نشتكي من قصر الوقت , بينما دقات الساعة تبدو كثيرة كثيرة , و نحن جالسون بلا حراك نستمع لها تدق تك تك تك و نتركها تمضي بحرية دون أن نغتنمها , و لا أحد يسأل نفسه , ما الذي فعلته في الثانية الماضية ؟ إنما تكون أغلب أسئلتنا عن الأيام الماضية , أو السنة الماضية , أو العمر الذي راح ! ! !
هي نزع البركة وضعف العزيمة..
لكن أين هو الآخر في هذا العالم المادي , بل في هذا الزمن , أين موقع الآخر من قلوبنا ؟
صار شعار الحياة البحث عن الأنا , و الأنا فقط
تعلمنا كيف نتجاهل دقات قلوبنا , حتى صرنا نجد روابط الأسرة الواحدة تتفكك , فلا أخ يسأل عن أخيه , و لا أحد يهتم لمصير أحد , نبرر هذا بزحام الحياة , و لكن الحقيقة هي أننا توقفنا منذ مدة عن الإستماع لدقات قلوبنا , فغزت الأحقاد مشاعرنا , لأن لا أحد يستمع لقائد المشاعر النبيل , القلب الذي أودعه الله رحمة ليحث على التراحم بين الناس فصار الغدر يأتي من أقرب الناس إليك ,
لأننا نرفض الحقائق والمصارحة، ونحب التجمل والمواربة،
والحب الحقيقي لا يأتي الا بدرجة مصارحة تختفي فيها الأنا والشعور بالذات، وهذا صعب الى أقصى درجة،
كما أننا دوما ننظر الى أنفسنا ومشاعرنا ولا نقيم لمشاعر اﻵخر حساب، بل يظل الهاجس دوما لم تراعي مشاعري ولم تراعي حالتي وكأنه دوما لا يوجد طرف آخر له من المشاعر والحال ما له.
أعلى درجات الحب هي أعلى درجات الصراحة،
لكن ترى لو جاء الزوج يصارح زوجته يوما بأنه يجد في قلبه ضيقا من صفة فيها، فكيف ستفسر هذا ؟
وترى لو جاء الزوج الى زوجته ليخبرها بان امرأة أخرى وقعت في قلبه وأنه يحتاج منها أن تعينه فكيف سيكون حالها وكيف ستكون ردة فعلها؟
هل حقا ستقدر صراحة زوجها أم ستنقلب من داخلها عليه وتبعد بقلبها عنه.. وهل ستزداد محبتها له أم تنقص ؟
صدقوني يا أخوتي،
ما أسهل الكلام وما أكثر ما نتمنى من أشياء نحن لا نقدر على مواجهتها،
وقد ضربت المثال بزوجين لقرب العلاقة وقوتها .. فما بالنا بعلاقات أبعد من هذه ..