وكما العادة .........لن أكتم ، بل سأعلن تعلّمي من مدرسة السجن والمساجين على الملأ...وأي مدرسة هيه يا هبه وبالطبع قوبل الطلب بالرفض والسخرية والتقريع ٬ فاقترحت أم شيماء أن نضرب عن الطعام حتى يستجيبوا ٬ وسرعان ما شجعتها أمي وأيدت أكثريتنا الفكرة
يا للإرادة !! وياللإصرار .... لا يأس مع السجون
لكننا كنا سعداء بهذا الأثر الذي تركناه والحركة التي أحدثناها رغم كل الضغوط والترهيب .
وأنا معكم أيضا سعيدة يا هبة والله
يا خالتي نحن من حماة أيضا وسنخرج غدا إفراج ٬ فلو كانت لدى أي من الحمويات رسالة لأهاليهن اكتب وها وضعوها في شق الطاقة ونحن سنسحبها بإذن الله أثناء خروجنا إلى الخط بطريقة لا تشعر العناصر ونوصلها لهم .
سعيدة أيضا هنا، لأنهم يظنون ألا اختراق لحواجزهم، وألا تعدي على لوائحهم الشيطانية، سعيدة لأنهم رغم كل الكبت ينتفسون ولو من الأنابيب بل ويتمنون التنفيس عن زملائهم وخدمتهم، وأستحضر هنا الآلة الرهيبة التي تتتبع الإسلاميين في كل مكان من خدمة العالم الخائف من مَدّهم، فإذا الله يجعل لهم المخارج ليستكمل المَدّ دربه ....!! يا الله ما أروع هذا حقا !!
قال : ستبقى رهينة عن أخيها صفوان ولن تخرج حتى يسلم نفسه . . أو فاعتبري أنك لم تلدي هذه البنت وانسيها ! وكانت اخر مرة أراها فيها رحمها الله
يا إلهي !! أهذه آخر مرة ؟؟!! ألم تريها بعد خروجك وهي حية، أستقبلتِ خبر وفاتها وأنت سجينة؟؟، ألم تنعمي بحضنها من بعد هذه المرة يا هبة؟؟ !! واألماه من آخر مرة !!
بالتأكيد كان ناصيف يكذب لأن أمي ظلت جالسة عند الباب ترفض التحرك قبل أن تعرف مصيرنا وتأمل أن تسمع قبل ذهابها ولو إشارة بقرب الإفراج عنا وإلى أين ستتجه الأمور
ولم تكوني تعلمين أنت أيضا يا خالة أن تلك آخر مرة ترين فيها هبة .....!! ياااه !!
وبادرتها الحاجة بالدموع تقول : حاجة رياض . . الحمد لله على سلامتك . أخيرا . . أخيرا وجدت ونيسا لي في هذا المكان
في هذه الأمكنة في سوريا يلقى الحبيب حبيبه، ويلقى الصاحب صاحبه ! لأن كل من على شاكلة ذلك المعتقل يعتقلون !! أب، أم ، أخ ، أخت ، صديق .............
. فلقد أركبوهن السيارة من سجن المسلمية بحلب وقد كبلوا كل اثنتين منهما معا والخبر يقول إنه إفراج ٬ وكان قد سبق بالفعل إطلاق سراح حوالي 16 سيدة أخرى كن معهن وجعل العناصر يسخرون منهن طوال الطريق ويزيدون قلقهن قلقا ورعبهن رعبا
وعلى من تتشطرون أيها الجبناء ؟؟؟ على نساء معتقلات ..................!!!
وفي مرة كانت الحاجة رياض ذاهبة إلى هناك لتزور أخاها في عمان قدمت لها إحدى السيدات بعض المال لتوزعه على أبناء الشباب الذين أعدموا ولا يكادون يجدون في هذا الظرف الصعب معينا أو مصدرا للكسب
يا إلهي .....أخوها مطارَد ...!! وسيدات يتكاتفن لجمع مال أيتام قتل أباؤهم !! وعن فلسطين فقط كنا نسمع؟؟ فإذا سوريا فلسطين أكبر !!!
وكانت تنشد أحيانا بين الحسرة والطرافة تقول : إلهي قد غدوت هنا سجينا . . لأني وزعت مصرات الإخوان المسلمينا
ولا بد من ابتسامة وإن في عز الألم
٬ فلقد تمت تعريتها مثل أكثر المعتقلات بحلب ٬ وجعل عمر حميدة يسحبها من شعرها على الأرض فيرتطم رأسها بالأرض والجدار ٬ مما تسبب في كسر عظمة أنفها . . وأصابها بعسر دائم في التنفس ٬ فكانت المسكينة بعد ذلك دائمة التشخير . . وزاد حميدة على ذلك العذاب الوحشي فسلط على وجهها خرطوم ماء شديد لتصحو من الإغماء فخرق لها طبلة أذنها
يا إلهي ....!! إنهن النسااااااااء أيها الأصم الذي لا يسمع !!!
ولما اقتحموا على منتهى البيت خرجت وابنتها الرضيعة على يدها ٬ فانتزعوا الطفلة من بين أيديها ودفعو بها إلى الأهل واقتادوا منتهى إلى فرع المخابرات
أهكذا هي حياة حرائر سوريا ؟؟ أهكذا هي ضريبة الزواج من متدين في سوريا ؟؟ أموت يباع فأشتري ؟؟ أموت يباع فأشتري لكل من قتل الكلمة في سوريا ونشر الأكمة، فلم تعد تُرى الأفواه ....!!
ولما أرادوا إعادة التحقيق معهما في كفر سوسة عادت لمى إلينا منفعلة تبكي بحرقة ٬ فسألتها الحاجة ملهوفة عم حدث ٬ فقالت بقلب محروق وانفعال بلغ مداه : نسفني كف وسب والدي . . واعتبرت ذلك غاية الإهانة وأشد العذاب !
مازلت تلميذة مبتدئة يا لمى ......!! لقد لاطفك أيما لطف !!
كانت وسخة جدا فلا تنظف لا جسدها ولا مكانها ولا حتى الحمام إذا استعملته . . والمكان كله شبر بشبر ! وزاد عليها وعلينا القمل الذي تسرب منها إلى المهجع لكنه ويا للعجب لم يطب له المقام إلا في رأس منيرة التي كانت تجاورها في مكان النوم .
أف يا إلهي.... إن كنا لا نتحمل الكلمات الواصفة فكيف بالقذارة حية تلازمكم ؟؟؟
فتجيب : من حزب الهرموشية . . تقصد القرية التي أتت منها . . فيعيدها إلى التعذيب ظنا أنها تراوغه ٬ والمسكينة من جهلها لا تعرف ما الذي يغضب المحقق ولا الذي يستغربه من إجاباتها !
حتى اللاتي لا يفهمن شيئا !! سبحان الله علامات خوفك أيها النظام المستبد تتبدى بكل وضوح فإذا أنت كالمخبول تأسر من كل مكان وتعتقل أيا كان !!
وبعد ذلك أتت بنفسها فزارتنا في سجن قطنا" ٬ وكانت وكأنما تريد إغاظتنا تتحدث كيف أطلقوا سراحها ونالت حريتها فذهبت لتكمل دراستها في فرنسا وعادت الان في إجازة .
طبعا وهل شيوعية عندهم -وإن عارضتهم- كمسلمة ؟؟؟
ففي البداية قالت لنا فاديا صراحة أنهم طلبوا منها أن تجلس معها وتستدرجها على أساس أنها سجينة مثلها وتحلل لهم نفسيتها وتنقل لهم أخبارها ٬ وذهبت من المهجع إلى المنفردة وجلست معها اليوم الأول ثم عادت تقص علينا قصصها ٬فجعلت تسالنا بكل تلقائيه إن كنا نريد إرسال أية رسائل أو معلومات لأحد لنا في الخارج وقامت أكثر البنات بإعطائها رسائل إلى أهاليهن وصلت كلها يد المقدم فاستطاع من خلال هذه الخبرة التي أجادت دورها بالتعاون مع فاديا أن يعرف الكثير عما يدور في هذا المهجع وبين نزيلاته المعتقلات
سبحان الله يا لقذارة طرقهم، ويالقذارة الجواسيس ويالسرعة ما ينخدع بهم الشريف وهو لم يعِ بعد كل أبعادهم الشيطانية، ولكنه يتعلم ليفهمهم أكثر ....!!
بدأت حينما قتل زوجها برصاصة طائشة أثناء عبوره منطقة كانت مسرحا لاشتباك بين المخابرات وعناصر مضادة في اللاذقية
سوريا حرة ؟؟ مستقلة ؟؟ يا إلهي أين ذهب عنا كل هذا ؟؟؟ إنها مسرح حرب بين الراعي الطيب ورعيته !! ألا سحقا لكم من رعاة ........أي فرق بين سجن وسجن، سجن صغير محاط بجدران، وسجن كبير محاط بأصوات الطواغيت من كل مكان، وبرعب الناس من الكلمة .........
وأحضروا الأخت التي لم تكن تعلم أي شيء عن أي شيء وأودعوها السجن معنا كل الفترة ٬ وأتوا بأبيهما وبأخيها فسجنوهما أيضا ٬لقد تبدت طيبتها من أول لحظة دخلت بها علينا وهي تبكي بحرقة وتنتحب كالأطفال . . وكالعادة التففنا حولها وحول أختها كأية قادمة جديدة
إني أراك يا هبة تتعودين، وتتحولين من مستقبَلة إلى مستقبِلة ........ وهكذا !!
قالت منى : قال لي العنصر ادخلي فلما لم أدخل بسرعة سب أبي . قالت لها الحاجة : وماذا في ذلك ؟ قالت : أبي لا يسب
العاقبة لتقدمك أنت أيضا لتعرفي أن السب عندهم لطف صُراااااح !!!