها ولا مخرج . . تتباين بعض الأحيان عاداتهم وتختلف اراؤهم وتتعارض انتماءاتهم ولا يجدون بدا إلا المجاورة بالقسر ! ومن هذا الصنف أتوا إلينا مرة بسجينة من قرى درعا تهمتها تهريب السلاح والمتاجرة فيه . دخلت علينا فجأة فرمتنا بنظرة غريبة ومن غير أية مقدمات قالت : طقع . . كل من على شكله وقع ! لم ندر وقتها ما الذي كانت تتحدث عنه . . وعندما سألناها لاحقا قالت : عندما
نظرت إلى المهجع أول مرة رأيت هؤلاء الكبار اللاتي تنادوهن حجات قاعدات مع بعضهما البعض وأنتن لوحدكن فتصورت أن هؤلاء غيرأولئك . . وكل واحد جالس مع شكله ! كان اسمها كما أذكر أم جبري ٬ ضخمة البنية طويلة الجسم عريضة المنكبين ٬ لكنها كانت غاية في الجهل ابتداء بأولويات النظافة وانتهاء بالسياسة ! كانت وسخة جدا فلا تنظف لا جسدها ولا مكانها ولا حتى الحمام إذا
استعملته . . والمكان كله شبر بشبر ! وزاد عليها وعلينا القمل الذي تسرب منها إلى المهجع لكنه ويا للعجب لم يطب له المقام إلا في رأس منيرة التي كانت تجاورها في مكان النوم . . فلما اشتد الأمر على منيرة قالت لها الحاجة : عندي الدواء !

وطرقت الباب منادية على حسين فلما جاء سألته أن يحضرو ا بابور الكازا ويعيره لنا ففعل ٬ فتناولته بيد وأدنت رأس منيرة باليد الأخرى وسكبت الكاز على رأسها . . لكن الكاز انتهى وظل القمل غاية في الحيوية والنشاط إ! ولم يخرج إلا بخروج أم جبري هذه بعد شهر أو شهرين بوساطة من محمود الزعبي رئيس الوزراء وقتها ٬ بعدما كادت تصيبنا وتصيب حتى المحققين بالجنون ! ولقد كانوا يسألونها وقد ظنوا أن وراء تهريبها السلاح أمر جلل : من أي حزب أنت ؟ فتجيب : من حزب الهرموشية . . تقصد القرية التي أتت منها . . فيعيدها إلى التعذيب ظنا أنها تراوغه ٬ والمسكينة من جهلها لا تعرف ما الذي يغضب المحقق ولا الذي يستغربه من إجاباتها ! 
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #85 في: 2011-04-30, 17:11:06 »
بلاء أخف من بلإء!

لكن "أم جبري " كانت على ما فيها أرحم من صنف من السجينات أخر ابتلينا به . . وهن الشيوعيات الحاقدات . . ففي وقت لاحق وأثناء حوادث الإعتداء على المحجبات بدمشق أواخر عام 81 ألقوا القبض على عضوة في التنظيم الشيوعي وهي طالبة طب من دمشق من زميلات أخي في الجامعة اسمها فاديا لاذقاني ٬ كانت توزع منشورات باسم الإخوان لتأجيج التوتر كما يبدو ٬ وسرعان ما انقلب لتصبح مخبرة تنقل أخبارنا إلى رئيس الفرع أولا بأول ! كانت تفتخر بشيوعيتها وتتعالى بها علينا . . وكثيرا ما كانت النقاشات تدور بيننا حول ذلك بلا نتيجة ٬ لكن ذلك لم يكن ليمنع من إحسان الصحبة لولا أنها كانت تتعمد إزعاجنا والتشويش علينا ٬ فلقد سمحوا لها بالراديو مثل منيرة وبممنوعات علينا أخر ٬ فكنا إذا أردنا الصلاة أو قراءة القران رفعت صوته  الموسيقى والغناء لتشوش علينا ٬ أو وضعت السماعات على أذنيها مظهرة لنا الإنزعاج . . ولم تغير من سلوكها رغم تكرر الطلبات والرجاءات . وعندما استشهد أهلي علمت فاديا بالخبر من المقدم وحدها ٬
فما وجدناها إلا وقد عادت بادية السرور تتدحرج على أرض المهجع وكأنما أصابها مس . . ولما سألناها عم حدث قالت : سمحوالي بمسجلة . . لكن ذلك لم يدخل عقولنا ٬ فالراديو معها منذ وقت طويل ٬ والفرق بين الإثنين ليس بهذه الدرجة . . فعادت الحاجة بعد ذلك واستدرجتها على انفراد ٬ فما استحت أن تقول بأنها سمعت يومها خبر مقتل أهلي في أحداث حماة من المقدم فكان ذلك سبب فرحتها ! وكانت تتابع الأخبار بالراديو وتتتبع ما يجري في حماة وقتذاك ولكنها لم تخبرنا ولا كلمة . . وتظل تسهر من إذاعة لأخرى طوال الليل ونحن لا ندري عما يجري في الدنيا . وبقيت فاديا في "كفر سوسة" عندما نقلنا نحن إلى قطنا ليفرج عنها لاحقا . . وبعد ذلك أتت بنفسها فزارتنا في سجن قطنا" ٬ وكانت وكأنما تريد إغاظتنا تتحدث كيف أطلقوا سراحها ونالت حريتها فذهبت لتكمل دراستها في فرنسا وعادت الان في إجازة .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #86 في: 2011-04-30, 17:12:44 »
مسرحية التجسس !

وذات مرة أحضروا امرأة فلسطينية إلى إحدى المنفردات ولعبوا لعبة علينا قامت بها هذه المرأة التي تبين بعدها أنها مخبرة مثل منيرة التي قامت بتكملة الدور . ففي البداية قالت لنا فاديا صراحة أنهم طلبوا منها أن تجلس معها وتستدرجها على أساس أنها سجينة مثلها وتحلل لهم نفسيتها وتنقل لهم أخبارها ٬ وذهبت من المهجع إلى المنفردة وجلست معها اليوم الأول ثم عادت تقص علينا قصصها ٬ وظلت تقوم بهذا الدور الأسبوع فتأتي وتقص علينا بصراحة كيف أنها تدرس شخصية تلك السجينة وتقدم التقارير بها وتنقل أسرارها للمقدم . . حتى إذا زرعت ألشفقة عليها في قلوبنا وجدناهم أحضروها إلينا من المنفردة ووضعوها معنا في المهجع بضعة أيام كنا نعاملها خلالهما أحسن المعاملة ونفتح لها قلوبنا كأية سجينة مظلومة ٬ وكانت من جهتها تتنقل من واحدة إلى أخرى تسمع قصتها وتستل الأسرار منها . . ثم لم يلبثوا أن نادوا عليها بالإفراج ففرحنا لها وجلسنا نودعها ٬ فجعلت تسالنا بكل تلقائيه إن كنا نريد إرسال أية رسائل أو معلومات لأحد لنا في الخارج ٬ ولا أدري ما سبب الشعور الذي تملكني والإحساس بانقباض القلب رأيتها تلح علي في طلب ولو حتى إشارة مني أو أثر تذهب بها إلى أقربائي وأهلي ٬ فبعد أن هممت بذلك عدت وانسحبت شاكرة وقامت أكثر البنات بإعطائها رسائل إلى أهاليهن وصلت كلها يد المقدم فاستطاع من خلال هذه الخبرة التي أجادت دورها بالتعاون مع فاديا أن يعرف الكثير عما يدور في هذا المهجع وبين نزيلاته المعتقلات ٬ لكن فاديا ظلت من خبثها تدعي استغرابها مما حدث ٬ وكان من دهائها أن شاركت حتى في الإضراب الأخير ٬ وكانت أكثر المتشددات في مراقبة من يهم بالتراجع أو نقض الإضراب . . وكل ذلك تمويها وتدليسا علينا لاستكمال المسرحية ! وفي نفس الفترة انضم إلى مهجعنا نزيلة جديدة اسمها ترفة لم تكن من اتجاهنا ولا من ديننا ٬ لكنها كانت
على النقيض من فاديا هادئة الطباع سمحة الخلق لا تؤذي أحدا بقول أو فعل . وترفة سيدة مسيحية من باب توما بدمشق في الثالثة والعشرين من عمرها ٬ كانت لديها كما روت مشكلة
في الإنجاب ٬ فذهب بها زوجها إلى الإردن أولا ثم إلى العراق للعلاج ٬ لكن الزوج اعتقل بعد عودتهما بتهمة التعامل مع العراق واعتقلت معه ٬ ورغم أنها نفت علمها بأي شيء أو معرفتها إن كان
زوجها قد فعل شيئا أم لا ٬ إلا أنها اقتيدت من بيتها إلى  سجن كفر سوسة ٬ وتم تعذيبها أيضا قبل أن ينقلوها إلى المهجع معنا ٬ فكانت بيننا كواحدة منا . وعندما قررنا الإضراب أضربت أيضا واستمرت ثابتة حتى النهاية . . وتم نقلها عندما نقلونا إلى قطنا ٬ لتبقى معنا هناك إلى اخر فترة ولا يفرج عنها إلا بعدنا بشهور .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #87 في: 2011-04-30, 17:15:26 »
الضيف ضيف الله !

وتتابع وفود معتقلات جدد ومآس أجد . . فبعد كل من وفد أحضروا إلى مهجعنا الذي غص بنزلائه أختين من اللاذقية هما منى وأمل ف . عمر الأولى 35 أو 36 سنة وهي أم لثلاثة أبناء : بنتين وصبي ٬ والثانية عزباء في الثامنة أو التاسعة عشرة . وقد بدأت قصة منى التي كانت غاية في الطيب إلى درجة السذاجة بالفعل . . بدأت حينما قتل زوجها برصاصة طائشة أثناء عبوره منطقة كانت مسرحا لاشتباك بين المخابرات وعناصر مضادة في اللاذقية ٬ وكان كما روت يحمل ابنته على كتفه حينما أصابته طلقة اخترقت يده التي يمسك الطفلة بها واستقرت في قلبه فقتلته ٬ وظلت البنت على قيد الحياة . وبعد مدة طرق بابها رجل من الملاحقين المشهورين في اللاذقية يسمونه أبا عنتر أو أحمد عنتر ادعى أنه بائع كاز فأرادت أن تشتري منه ٬ وبينما هو يؤدي عمله سالها إن كان يستطيع أن يختبئ عندها لأنه لا يجد له مأوى فوافقت على بساطتها وأدخلته فأوته . . ولكن أمره انكشف كما يبدو فداهمت المخابرات البيت ووجدوه مختبئا في إحدى الخزائن فرشوه مباشرة وأحضروها إلى السجن . . ولما ساكوها في التحقيق عن ذلك الشخص أجابت : ضيف . قالوا : ضيط ؟ هذا أكبر مجرم وأنت تسكنينه في بيتك ! قالت : لأن الضيف ضيف الله ! فسالها المحقق هازئا : ضيف الله ؟ قالت على طيبها وبساطتها : إي والله ! واحد أتاني يقول لا يوجد لي أحد وليس عندي مكان ويسالني الضيافة هل أرده ! وكانت قد اتفقت معه أو اتفق معها أنه إذا سالها شخص عن سبب وجوده معها تقول بأنه خطيب أختها . . فبلغهم ذلك أيضا . . وأحضروا الأخت التي لم تكن تعلم أي شيء عن أي شيء وأودعوها السجن معنا كل الفترة ٬ وأتوا بأبيهما وبأخيها فسجنوهما أيضا ٬ ثم أفرجوا عن الأخ وتركوا الأب . ولقد تبدت طيبتها من أول لحظة دخلت بها علينا وهي تبكي بحرقة وتنتحب كالأطفال . . وكالعادة التففنا حولها وحول أختها كأية
قادمة جديدة خاصة وأنها محجبة وسألناهما : من أنتما . . ولماذا أحضراكما ؟ فقصتا علينا القصة . . فسألناهما : ولماذا تبكيان كل هذا البكاء وهم لم يعذبوكما بعد ولكما في الإعتقال مدة ؟ قالت منى : قال لي العنصر ادخلي فلما لم أدخل بسرعة سب أبي .

 قالت لها الحاجة : وماذا في ذلك ؟ قالت : أبي لا يسب ! ولقد ظلت منى معنا حتى عام 85 ثم نقلوها إلى اللاذقية ٬ وعادوا فأرجعوها بعد سنة إلى قطنا وانتقلت معنا إلى دوما حتى . خرجنا جميعا ٬ وأما أختها فخرجت من كفر سوسة عام 1984
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل بسمة ذياب

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 345
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #88 في: 2011-04-30, 17:28:13 »
أتساءل يا أسماء _ يا الله عشان ما تفكري إنّا تاركينك وحيدة :-) _ أقول : ماذا يفعل الذين تحرّروا من حيث اتصالهم ببعضهم؟ إذ لا يوجد أي تجربة أعمق وأوثق من مثل تجربة السجن لسنوات وخاصة في قضايا حقوق الإنسان. إذ لا صحبة دراسة ولا صحبة عمل ولا أي هواية تجمع الناس تبلغ في أثرها معايشة الأسرى للحياة المشتركة في ظروف هي أصعب ما يمكن أن يواجهه  " كائن حي " على هذا الكوكب.
كم رابطة وكم جمعية يجب أن تنشأ لتجميع هؤلاء المحرّرين والمحرّرات حتى يستطيعوا مواجهة الحياة بعد رجوعهم من الموت فلا يعانون من غربة لا تقلّ وطأتها عما وجدوه في المعتقلات من جهة، وللمحافظة على إرث هذه التجربة فلا تضيع التضحيات بما يكفل تعليم الناس والنشء خاصة أبلغ درس في قدسية حقّ الحياة والكرامة والعدالة.
« آخر تحرير: 2011-04-30, 18:07:08 بواسطة بسمة ذياب »

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #89 في: 2011-05-01, 12:21:05 »
كم رابطة وكم جمعية يجب أن تنشأ لتجميع هؤلاء المحرّرين والمحرّرات حتى يستطيعوا مواجهة الحياة بعد رجوعهم من الموت فلا يعانون من غربة لا تقلّ وطأتها عما وجدوه في المعتقلات من جهة، وللمحافظة على إرث هذه التجربة فلا تضيع التضحيات بما يكفل تعليم الناس والنشء خاصة أبلغ درس في قدسية حقّ الحياة والكرامة والعدالة.

خلال تنقيبي عن جرائم النظام السوري يا بسمة تعرفت إلى شخصية "وليد سفور" مثلا،وهو  رئيس اللجنة السورية لحقوق الإنسان وهو واحد من سجناء النظام السوري،تعرض لأبشع أنواع التعذيب،-ويدلي بشهادته المرئية الصوتية عن تعذيبه، أنوي وضعها بموضوع صناع الفتن- خرج من المعتقل فكان مؤسس هذه اللجنة التي تدأب على متابعة كل جرائم النظام وتوثيقها ورفع الدعاوى ضده في كل محفل مُخَوّل دوليا، وهو أحد أهم العناصر المجتمعة في لقاء اسطنبول الأخير ....

هذه مثلا تجربة تعلم الناس من خلال منبر متحرك عامل،وأكيد أن عددا من أصحاب التجربة هم أيضا شركاء له في هذا العمل التعبوي ضد نظام مستبد قمعي خبِروه جيدا....وكذلك من ألفوا كتبا عن تجربتهم القاسية كالذي بين أيدينا، ولكن يا بسمة في الحقيقة الأمر يستدعي منا نحن بالمقابل بحثا لنقف على هذه الحقائق  وعلى المساعي التوعوية لأصحاب هذه التجارب الموجودة ضمن أطر مختلفة كلها تشترك هدف التعريف بما هو مغيب عن أذهان الطلقاء .

طالعي هذا المقال له مثلا وهو ليس جديدا بالمناسبة وإنما من عام2010، وانظري كيف يفضح مستور نظام بشار تحت رابة اللجنة التي يرأسها

http://www.levantnews.com/index.php?option=com_content&view=article&id=1597:2010-11-09-14-43-04&catid=75:opinion-writers&Itemid=83
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #90 في: 2011-05-04, 18:26:42 »
وكما العادة .........لن أكتم ، بل سأعلن تعلّمي من مدرسة السجن والمساجين على الملأ...وأي مدرسة هيه يا هبه  emo (30):


اقتباس
وبالطبع قوبل الطلب بالرفض والسخرية والتقريع ٬ فاقترحت أم شيماء أن نضرب عن الطعام حتى يستجيبوا ٬ وسرعان ما شجعتها أمي وأيدت أكثريتنا الفكرة

يا للإرادة !! وياللإصرار .... لا يأس مع السجون  emo (30):

اقتباس
لكننا كنا سعداء بهذا الأثر الذي تركناه والحركة التي أحدثناها رغم كل الضغوط والترهيب .

وأنا معكم أيضا سعيدة يا هبة والله  emo (30):

اقتباس
يا خالتي نحن من حماة أيضا وسنخرج غدا إفراج ٬ فلو كانت لدى أي من الحمويات رسالة لأهاليهن اكتب وها وضعوها في شق الطاقة ونحن سنسحبها بإذن الله أثناء خروجنا إلى الخط بطريقة لا تشعر العناصر ونوصلها لهم .

سعيدة أيضا هنا، لأنهم يظنون ألا اختراق لحواجزهم، وألا تعدي على لوائحهم الشيطانية، سعيدة لأنهم رغم كل الكبت ينتفسون ولو من الأنابيب بل ويتمنون التنفيس عن زملائهم وخدمتهم، وأستحضر هنا الآلة الرهيبة التي تتتبع الإسلاميين في كل مكان من خدمة العالم الخائف من مَدّهم، فإذا الله يجعل لهم المخارج ليستكمل المَدّ دربه ....!! يا الله ما أروع هذا  حقا !!


اقتباس
قال : ستبقى رهينة عن أخيها صفوان ولن تخرج حتى يسلم نفسه . . أو فاعتبري أنك لم تلدي هذه البنت وانسيها ! وكانت اخر مرة أراها فيها رحمها الله

يا إلهي !! أهذه آخر مرة ؟؟!! ألم تريها بعد خروجك وهي حية، أستقبلتِ خبر وفاتها وأنت سجينة؟؟، ألم تنعمي بحضنها من بعد هذه المرة يا هبة؟؟ !! واألماه من آخر مرة !!

اقتباس
بالتأكيد كان ناصيف يكذب لأن أمي ظلت جالسة عند الباب ترفض التحرك قبل أن تعرف مصيرنا وتأمل أن تسمع قبل ذهابها ولو إشارة بقرب الإفراج عنا وإلى أين ستتجه الأمور

ولم تكوني تعلمين أنت أيضا يا خالة أن تلك آخر مرة ترين فيها هبة .....!! ياااه !!

اقتباس
وبادرتها الحاجة بالدموع تقول : حاجة رياض . . الحمد لله على سلامتك . أخيرا . . أخيرا وجدت ونيسا لي في هذا المكان

في هذه الأمكنة في سوريا يلقى الحبيب حبيبه، ويلقى الصاحب صاحبه ! لأن كل من على شاكلة ذلك المعتقل يعتقلون !! أب، أم ، أخ ، أخت ، صديق .............

اقتباس
. فلقد أركبوهن السيارة من سجن المسلمية بحلب وقد كبلوا كل اثنتين منهما معا والخبر يقول إنه إفراج ٬ وكان قد سبق بالفعل إطلاق سراح حوالي 16 سيدة أخرى كن معهن وجعل العناصر يسخرون منهن طوال الطريق ويزيدون قلقهن قلقا ورعبهن رعبا

وعلى من تتشطرون أيها الجبناء ؟؟؟ على نساء معتقلات ..................!!!

اقتباس
وفي مرة كانت الحاجة رياض ذاهبة إلى هناك لتزور أخاها في عمان قدمت لها إحدى السيدات بعض المال لتوزعه على أبناء الشباب الذين أعدموا ولا يكادون يجدون في هذا الظرف الصعب معينا أو مصدرا للكسب

يا إلهي .....أخوها مطارَد ...!! وسيدات يتكاتفن لجمع مال أيتام قتل أباؤهم !!  وعن فلسطين فقط كنا نسمع؟؟ فإذا سوريا فلسطين أكبر !!!

اقتباس
وكانت تنشد أحيانا بين الحسرة والطرافة تقول : إلهي قد غدوت هنا سجينا . . لأني وزعت مصرات الإخوان المسلمينا

ولا بد من ابتسامة وإن في عز الألم  emo (30):

اقتباس
٬ فلقد تمت تعريتها مثل أكثر المعتقلات بحلب ٬ وجعل عمر حميدة يسحبها من شعرها على الأرض فيرتطم رأسها بالأرض والجدار ٬ مما تسبب في كسر عظمة أنفها . . وأصابها بعسر دائم في التنفس ٬ فكانت المسكينة بعد ذلك دائمة التشخير . . وزاد حميدة على ذلك العذاب الوحشي فسلط على وجهها خرطوم ماء شديد لتصحو من الإغماء فخرق لها طبلة أذنها

يا إلهي ....!! إنهن النسااااااااء أيها الأصم الذي لا يسمع !!!

اقتباس
ولما اقتحموا على منتهى البيت خرجت وابنتها الرضيعة على يدها ٬ فانتزعوا الطفلة من بين أيديها ودفعو بها إلى الأهل واقتادوا منتهى إلى فرع المخابرات

أهكذا هي حياة حرائر سوريا ؟؟ أهكذا هي ضريبة الزواج من متدين في سوريا ؟؟ أموت يباع فأشتري ؟؟ أموت يباع فأشتري  لكل من قتل الكلمة في سوريا ونشر الأكمة، فلم تعد تُرى الأفواه ....!!

اقتباس
ولما أرادوا إعادة التحقيق معهما في كفر سوسة عادت لمى إلينا منفعلة تبكي بحرقة ٬ فسألتها الحاجة ملهوفة عم حدث ٬ فقالت بقلب محروق وانفعال بلغ مداه : نسفني كف وسب والدي . . واعتبرت ذلك غاية الإهانة وأشد العذاب !

مازلت تلميذة مبتدئة يا لمى ......!! لقد لاطفك أيما لطف !!

اقتباس
كانت وسخة جدا فلا تنظف لا جسدها ولا مكانها ولا حتى الحمام إذا استعملته . . والمكان كله شبر بشبر ! وزاد عليها وعلينا القمل الذي تسرب منها إلى المهجع لكنه ويا للعجب لم يطب له المقام إلا في رأس منيرة التي كانت تجاورها في مكان النوم .

أف يا إلهي.... إن كنا لا نتحمل الكلمات الواصفة فكيف بالقذارة حية تلازمكم ؟؟؟

اقتباس
فتجيب : من حزب الهرموشية . . تقصد القرية التي أتت منها . . فيعيدها إلى التعذيب ظنا أنها تراوغه ٬ والمسكينة من جهلها لا تعرف ما الذي يغضب المحقق ولا الذي يستغربه من إجاباتها !

حتى اللاتي لا يفهمن شيئا !!  سبحان الله علامات خوفك أيها النظام المستبد تتبدى بكل وضوح فإذا أنت كالمخبول تأسر من كل مكان وتعتقل أيا كان !!

اقتباس
وبعد ذلك أتت بنفسها فزارتنا في سجن قطنا" ٬ وكانت وكأنما تريد إغاظتنا تتحدث كيف أطلقوا سراحها ونالت حريتها فذهبت لتكمل دراستها في فرنسا وعادت الان في إجازة .

طبعا وهل شيوعية  عندهم -وإن عارضتهم-  كمسلمة ؟؟؟

اقتباس
ففي البداية قالت لنا فاديا صراحة أنهم طلبوا منها أن تجلس معها وتستدرجها على أساس أنها سجينة مثلها وتحلل لهم نفسيتها وتنقل لهم أخبارها ٬ وذهبت من المهجع إلى المنفردة وجلست معها اليوم الأول ثم عادت تقص علينا قصصها ٬فجعلت تسالنا بكل تلقائيه إن كنا نريد إرسال أية رسائل أو معلومات لأحد لنا في الخارج وقامت أكثر البنات بإعطائها رسائل إلى أهاليهن وصلت كلها يد المقدم فاستطاع من خلال هذه الخبرة التي أجادت دورها بالتعاون مع فاديا أن يعرف الكثير عما يدور في هذا المهجع وبين نزيلاته المعتقلات

سبحان الله يا لقذارة طرقهم، ويالقذارة الجواسيس ويالسرعة ما ينخدع بهم الشريف وهو لم يعِ بعد كل أبعادهم الشيطانية، ولكنه يتعلم ليفهمهم أكثر ....!!

اقتباس
بدأت حينما قتل زوجها برصاصة طائشة أثناء عبوره منطقة كانت مسرحا لاشتباك بين المخابرات وعناصر مضادة في اللاذقية

سوريا حرة ؟؟ مستقلة ؟؟ يا إلهي أين ذهب عنا كل هذا ؟؟؟ إنها مسرح حرب بين الراعي الطيب  ورعيته !! ألا سحقا لكم من رعاة ........أي فرق بين سجن وسجن، سجن صغير محاط بجدران، وسجن كبير محاط بأصوات الطواغيت من كل مكان، وبرعب الناس من الكلمة .........

اقتباس
وأحضروا الأخت التي لم تكن تعلم أي شيء عن أي شيء وأودعوها السجن معنا كل الفترة ٬ وأتوا بأبيهما وبأخيها فسجنوهما أيضا ٬لقد تبدت طيبتها من أول لحظة دخلت بها علينا وهي تبكي بحرقة وتنتحب كالأطفال . . وكالعادة التففنا حولها وحول أختها كأية قادمة جديدة

إني أراك يا هبة تتعودين، وتتحولين من مستقبَلة إلى مستقبِلة ........ وهكذا !!

اقتباس
قالت منى : قال لي العنصر ادخلي فلما لم أدخل بسرعة سب أبي . قالت لها الحاجة : وماذا في ذلك ؟ قالت : أبي لا يسب

العاقبة لتقدمك أنت أيضا لتعرفي أن السب عندهم لطف صُراااااح !!!

« آخر تحرير: 2011-05-04, 18:30:45 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #91 في: 2011-05-05, 08:25:40 »
عصة القبر !

ومن نزيلات مهجعنا كذلك كانت أم ياسين ساريج السيدة التي اتهم ابنها بتنفيذ حادثة الأزبكية بدمشق أواخر عام 1981 . وكانوا في البداية قد أحضروا إلينا صورته مقتولا وقد تمزق وجهه فلا يكاد يبين منه شيء وسألونا إن كنا نعرفه فكان جوابنا النفي ٬ ومرروا الصورة على كل المهاجع فلم يتعرف عليه أحد ٬ وفي المساء أحضروا أمه وسألوها إن كانت تعرف عنه شيئا ولم يكن الشاب ملاحقا فقالت لا أعرف . . وعندما أروها جثته ثبتها الله فلم تزد عن أن تقول : حسبنا الله ونعم الوكيل . .

وكانوا قد اعتقلوا معها زوجها وابنيهما أيضا وكان عمر أحدهما 16 والأخر 12 سنة ٬ فوضعوا الأب والأولاد في الجنوبي ووضعوها في المهجع معنا ٬وبقيت هناك فلم يفرج عنها إلا بعد نقلنا إلى سجن قطنا . ولا أزال أذكر أنهم عندما أخرجونا إلى "المحكمة الميدا نية " عرض علينا رئيسها النقيب سليمان حبيب صورا من الجريدة لقتلى التفجير وهو يقول : دماء هؤلاء الأبرياء هي السبب في تشكيل المحكمة . . وهذه الدماء سنخرجها والله من رقابكم أنتم وبعد انتهاء من تلك "المحكمة" المهزلة ٬ وبينما كان أحد العناصر يعيدنا إلى المهجع قال لنا : شايفين الحادثة التي صارت ٬ هذه الإخوان فعلوها . . ولازم تتأكدوا أن كل حادثة تحدث في الخارج ستنعكس على الذين في الداخل ! وفعلا كانوا كلما ضيقوا علينا نعلم لاحقا أن أمرا ما قد حدث في الخارج . . ونحس ذلك من منع التنفس فجأة أو إغلاق الطاقة علينا لعدة أيام . . ونتأكد أكثر من صياح الشباب الذي يتعالى وهم يتلقون مزيدا من التعذيب . . وكانت الحاجة رياض ببساطتها تقول عندها : ولي على قامتكم يا اخوان . . تعالوا شوفوا إيش صايرلنا . . أنتم تفعلون ما تريدون على كيفكم ونحن عصة القبر علينا !

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #92 في: 2011-05-05, 08:26:33 »
سجن أم دير !

واذا كانت مشاهد السجن كلها مؤلمة وحالة السجينات وقصص المعتقلات تفيض بالأسى والمرارة فإن قصة هالة ن . قد تكون من أشد المشاهد التي رأيت إيلاما وأكثر ما سمعت وعايشت في السجن من قصص مرة . . فبينما كنت أنظر من شق الطاقة يوما شد انتباهي مشهد غير طبيعي أراه أمامي ٬ فالتفت إلى البنات وقلت لهن :كأنهم والله أتوا بواحدة أجنبية لا تفهم العربي ! هذا حسن يكلمها ويجذبها من كتفها وهي تنظر إليه مثل "الخوتة"ولا تفهم عليه . . لكنها تبدوأجنبية مسلمة لأنها تضع حجابا على رأسها . كانوا قد أخرجوها كما يبدو من المنفردة إلى "الخط " حينما رأيتها أول مرة  ٬ وانتظرت فرأيتهم حينما أعادوها ٬ ثم جعلت أراهم يأخذونها ويعيدونها قرابة شهر كامل على هذه الحال : كانوا يشحطونها شحطا ويدفعونها في كل خطوة لتنتقل إلى الخطوة
التالية وكأن أعصابها قد أصيبت بالتشنج ٬ والجمود كسا سحنتها فلا تتكلم ولا تتألم ! كانوا يأخذونها إلى التحقيق ويعيدونها سحبا كالدابة أو كالميت ٬ ولا تزيد هي على الحملقة فيهم والنظر حولها نظرات بلا معنى ! وبعد شهر كأنما يئسوا منها فأتو بها إلى مهجعنا . .

ولا أزال أذكر لحظة أن فتح السجان إبراهيم الباب علينا وهو ممسك إياها من كتفها وناداني : هبة . . قومي استلمي . . هذه وظيفتك . ودفع بنفس المرأة إلى المهجع ومضى . نظرت فرأيتها وهي لا تزال بحجابها ترتدي بنطالا عريضا جدا يمسح الأرض . . وملابس كلها قذرة لم تنل نصيبا من النظافة منذ زمن لا يعلمه إلا الله ! انتظرنا لحظة أن تتحرك فلم تغادر المكان الذي دفعها إليه إبراهيم وظلت واقفة عنده لا تتزحزح . . تقدمنا جميعا نحوها وسألنا بلطف : " ما اسمك ؟ فلم يجب أحد ! – من أين أنت ؟ لم ترد ! تقدمت الحاجة وقالت : ابتعدوا قليلا . . والله ضبعتوها . فتأخرنا جميعا وتقدمت الحاجة فسألتها من جديد : ما اسمك يا بنتي ؟ أجابت بصوت كأنما ينبعث من بئر خرب ونظرتها الوجلة مركزة على نقطة واحدة في أفق بعيد لا نراه ولا تتزحزح عنه : من أنت ؟ ومضت قرابة الساعة والسؤال يتردد ومحاولات استنطاقها ولو كلمة واحدة إضافية دون جدوى . . فيئسنا منها وتركناها . ظنا : لعلها خائفة . . لندعها تهدأ بعض الشيء . وقتها كانت منيرة تستمع إلى الراديو . . وكانت عندما تلتقط إذاعة القران الكريم وعلى الأض برنامج "ناشئ في رحاب القران " ترفع الصوت أو تعطينا الجهاز لنسمع . . وغالبا ما كنا نضعه على أنبوب التدفئة ليسمع الشباب في الزنزانة المجاورة أيضا ٬ وما أن فعلت وقتذاك وعلا صوت طفل بالتلاوة حتى وجدنا ضيفتنا الجديدة هجمت على الراديو وقالت بانفعال : أغلقوه . . أغلقوه . . هذا يخلط بالقران . . حرام . . كل هذا كذب وافتراء !

قلنا جميعا وقد تملكتنا الدهشة : أستغفر الله . وقامت أم شيماء فأقفلت الراديو وهي تقول بجد : يابنات هذه فيهاشيء ! لكن هالة ظلت على وقفتها لا تتزحزح ولا تتحرك ولا تغير من وضعها . . صار الليل . . بعد منتصف الليل وهي كالخشبة لا تتحرك . . وعندما حاولنا تحريكها كانت كالمسمار المدقوق في الأرض ! فلم تتمالك الحاجة نفسها ودقت الباب وقالت لابراهيم لما حضر : يا ابني هذه المخلوقة فيها شيء ؟ ما لها يبست مكانها ؟ نريد أن ننام . . نجلس . . نأكل . . نشرب . . وهي واقفة على وقفتها ! فقال ابراهيم : لا تصدقوها . . إنها تمثل . فسألته الحاجة : وهل هي كذلك منذ أن أتت هنا ؟ قال : نعم . . لكنها تمثل . . كله تمثيل بتمثيل . . تظن أنهاستتخلص من الإعتراف والتحقيق والشيء ثابت عليها . . لكن هذا شيء تحلم فيه ! تركته الحاجة وعادت إليها ثانية فسحبتها من يدها شيئا فشيئا وأجلستها بجانبها فاستجابت وجلست . . سالناهم أن يطفؤوا الضوء ففعلوا وأتينا لننام ٬ ولم تمض دقائق على ذلك حتى وجدتها متربعة فوق قدمي تحدق في وجهي ٬ فلما رأيتها كذلك لم أتمالك نفسي وصحت برعب : حجة . . من شان الله تعالي وخذيها ! قامت البنات كلهن وقامت الحاجة يسألنني ماذا هناك . . فنظروا ورأوها . . وعادت هي فجلست منكمشة تنظر برعب وهلع إلينا ٬ فجاءت الحاجة وقالت لها بالإنسانية : تعالي لعندي وانتي ابنتي . .

وجعلت تحضنها وتلفها حتى أرجعتها إلى جانبها . . وعاد الهدوء شيئا فشيئا إلى المهجع . . وفي الصباح وبعد أن أدينا الصلاة وعدنا للنوم ثانية أحست وقد غفا الجميع تدفق أنفاس بالقرب مني ٬ فلما فتحت عيني رأيتها فوق رأسي هذه المرة تكشف الغطاء من جانبه وتتلصص بالنظرإلي ٬ فلما رأيتها هكذا تخيلت أنها تريد أن تخنقني فصحت صوتا بالمقلوب ولم أعد أقوى حتى على التحرك ٬ فيما تحركت هي بلا أدنى انفعال وجلست على جنب وكأن شيئا لم يكن ! وكانت ماجدة قد استيقظت على الصوت فسألتها : ماذا تريدين ؟ هل تريدين شيئا ؟ فما وجدناها إلا وقد نطقت وقالت تسألها بلهجة جامدة : ماهذا . . هل هذا بدير؟ قالت لها ماجدة : لا . . هذا ليس بدير . . هذا سجن ! فعادت إلى صمتها وظلت على جلستها لا تتحرك . ٬


ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #93 في: 2011-05-05, 08:27:03 »
قذيفة بطاطا !

كان حجاب هالة وثيابها حينما جاءت وسخة جدا ٬ وبمرور الأيام وهي على حالتها تلك ازدادت نتانة واتساخا ٬ لكننا كلما حاولت أحدانا أن تقترب منها أو تلامس ثيابها انكمشت أكثر ومنعتها من الإقتراب . . ! وظلت على هذه الحال ثمانية أشهر لا تحكي ولا تأكل ولا تشرب ولا تحرج إلى الحمام ! كنا نسقيها الماء بالغصب وندس لها اللقمة في فمها دسا فتبقى فيه ساعة ولا تبتلعها !
وتقوم في الليل لتدخل الحمام فنتظاه ر كلنا بالنوم ٬ فتبقي الستارة مكشوفة وتجعل تراقبنا دون أن تفعل شيئا ٬ فإذا رأت أحدا تحرك تخرج مباشرة ولم تسحب ثيابها عنها بعد وذات يوم جلست عائشة بجانبها وأعطتها حبة بطاطا مسلوقة وهي تقول لها : خذي . . هذه بطاطا طيبة وحلوة . . وقشرتها لها وأرادت أن تطعمها إياها ٬ فخطفتها من يدها بسرعة وأطبقت عليها ثم عادت فرمتها . . وكنت وقتها أغسل ملابسي في الحمام فما وجدت إلا شيئا يرتطم برأسي . . نظرت فإذا بها قد قذفتني بالبطاطا فكادت أن تشجني ٬ فيما وقعت حبة البطاطا في التواليت!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #94 في: 2011-05-05, 08:28:57 »
كي. . واعتداء. . وافتراء !

وفي مرة أخرى وبعد شهر من حضورها قررنا أن نغير لها ملابسها بأي طريقة ٬ وكانت طوال هذه الفترة لم يمس جسدها الماء . لكنها ظلت تنفر وتزمجر كلما اقتربنا منها ٬ فجاءت الحاجة وأم شيماء إليها معا وقالتا لها: انظري . . هذه ثياب جميلة وثيابك وسخة الان . . فكشت من جديد علامة الرفض ٬ فتقدمت أم شيماء لتخلع عنها ملابسها ٬ فصاحت صوتا يا لطيف ويا ساتر . . ورفضت بكل إصرار ٬ فلم نجد بدا إلا أن نمزق لها ثيابها تمزيقا لنلبسها الثياب النظيفة لأول مرة ٬ لكن جسدها ظل وسخا وطال شعرها فكانت تحكه بأظافرها الطويلة الوسخة وتظل تحكه وتحكه بشكل مقزز حتى رجحنا أن لديها قمل ٬ فقررنا إعادة المحاولة وجلست الحاجة والبنات يسايرنها حتى أدخلوها الحمام . . وما أن بدأن بخلع ثيابها حتى خرجت أصواتها وارتفع زعيقها ٬ وهرع العناصر
يسألون ما الذي يجري فقالت لهم الحاجة : لا شيء . . نريد أن نحممها فقط . . نخاف أن تجرب إن تركناها مدة أكثر .

فقالوا لها : اعلموا أنها تمثل عليكم . . هي سفيهة . . فاجرة . . وظلوا حتى خروجها وانتقالنا إلى قطنا يتكلمون عنها بهدا الكلام . . وعندما حمموها وجدوا آثار ما يشبه الكي بسيخ محمى على أرجلها وفخذيها وجسمها من الأسفل . . لكن الأحجية لم تكن لتحل بعد ٬ وسر هذه المرأة ظل غامضا يستعصي علينا . . وفجأة وبعد خمسة أو ستة أشهر من وجودها معنا لاحظنا أن بطنها  تنتفخ وتكبر وقد بدأت تتأوه وتتألمم ٬ ثم لم تلبث أن فقدت قدرتها على الإحتمال . . فجعلت تصيح وتستغيث ٬ فشككنا أنها حامل ولم نكن قد عرفنا قصتها بعد وقدرت الحاجة وقتها أنها ربما كانت متزوجة من أحد الشباب وكانا جالسين معا فحدثت مداهمة لقاعدتهم واستشهد الزوج أمامها فأتتها صدمة . . وهى الآن حامل .

ولما لاحظ العناصر ذلك أيضا نقلوا الخبر كما يبدو إلى رؤسائهم ٬ فأتى رئيس التحقيق وسأل عن الأمر وقال من ثم لعائشة : نريد أن نفحصها فربما تكون حاملا بالفعل .

فقالت له عائشة : دعنا نفعل ذلك وسوف نخبركم . وقامت بالفعل ففحصتها بين الصراخ والزعيق الذي صرع الدنيا فوجدتها قد تعرضت لاعتداء واضح لكنه لم يؤثر عليها كثيرا وليس هناك ما  يشير إلى حمل ٬ وظلت على هذه الحال يومين كاملين حتى ظننا من شدة الألم الذي نزل بها أن منيتها قد دنت . . فجعلنا نقرع الباب عليهم وننادي : هالة ستموت . . نريد طبيبا . . فأتى أحد العناصر يسأل ماذا حدث ٬ فقلنا له إنها تكاد تموت من الألم . .

فأجابنا بكل برود وجلافة : وماذا في ذلك ؟ مسموح هنا حسب القانون أن يموت 7% من المساجين ! وأمام إلحاحنا الذي لم يتوقف ونحن نراها على هذه الحال أحضروا لها آخر الأمر طبيب الفرع
المخصص لا لعلاج السجناء بالطبع وإنما للضباط والعناصر ٬ فلما كشف عليها قال لهم : ليس لديها شيء . . مجردإمساك . وأعطاها تحاميل ومرهما أذكر أنني وضعتهم لها بنفسي . . وبعد قليل يا لطيف دخلت الحمام فخنقتنا الرائحة حتى كدنا نموت ! وكان نهارا لا ينسى حتى طرقت الحاجة الباب وسألتهم أن يفتحوه قليلا قبل أن نختنق جميعا !فسألها مستغربا : ما هذا . . ماذا لديكم . . ماذا فعلتم ؟ فأجابته الحاجة تضحك : فعلتها المدللة !
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #95 في: 2011-05-05, 08:29:33 »
شويط اللحم !

والذي يبدو أن مسؤولي الفرع قرروا بعد استمرار هالة بتصرفاتها تلك القيام بمحاولة جديدة لامتحانها ٬ فرأوا أن يخرجوا ابن خالها السجين في نفس الفرع ويجمعوهما معا ليروا رد فعلها من اللقاء ٬ فسألت الحاجة مديحة رئيس قسم التحقيق أبا فهد أن يسمح لها بمرافقتها علها تستأنس وتتكلم . . ففعل . فأخرجوهم معا إلى غرفة التحقيق بالقبو وكانت هالة وقتها قد نزعت الحجاب بالمرة وما عادت تبالي بستر أو بلباس ٬ فخرجكت منكوشة الشعر تلبس تنورة ممزقة وتحملق في المجهول ٬ فما أن راها ابن خالتها بهذه الحال حتى أخذ يناديها بألم : هالة . . هالة . . لماذا تفعلين هذا بنفسك ؟ أنا ابن خالك . . وأمسكها يهزها وهي لا حياة لمن تنادي . . والمسكين يبكي ويقول لها : يا هالة . . أنا ابن خالك . . أنا فلان . . ولكنها لم تبد أي ردة فعل ولم تظهر أية حركة ٬ فأتى إبراهيم وفتح باب المهجع علينا ثم جرها إليه جرا ودفعها لتدخل ونحن كلنا نراقب ما جري فما دخلت ٬ ووضعت يديها على طرفي الباب ووقفت مكانها فاجتمع أربعة عناصر يدفعونها تارة ويسحبونها أخرى ولكنهم ما استطاعوا أن يزحزحونها قيد أنملة . . فأشعل أحدهم السيكارة وجعل يلسع لها يدها ويزيد ويكرر حتى وصلت والله رائحة شويط اللحم إلى أنوفنا وهي لا تزحزح أصبعا واحدا وكأنها لا تحس بشيء . . فلم أتمالك نفسي أمام هذا المنظر الرهيب وصرت أصرخ بلا وعي : منشان الله . . والله حرام . . حرام . وفي آخر الأمر تعاونوا فحملوها حملا وألقوها كقطعة من خشب على أرض المهجع وأقفلوا الباب . ولم تمض فترة على ذلك اللقاء حتى وجدناهم يستدعونها ثانية لمقابلة والدتها التي علمنا من بعد أنها دفعت مبلغا كبيرا ثمن ذلك ٬ وكان والد هالة قد أصيب بجلطة إثر اعتقال ابنته فنقل إلى المستشفى ولكنه ما لبث أن مات هناك بعد فترة . . وحضرت الأم الملتاعة إلى السجن وهي لا تزال متشحة بالسواد ٬ لكن اللقاء أثر بالسلب على الأم والبنت معا ٬ ففيما ازدادت صدمة البنت وقد علمت بوفاة أبيها تعاظمت لوعة الأم التي هالها أن تجد ابنتها فقدت العقل وانقلبت في تصرفاتها وشكلها أسوأ من المجانين . . فأصاب الأخرى ما يشبه الإنهيار ٬ ولم يستطيعوا أن يخرجوها من الفرع إلا شحطا !

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #96 في: 2011-05-05, 08:30:02 »
وتكلمت هالة !

وانتهت المقابلة ٬ ولكن عذاب المسكينة وتعذيبها لم ينته ٬ فبعد فترة من الزمان وكان قد انقض على وجودها معنا حوالي الثلاثة أشهر كان باب المهجع مفتوحا للتنفس ٬ فما وجدناها إلا وقد ارتدت ملابسها وحملت حقيبتها ووضعت غطاء صلاة على رأسها وركضت بلا مقدمات خارج المهجع . . فلما رآها السجان هيثم اندفع وراءها يريد الإمساك بها فزلقت قدمه ووقع على قفاه . . وركض بقية العناصر فأمسكوا بها وأعادوها !لى المهجع . فسألتها الحاجة : إلى أين كنت ذاهبة ؟ قالت : عيد ميلاد أمي . . رايحة أحضر عيد ميلاد أمي !

ودخل ابراهيم وقد التأم منها بشكل كبير وكانت جالسة على الأرض مثلما ألقاها العناصر فصفعها على وجهها صفعة خبطت رأسها مرتين في الجدار ٬ثم أمسك بهاوهويصيح : تريدين أن تخدعيننا وتهربي يا . . . وبدأ يلف يدها وراء ظهرها . . ويصفعها . . ثم يدير يدها أكثر ويصفعها . . ونحن كلنا نصيح ونستغيث . . فلا هو يرحمها ولا وهى بين يديه تتلقى العذاب تنبس ببنت شفة !

وعلى هذه الحال ظلت هالة تتعذب وتعذبنا لعذابها حتى كانت أول مرة تكلمت فيها معي حينما كانت مستلقية ذات مرة ٬ فلاحظت أن أظافرها قد طالت جدا فقلت لنفسي : فلأحاول معها من جديد . وسألتها: قولي لي يا أختي . . ما اسمك ؟ ففوجئت بها تجيبني صوت كأنما هو قادم من عالم اخر : اسمي على كسمي . .اسمي مخبا بنسمي !

انتفضت وأنا أصيح : حجة . . حكت . . حكييت ! . وسألتها من ثم وأنا بين مصدقة لما أسمع ومكذبة : ما رأيك أن أقص لك أظافرك ؟ ومددت يدي أحاول أن أمسك بأصابعها فما وجدتها إلا وقد نترتهم من بين يدي نترا قطعني من الرعب ٬ فانكمشت على طرف وألغيت الفكرة وما عاودت الإقتراب ! وفي مرة تالية أردنا أن نحممها ثانية فقلنا لعلنا إذا أخرجناها إلى حمامات الشباب وجدت المكان أوسع فتستجيب بسهولة ٬ فلما أخرجناها وأخذنا معنا بقجة ثياب . . سألت : إلى أين أنتم تأخذونني ؟ إلى التلفزيون ! ولم تلبث أن انفجرت في الصراخ والبكاء فأرجعناها .!

وفيما بعد وعندما بدأت تتقبل فكرة الحمام قالت للحاجة عندما: سألتها أن تتحمم : لن أفعل حتى تخلع لي هذه ثوبها.مشيرة إلى ماجدة . فقالت لها الحاجة ! – لكنها إذا فعلت فليس لديهاثوب آخرتلبسه . . أناعندي ثوب والله أرسله أهلي لي ومامسسته أولبسته وهوغالي علي . . : ولم تكن الحاجة قد لبسته من قبل بالفعل فأخرجته خصيصا لها لعلها تقبل به ٬لكنهالم تفعل وكررت طلبهالثوب ماجدة ٬فخلعته ماجدة لهااخرالأمر.. وقامت الحاجة فأعطت ماجدة بدورها الثوب الجديد!

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #97 في: 2011-05-05, 08:30:29 »
الأحمر ممنوع والماء مرفوض

وكان ممالاحظناه على هالة أنهاتخاف كل شيء أحمراللون وتنفرمنه فعندماكانت تشاهد ضوءسخان الحمام الأحمركنا نحس بهلعها وتوترها وكأنه يثيرشيئا بأعصابها لا نعلمه . . وكانت ماجدة تضع حلقا على شكل وردة فيه حجرة صغيرة حمراء ٬فكانت هالة تحملق فيه أيضا وترتسم على وجهها معالم الخوف . . فقمنا وغطينا الزر بكيس ورق ٬ وخلعت ماجدة حلقها وأخفته . وكانت عائشة تضع نظارات طبية ٬. فكانت هالة تحملق في النظارات فترة طويلة..وتظل تدنومن وجهها وتبتعدوتعودفتدنوتنظركمايبدوإلى صورتها المرتسمة على زجاج النظارات ولا تمل وبعد فترة وهكذا بلا  مقدمات قالت إنها عطشى . . فملأنا لها كأسا ! من حنفية الحمام حيث نشرب كلنا ٬فنظرت إليناهكذاجميعاوقالت بترفع." –هل يسقي أحد بوله للثاني !

فقالت لها الحاجة :طيب . . سنأتي لك بأحسن كأس ماءفي السجن كله وطرقت الباب فجاء أبو عادل يسأل ما الأمر ٬ فقالت له الحاجة نريد كأس ماء للست هالة . . تريد أن تشرب . قال مستغربا:ألايوجد لديكم ماء؟ فأجابته الحاجة : الماء الذي لدينا لا يشرب مع هالة !

فذهب وأتى لها بكأس ماء أعطتها الحاجة إياه ٬فنظرت في ثم فينا وقالت :هذا وسخ وبصقت فيه فسألته الحاجة أن يأتي بآخرففعل ٬ولماقدمته لها فعلت الشيء نفسه . .وعادت الحاجة فرجته أن يجلب لهاكأسا آخر فاستجاب أيضا وكأنما اندمج في هذه التجربة المثيرة !

لكن الفعل تكرر وعادفتكررحتى اجتمعت أمامهاسبع كاسات مصفوفة بصقت فيها جميعاوماشربت ولاقطرة! ومرة أخرى وفي إحدى جلسات التسلية كنانمثل على أننا مثل اللاجئين الفلسطينيين
نرسل سلامات لأهلنا عبر الراديو . . فكانت كل واحدة منا تعبرعن مشاعرها وأشواقها بهذه الطريقة ٬ فكانت الحاجة رياض تقول أهدي سلامي إلى أمي . . يا حنونتي . . إيش عم تعملي هلق .ا أى أنك جالسة تنشقي وتبكي . . وتنخرط في البكاء . . فتبدأ المناحة ويبدأ الكل في البكاءعلى ! أثرها. .فسألناهامرة: هالة . . ألا تريدين أن تشاركي معنا في الإذاعة؟ وقالت لها أم شيماء: هياهالة . .أنشدي لنانشيدا.

فماوجدناها إلاوقدانبلقت مرة واحدة تنشد"توحيدربي .– ومضت بهافما توقفت حتى نهاية  النشيد وجاء السجان وقال : ما هذا؟ عاملين مولد نبوي فقالت له الحاجة : دعنا الآن بحالنا . . أغلق الطاقة واذهب الآن وكأننا بفرحتنا بكلامها قدولدلنا أول مولود ٬فجلسنا نحمدالله ألعالمين أنها نطقت وكسرت عن نفسها حاجز الصمت آخرالأم محاولة الإنتحار ومضت الأيام . .وبدأت هالة تتحسن شيئافشيئاحتى رجعت لطبيعتهابعدحوالى ثمانية أشهرمن المعاناة ٬وعندماكنانحدثهاعن حالتهافيما بعدكانت تقول إنهاماأحست بأي شيء بعدماكانت على طريق اللاذقية دمشق . . وما عادت وعت شيئا . . وأما قصتها كما  قصتهاعلينابعدذلك وسبب صدمته فكانت كالتالي : كانت هالة طالبة من أسرة متدينة تدرس في كلية العلوم في مدينتهاباللاذقية ٬وكان لها ابن خال في صفه العاشرأوالحادي عشر يعتمدعليها بعض المرات في حل وظائفه وفهم دروس الرياضيات التي تستعصي عليه ٬ والذي يبدوأن هذا الشاب كان مرتبطا مع مجموعة من الشباب اعتقل أحدهم فدل
عليه فاعتقلوه . . وأثناء التيحقيق معه كان السؤال التقليدي لهذا الشاب الصغير: من الذي يدرسك ويعلمك ؟ وكان القصد من السؤال الوصول إلى مسؤوله التنظيمي ٬لكن الفتى لبراءته ذكرلهم اسم هالة لأنها تدرسه الرياضيات والفيزياء بالفعل !

فأحضروها إلى التحقيق  فكبلوا أيديها وأرجلها . . ثم مزقوا عنها ملابسها . . ومع التعذيب الوحشي حاول رئيس الفرع الذي يحقق معها وعنصران أو ثلاثة اخرون معه الإعتداء عليها . . ثم ألقوها وحيدة في غرفة مهجورة تصفرالريح فيها فتجعلها تنتفض . . ويعركها البرد القارس فترتجف . . والعناصرتروح وتجيء خارج المكان فتوقع مع الرعب الذي يلف الأجواء ويلفها . .والعدوان الذي استهدف أشرف ما في حياتها . . ومن كثرة ماأخذوها وأعادوها إلى التحقيق . . تتوقع أنهمفى كل لحظه سيدخلون عليهاليعتدوا من جديد وفى وسط دوامه الذعر هذه وجدت هالة قطعة زجاج أو حديد صدئة في الغرفة ظنت أنها حبل النجاة . .وقامت وهي لا تكادتعي فقطعت بها شريانهالتنهي المأساة . . وظلت تنزف وهم لايشعرون بهاحتى حان وقت التحقيق معها من جديد فوجدوها على آخر نفس . . فأسعفوها ونقلوها إلى دمشق . . وبينماهي في الطريق بدأت تصحومن غيبوبتها فوجدت ابن خالتهاخلفهافي السيارة مع عددآخرمن أصدقائه الأيام . تعرفهم جميعا ٬ . " . " " ووجدت نفسها البنت الوحيدة بينهم فظنت أنهميقتادونهم وإياها إلى الإعدام ٬ فأصابتها صدمة نفسية أفقدتها القدرة على الكلام ولم تعدتستوعب بسببهاما الذي يدور ٬وبعدشهرمن المبيت في المنفرده لم يكفوا فيه عن تعذيبها والتحقيق معها وصلت اليناعلى هذه الحال .



ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #98 في: 2011-05-05, 08:31:08 »
الفصل الثاني الجزء 3

أولادى حارقين قلبى

واستمرالحال من سيء إلى أسوأ ٬واستمرمهجعنا الذي غص حتىالثماله يستقبل المزيد من النزيلات الجدد كانت أم محمود حليمه التاليه فى الترتيب بعد دفعة الحاجه رياض وأم محمود هذه سيده قرويه عمرها 35 عاما من قرية حريتان قرب حلب ٬ وزوجها صباب بيتون من قرية أخرى اسمها حيان . . وهى من الفلاحات الذكيات والواعيات جدا فلايظنها المرء إلا دارسة ومتعلمة . والذي يبدوأن زوجها بنى في بيته مخبأ للملاحقين من أبناء منطقته وآواهم فيه ثم أكتشف المخابرات الأمر فأمسكوا به ولكنهم لم يكتشفوا مكان القاعده فكمن عناصر منهم في البيت بوجودأم محمود وأولادها الخمسة ٬ فلما طال مكوثهم خرج الشباب الملاحقون من المخبأ واشتبكوا مع رجال المخابرات الموجودين فقتلوهم وفروا فلم يعد لهذه المرأه المسكينه بد من الهرب فحملت من استطاعت حمله من الأطفالوسحبت البقيه فى منتصف ليله مثلجه واتجهت الى بيت اهلها فى القريه المجاوره وليس ثمه من وسيلة للنجاة إلا المسير . . ويبدوأن الخابرات اكتشفوا ما حدث...
خلال ذلك ٬ فلما لم يجدوها في البيت تتبعوها إلى بيت أهلها وألقواالقبض عليها هناك  ٬ واتهموها بأنها كانت على معرفة بالقاعدة وأنها تسترت عليها وساعدت على قتل العناصر . . فنقلوها إلى الأمن السياسي بحلب وهناك أذاقوها أشد العذاب حتى كسرت يدها وظلت طوال سجنها لا تستطيع أن تحركها بشكل طبيعي ٬ كما كسروا عظمة أنفها أيضا . . وبعد شهرين أو ثلاثة أتوا بها إلى كفر سوسة وأعادوا التحقيق معها من جديد فنكرت معرفتها بأي شيء ٬ وقالت أن زوجها بنى البيت ولم تكن موجودة . وغالب الظن أنهم أعدموا الزوج في تدمر ٬ فيما بقي الأ طفال الخمسة وهم بين 4 و 9 سنوات من العمر مع أبويها العجوزين ٬ فكان ذلك أكثر ما يؤلمها ويؤرقة ها باستمرار . . فلا تفتأ المسكينة تردد : أولادي حارقين قلبي من جوه . . وتدمع عيناها دون أن تبكي كباقي النساء . . ولم يفرج عن أم محمود إلا عام 84 من قطنا .



ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #99 في: 2011-05-05, 08:31:37 »
جو اسيس وعميلا ت. ورهينات !

ومن شركاء المهجع أيضانزلت علينا ذات يوم امرأتان شقيقتان مسيحيتان من حلب متهمتان بالتجسس لصالح اسرائيل . . الصغرى اسمها جورجيت ويسمونها مارييت أحيانا عمرها 35 سنة ومتزوجة من علوي من القرداحة اسمه زهير كان هو زعيم الشبكة  ٬ وأختها أم جورج في الستينات من العمر وزوجها علوي أيضا وهو مساعد في الشرطة .

وعلى الرغم من الفترة الطويلة التي أمضتها الأختان معنا في المهجع نفسه إلا أننا لم نستطع الإلمام بحقيقة القصة التي وراءهما لحرصهما وتكتمهما الشديد ٬ ولأن القصة كما بلغتنا بعض أطرافها معقدة جدا . ولقد أحضروا الأختين في البداية مع زوج مارييت ٬ وعلى أثر ذلك اعتقل عدد كبير من الشبكة . . وكانوا في البداية يأخذون جورجيت كل يوم إلى التعذيب فيضج الفرع كله من صراخها ولاتعود الا على آخر نفس ٬ وكانت عائشة تجلس فتمسد لها أرجلها المزرقة بالماء الساخن وتربط لها الجراح وتشد الكدمات بشاشيات البنات ٬ وتظل تعمل لها "المساج بكل طيب خاطر ٬ حتى إذا هدأت الآلام عليها انتفضت كالجنية ومضت تلعب الورق مع الشيوعيات الأخريات . . وتستغرق في اللعب بكل عقلها وكأن شيئا لم يكن ! وعندما سألتها الحاجة مديحة مرة : كيف كنت تصيحين من قليل والآن ربحت ؟




ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب