بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله ، وأصلح لكم أعمالكم ...
_ كلمة عابرة ، ونظرة خاطفة ، تجاه قصة نبي الله موسى ـ عليه السلام ـ ، لقد درسنا في المرحلة الإبتدائية في التربية ،والتعليم ،وكذا عندما دخلنا الأزهر مايلي :
إن نبي الله موسى ـ عليه السلام ـ كان به عيب في لسانه ونسميها " ألدغ " ، وقالوا لنا إن سبب هذا العيب أو هذه "اللدغة " " كان سيدنا موسى
صغيرا ، فشك فيه فرعون ، فأمر بجمرة ، وتمرة ، فوضعا أمام سيدنا موسى ـ عليه السلام ـ ثم نظر الفرعون ماذا سيفعل هذا الصغير ؟
والقصة تسير في السرد ،والوصف حتى " فأراد موسى أن يأخذ التمرة ـ لأنه كان ذكيا ـ فنزل جبريل فأخذ يده فوضعها على الجمرة ، فأصابت لسانه ،
فحدث عيب فيه ، فكان ألدغا ، وعليه " يفسرون قول الله تعالى حكاية عن نبيه " وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي " بأنها اللدغة .
ولكن هذه القصة مدسوسة ، وباطلة ،ولا تمت للحقيقة ، ولا للواقع بعشر معشار دليل وذلك لما يلي :
1- كيف يعقل أن يأخذ طفل جمرة بيده ، ومع ذلك يستحمل ألمها ، وحرارتها حتى يوصلها إلى فيه ؟
إن هذا الأمر غريب جدا ، بل فرعون نفسه كان قد تأكد من شكه ، لأن هذا أمر خارق للعادة .
2- آيات القرآن الكريم في كشفها للقصة ، وحالة الحوار التي دارت بين فرعون ، وموسى ، وأخاه ، من المحاور ، والمجادل ، من المتكلم هل هارون أم موسى ؟
الجواب بكل تأكيد موسى هو المجادل ، والمحاور ، إذا فعليه لا يجادل أكبر الجبابرة ، وأعظم الفصحاء إلا فصيح اللسان .
ـ أظنني قد أطلت عليكم ، لكن عذر ا سننهي الأن
3- إذا ما معنى الآية الكريمة السالف ذكرها ، وما هي الحقيقة التي أبهمت معالمها ؟
إن من المعلوم لدى متطلعي القرآن ، ومتقني التلاوة أن سيدنا موسى عندما فرّ من فرعون إتجه تجاه مدين ، ومكث فيها أعواما عديدة ، وعليه
الإنسان منا إذا سافر إلى مكان ما ثم مكث فيه من الأعوام عشرا أو أكثر أو أقل ثم عاد إلى مسقط رأسه ، هل سيكون لسانه هو هو اللسان الذي كان فيه عندما تركها؟
بالطبع لا ستتغير الثقافات ، وكذا اللهجات ، هذا ما حدث لسيدنا موسى عليه السلام .
أستودعكم الله ، والسلام عليكم ،ورحمة الله ، وبركاته .