المحرر موضوع: تسع سنوات في سجون سورية...  (زيارة 73775 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #100 في: 2011-05-05, 08:32:07 »
أجابتها : أنا أربح من الطرفين !

وبينما لم تكن الأختان تتكلمان الكثير عن وضعهما في البداية إلا أن أم جورج بدأت عندما اجتمعنا ثانية في قطنا تتكلم عن شقيقتها جورجيت وتتهمها بأنها كانت سبب وقوعها وتدعو عليها أن يحرقها الله في قبرها ! وكانوا قبل نقلنا إلى قطنا قد أتوا ونقلوا الأختين إلى سجن المزة فأعدموا جورجيت بعدما أمسكوا بقية الشبكة وأعادوا أختها إلى قطنا لنلتقيها ثانية هناك ٬ وهناك سمعنا أيضا نبأ إعدام زوجها من راديو صوت لبنان .

ومن السجينات اللاتي شاركننا المهجع من غير الإتجاه الذي صنفونا عليه كانت أختان أيضا من أرمن حلب من تنظيم معارض موال للعراق أتوا بهما مع بدايات عام 82 الأخت الكبرى اسمها  كاميليا والصغرى جميلة ٬ وكانت هذه حاملا عند اعتقالهما اخر 81 أثناء عودتهما من العراق ولكنهما لم تكونا تتكلمان عن قصتهما ولم تعذبا ٬ وعاشتا مثلما عشنا وبقيتا إلى أن نقلنا إلى قطنا ٬ وخرجتا بعد نقلنا .

كذلك أحضروا وبشكل عابر سيدة من حمص من بيت النشواني اعتقلوها رهينة عن زوجها الذي هرب وأتوا بها إلى كفر سوسة ٬ ولكن هذه السيدة لم تبق كثيرا لأن لها ابن عم رائد في مخابرات اللاذقية سارع في التوسط للإفراج عنها .

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #101 في: 2011-05-05, 08:32:33 »
العلاج الصحى . . شتائم

! كانت ظروف السجن وافتقاد أولويات الإحتياجات الصحية والغذائية سببا لإصابة الكثيرات منا بأمراض وعلل متعددة . . لكن الحسرة لم تكن بالإصابة قدر ما كانت من طريقة العلاج التخصصي لدى إدارة السجن ومسئوليه . . فبعدما أصابتني كأكثر النزيلات "زنطارية" في بداية قدومي وتخلصت ظاهر الأمر منها لم ألبث أن بدأت أحس آلاما في معدتي تتزايد باستمرار . . واشتد الألم والأعراض علي حتى صرت أستفرغ دما ولا أكاد أستسيغ تناول أي طعام . . وسرعان ما شخصت عائشة حالتي بالقرحة . . وصارت وباقي البنات يحاولن تخير غذاء صحي مناسب لي من هذا الذي كان ينالنا منهم . . لكن الأمر ازداد سوءا بانعدام الغذاء الصحي وتراكم الإنفعالات والحسرات . . ووصلت آلامي مرحلة متقدمة ٬ فقدمنا طلبا للمقدم نشرح فيه حالتي ونطلب فيه غذاء يناسب المرض . . فاستدعاني متكرما ببعض من وقته الثمين ٬ كل ما قدمه لي وقتها أن أسمعني محاضرة مطولة حافلة بالشتائم عن أخي "المجرم " . . ثم أعادني أسوأ حالا مما أتيت ! ولقد شاعت بيننا كذلك
إصابات فقر الدم وتسوس الأسنان ٬ وذات مرة اشتد على أم شيماء النخر في ضرسها فسألتهم أن يعطوها مسكنا فلم يجيبوا طلبها ٬ لكنها استمرت مع تعاظم الألم في الإلحاح ٬ وصارت البنات تلح في السؤال معها وقد كادت تموت بالفعل من الألم ٬ وأخيرا أخذوها إلي طبيب لم تدر من هو أو أين كان إ! فلقد قيدوها وعصبوا عينيها ونقلوها بالسيارة المخصصة لنقل المساجين إليه ٬ وهناك ومن غير مخدر خلع هذا الطبيب لها الضرس وأجرى لها في جلسة واحدة جراحة في فكها الذي أصابه الإلتهاب ووصل التسوس فيه إلى العظم ٬ فعادت بألم أشد ومعاناة استمرت معها لفترة غير قليلة . كذلك أصيبت كثير من البنات بنقص في الكلس تسبب لرغداء بدوخة مزمنة ٬ حتى أنها عندما أرادت أن تنهض من التواليت ذات مرة لم تستطع فسقطت على الأرض وارتطم رأسها بالجدار وأسرعت البنات فحملنها من مكانها حملا . . ومن حينها بدأنا نأكل قشر البيض الذي نحصل عليه . . ندقه ليصبح ناعما كالطحين ونستفه ! وكذلك بدأنا نفعل بقشر البطاطا إذا  وصلتنا ! ومع مرور الأيام بدأ بعض العناصر يسمحون لنا في أحيان نادرة باستخدام غلاية كهربائية لتسخين بعض الماء ٬ وكان بعضهم يمن علينا ببقايا الشاي الذي شربوه فنسخنه من جديد ونشربه ٬ وفي فترة لاحقة استطعنا أن نستعير منهم "البابور" لطهي الطعام أو تسخينه ٬ فكنا إذا حصلنا على بقايا الفروج المخصص لنا فتتناه ولوحناه على النار بلا أية إضافات على الأغلب .

وكانوا يأتون بفروج واحد للمهجع كل أسبوع فيستل العناصر منه القطع اللذيذة ويرسلون البقايا لنا ٬ فنتوزعه وقد بلغنا 14 سجينة اخر الأمر بأن نفرطه كله ونفتته كالخيطان ونضع عليه بعض البهار ونتوزعه بالملعقة ٬ فتنال واحدتنا نصف ملعقة منه تفردها على الخبز وتلفه بغطاء اخر من الخبز وتتناوله ملتذة وهي تجهد في تخيل أن ما تمضغه الان لحم دجاج بالفعل !

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #102 في: 2011-05-05, 08:32:58 »
عقوبات حسب المزاج !

وعلى الرغم من سوء حالنا وشدة معاناتنا إلا أن حياة السجناء الشباب بالمقارنة معنا كانت جحيعا بالفعل . . ففي الوقت الذي كنا نكاد نختنق من ضيق المكان حينما بدأ عددنا في المهجع يزيد على بضعة عشر امرأة كانوا يحشرون حوالي الخمسين من الشباب في المهجع الواحد فلا يجدون حتى النفس الكافي أثناء النهار ٬ واذا ناموا لا يملكوا لضيق المكان إلا أن يرفعوا أرجلهم على الجدار ويتناوبون برغم ذلك النوم ! وكان هناك عنصر يتجول أمام المهاجع باستمرار ٬ فإذا سمع أدنى حركة من داخل المهجع ضرب الباب الحديدي بالكابل الذي معه وصرخ فيهم ليخرسوا . . ويظل يذهب ويجيء في الليل و الطاقات مفتوحة عليهم ٬ فإذا شاهد أحدا يتمتم أو يتقلب فالعقوبة حسب ما يقتضيه مزاجه وهواه ليلتها . . أبسطها السباب والشتيمة وغالبها الفلق في منتصف الليل ! وكان كل عنصر يتحكم فيهم حسب مزاجه : ناموا الآن . . أفيقوا الان . . الآن طعام . . أو موعد "الخط " . . وفي اخر الأمر لم تعد تفرق مع الشباب فصاروا يقفوا ويصلوا جماعة ويجهروا بهاحتى
يصل صلاتهم وتكبيراتهم إلينا . . لدرجة أن الحاجة كانت تقتدي بهم بعض الأحيان ! فإذا سمعهم العناصر نالوا نصيبهم برضا وتسليم وإلا مرت بسلام ! وأذكر أن واحدا من المهجع المجاور لنا عاد ذات مرة بعدما أخرجوهم إلى "الخط " وطلب الخروج ثانية للحمام ٬ فكان الجواب الأول شتائم مقذعة ٬ لكن الشاب كان كما يبدو محتاجا للذهاب بالفعل فعاد يرجو العنصر ويسأله الإذن من جديد ٬ فجاءه ذاك وأخرجه مع أبشع المسبات والشتائم واقتاده أمام مهجعنا وجعل يضربه ويضربه ولا يتوقف ٬ وفي آخر الأمر دقت الحاجة الباب تقول له : إي خيوإيش عمل ؟ إي والله ما كفر ! بدو يطلع على الحمام . . إي حضرت جنابك بتطلع في اليوم عشرين مرة ! أليس بني ادم أيضا ! وأما خروج الشباب للإغتسال فكان عذابا آخر .

 كانوا يخرجون سكان المهجع مجموعة بعد أخرى ٬ فكان إذا ضرب على الباب بالكابل أو بالعصا ضربتين وخاصة ياسين فمعناه أن يكون الجميع جاهزين في الخارج ! فكان المساكين يدخلون بثيابهم ولا يكادون يفتحون الدوش عليهم حتى تحين إشارة الإنتهاء . . وأظن بعضهم لم يكن يتحمم تفضيلا منه السلامة على النظافة ! كذلك كانت الحلاقة إحدى عذابات الشباب الدورية التي لا بد منها . . فكان العنصر الموكل بذلك يتربع هو على الكرسي ليمر الشباب واحدا بعد الآخر بين يديه راكعين على ركبهم ٬ فيتناول رأس الواحد منهم وكأنه دابة بين يديه ويمر بالآلة عليه لا يبالي جرح له خدا أو شج له رأسا أو أصاب عينا . . والشاب المسكين لا يجد فرصة للتأوه أو التشكي لأنه إن فعل ضوعف له العذاب وخص بفلقة أو لسعة كبل هو في غنى عنها ! وأما نحن فقد عفينا من الحلاقة ولله الحمد ٬ ولكن انعدام النظافة وقلة الماء ...

جعل شعورنا التي طالت مشكلة وعبئا علينا ٬ خاصة وأن صغر السخان لم يكن يتيح لأكثر من واحدة بالإستحمام كل يوم ٬ وصعوبة الغسيل مع قلة الملابس كان يضطرنا للبقاء فيها فترات طويلة . . وكثيرا ما كانت واحدتنا تضطرإلى انتظار ثيابها لتجف فتلبسها ثانية . . وحتى تجف كنا ننشرها على حبل مطاط أخرجناه من إحدى قطع الملابس التي معنا ٬ لكن صغر الغرفة وكثرة نزلائها كان يكثف الأ نفاس على رطوبة الثوب فتبدأ القطرات المتكثفة تنقط فوقنا ٬ وليس لنا من حيلة حيالها إلا الصبر والإحتساب !


ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #103 في: 2011-05-05, 08:37:30 »
الدم ...والقمل . . والسل !

ومن برامج السجن الدورية كان التفتيش على أمن المهجع كل أسبوع ! كان ابراهيم يأتي في نوبته فيتفقد النافذة التي في الجدار فيهز قضبانها الحديدية ويتأكد أن أحدا لم يمسها بسوء ٬ فتصيح به الحاجة دون أن تتمكن من ضبط نفسها : ماذا يمكن أن يحدث في رأيك ؟ هل يمكننا نحن النساء أن نخلعه مثلا ! فيجيبها ببرود : إنها الأوامر . . وينبغي أن أنفذها ! لكن ذلك لم يكن الإزعاج "الوقائي " الوحيد . . فيوم تعقيم البطانيات – حفاظا على الصحة العامة كما يفترض – كان يوم عذاب شنيع آخر لنا ! فقد كانوا يجمعون بطانيات المهاجع كلها ولا ندري بماذا يجمعونها ثم يعيدونها رطبة إلينا ورائحتها تعم السجن كله حتى نكاد ختنق بالفعل منها . . لكن الأمر كان أشد رهبة وأسوأ وقعا حينما تنتشر الأوبئة والأمراض أو الحشرات ! فبعد شهرين تقريبا من دخولنا السجن انتشر القمل بين السجناء دون أن يصيبنا هذه المرة ٬ لكنهم دخلوا مهجعنا ورشوا المبيد ونحن فيه بالطبع فقط على سبيل الإحتياط ٬ فصرنا نتقيؤ كلنا ولا نكاد نقوى على التنفس لساعات ! ومع ذلك وجدنا بلاءنا أخف مما نزل بالشباب الذين كانوا ينادونهم واحدا بعد الآخر إلى طاقة المهجع أو الزنزانة ويأمرونهم أن يمدوا رؤوسهم منها ليغرقوا الرأس كله بالمبيد وبعد سنة تقريبا واشتداد العذاب وانعدام أبسط الإحتياجات الغذائية والصحية انتشر السل هذه المرة بين المساجين المساكين ٬ فكنا نحسهم من صوت سعالهم في جوف الليل أو نراهم عند خروجهم إلى "الخط " يعكز بعضهم بعضا أو يحملون من شارف منهم على النهاية حملا إلى الحمام . وأذكر أنني كان دوري مساء أحد الأيام لرمي القمامة كالعادة في المطبخ ٬ وكان ابراهيم قد فتح الباب لي وسبقني إلى المطبخ ٬ فوجدته وبيده سكين يقول لي من غيرسبب : والله هذه حلال تدخل بقلبك !

لكنني لم أرد ودخلت بالقمامة لأرميها ٬ فلما أصبحت في الداخل وجدت حسين قادما دون أن يراني وبيده طاسة الطعام مملوءة بالدم يقول له :  سيدي مات ! فقال له ابراهيم : إلى جهنم . . أغلق عليه باب المنفردة الآن لنرى ماذا نفعل .

فلما عدت إلى مهجعنا نظرت بعد قليل من شق الطاقة فوجدتهم يحملون أحد الشباب ميتا بالفعل وينقلونه من المنفردة حيث كان ٬ وحكيت ما جرى للبنات فقالت الحاجة أنها رأتهم ينقلونه بالأمس من المهجع إلى المنفردة ويكاد من ضعفه يحملونه حملا . . ولم يلبث أن حضر أحد العناصر فجعلت الحاجة تستدرجه كعادتها وسألته عن هذا الشاب الذي مات . . فأجابها اخر الأمرأنه مات ميتة طبيعية . . بمرض السل !


ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #104 في: 2011-05-05, 08:38:01 »
الشياه والجزار !

وإذا كانت صور المرض ومشاهد أيام انتشار الأوبئة مؤلمة لا ريب فإن مما لا يمكن نسيانه مشاهد الذين ماتوا تحت التعذيب أو أولئك الذين كان الموت أكثر راحة لهم ربما من العذاب ! فذات ليلة أطفأوا الأ نوار فجأة وأغلقوا الطاقات ولن يبق منيرا إلا ضوء الممر الذي مكننا أن نراهم يحملون جثة شاب يلبس طقما وكرافة ويرمونها في المنفردة . . ولم تفلح الحاجة ولا أحد سواها هذه المرة
في معرفة ما حدث ٬ لكن الأرجح أنه مات ليلتها تحت التعذيب . وفي مرة غيرها رأيناهم وقد أحضروا أحد القرويين وقد عروه من ثيابه كلها ووقفت مجموعة من العناصر في أول الممر ومجموعة غيرهم في آخره وجعلوا يلسعونه بادئ الأمر بالكابلات والخيزران ويأمرونه بالجري بينهم جيئة وذهابا ويحملونه أن يضع يديه فوق رأسه ٬ وكان الأمر له أن يسرع مرة وأن يبطىء أخرى . . وهكذا حتى أنهكوه . . ثم اقتادوه ونحن نتابع ما يجري من خلال شق الطاقة أو من تتبع الصوت إلى الحمامات ٬ فكانوا يفتحون الماء البارد عليه لوهلة ثم يحولونه إلى الساخن مرة . . والمسكين بين يديهم لا حول له ولا قوة يصيح ويولول كالشاة بين يدي الجزار!



ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #105 في: 2011-05-05, 08:38:24 »
عملية تجميل ...وهستيريا!

وتزامنا مع أحداث حماة التي لم نعلم عنها بالطبع وقتذاك ازدادت  عمليات التعذيب في الفرع حتى صرنا نحن الذين نسمع الأصوات فقط نستجير من هولها . . إلى درجة أن الحاجة مديحة قالت لهم آخر الأمر ترجوهم أن ينقلونا إلى مهجع آخر بعيد بعض الشيء عن غرفة التعذيب لأننا لم نعد نحتمل ! وبمقدار ما كان التعذيب يشتد كان عدد الضحايا في ازدياد . . وكثيرا ما صرنا نراهم يسحبون الشاب محطما أو ميتا فيلفونه بالبطانيات ويأخذونه إلى حيث لم نكن نعلم . . ولا أزال أذكر كيف أخرجوا أحد هؤلاء المساكين من غرفة التعذيب وألقوه أمام باب مهجعنا ليفسحوا مكانا لغيره حتى يتذوق الأهوال . . فجعل هذا المسكين وقد تدلى لسانه والدم يغطي جسده كله يسألهم جرعة ماء ولا من مجيب . . فلما طال به الأمرأرقنا له من تحت الباب بعض الماء فجعل يلعقه بلسانه لعقا من على الأرض .

ولقد تسببت وحشية التعذيب في إصابة عدد غير قليل من السجناء بالإنهيارات العصبية والهستيريا . . وأذكر أن واحدا من هؤلاء كان نزيل المهجع الذي يجاورنا ٬ فكنا نسمعه ينخرط في نوبة ضحك مفاجئة حتى لا يكاد يتوقف ٬ أو ينشج بالبكاء فيعم الحزن المهجع كله وهو على هذه الحال لأيام . ولقد أتى العناصر مرة إلينا وسألونا إن كان لدينا حبا مهدئا وكانت الحاجة مديحة تستخدمه أحيانا لعلاج رجفة أصابتها بسبب تعذيب الكهرباء فسألته كعادتها بين المزاح والجد : وماذا هناك . . من هستر منكم ؟ فقال لها : هناك واحد بعيد عنك معه هستيريا بكاء حتى أقلق لنا نومنا ببكائه !

وفي مرة أخرى أصابت شابا اخر هستيريا الضحك حتى كأنما فقد عقله ٬ فرأيتهم من شق الطاقة أخرجونه إلى الممر وخلعوا عنه ثيابه وأجلسوه على الدرج وجعلوا كلما هدأ أزوه ليضحك  فينفجرون بضحكاتهم الفاجرة لا يراعون قيمة لإنسانية أو حرمة لضعف ولا مرض . ومن المشاهد التي لا تنسى أيضا ليلة تفجير الآمرية الجوية بدمشق عندما قرعوا علينا الباب وسألونا إن كان لدينا قلم كحل أو أصبع حمرة . . قالت له الحاجة مستغربة : وهل ترانا جايين من عرس أبوي ! من أين لنا بالكحل والحمرة في هذا المكان !

قال العنصر: لعل وعسى . . ثم مضى . . ولم يلبثوا أن أخرجوا شابا من زنزانته وأجلسوه قريبا من باب مهجعنا ٬ فرأينا آثار التعذيب تملؤ وجهه وجسده . . ورأيناهم وقد كبلوه من يديه ورجليه بالكرسي . . التفوا حوله يحاولون إخفاء ما أمكن من آثار التعذيب عن وجهه وعمل "مكياج " له . . وبوسائلها الخاصة أيضا فهمت الحاجة مديحة بعدها أن الآمرية قد ضربت وقتها ٬ وأنهم أرادوا أن يخرجوه في تلك الليلة ليعترف بشيء يريدونه على التلفزيون !
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #106 في: 2011-05-05, 15:41:55 »


يا إلهي

لا يوجد كلمات تصف مشاعر من يقرأ فكيف بمن سمع وكيف  بمن عايش


حتى الدعاء عليهم مهما حاولت اختيار أقواها أجدها لا تناسب هذه السادية

يا رب أنت أعلم بما في الصدور، استجب لدعائي عليهم بما يستحقونه فقد عجز لساني ورجائي أنك أقرب إلينا من حبل الوريد وأعلم بنا منا

يارب


وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #107 في: 2011-05-05, 15:55:17 »


يا إلهي

لا يوجد كلمات تصف مشاعر من يقرأ فكيف بمن سمع وكيف  بمن عايش


حتى الدعاء عليهم مهما حاولت اختيار أقواها أجدها لا تناسب هذه السادية

يا رب أنت أعلم بما في الصدور، استجب لدعائي عليهم بما يستحقونه فقد عجز لساني ورجائي أنك أقرب إلينا من حبل الوريد وأعلم بنا منا

يارب




آمين يا رب ....
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أم يوسـف

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 2878
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #108 في: 2011-05-07, 05:39:58 »
أخيرا يا أسماء بدأت القراءة

حملت الكتاب في بداية نشرك للموضوع و لكن لم أجد الوقت للقراءة

رغم تجربتي المؤلمة مع كتاب سنة أولى سجن لمصطفى أمين وكنت صغيرة وقتها و مازالت صور التعذيب المحفورة في ذهني أتذكرها كلما ذكرت كلمة تعذيب

ومنذ عدة سنوات قرأت البوابة السوداء لأحمد رائف وهي عن الأخوان في سجون عبد الناصر و أيضا تأثرت بها جدا
ومع ذلك أردت القراءة لأعرف كيف هو الحال في سجون سوريا و كنت أتوقع أنها أبشع و لكني لم أتوقع هذه البشاعة

لا دين و لا أخلاق و لا رجولة و لا شهامة و لا مروءة ولا أي صفه يمكن أن يتصف بها البشر

ولا أريد أن أقول أنهم وحوش لأن الوحوش و الله أرحم

لا أجد كلام أقوله و لا دعاء أدعو به يشفي غليلي

حسبنا الله و نعم الوكيل

ربنا المنتقم
« آخر تحرير: 2011-05-07, 06:00:28 بواسطة أم يوسـف »
كم من مستبد سيحاسب حسابا عسيرا على كل قطرة دم تريقها كلمته: لن أرحل.. وهو راحل شاء أم أبى

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #109 في: 2011-05-07, 07:56:54 »
شفتِ يا أم يوسف ؟؟

شيء لا يوصف ولا يجد له واصفا .... ولذلك علينا أن نعرف كيف عاش أناس مثلنا، كيف عاشت نساء مثلنا يا أم يوسف....أتساءل أي ذخيرة تجربة هي عند هؤلاء  مما عايشوا ومما عرفوا من حقائق؟!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل بسمة ذياب

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 345
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #110 في: 2011-05-07, 08:31:33 »
ويظلّ السكوت والفرجة من أية قُوى أو أي شخص يمتلك سلطة _ مادية أو معنوية _ مهما كانت مرتبة هذا الشخص بل وجموع العامة، يظل سكوتهم وعدم الإتيان بفعل إيجابي هو الأبشع.


غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #112 في: 2011-05-08, 09:55:44 »
شام - إبنة و أخت الشهداء و المعتقلة السابقة هبة الدباغ

نعم هذه أختنا الحبيبة هبة صوتا وصورة.....

 هذه خلاصة آلامها وأوجاعها.....وها هي الحياة تكتب لها ، ويشاء الله تعالى ألا تكون ببيتها ومع أهلها ساعة قتلوهم جميعا، يشاء الله ألا تستشهد وأن تبقى سجينة هذه السورية الحماتية الأبية ، ثم تتحرر، لحكمة من الله تعالى، ليصل صوتها اليوم، ليشق الآفاق كلها بالحقيقة ......... يشاء الله أن تحيا هبة لنقرأ نحن اليوم وغيرنا كتابها هذا .....

يشاء سبحانه العليم الحكيم أن تبقى حية لتفضحهم، لتبكي اليوم أهلها على مسمع العالم وعلى مرأى أعينه........يشاء الله يا هبة أن يسمع العالم نحيبك وقد كتمته لسنواتك التسع الجمرات، ولسنواتك من بعدها ...... يشاء الله يا هبة أن تبقي حية دون أهلك جميعا، نعم أنت تبكين ومعك نحن نبكي ولكننا نصرخ معك اليوم بالحقيقة ليعرفها العالم، وليعيها العالم ..........

عالم غيّب عن الحقيقة والجزار يذبح ألوف إخوتنا........ عالم غيب عن الحقيقة والجزار يعيث فسادا في أرض من أرضنا ولا من رأى ولا من سمع .............!!

ولكن آن أوان السمع والرؤية.......... آن أوان تشنيف الآذان وإخراج الرأس المندس بالتراب ليُرفع ويحدق بضوء الشمس ويراه العالم ويسمع صوته ............

ذبحوا أباك ....ذبحوا أمك البطلة التي كانت معك سجينة ولم تريها بعد آخر مرة أفرج فيها عنها ولم تنعمي بحضنها الدافئ بعدها....وشاء الله أن تصبحي ابنة الشهيد والشهيدة ......
كانت أمك بطلة وهي سجينة .... كانت تصرخ بوجه سجانها الوغد وكانت لا تخافه ولا ترهبه ...... كانت تدعو عليهم وآذانهم تسمع .........لم تكن تخشاهم

كانت تعلن الإضراب في السجن ليأتوهن بمصاحف يتونسن بها، ويملأن بنورها قلوبا تتقطع ألما ........


وخرجت أمك من سجنها يا هبة .........كانت زميلتك .... ثم خرجت وهي تحمل معها رسالة حمّلتها إياها زميلة لكن على منديل الورق .....كم أحببتها من كتابك ....كم أحببت شخصيتها القوية وروحها المؤمنة ........... حتى اختارها الله واتخذها  شهيدة يا هبة ....

طوبى لك يا ابنة الشهيدين .........يا أخت الشهداء .........

طوبى لك ..............وها هو اليوم صوتك يُسمع ............ليس عبثا والله ليس عبثا أن تبقي بإرادة الله حية ........وأن تخرجي لتتحرري اليوم وتنطقي، كما تحررت وسطرت كلماتك الحرة في كتاب !!

لله درك يا هبة الحرة ......يا هبة البطلة ..........يا هبة يا أختنا الحبيبة .....يا قصة في سورية تتكرر وتتكرر وتتكرر ....يا صورة من صور سورية التي جاءها اليوم الذي نطقت فيه "حرية" ...........

لك الحمد يا ربنا يا عليم يا حكيم ..................وأنت الجبار المنتقم ....انتقم لكل هؤلاء الأحرار يا ربنا من كل من قتلهم وعذبهم وشردهم وأحرق قلوبهم يا ربنا يا من أبقيت هبة حية لتنطق وتسمع العالم كلماتها الحرة ..........يا من أبقيتها حية لتذوق حلاوة الحرية في الحبيبة سورية


ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل بسمة ذياب

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 345
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #113 في: 2011-05-08, 13:04:44 »
يا الله يا الله .... كم كنت أتساءل أين هبة الآن ؟
جزاك الله خير يا " مسلم " ونعم يا أسماء ... تلك السنوات التسع جعلت من هبة سفيرة ذات مصداقية وتأثير وإذن لم تكن المحنة سوداوية بل كانت تعدّها لفجر قادم لاح في الأفق كما نراه الآن.... يا الله ... كم كانت ساعات وأياماً وسنين هي في المخيلة لمن عانى منها أنها بئر لا قرار له وأنها نفق يفضي إلى الغياب والعدمية .... ولكن إذ به وعد لغد مشرق وها هو هذه الأيام يولد من رحم المعاناة .... كم هي مؤلمة الولادة لكن يجب أن تكون بحجم الوعد المنبثق... ولهذا يهون كلّ ألم إن شاء الله.... وفي هذه القصة ومثيلاتها ما يلهم ويعضد نهج الثائرين على الظلم، فلهم فيها قدوة وأيّ قدوة....

الحمدلله ... عاشت " هبة " لترى هبّة الشعب.... وفي هذا خير تعويض وأجمل عزاء للشهداء والمعتقلين ولكلّ من ثكلت بابن ولكلّ من أصيب في قلبه ... ولكلّ من سار على درب ثورة الحرية في العالم أجمع .... الحمدلله .... آلامهم توشك أن تنتهي .... فيما حساب الأوغاد يوشك أن يبدأ ... بل هو قد بدأ فعلاً...

جواد

  • زائر
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #114 في: 2011-05-09, 12:44:03 »
.

غير متصل أسيرة الصفحات

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 629
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #115 في: 2011-05-09, 15:22:41 »
هذه هبه
هذه حقا هبه
ما شاء الله عليها
سبحان الله
أين هي يا أسماء , في أي بلد ؟ هذه ليست سوريا على ما أرى
" .
نقطة.  "

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #116 في: 2011-05-09, 17:59:26 »
نعم يا بسمة ........ الحمد لله  أن عاشت هبة لتنعم على الأقل برؤية هبّة شعبها فتداوي شيئا من آلامها وآلام أمثالها الذين يملؤون سوريا !

وهي النقطة أخي جواد تعني ما تعني !!

نعم يا سلمى هذه هبة البطلة، هذه هبة.... وأظنها بإنجلترا أو بأي بلد أجنبي آخر حيث تستطيع أن تعيش بينما لا تستطيع أن يعيش أمثالها بسوريا !!  السوريون بالخارج يا سلمى يقاربون عدد سكان سوريا بالداخل !!! سبحان الله .... ما يقارب العشرين مليون سوري يا سلمى !! ولك أن تخمني السبب ........

**************************

أما دور التعليقات على ما سبق وعرضته لكم من الكتاب إخوتي، كعادتي رفع راية القوة وإطفاء شيء من الغضب بماء الكلمات الغاضبة.....  فصدقوني لم أملك هذه المرة  أن أعلق ......!!

 أعرضت .....!!
 عجزت !!  

لم أجد بمَ أعلق .....

أحيانا كثيرة لا تسعف الكلمات وإن كانت أكثرها تقريبا لحال الغضب !! ولا نستعيض عنها إلا بالصراخ !!!  صراخ .........صراخ بداخلنا لو خرج لا أحسبه إلا يفتت الصخر من هول ما هالني مما سطرت هبة .......!!!

لله درها .........لله درها .........لله درها ................

إن كنا ونحن نقرأ نتعب ونتعذب، فكيف بها وهي تصبح وتمسي على أصوات تعذيب إخوة لها من مهجع الشباب أو أخوات لها من مهجع النساء!!  كيف بها وهي تتحمل ما لا يحتمل من ظروف سجن سجان جزار طاغوت لا يأبه لمن مات مرضا أو ألما أو من فرط روائح الوسخ والقذارة ومن شح الماء ومن انعدام الغذاء الصحي ........

نصف ملعقة لكل امرأة منهن في مهجع يغصّ بالنزيلات المكرّمات !! وهذا نصيب العيد عندهن !!!

وسجين يموت من التعذيب فهن يرمقن جرّه من حتفه إلى المجهول !!!  وسجين يموت مرضا وهي تسمع وترى الأهوال عنه ....!!!  وووووووو....................

أي قوة هي التي عندنا يا هبة ؟؟ أي صورة قوة ؟؟ أي ادعاء قوة هو فينا ونحن لا نتحمل "الحكي" فكيف وأنت تتحملين الحقيقة !!!

أي قوة هي فينا يا هبة ونحن نقرأ من كتابك وكأننا ندخل سجنا بينما نحن خلف شاشات مضيئة هي غاية من غايات الترف الذي نعيشه !! أي قوة ونحن ننعم بالماء والهواء والأكل الشهي والشرب الهني، ونسح دمعا محاطا بكل هذا  ونقول : "آآآه لم نتحمل القراءة !!"

أي قوة هي فينا يا هبة ؟؟ أيها ونحن نغدو ونروح ونلج ونخرج ولربما تعبنا إذا جلسنا بعد كل هذا جلسة المستريح وقرأنا شيئا مما كتبت !! ومسنا شيء من ألم ما كتبت، ولم يمسّنا أتفه مس  من كابل كهربائي هز جسمك ، أو ضربات عصا صالت وجالت بأطرافك حتى صيّرتها بحر كدمات أزرق .... أو من كلمات نذل حقير وغد يتجرأ وهو الوحش المستأسد بعصيّه وصوته على الضعفاء العزّل

ولا رأينا عبدا من عباد الله يتعذب بشيء من العذابات التي عاينتها وعايشتها وصارت كابوس ليلك ونهارك ..............!!

كفاني يا هبة كفاني فلم يعد يشفيني إلا................................. رؤية سوريا حرة حرة حرة .........................................لا أسد فيها ولا نمر ولا حيوان من حيوانات البشر !!!!!


يا رب لا رجعة حتى ترجع سوريا لأحرارها وحرائرها .... حتى تشفى صدور قوم مؤمنين تعذبوا في سوريا ومؤمنين تعذبوا لعذاب  أحرار سوريا .......يا رب




« آخر تحرير: 2011-05-09, 18:01:04 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل بسمة ذياب

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 345
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #117 في: 2011-05-09, 18:15:53 »
كم رائعة هي الجزائر :-)

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #118 في: 2011-05-10, 12:41:44 »
شكرا بسمة

وعلى ذكرك للجزائر الحبيبة، فمنذ أيام كان الاحتفال بذكرى 08ماي1945 وهي المذبحة التي اقترفها المستعمر الفرنسي عام 1945 بمناطق من شرق الجزائر "سطيف وقالمة وخراطة" خلال يوم واحد راح ضحيتها  أكثر من 45 ألف من الأبرياء المدنيين العزل ، وتمثلت احتفالات هذا العام في مسيرات بتلك المدن لمختلف أطياف المجتمع تتقدمهم فئة المجاهدين والذي عايشوا تلك المرحلة، كانت مسيرات رائعة، يأخذ فيها الشيخ المسن الذي عاصر تلك المرحلة بيد طفلة صغيرة، والشاب إلى جانب الكهل إلى جانب العجوز....... وألبس الأطفال لباسات موحدة بألوان العلم وهم يهتفون بأنشودة قديمة فيها تفاصيل تلك المجزرة....

أسقطت إحياء هذه الذكرى والكبار يهيبون بالصغار وبأجيال اليوم ألا ينسوا هذه المجازر وأن يذكروا جيدا كيف قضى فيها الآلاف الأبرياء .....أسقطت ذلك على مجزرة حماة التي اقترفها النظام السوري ضد الشعب السوري في حماة فقضى فيها ما يقارب الأربعين ألفا....!! فهل هناك وجه للمقارنة ؟؟!! بين فعل العدو وبين فعل من يعرف باسم "الحامي" .........

كم أن شباب سوريا وأجيال سوريا وكل أجيال الأمة الواحدة بحاجة لأن تتذكر هذه الجرائم، كم هم بحاجة -والعالم كله بحاجة- لأن يعرف ويتذكر ولا ينسى، فذلك من شأنه أن يؤجج الثورة ويعطيها المد ضد عدو لم يَزُل بل ما يزال جاثما على الصدر يلوّح بعصاه وبناره وبحديده يرهب ويرعب ويرسخ لدولة الخوف والصمت .........

حقا كم يحتاج العالم أن يعرف ندبات الماضي التي لم تبرأ بل قد تعفنت واستشرت داء في الأوصال وهي التي تأكل نارها قلوبا تلوعت واكتوت بها أيما اكتواء .....

يحتاج المريض العليل أن يخرج آهته وألا يكتمها، فكتمها زيادة استفحال الداء فيه، وكتمها قبر للحقيقة وقبر للجريمة وطمس لآثارها.....
 
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #119 في: 2011-05-14, 09:29:18 »
تبييض السجون !

وتتعدد عذابات السجن وتتنوع . . لكن عذابات الجسد كانت على شدتها تندمل ولو بعد حين ٬ أما عذاب الروح وقلق النفوس فلم يكن من السهل التخلص منه . . وكان طبيعيا مقابل انعدام حريتنا وطول معاناتنا أن نتلهف للفرج كل حين ٬ ونتعلق بالأمل ولو كان قشة ٬ ويبدو أن حال الناس في هذا المقام مختلف . . وقدراتهم على الإحتمال تتفاوت . . تماما مثلما كانت قدرة العناصر والضباط على اللعب على هذا الوتر فائقة ! ولعل أكثر من برع في هذا أبو رامي رئيس إحدى النوبات . . وأكثر من وقع ضحية لاحتياله وكذبه الحاجتان . . فطالما كان يعدهما بدنو العفو واقتراب يوم الإفراج فتصدقانه وتمضيان معه ٬ فإذا تكشف كذبه عاد ونسج لهما كذبة جديدة سخرية بهما وتسرية عن نفسه المريضة ! وكان قد أخبر الحاجة رياض يوما أنه إذا قال لها عبارة "دقي البابور" فهي الإشارة . . وأتى مرة يتمشى بجانب المهجع فالقى هذه الكلمة ومضى . . وسرعان ما نهضت الحاجة تدق الباب وتستفسر عنه وتسأل وهو لا يجيب . . وتعاود فترسل وراءه فلا يأتي ٬ وانقضت الساعات وهي على أعصابها تترقب حتى عاد ثانية فقال لها : غدا الساعة 12 بكل تأكيد ٬ ولكن قبل أن تخرجوا أتيت لك بكمية من الصوف وأريدك أن تغزليها لي كنزة قبل خروجكم .

فوافقت المسكينة على الفور وجلست والحاجة مديحة تعملان فيها طوال الليل ٬ فما طلع الصباح حتى كانتا قد أتمتاها ! فلما استلمها أحضر كمية أخرى من الصوف وقال لهما : أريد
كنزة أخرى بلا أكمام هذه المرة . . وموعدنا قبل الثانية عشرة . . فجلست المسكينتان تغزلان فيها حتى أتمتاها أيضا وأرسلتاها إليه . . ثم جمعتا أغراضهما وهيأتا أشياءهما وجلستا تنتظران . . ومرت الساعة الثانية عشر . . وحل المساء . . وانتصف الليل . . ولم يظهر أبو رامي ولا جاء العفو فأدركتا اللعبه وجعلت الحاجه رياض تدعوعليه وتشكيه الىاللهوالمسكينه تكاد من فيظها ان تموت وتكررت اللعبه ولكن اللوعه والمعاناه التى كنا فيها كانت تجعلنا نأمل حتى بالوهم وذات مرهقالوا لنا الشىء نفسه فتجهزنا جميعا وجلسنا ننتظر الساعه الثانيه عشرخلف الباب لكن الموعد مر وفات ومضى اليوم كله وانقضى الليل ولم يأتى الفرج

فاذا سألنا قالوا :تأخر الموعدلساعات فقط لأنهم يشتغلون لكم بالاوراق وجاء ظهر اليوم الثانى دون نتيجه فلما عاودنا السؤال فاجأنااحد العناصريقول:خلاص ليس هناك خروج الاخوان ضربوا أمريه الطيران بدمشق وألغيت الطلعه وأنتم هنا الان بسبب جريمه الاخوان وكلما فعلوا شيئا فستدفون الثمن ولقد كان من المضحكات المبكيات فى قصه وعود الافراج الكاذبه الحديث الذى سرى عن (تبييض السجون )فاندفعت لحاجه رياض تسأل بلهفه :متى؟ فأجابها بعد يومين وكان كل الذى دار فى الخاطر ان التبييض يعنى الاخلاء والعفو العام ولكننا لم نجدهم بعد يومينالا وقد أتوابجرادل الدهان وصبغوا ممرات السجن كلها بالابيض ليغطوا ما تلطخت به من دماء السجناءوجنايات السجانين 00 فقالت لهم الحاجه بمراره: هل هذا تبييض السجون عندكم ؟ أجاب :نعم ها نحن فعلا قد بيضناها فكانت مناسبه جديده جددت فيهاالحاجه رياض الاحزان لايام تاليهوهى تندب وتبكى فبكينا وتحرك فينا الاحزان واللوعه والجراح
« آخر تحرير: 2011-05-14, 10:00:45 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب