المحرر موضوع: كتاب للقراءة..........  (زيارة 21456 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
كتاب للقراءة..........
« في: 2011-03-25, 17:30:54 »
(المسألة القبطية.. والشريعة والصحوة الإسلامية) للمهندس أبي العلا ماضي أحد مؤسسي حزب الوسط الحزب المدني ذي المرجعية الإسلامية.......

قسّم المؤلف الكتابَ إلى الثلاثة العناصر التي يتألف منها عنوانه......

يتحدّث الباب الأوّل عن المسألة القبطية......
القبطي هو ساكن مصر Egypt....... أيًّا كانت ديانته..... فقد دخل المصريّون في دين الله أفواجًا... وهم يشكّلون النسبة الأكبر بين الأعراق التي عاشت في مصر من عرب وزنج وتركمان...... إلخ...... وعاشوا سويّا في تآخ مع النصارى واليهود وغيرهم من أهل الملل قرونًا عديدة....

إذا أحببنا تحسس جذور الفتنة الطائفية في مصر..... فسنقع على أول الخيط..... الحملة الفرنسية....
جنّد جنود الاحتلال الفرنسي رجلًا نصرانيًّا هو المعلّم يعقوب حنّا وأعطوه رتبة جنرال...... وكلّفوه بتجنيد ثلاثة آلاف نصراني مصري...... الأمر الذي استنكره البطريرك المصري أيّامها.... وعدّه خيانة......

تكرّر الأمر نفسه بعد مئة سنة..... حينما أصدر جنود الاحتلال البريطاني تصريحًا عُرف بتصريح 28 فبراير 1922م.... يميّز النصارى عن إخوتهم المصريين من المسلمين... الأمر الذي استنكره الأوّلون...... وهو استنكار نابع من إيمان عميق بفكرة الجماعة الوطنية.......

إن فكرة الجماعة الوطنية -كما فهمها المصريون- لا تضع الوطنية بديلًا عن الدين....... وإنما هي فكرة تفعّل الجوانب المشتركة بين الديانتين....... فمثلًا عندما عقد المصريون مؤتمرًا في 1911م باسم المؤتمر المصري حرصوا على مناقشة مسألة كالربا وكيف أن الديانتين حرمتاها........

في عام 1923م صدر أول دستور مصري بالمعنى المعروف....... وكان ضِمْنَ لجنةِ وضعِه عددٌ من النصارى ورجل من اليهود..... وعدد كبير من المسلمين لم يكن منهم أحد محسوب على الاتجاه الإسلامي إلا ثلاثة....... مع ذلك كانت مادة الدستور الثانية (الإسلام هو دين الدولة...... واللغة العربية هي اللغة الرسمية لها..... والقرآن الكريم مصدر رئيس للتشريع) [أضاف الرئيس السادات أل التعريف إلى كلمتَيْ (مصدر رئيس) في 1980م]...... وليس الدستور المصري بدعًا في هذه المادة...... فدساتير أوربا (المتحضرة) تعتمد ديانات ومذاهب رسمية لبلادها وحكامها...... فدستور اليونان يقول أن دين الدولة الرسمي (هو المذهب المسيحي الأرثوذكسي)..... وملك الدنمارك لا يكون إلا إنجيليا..... وكذلك ملكة بريطانيا و لورداتها..... أما ملك إسبانيا فلا ينبغي له إلا أن يكون (مسيحيا كاثوليكيا)..... فهذه الدول تعني السواد الأعظم من سكانها...... بالرغم من أن كثرة كاثرة من سكانها لا تعتمد دينًا معيّنا وبعضهم يدين بالإسلام واليهودية.......

عاش النصارى مع المسلمين في تآخ وسلام..... يتداول أهل الديانتين الوزارات والمقاعد البرلمانية....... ورفض النصارى تخصيص حصة لهم من مقاعد البرلمان.... واعتمدوا الكفاءة سبيلًا لذلك..... وفعلا حصل عدد منهم على نيابة دوائر تسكنها أغلبية كاسحة من المسلمين...... وعندما أتى الاحتلال بيوسف وهبة رئيسًا للوزارة -وهو رجل عميل من الطائفة النصرانية- سارع شاب نصراني هو عريان يوسف عيد باغتياله لئلا يحسَب اغتياله شأنا طائفيا......

ثم جاءت حركة يوليو 1952م وحركات التأميم في 1961م فطالت عددًا من الأثرياء النصارى..... ما دفع عدد كبير منهم إلى الهجرة إلى الخارج...... وزادت الهجرات بعد هزيمة 1967م....... وأخيرًا أصبحتْ ورقة الاضطهاد ذريعة للجوء السياسي إلى دول أوربا وأميركا وأستراليا والحصول على فرصة للعيش (الكريم) فيها على حساب الوطن.......

تولّى الأنبا شنودة كرسيَّ البابوية في 1971م.... ومارسَ نشاطًا انعزاليّا...... يتجلّى في محاولة تكنيس -إن جاز التعبير- كل الأنشطة الدنيوية..... كالرياضة والمطالعة والنزهات وغيرها....... جاعلًا الطائفة النصرانية طائفة معزولة مكتفية بذاتها مستقوية بضغط خارجي مستغلة لضعف الجماعة الوطنية......

عزل الرئيس السادات الأنبا شنودة من البابوية في 1981م...... واعتزل الأخير في دير النطرون حتى رحيل السادات في العام نفسه....... ثم أصدرتْ محكمة القضاء الإداري في 1983م قرارًا بحرمانه من الكرسي بعد أن ثبتتْ عليه تهمة تأليب الطائفة على الحكومة وخاصة أقباط المهجر أصحاب العلاقات المشبوهة بالقوى العالمية الكبرى ورموز الصهيونية العالمية...... بالرغم من هذا أعاده الرئيس مبارك لكرسي البابوية الذي يشغله حتى الآن.

أن ينظر النصراني إلى نفسه نظرة طائفية في كل مشكلة تواجهه، أمر شاق..... فالطبيب النصراني المظلوم مظلوم لأنه نصراني وليس لأنه طبيب مصري يعاني تعنت الجهاز الإداري الفاسد...... والمدرّس النصراني مهان لأنه نصراني لا لأنه ضحية جيل من الطلبة لا يرعى الذمم ولا يعرف حق الكبير...... ورجل الدين النصراني يعاني من التمييز لأنه نصراني لا لأنه رمز ديني لـ(أمّة كثرتْ فيها طوائفها وقل فيها الدين) فلا يسلم فيها رجل داعية أيا كانت ديانته من ألسن الناس......

يجب أن يراجع بنو الطائفة النصرانية الأمر..... وأن يتخلّصوا من عقدة الاضطهاد..... وأن يسارعوا إلى الاندماج الذي هو الضامن الوحيد لسلامة أبناء الوطن كله...... الوطن الذي كان الدين فيه أصلًا...... وكان الدين دافعًا إلى البر والإقساط.... ويومَ أن ولّى الدين ولّتْ السلامة وولّى الإخاء....... (إذا الإيمان ضاع فلا أمان..... ولا دنيا لمن لم يحي دينا).......

الغريب أن من يتاجر بملف النصارى (وملفّ البهائيين واللادينيين) هو نفسه من يسعى لطمس الهوية الدينية من البطاقة..... وهو نفسه من يستخدم خطابًا إقصائيا مع شريحة كبيرة -بل هي الشريحة الأكبر- من الشعب المصري تعرف لدينها قدره على الأقل اعتقادًا....... وينسى حين أن ينسى أن العلمانيين هم الطارئون لا المتدينون من الطائفتين..... وينسى أن المسلم والنصراني يبرّ أخاه في الوطن لأن دين كل منهما يحثّه على ذلك...... وليسا لأنهما هجرا الدين ليصيرا متسامحَيْن........

والآن جاء دور الشريعة.....
لا يكاد داع علماني يذكر الشريعة الإسلامية إلا ربط بها قضية الجزية....... والجزية هي التزام ماليّ يدفعه غير المسلمين الذين يسكنون البلاد الإسلامية في مقابل إعفائهم من الجهاد –وفي هذا رفع للحرج عن هذه الطوائف لئلا تخوض حربًا لا تعرف روحها.... تمامًا كما أعفاها الإسلام من الزكوات لأن الأخيرة نيّة وعبادة قلبية قبل أن تكون ورقًا ومادة-...... فهي عن القادرين على القتال من غير المسلمين...... وهي قدر زهيد من المال لا يكاد يذكر في جنب الزكوات المفروضة على المسلمين –والتي هي مسئولية وليّ الأمر أيضا-.......

ومع هذا يقول الدكتور العوّا: "إن الجزية عقد لا وضع"...... سقط هذا العقد يوم شارك النصارى أبناء البلد المسلمين في القتال..... وسقط يوم تعاقد الفريقان على دستور جديد يسوّي بين الناس في التكاليف ويعرّفهم على أنهم جميعا مواطنون....... وهو قريب من العقد الذي عقده الرسول –صلى الله عليه وسلم- لليهود من أهل المدينة.... فهم أمة مع المؤمنين.... ينفقون معهم... ويقاتلون.....

ثمّ مسألة الدولة الدينية......
للدولة الدينية مفهومان.... فهي دولة يحكمها رجال الدين (الإكليروس) وهذا يسمّى حكمًا ثيوقراطيًّا (ثيو- بادئة معناها اللاهوت....... و –قراط نهاية معناها الحكم..... فهي حكم اللاهوتيين أي رجال الدين).......

ومفهوم آخر..... هي دولة يدين بنوها بدين واحد وتستبعد ما دون ذلك من الناس..... وخير مثال لذلك الدولة الصهيونية وما تفعله بغير اليهود من أهل فلسطين وسوريا ولبنان.......

والدولة الإسلامية بعيدة كل البعد عن هذين المفهومين.......
فالإسلام لا يعرف رجال الدين..... فكل مسلم رجل دين..... وإنما في الإسلام عالم وعامّي... وليس للعالم قداسة الكهنة والأحبار عند أهل الأديان الأخرى......
والدولة في الإسلام دولة كفاءات..... يستعين الناس فيها بأهل الكفاءة على قضاء الحاجات..... كما استعان النبي –صلى الله عليه وسلم- بعبد الله بن أريقط المشرك دليلًا في الهجرة...... ثم حظي غير المسلمين في دولة الإسلام بمناصب كبرى كالوزارة والنيابة...... وفي موسى بن ميمون رئيس الطائفة اليهودية مثال فهو طبيب صلاح الدين الأيوبي الخاص.

ولا تستبعد الدولة الإسلامية غير المسلمين من أرضها.... بالعكس.. (لا إكراه في الدين)...... (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مسلمين).... (لكم دينكم و لي دين).... وأول ما نزل من القرآن في الجهاد (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا) فالصومعة بيت الراهب والبيع معابد النصارى والصلوات معابد اليهود والمساجد للمسلمين..... وكلنا يعرف الآيات التي نزلت تبرّئ ساحة اليهودي الذي اتهم ظلما بسرقة درع سرقها مسلم.......

 للنصراني أن يأكل ويشرب ويتزوج كما يأمره دينه..... فالخمر حرام على المسلم حلال على النصراني..... إن سُرق زق خمر لمسلم لم يغرّم وليُّ الأمر السارقَ وإن كان الزق لنصراني غرّم السارق..... وكذا الأمر مع الخنزير.... إلخ...... وللنصراني أن يحرّم على نفسه الزواج المتعدد والطلاق... [وقد احتكم البابا شنودة نفسه إلى الشريعة الإسلامية يومَ أحبّ (العلمانيون المتفتحون) تحليل الزواج المتعدد لنصارى مصر].........

الحرية......
الحرية مطلق يفهمه كل أهل دين وأهل مذهب فهما خاصا...... والواقع العملي لا يعرف حرية مطلقة....... فالقانون ملح الحياة..... والقانون قيد..... إذا قال العلمانيون إن ولي أمر المسلمين سيحجب النساء إلا الوجه والكفين..... قال الإسلاميون إن ولي الأمر العلماني يفعل شيئا مماثلا عندما يمنع التعرّي في الأماكن العامة ويحدّده في الشوارع والشواطئ بدرجات......

كلمة أخيرة عن الصحوة........ الصحوة هي اعتماد الدين منهجًا للحياة..... وأغنى هذه المناهج العودة إلى أصل هذا الدين ونبعه الصافي..... وهو ما قد يعرف بالأصولية.......

إذا كانت الأصولية (الفاندامينتاليزم) كلمة ممجوجة غربيا كونها تعني تقديس حرفية الكتب المقدسة عند أهلها...... وإغفال المقاصد وأرواح النصوص..... فإن الأصولية عند المسلمين كلمة محببة إلى القلب....... مرتبطة بأصول الفقه الذي هو علم العلوم..... وهو أداة تفعيل النص في الحياة.....

والأحسن أن نستخدم كلمة التطرف....... وهي كلمة تجوز على أهل المغالاة من الفريقين الإسلامي والعلماني........ العلماني الذي يتحاشى تراثا حضاريا عقائديا عندما يستنكف عن استخدام عبارات مثل (السلام عليكم) أو تسمية محمدًا –صلى الله عليه وسلم- رسولًا (وإن كان يدّعي الإيمان به)...... سعيا منه إلى تحييد اللغة..... وإضفاء النسبية والسيولة على كل قيمة..... وإلغاء المقدّس من الحياة...

الحديث ذو شجون..... والجناية جلّى على هويّتنا........ هويّتنا الدينية التي أثق أنها غالية على قلب كل مصري أيا كانت ديانته...... كل مصري يسعى إلى إيجاد مكان أفضل له تحت الشمس..... مكان أفضل لهويته الكاملة......
« آخر تحرير: 2011-03-29, 18:50:22 بواسطة عبد الرؤوف النجولي »

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: كتاب للقراءة..........
« رد #1 في: 2011-03-25, 18:19:01 »
يبدو كتابا مهما

سأعود لاحقا لأقرأه عندما تتحسن الظروف
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: كتاب للقراءة..........
« رد #2 في: 2011-03-25, 21:41:49 »

بالفعل مهم وممتع مما قرأته هنا

بارك الله لك يا عبد الرؤوف
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: كتاب للقراءة..........
« رد #3 في: 2011-03-29, 16:01:14 »
(حالم بفلسطين) للروائية المصرية الإيطالية رندا غازي.......

في سنة الألفين رأي العالم كله الطفل الدرّة على شاشات التليفزيون تغدره رصاصات الصهاينة بين أحضان أبيه العاجز....... من بين من رآه كانت رندا غازي الفتاة بنت الخمسة عشر العام...... واستوحتْه قصّة قصيرة سرعان ما تحوّلتْ إلى رواية بإيعاز من الناشر ولاقت رواجًا كبيرًا في إيطاليا وخارجها بعد أن ترجمتْ إلى لغات عدّة..... وتعرّضتْ لعداء من اللوبي الصهيوني شأنها شأن كل دعاية تحاول أن تنحاز إلى الحق........

الرواية من القطع المتوسط...... وتقع في مئتي صفحة وأربعين....... وهي مكتوبة على صورة تشبه الشعر المنثور...... ومعبّأة بالخلجات والهواجس والانطباعات........

تبدي الرواية كم هو قريب الموت في فلسطين....... وكم هم مشردون أهلها....... الحرمان من الأب والأم والأبناء والإخوة سهل.... فالحياة هناك كرّ وفرّ...... لا يكاد يتمّ حديث إلّا وعقّب عليه صوت الرصاص الخطّاط والقنابل.......

إنّها قصة أناس يحبّون الحياة...... وتفرض الحرب نفسها عليهم بكل قسوة......... فالحرب على الفلسطيني مفروضة.... يأكل ليتقوى عليها....... وينجب ليعان عليها....... ويهجع ليحلم بها.........

سرعان ما تلتقم الحسرة قلبك يا أخي القارئ....... فالموت لن يمهل تعلّقك بالأبطال كثيرًا...... ولن يمهل الأمومة ولا المحبّة ولا الشباب ولا العيون الخضر.............

(بلاد مات فتيتها لتحيا وزالوا دون قومهم ليبقوا)........
« آخر تحرير: 2011-03-29, 18:50:37 بواسطة عبد الرؤوف النجولي »

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: كتاب للقراءة..........
« رد #4 في: 2011-03-29, 18:42:43 »
(الإسلام والمذاهب الاشتراكية) للدكتور محمّد الغزالي........

كتب الدكتور الغزالي هذا الكتاب في الحقبة المَلَكِيّة....... ناعيًا على المترفين الذين تستجلب بهم النقم وتستنزل بهم النوائب.... وهو ثاني ثلاثة كتب سجّلها الدكتور الغزالي في هذا الباب....... بين (الإسلام والأوضاع الاقتصادية) و(الإسلام المفترى عليه بين الشيوعيين والرأسماليين)..........

تعرّض الدكتور الغزالي لوسطية الإسلام بين شيوعية تجحد المِلْكِيّة جحودا مطلقا....... ورأسمالية تباركها دون قيد (دعه يعمل دعه يمرّ....)....... فالإسلام يبيح التملّك في حدود....... فالأرض العاديّة (غير الصالحة للزراعة) مشاعة... وهي لمن أحياها....... فإن أمسكها دون إحياء ثلاث سنين نزعتْ منه....... أمّا الأرض الزراعية فتملّكها يكون بقدر طاقة الإنسان...... فللإنسان أن يتملّك أرضًا بقدر طاقته على الزراعة...... ولا يحقّ له أن يتملّك أكثر من ذلك ولا أن يؤاجره أخاه.........

وساق الدكتور الغزالي أوامر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالجود بالفضول من الزاد والظهر......... وتحذيره -صلى الله عليه وسلم- من إبل تكون للشياطين وبيوت تكون للشياطين..... وهي الإبل غير المركوبة والبيوت غير المسكونة -الممتلكة دون حاجة-..........

ثم تكلّم الدكتور الغزالي عن الحدّ الأدنى للأجور....... وإحقاق الحقّ في تقديره.... وتقدير الحدّ الأقصى كذلك....... وإذا لم يسغ للعامل في المصنع أن يشارك المدير في إدارته، فلا أقلّ من أن يشارك المديرُ العاملَ في عمله.......

وتكلّم عن حال الحكّام الطاعمين الكاسين........ وعن حقّهم على الله في زوج وخادم ودار لا يزيدون عليهم..........

لم ينس المؤلّف أن يشير إلى معايب النظام الشيوعيّ -وكانت خافية نوعا ما حتى زمان كتابة ذلك الكتاب- من إلحاد وتحلّل واستبداد وحرب على فطرة الله في الإنسان الذي يحبّ أن تكون له دار يفيء إليها وزوجة يغار عليها..... بخلاف المشاعة التي يؤمّل الشيوعيون في بلوغها........ ولم يخلُ كلامه من إنذار بطوفان آت لا محالة.... طوفان من الجياع والمحرومين الذين لم يقرؤوا عن الشيوعية كلمة...... ولم يسمعوا عن السوفييت خبرا......... تحدوهم البطون الجائعة والصدور الحسرة....... ولات حين ندم.....
« آخر تحرير: 2011-03-29, 18:46:48 بواسطة عبد الرؤوف النجولي »

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل أحمد سامي

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1258
  • حائط برلين لم يهدم عندنا حتى الان يعيش داخلنا
رد: كتاب للقراءة..........
« رد #5 في: 2011-03-29, 23:00:36 »
الكتاب الاول أكيد مهم جدا و خصوصا عقدة الإطضهاد و رفضهم للدولة الدينية في العلن لكن في سرهم الإسلامية و ان كان لسان الحال يفضحهم ....فلا يوجد امامهم الأن سوى الإندماج و رؤية البلاد الأوروبية ف حكمها الذي يتشدقون بديموقراطيته .........  بإذن الله سأقرائه

‏{‏لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ()إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا‏}‏

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: كتاب للقراءة..........
« رد #6 في: 2011-03-30, 19:38:35 »
(معركة الإسلام والرأسمالية)....... للأستاذ سيّد قطب

ولِد سيّد قطب في صعيد مصر في العام 1906م...... ومات شنقًا في القاهرة في العام 1966م..... وأذنَ الله لكلماته بالحياة "ان كلماتنا تظل عرائس من الشمع..حتي اذا متنا في سبيلها دبت فيها الحياة........."

وكتاب اليوم هو صيحة نذير بين يديّ (فتنة تأجّج في النيل نيرانها) في زمان الملكية... زمان فسق فيه المترفون في البلاد.......

كانت مصر على مفارق الطرق......... بين أن تتغوّل الرأسمالية على تغوّلها.... أو تنسف الشيوعية مصر نسفا فتذرها قاعا صفصفا........ أو الإسلام سبيل الخلاص........

يسارع سيد قطب في عرض خلاصه في الإسلام في نقاط......
1-حرّية التملّك من حلال...... فلا جور ولا ربا....... بل عدالة وزكاة......

2-أجر الأجير حقّ (لا تَظلِمون ولا تُظلـَمون)...... يعطاه قبل أن يجفّ عرقه...... وتحدّد ساعات عمله بين حقّ الدولة في السعي وحقّ البدن في الاسترواح...... وحقّه في المرافق العامّة مصون لا يحتكره إلا ظالم.......... فالماء والكلأ والنار –وما يقوم مقامها من كهرباء وغاز.... إلخ- ملك عامّ....... لا يتملّكه إنسان إلا حبسه عن الناس وغالاهم ليغنى وجوّعهم ليتخم........

3-(الناس سواسية كأسنان المشط)...... (لا فضل لعربيّ على الأعجميّ إلا بالتقوى).... فتكافؤ الفرص يكفله الدين.......

4-لا تضيع واحدة من هذه الثلاثة إلا خلّفتْ فسادًا ورشًا وشفاعاتٍ سيّئاتٍ وفراغًا وجِدَة..... وأيّ مفسدة!

5-ثمّ يصوننا الإسلام عن تبعيّة تعنو فيها الوجوه...... وتقليد غريب عن روح هذه البلاد في دينها وعرفها وخلقها........

لذا كان لزامًا أن يحكم الإسلام...... فالإسلام لا يعرف فردًا يرد المعبد ليتضمّخ بعطره ويطرب لنشيده ثم هو ينفض يديه من الدين إلى الدنيا يسرق هذا ويسفك دم ذاك.......

غير أنّ حكم الإسلام ضاع بين شبهة من ضال وطعنة من عدوّ يعرف الحق ويأباه........

فالضالّ يظنّ الإسلام حكم الخيمة والناقة........ إذ تضيق نظرته إلى الإسلام عن صلاح لكل عصر ومصر...... فالإسلام أرحب من حدّ الخيمة وظلّ الناقة........ بل هو روح تتجدّد.... لكن لا تمتسخ...... إذ لا يقبل الإسلام أن يحول المسجد كالكنيسة مرقصًا للشبان والفتيات.... فقط لأجل أن يزيد الكمّ ولو على حساب الكيف........

ويظنّ الضال الإسلام حكم المشايخ والدراويش...... والشيخ في الإسلام إمّا عالم شأنه شأن إخوته العلماء في كل باب....... يكسب قوته بعرق جبينه أو بمقدّر تخصصه له الدولة إن كان يلقي العلم إلى الناس ككل مدرّس أو باحث........ أو هو عامل بعلمه في القضاء مثلا...... ولا يعرف الإسلام رجل دين يعمّد الوليد ويكلّل العروس ويقدَس المتوفى ويتوب على الخاطئين....... بل هو رجل من الناس...... ترفعه كفايته أو تحطّه..... ولا ترفعه تقواه ما لم تشفعها الكفاية..... وهذا أبو بكر يعزل أبا عبيدة ويقيم خالدًا على جيش الشام ثم يقول للأوّل (وأنا أعلم أنّك خير منه وأفضل دينا، ولكن ظننت أن له فطنة في الحرب ليستْ لك)........ والإسلام دين الشورى..... أمر الله بها نبيه (وشاورهم في الأمر) ولم يتحرّج الحباب عن أن يردّ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عن منزله يوم بدر إذ علم أنه رأي له –صلى الله عليه وسلم- لا وحي........ ثم يكون الحاكم والمحكوم تحت كتاب الله...... (أطيعوني ما أطعت الله فيكم...... فإن عصيت فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).

ثم يدرأ المؤلف شبهة أخرى هي استبداد الحاكم....... وكم ألصق الناس ذنب المنتسبين إلى الإسلام بالإسلام!..... فيتسقطون خبرا من التاريخ....... أو حدثا من الواقع... وكم سمح الاستعمار لدول أن تقوم باسم الإسلام دون عدل أو كفاية في الشرق الجهول.... كي تقول للناس (انظروا!... هذا هو الإسلام!)....... ثم يقول سيد قطب لو صحّ هذا في حق الإسلام...... فلم لا يصح في حق الديمقراطية الدستورية التي تدعيها مصر لنفسها وفي سجونها يسام الناس سوء العذاب ضربا وانتهاكا للأعراض....... أوحق أن ينسَب هذا إلى الديمقراطية وإلى الدساتير؟!

أمّا الحدود فرحمة أنزلها الله (ولكم في القصاص حياة)..... يدرؤها الحاكم بالشبهة....... وقد ضيّق الله عزّ وجلّ في إقامة الحدّ فجعل الرجم للزاني المحصَن إذا رآه أربعة شهود عدول حال المباشرة الكاملة........ والإسلام يحرّم التجسّس...... فلا شكّ أن من يقع عليه هذا الحدّ رجل لا يعرف ربا ولا عرفا...... فهو يمارس الحرام على قوارع الطرق...... وهؤلاء حق لهم كل عذاب!... أما المستترون النادمون فقد خلّى الله لهم فرصة بعد فرصة للتوبة والأوبة...... وأمّا قطع اليد فلا يكون إلا في بلد يعرف الإسلام فيقيم الكفاية ولا يعاقب الضعيف دون الشريف.... ولقطع اليد نصاب لا تقطع إلا بحقه..........

ثمّ يعرض قطب الشبهة بعد الشبهة........ بين من يدّعي غموض نصوص الدين فيضرب المحكم بالمتشابه ويهدم الكل لاختلاف على الجزء ويحسب مرونة الدين التي هي أصل رحمته واتصال سببه.... يحسبها فوضى.. (الحلال بيّن والحرام بيّن).........

ثم يتعرّض لقضية (الحريم)......... وهي كلمة عرفها المسلمون في عهد الانحطاط...... حيث يقضي السلطان ليله بين العود والخمر في الليالي الحمر........ فما لبث أن خرج كل هذا إلى النور يوم سقط ملك المسلمين....... خرجت النساء من (الحراملك) إلى (الصالون) في وجهها تطريف وفي أصابعها تطرية تضاحك الرجال وتراقصهم...... وهؤلاء حق لهنّ أن يخشين الإسلام الذي يحبّ للمرأة العيش النظيف..... يحبّها أمّا رؤوما وأختا عطوفا وابنة بارة وزوجة صالحة...

وأخيرا يتكلّم سيد قطب بضيق عن وضع الأقليات في البلاد المسلمة...... وهي شبهة من يرى القذى –إن كان ثمة- في عيون الناس وفي عينه العود الكبير.......... وحسب القارئ أن يعرف حال الأقليات غير المسلمة –دونا عن المسلمة- في بلاد الغرب حتى يعلم عدل الإسلام.... حين يحدثنا توماس أرنولد عن رقيّ الأتراك في معاملة اليونان في جنب أوربا الكاثوليكية إذ سامت المعارضة (البروتستانت) والموحّدة (اليونيتاريان) واليهود سوء العذاب....... وسامت روسيا الأرثوذكسية القوزاق و(المؤمنين القدماء).... وسامتها بولندا....... حتى دعا بطريق أنطاكية لدولة الترك بالخلود ودعا على البولنيين (الخونة..... مردة الرجس.... أصحاب القلوب المتحجرة...... ماذا صنعت الراهبات والنساء؟...... وما ذنب الفتيات والصغار حتى تقتلوهم؟)..... وغنيّة عن الذكر حال المسلمين في روسيا والبلقان وسائر البلاد الشيوعية والبلاد المستعمرة في الشرق وإفريقيا......... وإن كان التاريخ عرف مذبحة الأرمن على يد الترك –وهي مذبحة سياسية لا دينية...... فإن الأرمن خانوا الترك غير مرة-...... فإنه عرف أمرا مشابها في سورية على يد الترك وهؤلاء وأولئك من المسلمين...... ولا ينس القارئ أن أميركا في زمن نشر الكتاب لم يكن فيها حاكم ولاية واحد من الكاثوليك لأن أكثر أهلها على البروتستانتية........ ولا ينس أيضا هوان المسلمين في الحبشة إلى حد استرقاق المدين المسلم لصالح المسيحي إن عجز الأول عن سداد دَيْنه.........

ثم يفيض سيد قطب في الحديث عن عداوات العالمين المتكبرين على الحق.... العادين عليه ممن يحملون إرثا صليبيا...... أو طموحا استعماريا...... أو مشروعا شيوعيا........ أو وعّاظ السلاطين الذين يزيّنون لهم الباطل ليدحضوا به الحق.........

ويجدّد دعوته إلى الجماهير فلا يسقها حقدها من الضد إلى الضد..... بل هو الإسلام..... بل هو الإسلام.....

والله من وراء القصد.
« آخر تحرير: 2011-03-30, 19:49:46 بواسطة عبد الرؤوف النجولي »

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: كتاب للقراءة..........
« رد #7 في: 2011-04-01, 17:44:14 »
(من هنا نعلم)....... الدكتور محمّد الغزالي

كتب الشيخ الغزالي هذا الكتاب ردا على كتاب خالد محمد خالد من هنا نبدأ....... في ذلك الوقت كان خالد الشيخ الأزهري محسوبا على الاشتراكيين التجريديين الذي يهمّشون الدين أو يسوّون بين الديانات في مقابل الشيخ الغزالي الاشتراكي الإسلامي المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين التي حاولت مرارا استعادة مجد الإسلام وحكمه.......

يفتتح الشيخ الغزالي كتابه بالحديث عن إسلامية الحكم لا قوميته........ الأمر الذي استوجب بسط القول في كل من الحكمين.....

الحكم الإسلامي الذي يسميه خالد حكم الكهنة...... وهي كلمة لا يعرفها الإسلام...... (راجع التلخيصات السابقة)

فإن قصد حكم المستبد... فهو حكم يبغضه الإسلام ويأباه "إذا رايتم أمّتي تهاب أن تقول للظالم: يا ظالم!، فقد تودع منها." ، "سيّد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله."....... وليس عدلا أن نحاكم تطبيقا فاسدا بمثاليات نظرية....... بل العدل أن نقارن تطبيقا بتطبيق أو نظرية بنظرية........ فهاهي فرنسا الديمقراطية تغزو مصر في آخر قرن الثامن عشر تحت راية الحرية والإخاء والمساواة فتدك القاهرة بمدافعها دكا وتطأ أرض الأزهر الشريف بسنابك الخيل....... ثم تكرر الفعلة نفسها مرتين في نصف قرن العشرين الأوّل.... لكن في الشام........ ثم تكررها رابعة مراكش...... وخامسة في الجزائر يوم دك الفرنسيون واحدا وأربعين قرية على النساء والصبية....... وتركت الجثث أياما عدة في الشوارع لإرعاب الناس.... ولن ينسى العالم ذاك الرضيع الملطخ بالدم الذي  حاول عبثا التقاط ثدي أمّه مقطوعة الرأس......... فهل يصح أن نقول هو حكم الديمقراطية يا أولي الألباب؟!..... إن الإسلام يوم ساح من الجزيرة العربية إلى ما دونها من بلاد فارس والروم لم يعقر النخيل ولم يقتل الشيوخ والنساء ويهدم الصوامع..... وكيف لا؟ ورسوله يقول عن رجل من فارس: "سلمان منا أهل البيت"...... ورسوله اختار مؤذن دعوته ومبلغها إلى الناس رجلا من الحبشة....... هو بلال بن أبي رباح.........

إن العالم الذي تنكّر للإسلام يوم ضعفتْ شوكته...... هو نفسه الذي ذاق الويل من حكم القومية الإنكليزية التي نهبت عشرات المليارات من الهند وحدها في قرن الثامن عشر........ وفي الهند وحدها راح مئات آلاف -بل ربما ملايين- ضحايا الجوع والنار...... يقول برنارد شو عن الإنكليزي: "هو رجل لا يعدم مطلقا وسيلة يتمسك بها بمظاهر المثل العليا........ فهو يغزو ويدعي أنه نصير الحرية........ وعندما يريد سوقا جديدة يرسل مبشرا ليبشر مواطني هذه السوق بدين عيسى.... وعندما يقتل المواطنون المبشر -وهو الغالب- يمتشق الحسام دفاعا عن المسيحية يحارب في سبيلها ويغزو باسمها ثم يأخذ السوق مكافأة له من السماء........ ومن أجل الدفاع عن شواطئ جزيرته [إنكلترا جزيرة] يضع إنجيلا على ظهر سفينته ويرفع علما يتوسطه صليب على أعلى سارية ثم يبحر إلى أقاصي الأرض مغرقا محرقا مدمرا كمل من ينازعه سلطان البحار... وهو يتبجح بأن العبد يصبح حرا حين تطأ قدماه أرضا بريطانية في الوقت الذي يبيع فيه أبناء فقرائه وهم في سن السادسة ليعملوا في مصانعه تحت السياط ست عشرة ساعة في اليوم......... وهو قد قام بثورتين باسم حقوق الشعب..... ثم أعلن الحرب على الثورة الفرنسية باسم المحافظة على النظام العالمي والقانوني..... ليس هناك شيء يزيد في حسنه أو قبحه عن الحد الذي يقدم عليه الإنكليزي... ولكنك لن تجد إنكليزيا واحدا يرتكب خطأ عن عمد..... فهو يعمل كل شيء عن مبدأ..... يحاربك عن مبدأ وطني، ويسرقك عن مبدأ تجاري، ويستعبدك عن مبدأ استعماري، ويهددك عن مبدأ النخوة. وهو يؤيد ملكه عن مبدأ الولاء..... ويقطع رأسه عن مبدأ جمهوري.... إن كلمة السر عنده دوما هي: (الواجب!)"....... إن العالم لن ينسى ملايين ماتت في الصين في حربها مع أوربا........ حرب الأفيون التي أكره الإنكليز فيها الصينيين على إدخال هذا السم إلى أراضيهم....... فتربح بريطانيا مئة وخمسين مليون جنيه وتخسر الصين ستمئة ألف رجل في السنة......... ولن ينسى ملايين أبيدت في العالم الجديد وأستراليا وملايين أخرى صيدت كما يصاد الوحش وسيقت للعبودية....... يقول عالم الطبيعة كاترفاج إنه لا يجوز للرجل الأبيض أن يلوم أكثر الشعوب توحشا من ناحية انتهاك حياة الإنسان.......

إن الأمريكي الذي كان يدعي لنفسه الوصاية على الحرية........ هو نفسه الذي شنق الزنوج على أعواد الشجر........ وقتلهم ركلا وضربا...... يوم تطاول أحدهم وركب الدرجة المخصصة للرجل الأبيض في الحافلة........ فهل يصح أن نحاكم الديمقراطية بجريرة هذه الوحوش الضواري؟

إن الإسلام لا يخفر الذمة... ولا ينقض العهد حتى مع غير المسلمين........ يقول الله: "وإن استنصروكم [أي المسلمين] في الدين في عليكم النصر إلا على قوم [أيا كان دينهم] بينكم وبينهم ميثاق"

ثم يحمل الشيخ الغزالي على وعاظ السلاطين يدا بيد مع الشيخ خالد....... غير أن الغزالي ما نبذ الدين كنبذ خالد له....... بل دعا الوعاظ إلى مراجعة أنفسهم...... كبعض مشايخ الحجاز يوم تركوا حرب الصهاينة إلى حرب المتصوفة....... ومشايخ اليمن الذي جعلوا الإمام ربا ينسبون إليه الأرض والحرث يقولون: هي أرض الإمام وبئر الإمام وحمار الإمام!.....

إن أهل اليمن يوم ثاروا مع ابن الوزير على إمامهم ما استظهروا بمدنية الغرب وإنما بالإسلام......
وإن رجالا كجمال الدين وحسن البنا ما رفعوا راية ماركس ولا راية لوك وإنما راية الإسلام.....

"لنفرض أن خطباء مصر أجهل من الجهالة..... وأن رجال الجمعية الشرعية -حيث عمل الشيخ خالد زمنا- شنقوا سرا أحد علماء الذرة المصريين.... فهل هذه الوقائع المتخيلة تبيح لنا القول بأن هناك كهانة إسلامية تعد أختا للكهانة المسيحية؟ تلك الكهانة التي ظلت عصورا متطاولة تنشب الذعر والإرهاب في ميدان الفكر، وتنشب أظافرها المتوحشة في أعناق العلماء والمخترعين، وتسن التشريعات وتقيم المحاكم التي تجعل من الجهل قوة مهيبة، ومن العقل جريمة منكرة محذورة؟ شتان شتان لا يختلف في هذا اثنان!!"

بين الهلال والصليب ذمة مرعيّة....... ما خفرها المسلمون ليتّجر بها المستعمرون وأذيالهم......
ليس لمصر -وتسعة أعشار أهلها مسلمون- أن تطّرح الإسلام........ وليس هذا عيبا في دين الغرب ولا حكوماته....... "ألا ترى إلى حزب العمال في إنكلترا يزيد خمسة أصوات على حزب المحافظين، ومع هذه الأغلبية الضئيلة فقد انفرد بالحكم، وفرض نظمه الاشتراكية على البلاد جمعاء"........

إن أسسا يضعها الإسلام تسوّي بين الناس مسلمهم وكافرهم أسس يعرفها الغرب......... ولكن حين ينبذ كل دينه وينسلخ من عقيدته........ في وحدة لا دينية!

وهذا سلامة موسى -الذي يدعي أنه مسيحي- يضع يده في يد أخيه محمد التابعي -الذي يدعي الإسلام- فيدعوان الناس إلى استباحة الزنا......... والأوّل من هو في ادعاء إقامة التعاون بين الطوائف بعضها وبعض...... واتّجاره بورقة كورقة الأقباط وسيلة لمبدأ يقول:"اكذب ثم اكذب ثم اكذب فسيقع في أذهان الناس من هذا الكذب المتلاحق شيء ما"..... ففي أيام عرف اليهود سطوة هتلر وجبروته...... وهو امتداد لقرون عدة في إسبانيا في أقصى الغرب وروسيا في أقصى الشرق...... وأيام عرف البروتستانت العذاب في بلاد ذات أكثرية كاثوليكية والعكس صحيح...... يأتي موسى وعصابته ليتجروا بالطائفية في بلد عاش اليهود فيه قرونا وأثروا....... وشغل النصارى 60% من أعماله المعتادة و 90% من مناصبه الكبرى و 100% من مهن كالصرافة.......

إن عزل غير المسلمين عن بلاد عرفت لهم حقوقهم.... ومحاولة دمجهم مع المستعمر كما حدث بين الإنكليز ونصارى العرب في فلسطين وغيرها........ مؤامرة مفضوحة..... وعنصرية ممجوجة..... يقول الدكتور ميخائيل زغيب الصعيدي النصرانيو: "منذ ربع قرن كان كل موظفي السكك الحديدية والبريد أقباطا.... وكانت المصلحتان مثالا مضروبا في الانضباط...... ثم نقل عشرات من المدرسين إليهما...... فصارتا مضربا للأمثال في الفوضى وكثرت منهما الشكاوى" طبعا لأن المسلمين عملوا بها!......

لقد هدد القمص سرجيوس بالهجرة إلى الحبشة فقط لأن نسبة المسلمين في الوظائف الحكومية زاد!
كيف يصبح نصف الصيارفة من المسلمين..... بعد أن كانوا كلهم من النصارى؟!
وكيف يزيد طلبة الطب من النصارى إلى 40% بعد أن كانوا 70%؟!

هذا كلام يقع في بلد لا يسكنه أكثر من 5% من النصارى يا عباد الله!
ثم يقول زغيب: "ما صيحة المرضى والمتألمين والاستغاثات اليومية من المحرومين إلا نتيجة هذه السياسة المجرمة في حق الوطن وحق الإنسانية".......
فأي تحدّ وأي بذاءة!

لقد زعمت عصابة موسى أن يوم فلسطين كان على اليهود فما لبث أن كان على العرب الحمقى....... وأن العرب يدبرون يوما قريبا للنصارى!
فأي سواد!

أي سواد يا بلد يشغل الأقباط فيه 150 من جملة 214 مقعد في مجلس النوّاب!

أخيرا يجيء دور المرأة.......
"الدول التي أعلنتْ المساواة التامة بين الرجل والمرأة في كل شيء لم يصل فيها شأن المرأة إلى هذا الحد..... فإن روسيا لم تعرف ستالينة كستالين ولا مولوتوفة كمولوتوف...."
عدّد الشيخ الغزالي بعض القضايا....... مسألة العلم مثلا....... للمرأة أن تتعلم...... في حدود لا تتجاوز المهمة الأصيلة التي خلقها الله لأجلها وهي بيتها وأولادها....... ولا تتجاوز أدب الإسلام فلا تسافر من غير محرم.... وإن مدام كوري لم توجد إلا لأن مسيو كوري كان إلى جانبها.......

عندهم......
تسوية مطلقة تسقط فيها الفروقات التي يعرفها كل ذي عينين...... وتبارك الاختلاط... وتدع الأمور الجنسية لاختيار كل إنسان فلا تقيم وزنا لدين أو لعرف......

عندنا....
تقاليد فاسدة...... لا تعرف الدين للمرأة إلا في الحَجْر والتخدير...... ولا ضير إن تركتْ المرأة الصلاة أو جهلتْ الدين والدنيا بعد ذلك........

فجاهلية الغرب جاهلية جديدة......... وجاهليتنا جاهلية قديمة........

يقول جون سيمون: "إن الحياة هينة، وطيبة، إذا علم كل من الرجل والمرأة المحل الذي خصصه الله لكل منهما"...... ومكان المرأة البيت....... وصناعتها الإنسان.... ومكان الرجل الشارع...... وصناعته ما دون الإنسان....... فتأمّلوا!

إن تطرف المرأة في عمل الشارع ظلم لأنوثتها ووداعتها وحيائها....... سيّما في أعمال كوكالة النيابة والقضاء مثلا...... حيث لا مكان للحياء أو العاطفة أو النسيان....

[يا إخوة هل من حق المعدة أن تعترض على مكانها من القلب فتقول "أنا فوق وهو تحت!.... أنا أدق وهو يعصر!"]

أرأيت إلى دعاة النهضة في بلادنا من النساء...... أول ما دعون إليه هو إلغاء الطلاق والتعدّد...... ومسز هوايت النائبة في مجلس العموم البريطاني تدعو إلى الطلاق في بلد يقدّم إلى العالم في كل سنة عشرات الآلاف من اللقطاء..... ويعيش بين ظهرانيه مئات الآلاف من الأزواج الصوريين الذين تهاجروا في الواقع وما تهاجروا على الورق........

أخيرا تحدّث الشيخ عن اشتراكية الإسلام..... ونعى على اختزال الإسلام في الزكاة بمعناها المعروف....... صدقة تقعد عن العمل وتشجّع على التبطّل....... بينا يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تجوز الصدقة على غنى، ولا عى ذي مرّة سويّ"..... فالإسلام يدعو إلى جمع أموال الزكوات لتشغيل الناس لا ليشجعهم على البطالة.... وكيف لا وهو القادر على تجنيد الناس وأموالهم للحرب فكيف يعجز عنها في السلم؟!....... ثم هو يدعو الحكومة إلى كفالة المعوزين والمدينين..... "ما من مؤمن إلا أنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة، اقرؤوا إن شئتم: "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم.." فأيما امرئ ترك مالا فلترثه عصبته من كانوا، وإن ترك دَينا أو ضياعا -يتامى- فعليّ وإليّ".......

وإذا سأل السائل هل في دنيا اليوم حكومة إسلامية؟....... قال المؤلف: لا...... لأن روح الإسلام وهي عقيدته غابت عن الناس..... ووقع الحكام في الحرام البيّن فسلبوا ونهبوا وتركوا الشريف وقتلوا الضعيف..... في وقت عرفت فيه أمم ملحدة العدل والنظام...... حتى ربط الناس العدل بالكفر والجور بالدين........

تحديد النسل
........ ليس الحل في تحديد النسل...... وكل ذي عينين يعرف أن القوى العظمى هي الأكثر إنسالًا........ ولكن الحلّ في استثمار الوقت المضيّع... فالمسلمون يضيعون 80% من أوقاتهم في اللهو...... والغربيون يضعونها للعمل...... وحظ الاثنين من التعبد يكاد يتساوى.....

إن تقليل النسل سياسة صليبية...... تعرف الحق وتنكره..... وتحبّ أن يؤتى الإسلام من أهله..... والعجيب أن رجلا من دعاة تحديد النسل وهو سلامة موسى مات عن ثمانية أولاد!
« آخر تحرير: 2011-10-31, 17:42:11 بواسطة عبد الرؤوف النجولي »

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: كتاب للقراءة..........
« رد #8 في: 2011-04-01, 19:21:18 »
معركة من هنا نبدأ
أجاد الشيخ محمد الغزالي
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: كتاب للقراءة..........
« رد #9 في: 2011-04-01, 19:28:06 »
أما الشيخ الغزالي، فلم يهاجم الكتاب فقط بل رد عليه بكتاب آخر أسماه "من هنا نعلم" ليرد على الفكرة الأساسية "فصل الدين عن الدولة"، وأتى بالأدلة والبراهين التي تدعم وتؤيد وجهة نظره.

يقول الشيخ الغزالي في هذا الكتاب: "إن حرمان الإسلام من حقه المقرر في الحكم واعتباره ديناً معزولاً عن الدولة هو جزء من العداوة التقليدية التي تكنها أوروبا للإسلام وأهله، وهي ترمي من وراء ذلك على القضاء على الإسلام بعد أن تفلح في القضاء عليه نظاماً مرعيًّا، وأن النزعة الصليبية هي التي أوحت بإبقاء التشريع الوضعي وإحباط كل محاولة لإحياء التشريعات السماوية التي نص القرآن على ضرورة تطبيقها".

واستطرد الغزالي: "فالذين يفهمون أن الحدود موقوفة التنفيذ لمثل هذه الملابسات أو لما أحيطت به من ضمانات إنما يسيئون فهم النصوص الثابتة والآثار الواردة، وقد رأى الأستاذ خالد أن هذه الحدود على فرض ثبوتها وبقائها يمكن أن تضم إلى القانون المعتاد وتشرف على تنفيذها حكومة مدنية لا صلة للدين فيها بالدولة، ونحن نقول إن الحدود ثابتة باقية وإنها بعض تعاليم الإسلام التي تنهض بها الحكومة المعتزة بدينها المتعصبة له".

وأكد الغزالي الدولة في الإسلام ممثلة فكرة تعيش بها وتعيش لها كما تمثل روسيا الشيوعية وتقيم نظامها في الداخل وعلاقتها في الخارج على ضوء الإخلاص التام لفكرتها.

وانتقد الغزالي ما كتبه خالد تحت عنوان "غرائز الحكومة الدينية"، والتي عدد فيها مثالب الحكم الديني، وطالبه بن يكون العنوان الصحيح له "غرائز الحكم الاستبدادي"؛ لأن الاستبداد هو أساس الفساد والظلم.

وتساءل الغزالي عن السبب في تسمية بعض الحكومات المستبدة الظالمة بالحكومة الدينية ما دام دستورها لا يمت بصلة إلى كتاب الله وسنة رسوله، كما تساءل عن السبب في طرح وزر الاستبداد على الدين، فيحرم الدين من الحكم عقابا له على تصرفات وأفعال هي في حقيقتها ضد طبيعته وشريعته.

وأبدى الغزالي استغرابا كبيرا من كتاب "من هنا نبدأ" الذي اعتبر "الحجاج بن يوسف الثقفي" نموذجا للحاكم الديني في الإسلام، وقال متهكماً ومعترضاً "لأول مرة يقرع سمعي أن الحجاج حاكم ديني!!، وما أظن أن الحجاج نفسه طمع في هذا اللقب، وما أظن أحداً من المؤرخين أسبغ عليه هذا الوصف الغريب، لكن الأستاذ خالد فعلها وانتقل منها إلى أن ديناً يحكم الحجاج باسمه لا يصح له أن يحكم".
« آخر تحرير: 2011-04-01, 19:30:21 بواسطة فارس الشرق »
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: كتاب للقراءة..........
« رد #10 في: 2011-04-01, 19:29:20 »
الإسلام دين ودولة

وفي عام 1981 أصدر خالد محمد خالد كتابه "الدولة في الإسلام" راجع عبر صفحاته ما قاله بشأن فصل الدين عن الدولة، وأكد فيه أن "الإسلام دين ودولة، حق وقوة، ثقافة وحضارة، عبادة وسياسة"، واعترف بأنه أخطأ في عملية التقييم في قضية الدولة الدينية حتى شملت الحكومة الإسلامية.

يقول خالد في كتابه: "الدولة في الإسلام": " في هذا الفصل قومية الحكم –كتاب من هنا نبدأ- ذهبت أقرر أن الإسلام دين لا دولة، وأنه ليس في حاجة إلى أن يكون دولة، وأن الدين علامات تضيء لنا الطريق إلى الله، وليس قوة سياسية تتحكم في الناس وتأخذهم بالقوة إلى سواء السبيل، وما على الدين إلا البلاغ وليس من حقه أن يقود بالعصا من يريد لهم الهدى وحسن ثواب، وقلت: إن الدين حين يتحول إلى "حكومة" فإن هذه الحكومة الدينية تتحول إلى عبء لا يطاق وذهبت أعدد يومئذ ما أسميته: غرائز الحكومة الدينية وزعمت لنفسي القدرة على إقامة البراهين على أنها -أعني الحكومة الدينية- في تسع وتسعين في المائة من حالاتها جحيم وفوضى وأنها إحدى المؤسسات التاريخية التي استنفدت أغراضها، ولم يعد لها في التاريخ الحديث دور تؤديه، وكان خطئي أنني عممت الحديث حتى شمل الحكومة الإسلامية".

وأرجع خالد سبب خطئه في كتاب "من هنا نبدأ" إلى مضاهاته الحكومات الدينية الكنسية والتي كانت ترتكب أبشع الجرائم في حق الشعب بالحكم في الإسلام.

وحاول خالد كتابه "الدولة في الإسلام" أن يدلل على أن الإسلام يملك خصائص تكوين الحكومة، وذلك خلال ذكر وقائع تاريخية لقيام الحكومات داخل شبه الجزيرة العربية قبل دخول الإسلام قبل مملكة سبأ وحمير، وأيضا قيام الحكومات بعد انتشار الإسلام، وقال: "فحتى لو لم يكن للعرب سابقة مع الحكومة، فإن الإسلام بخصائصه قادر على تمكينهم على ممارسة هذه التجربة بنجاح".
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: كتاب للقراءة..........
« رد #11 في: 2011-04-02, 18:22:08 »
شكرًا لك يا فارس الشرق..... ليتك تضع مزيدًا عن كتاب (الدولة في الإسلام)..... هل بإمكانك؟

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: كتاب للقراءة..........
« رد #12 في: 2011-04-02, 23:46:30 »
الدولة في الإسلام...الدكتور خالد محمد خالد

في بداية حياته كتب خالد محمد خالد كتاب «من هنا نبدأ»، وفي هذا الكتاب زعم خالد محمد خالد، وهو العالم الأزهري، أن الإسلام دين لا دولة، وأنه ليس في حاجة إلى أن يكون دولة، وأن الدين علامات تضيء لنا الطريق إلى اللَّـه، وليس قوة سياسية تتحكم في الناس، وتأخذهم بالقوة إلى سواء السبيل، وأن الدين حين يتحول إلى حكومة، فإن الحكومة الدينية تتحول إلى عبء لا يطاق، وأنها في تسع وتسعين في المائة من حالاتها جحيم وفوضى، وأنها إحدى المؤسسات التاريخية، التي استنفدت أغراضها، ولم يعد لها في التاريخ الحديث دور تؤديه.

    بل لقد ذهب الشيخ خالد في كتابه «من هنا نبدأ» إلى أن الحدود جميعًا موقوفة عن العمل، وليس هناك مجال لإقامتها، وكثير من الترهات التي استخدمها أعداء من مبشرين ومستشرقين وربائبهم من ذراري المسلمين لطعن الإسلام، ورغم أن الكتاب كان في جوهره تكرارًا لكتاب علي عبد الرازق "الإسلام وأصول الحكم"، إلا أن الكتاب اكتسب أهميته من كون كاتبه أحد خريجي الأزهر الشريف، وممن ينتمون إلى علماء المسلمين.

   ومن ثمَّ، جاء كتاب "الدولة في الإسلام" لخالد محمد خالد، ليعلن في وضوح وصراحة تراجعه عن ما جاء في كتاب السابق «من هنا نبدأ»، وليؤكد أن الإسلام دين ودولة، وأن كل مقومات الدولة قد توافرت للمسلمين من دستور ونظم حكم، كما تناول علاقة الحاكم بالمحكومين، والشورى كمبدأ إسلامي، وأوضح أن أفضل ضمان للأقليات وأهل الكتاب هو في ظل الدولة الإسلامية، كما أكد على ضرورة الأخذ بأسباب العلم في الدولة الإسلامية.

   وفي الصفحات الأولى من كتاب "الدولة في الإسلام"، يكتشف خالد محمد خالد البواعث النفسية والفكرية التي أفضت به إلى موقفه في كتابه الأول من هنا نبدأ، فيقول: وأودُّ أولاً أن أشير إلى أن تسمية الحكومة الإسلامية بالحكومة الدينية فيه تجن وخطأ، فعبارة الحكومة الدينية لها مدلول تاريخي يتمثل في كيان كهنوتي، قام فعلاً وطال مكثه، وكان الدين النصراني يستغل أبشع استغلال في دعمه وفي إخضاع الناس له.

   ويستنكر خالد محمد خالد ما قاله في كتابه القديم "من هنا نبدأ" قائلاً: وهل في الإسلام كهنوت يستطيع أي حاكم أن يستمد منه سلطانًا مطلقًا، وفي ذات الوقت يكون مقدسًا؟ ومع هذا اقتنعت قديمًا بهذا الذي يبدو لي اليوم تجنيًا وخطأ...».
 
   ويؤكد أن الإسلام في فترات استغلاله من بعض الخلفاء والحكام، لم يمنح أيًّا منهم سلطة بابوية كهنوتية؛ لأنه لا يتسع لأي كهنوت، لا في تعاليمه ولا في تطبيقاته، من أجل هذا كان تسمية الحكومات الإسلامية المنحرفة بالحكومات الدينية، وتحميل الإسلام وزرها أمر مجاف لكل صواب.

   ويؤكد الكاتب اقتناعه الجديد بأن الإسلام دين ودولة، أما كيف وصل لهذه الحقيقة أو النتيجة، فيقول: بالعقل، فقد تدارست القضية بعقل ونفس توّاقة لمعرفة الحق، وإعلانه بصوت جهير دون أن تجد غضاضة أو خجلاً من أن تعترف بالخطأ وتواجه الصواب.

   وإذا كان العرب هم الرعيل الأول الذي حمل راية الإسلام شرقًا وغربًا، فهل كانوا عنصرًا مهيَّئًا لإنشاء حكومة؟ وهل كان للعرب قبل الإسلام تجربة مع الحكم، وبفرض أن العرب لم تكن لهم تجربة، فكما يقول الكاتب فإن ذلك لا يسلب الإسلام حقه، ولا مقدرته على تأسيس دولة. ذلك أن الإسلام جاء قوة تغيير عميقة وشاملة، وهو بخصائصه قادر على تمكينهم من ممارسة هذه التجربة بنجاح، ويتناول الكاتب بشيء من التفصيل تاريخ الممالك والإمارات، التي شهدتها الجزيرة العربية قبل الإسلام بعشرات القرون، وكأن الإسلام لم يكن يبدأ من فراغ حين يدعو أتباعه لتأسيس حكومة، بل حين يبدأ بالفعل في تأسيس دولة يقف على رأسها خاتم الرسل وخير خلق اللَّـه أجمعين سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم.

   ولكن هل هذا المجتمع الإسلامي الذي شرع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في إقامة دولة فيه توافرت له كل مقومات الدولة؟
 
   يؤكد خالد محمد خالد: نعم، فقد توافرت لهذا المجتمع كل مقومات الدولة في المدينة المنورة، كما بيّن أن الإسلام أوجب قيام الحكومة أو الدولة، حيث أنه دين شرعه اللَّـه ـ سبحانه وتعالى ـ إلا أنه في تطبيقاته الإنسانية يمثل عقدًا اجتماعيًا يتضمن قيام سلطة تعنى بالتزامات هذا العقد وتسهر على تنفيذه، وقد كانت تصرفات الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ تؤكد أنه يبشر بدعوة، ويبني دولة.

   وعن شكل الدولة الإسلامية، يقرر أن الدولة المسلمة هي انعكاس لمبادئ الإسلام وقواعده وخصائصه، وأول ما يواجهنا ونحن نتحرى هذه الخصائص والمبادئ مبدأ الشورى.. ويؤكد على أن الإسلام دين الشورى بكل ما تحمله من معنى وشمول، وبالتالي فإن شكل الدولة القائمة باسمه، المستظلة برايته لابد أن يكون شوريًّا.

   وهي دولة دستورها القرآن الكريم، أولاً ثم السنَّة والإجماع، ويتحدى الكاتب عباقرة التشريع والقانون أن يتفوقوا على هذا الدستور الإسلامي أو أن يأتوا بمثله دستورًا.
 
   ويرى أن الدولة الإسلامية أفضل حصن للأقليات، التي تعيش معها وبين مواطنيها، وخاصة حين تكون هذه الأقليات أهل كتاب أو أهل ذمة، كما يسميهم الإسلام، فالدولة الإسلامية مأمورة من اللَّـه ورسوله برعاية حرماتهم وحفظ حقوقهم، وتركهم أحرارًا في العيش وفوق معتقداتهم.

   والإسلام كما يوضح الكتاب، يحفظ حقوق المواطنين جميعًا، مسلمين كانوا أم يهودًا أم نصارى، كما يتناول قصصًا رائعة تبيّن مدى التسامح الإسلامي على مر العصور تجاه أهل الكتاب في ظل الدولة الإسلامية.

   وفي النهاية يؤكد الكتاب أن الإسلام هو دين حضارة لا يعرف التخلف والجمود، وأنه يدعو المسلمين أو الدولة الإسلامية إلى تشييد حضارتهم على علم خاشع للَّـه، لا علم مغرور ملحد، وأننا كمسلمين مطالبين بمسايرة حركة العلم والحضارة، لكن دون أن نفقد هويتنا وشخصيتنا الإسلامية.

   وتأتي أهمية كتاب خالد محمد خالد "الدولة في الإسلام" من اعترافه الواضح والصريح بخطئه في كتابه "من هنا نبدأ"، الذي يعد هو وكتاب علي عبد الرازق "الإسلام وأصول الحكم" من المراجع، التي يتكئ عليها الطاعنون في نظام الحكم الإسلامي، وهذا هو ما يعطي القيمة الجوهرية للكتاب.

منقول عن موقع لواء الشريعة
« آخر تحرير: 2011-04-03, 00:00:24 بواسطة فارس الشرق »
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: كتاب للقراءة..........
« رد #13 في: 2011-11-11, 09:43:56 »
نحن والتراث...قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي
محمد عابد الجابري


"نحن والتراث" هو قراءة معاصرة لجوانب أساسية من تراثنا الفلسفي أنجزها الدكتور محمد عابد الجابري مساهمة منه في المجهود المتواصل الذي يبذله الفكر العربي الحديث والمعاصر من أجل إقرار طريقة ملائمة في التعامل مع التراث: هي "قراءات" بالجمع، لا لأنها تختلف عن بعضها بعضاً في المنهج والرؤية، بل فقط لكون كل واحدة منها أنجزت بمعزل عن الأخرى. غير أن هذه القراءات، رغم تعددها بهذا الشكل، تصدر عن نهج واحد وعن رؤية واحدة مما يجعلها قراءة الإقراءات. وهي قراءة وليست مجرد بحث أو دراسة لأنها تتجاوز البحث الوثائقي والدراسة التحليلية، بله "الأعمال" التجميعية، وتقترح صراحة، وبوعي، تأويلاً يعطي للمقروء التراثي "معنى" يجعله في آن واحد، ذا معنى بالنسبة لمحيطه، الفكري، الاجتماعي، السياسي وأيضاً بالنسبة للقارئين. وهي معاصرة بالمعنيين معاً: فمن جهة تحرص هذه القراءة على جعل المقدور التراث معاصراً لنفسه على صعيد الإشكالية والمحتوى المعرفي والمضمون الأيديولوجى. ومن هنا معناه بالنسبة لمحيطه الخاص. وهناك خلاصات وآفاق أمكن الخروج بها من هذه القراءات التراثية الخلاصة الأولى: يتعلق بطبيعة الخطاب الفلسفي في الإسلام ووظيفته الاجتماعية والخلاصة الثانية تتعلق بعلاقة هذا الخطاب بالفلسفة اليونانية وبكيفية عامة بـ"علوم الأقدميين". أما الخلافة الثالثة فتتعلق بما يمكن أن يكون قد تبقى من هذا الخطاب، أي بما عسى أن نجد فيه من عناصر أو استشرافات تقبل الربط بنا ويقبل بعدنا واهتماماتنا أن نربط أنفسنا بها نحن العرب الذين نعيش بشارة القرن الواحد والعشرين. ولقد حظي هذا الكتاب باهتمام النقاد المشتغلين بتراثنا الفلسفي، فناقشوا بعض القضايا والأطروحات التي يتضمنها بروح علمية لا غبار عليها، منوهين بأن فيه أفكاراً وأطروحات أخرى تستحق المناقشة.

« آخر تحرير: 2011-11-11, 19:45:59 بواسطة فارس الشرق »
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: كتاب للقراءة..........
« رد #14 في: 2011-11-11, 11:04:13 »
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الهام والثري

لاحظت يا عبد الرؤوف انك تشير للشيخ محمد الغزالي ب (دكتور) ولا اعلم عنه أنه حصل على هذا اللقب أو اكترث له... فما حقيقة الأمر؟
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: كتاب للقراءة..........
« رد #15 في: 2011-11-11, 14:14:06 »
هو دكتور بوصفه أستاذًا جامعيًّا........

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: كتاب للقراءة..........
« رد #16 في: 2011-11-11, 14:50:04 »
هو دكتور بوصفه أستاذًا جامعيًّا........

أظن للأزهر ألقابه العلمية الخاصة به (الأستاذية، والعالمية) ... على اية حال لقب الدكتور لا يضيف شيئا للشيخ ... واذكر أن الشيخ الشعراوي عندما عرضوا عليه الحصول على هذا اللقب سخر من ذلك، حيث ان علمه -رحمه الله -كان قد تجاوز ذلك بمراحل
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: كتاب للقراءة..........
« رد #17 في: 2011-11-11, 19:52:41 »
الإسلام والعلمانية وجها لوجه
للشيخ يوسف القرضاوي


يعرض الشيخ القرضاوي في هذا الكتاب لنقد العلمانية وبيان البيئة التي نشأت منها، واختلاف هذه البيئة عن البيئة الإسلامية التي تحاول العلمانية أن تجد مبرراً للتجذر فيها، ويتناول الكاتب الشبهات التي يطرحها أصحاب الاتجاه العلماني حول الإسلام، وخصوصاً حول صلاحيته لكل زمان ومكان، ثم يقوم بالرد عليها بأسلوب علمي موضوعي، منطلقاً من أصول الشريعة وقواعدها، ومتبعاً في بعض الأحيان مسلمات الخصم وقواعده ليقوم بالرد على شبهاته من خلال مسلماته.

يتحدث المؤلف في بداية الكتاب عن ضرورة تحديد المواقع أو الهويات، ويعني هذا الكلام: أن يحدد كل من الطرفين المتحاورين أين هو، وما هو، وتكمن أهمية هذا الموضوع في نقطة جوهرية وهي: "لا يسوغ في منطق أن تجادل في الفروع من لا يؤمن بالأصول".

ثم يتحدث عن ((تحديد المفاهيم))، فيذكر مفهوم الإسلام، ثم يعرف بالعلمانية من خلال المعاجم ويذكر أن العلمانية ترجمة غير دقيقة، بل غير صحيحة لكلمة((secularism)) في الإنجليزية ، وهي كلمة لا صلة لها بلفظ (العلم) ومشتقاته على الإطلاق.ويذكر الدكتور تعريف دائرة المعارف البريطانية مادة((secularism): ( وهي حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس، وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة، إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها؛ وذلك أنه كان لدى الناس في العصور الوسطى ، رغبة شديدة في العزوف عن الدنيا، والتأمل في الله واليوم الآخر، وفي مقاومة هذه الرغبة طفقت ال((secularism))، تعرض نفسها، من خلال تنمية النزعة الإنسانية ، حيث بدأ الناس في عصر النهضة يظهرون تعلقهم الشديد بالإنجازات الثقافية والبشرية، وبإمكانية تحقيق مطامحهم في هذه الدنيا القريبة.)

 ثم يذكر مبررات ظهور العلمانية في الغرب المسيحي، وأن لظهورها في الغرب مبرراتها الدينية والفكرية والنفسية والتاريخية والواقعية. وأنها مبررات خاصة بالعالم الغربي، لا يجوز للعالم الإسلامي أن يقلده فيها، ويذكر من هذه المبررات: أن المسيحية تقبل قسمة الحياة بين الإله وبين قيصر، وأن المسيحية ليس فيها تشريع لشؤون الحياة، وأنه ليس في الإسلام سلطة دينية بابوية، وأن تاريخ الكنيسة غير تاريخ الإسلام.

ثم ينتقل الكاتب فيذكر المعايير التي يحتكم إليها الفريقان عند الخلاف، وبعبارة أخرى، الموازين التي يحتكم إليها الفريقان عند الخلاف، وذكر من جملة المعايير: المعيار الرباني وهو الوحي، والمعيار الإنساني وهو العقل، وغيرها من المعايير تجدها في هذا الكتاب القيم.

وينتقل الكاتب لنقطة هامة تعتبر أحد ركائز الحوار البناء الموضوعي، وهي تحرير موضع النزاع، وفي ثنايا هذا التحرير يحلل الكاتب أبعاد العلاقة بين العلمانية والعقيدة، والعلمانية والعبادة، والعلمانية والأخلاق، والعلمانية و الشريعة.

ينتقل الكاتب إلى موضوع جوهري يعد من مفاصل الخلاف بين الإسلاميين والعلمانيين، وهو العلمانية والدعوة إلى تطبيق الشريعة، ويعرض في ثنايا هذا الموضوع الشبه التي يثيرها العلمانيون حول تطبيق الشريعة، ويقوم أثناء ذلك بمناقشتهم مناقشة علمية هادئة. ثم يعرض لشبهة العلمانيين حول صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان، ويرد عليهم شبهتهم بأسلوب منطقي متجرد.

ثم يعرض المؤلف لشبهة لطالما أثارها العلمانيون وهي أن الإسلام لم يطبق إلا في فترة قصيرة هي فترة النبوة والخلفاء الراشدين، ثم يكشف المؤلف ما في هذه الشبهة من المغالطات مستعرضاً التجارب التاريخية التي تدحض هذا الزعم وتبين أن نموذج العدل تكرر في صور مختلفة وفي عصور مختلفة، ولم ينحصر في فترة الراشدين.

ثم ينتقل الكاتب أخيراً ليتحدث عن التجارب المعاصرة للتطبيق الإسلامي، ويطرح شبهة العلمانيين في هذا الموضوع، وتتمحور حول اختلاف صور الإسلام المنشود من بلد لآخر، فالإسلام في نظر العلمانيين ليس إسلاماً واحداً، بل إسلامات متعددة، ثم يقوم بالرد عليهم وذلك من خلال تبيين اختلاف صور التطبيقات الديمقراطية والاشتراكية، وأنهم تيارات مختلفة ومدارس متشعبة، ومن خلال تبيين أننا عندما ندعو إلى الإسلام لا ندعو إلى إسلام مقيد بشخص أو ببلد أو بعهد معين، إنما ندعو إلى الإسلام المطلق، إسلام القرآن والسنة، إسلام الصحابة ومن تبعهم بإحسان، إسلام له أصوله ومصادره الواضحة المتميزة.

ثم يتحدث الكاتب أخيراً عن قيام الصحوة الإسلامية بين الحقائق والأوهام، ويردف ذلك بالحديث عن موقف الاستعمار والصهيونية من الصحوة الإسلامية.

وأخيراً: فالكتاب مرجع في بابه يفيد الباحث في كيفية تفنيد شبه العلمانيين والرد عليهم، ولكن من أراد التوسع في معرفة الأصول التاريخية للعلمانية وجذورها الضاربة في المجتمع الأوربي فعليه الاستعانة بمراجع أخرى.




"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: كتاب للقراءة..........
« رد #18 في: 2011-11-11, 21:17:44 »
خطاب الشيخ يوسف القرضاوي قريب جدّا من خطاب الأستاذ محمّد قطب.......... في مقابل تناول الدكتور المسيري للعلمانيّة بطريقته النماذجيّة الرافضة لكلّ اختزال في المصطلح........ وبوصفها متتاليّة متجدّدة بتقادم الزمن........ وباعتبارها علمانيّتين جزئيّة وشاملة....... وزخم التجربة العلمانيّة وتعدّدها بتعدّد المناخات.......... إلخ

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: كتاب للقراءة..........
« رد #19 في: 2011-11-12, 01:27:19 »
رائع متابعة :)