أيها الزواج....... كم طال فيك افتكاري........ وكم انتظمك كلامي عن فكري..... وحلمي عن مستقبلي......
أي نعمة أنتَ على العزب الذي تقضّى ليله وجعًا..... ونهاره جزعًا....... وانقضّتْ نفسه بين الغيد أنفسًا عدّة..... فيها الندمى والولهى والسكرى والحيرى....... وتقطّعتْ الحسرة ماضيه بين نعيم فائت وذنب سيُسأل عنها بين يدي جبّار الأرض والسماء....... وتقطّع الأمل آتيه حيرة وخوفًا....... فيومًا يأتمل الشمس في طرة الشقراء...... وآخر يرقب البدر في غرة البيضاء...... وثالثًا يرجّع ذكرى البان في عود الهيفاء...... وهو بين هذه وتلك مهجة مسفوحة..... وعين باكية...... وعقل ليس فيه من معاني العقال إلا الإسار والذل...... وقلب ليس فيه من رسوم القلب إلا تقلّب العانى فوق الجمر......
كان لي في طفولتي من نفسي نفس فإذا أنا شطر نفس...... وكان وجودي عزاء وجودي فإذا أنا أجوع إلى وجود غيري......
كان معنى الرجولة في نفسي -عنفا وشدة وثقة- يتعزّى بمعنى الأنوثة فيها -ضعفا ودمعا وحلاوة-...... فغدى الرجل فيّ وحيدًا آسيًا....... وأنثاه عنه شَرودًا بعيدًا بعد المشرقين.......
وأنا اليوم بين فقري وترددي......... وبين الملـَك والشيطان في جوفي...... معذّب مؤمّل في نهاية لهذه النار التي أصلاها صبح مساء لعشر سنين خلت من عمري القصير......
فاللهم أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك........ واغفر لي إسرافي وتفريطي...... وبلّغ عن رجال هذه الأمّة نساءها...... فيحتجبن ويغضضن الطرف ولا يخضعن بالقول..... اللهم قوّنا على حرب عدوّنا وانصرنا بنصرك المبين.
ع ن
19/11/2010م