الفصل الأخير : الحقيقة
هل جربت يوما أن تفيق من الإغمائة دفعة واحدة دون المرور على المراحل التدريجية
على العموم هذا لم يحدث مع هشام بل أفاق نصف واعيا ليجد نفسه داخل المستشفى فعلا
و أحمد جالس بكامل ملابسه على السرير المجاور له رابطا يده من إصابة واضح انها ليست بالهينة
أحمد : حمدا لله على سلامتك
هشام : الله يسلمك هو ايه اللي حصل و هاني راح فين هو و أهل المريض و الهالوثان و اللي في ايدك ده رصاص حي ولا مطاطي
أحمد : ايه اللي بتقوله ده واضح انك بتخرف فعلا و هتودينا في داهية هاني مين و رصاص ايه متقولش الكلام ده قصاد حد علشان ميتعملناش محضر.
هشام : المظاهرات يا عم و الثورة
أحمد : اسكت اسكت الممرضة جاية متفتحش بقك خالص …. ايه ده مراتك وصلت بسرعة انا لسة مبلغها هي راكبة صاروخ ولا ايه.
الممرضة : حمدا لله على سلامتك يا بطل دا انت حالتك نادرة قوي مش كفاية انك عندك حساسية من سم التيتانوس القاتل لأ و كمان عندك حساسية نادرة من المصل و كله قلب عندك بحرارة شديدة في ثانية و برودة في ثانية تانية و كنت بتقول كلام غريب.
يزيحها بقدمه الاخرى ..وينطلق الا انها تقفز لتتمسك بقميصه من الخلف ...وتزرع انيابها في ظهره ..وهو يصرخ متألما ...ويحاول نزعها ..الا انه يشعر بوهن غريب..انه لا يقدر علي الحركة ..بتحشرج صوته وهو يستنجد بلا احد ...وهو يفكر : اين الناس..
وتتحول الاضاءة للاصفر ..ولا يقوى علي الحراك
لم يبلغ الضعف مبلغا يجعلنى أشعر لأقامة علاقة سببية بين النتيجة والفظاعة التى ارتكبتها...وكما ابتدأ النار من غير ما أدرى كيف أنتهت كذلك....فأردت أن أتفقد هذا المكان الخالى حولى بعد أثار النار علية ......كل شئ أهلكتة النار الا تلك البقعة الفضية فذهبت بفضولى ....فرأيت رسما كأنة حفر نافر يمثل قطا عملاقا
سهام : يا ترى اتكلم على واحدة تانية غيري و هو نايم علشان استغل الفرصة و هو في المستشفى و اعمله اصابة يلحق يتعالج منها
الممرضة : لأ … هههههه لأ ده كن كلامه عمال يقول البرواز الورقة
سهام : فاهمة فاهمة خلاص خلاص أنت عامل ايه دلوقتي يا احمد
احمد يحسس على الإصابة باسما
هشام متأوها: إليك عني يا أحمد، لا تزد آلامي وعذابي، كاد القط أن يقتلني
ولم يكن من هشام فجأة سوى ان خربشه و عضه و أحمد الأن يفهم لماذا حدث هذا
يه ده إيه إل بيحصل ده ؟
ياربي ياربي
وهشام يتحول
عيناه تحمر
وأظافره تتحول إلى مخالب
ووجهه يتحول إلى قط
أ / هشاااام هشااااام إهم إهم إهم هشاااااااااااااام هئ هئ هئ
ه / صوته تغير تماما يشبه صوت الوحش الروماني يقول في صلابة
أنااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
هههههههههههههههههههه
أنا اللعنة
ههههههههه
و ظل محتفظا بما رأه في سره فطالما لم يقل احد أنه كان يخرف فلن يبوح بما تخيله حتى يبدو قويا و متماسكا
و رد على سهام قائلا : الحمد لله جت بسيطة بس المرة الجاية يا هشام ابقى اغسل سنانك قبل ما تعضني.
أحمد للمرضة : بس مين اللي جابنا هنا صحيح بعد القطة ما عضيتنا و كان معايا حاجة تانية وقت ما جينا هنا.
الممرضة : شخص مش راضي يقول اسمه و مكنش معاكو حاجة
أحمد : يعني ايه مش راضي يقول اسمه دي مستشفى و في واحد جالكو معاه اثنين مصابين ازاي متخدوش بيناته
الممرضة : و ليه الحدة دي انتو كنتوا هتموتو من ارتفاع الحرارة و كان لازم نلحقكو و اذا كنت بتقول ان كان معاكو حاجة غالية بلغوا في القسم عن الشخص اللي جابكو انه سرقها بس انا شايفة ان تليفوناتكم معاكم.
أحمد : أنا أسف معرفش اتنرفزت كدة ليه اعذريني و اشكرك على تحملي جعله الله في ميزان حسناتك
الممرضة : حصل خير …. و التفتت الى سهام قائلة بما انك الوحيدة اللي مش مصابة امضي بأن العلاج قد تم على أجمل وجه و على المدة اللي قعدوا فيها هنا و بعض الأوراق الرسمية معلش روتين بقى
سهام : حاضر …. امضي فين هنا و هنا حاضر …. مش تبقو تجيبو ورق مسطر علشان الحروف متبقاش طالعة نازلة
الممرضة : معلش الميزانية بقى كويس ان في ورق من أصله
أحمد هب واقفا : انتي قولتي ايه سمعيني تاني
الممرضة : يوه انت هتزعق تاني....
قاطعها أحمد : مقصدكيش معلش في كلام شخصي هنقوله مع السلامة مع السلامة
هشام و سهام : في ايه يا أحمد انت حاسس بحاجة.
أحمد يفتش جيب بنطال هشام حتى عثر على الورقة و قال دلوقتي دلوقتي دلوقتي بس عرفت الحقيقة.
أكتب انا العبد الفقير الى الله اسماعيل بخيت الجبلاوي هذا المكتوب في عام 1213 من زمن الهجرة
و أنا اكتب بصعوبة لضعف بصري و ارتعاش أطرافي فأحاول أن ابقي الحروف كما هي و لاتسقط من فوق السطور
عليك أن تقرأ مابين السطور التي أمامك
كان أحمد يبحث جادا عن البرواز والفكرة تدور بخلده وكلمات الورقة القديمة تتردد في ذهنه إنه يريد أن يصل إلى الحقيقة الغائبة والحكمة الحقيقية، والبرواز هو طريقة الوحيد لهذا والأمر يتطلب كثيرا من الجهد، فالبرواز قديم والورقة من زمن مضى والأمر لا يخلو من خوف وتردد،
سطور سطور سطور …. ازاي قدرت تضحك عليا المدة دي كلها و تعمل مقلب فيا بورقة مسطرة بالعرض المفروض انها من أكثر من 200 سنة فاتو انت قطعتها من كشكول و دفنتها في رمل و رماد علشان تبان قديمة في المكان العجيب اللي روحنا فيه يومها أنا افتكرت …. يمكن غباء منك بس اكيد كان غباء أكثر مني اني ملاحظتش ده.....
هشام : كنت عايزك تحس انك ماشي ورا هدف تحس ان في حاجة في حياتك هتتغير بعد كل اللي عملته علشاني من تضحيات حتى انك كنت السبب الرئيسي في اني أتجوز سهام بسرعة... كنت عارف انك بتحب الخيال و قولت اشغل وقتك شوية و موضوع السطور ده كان مقصود لأني كنت عارف انك كنت هتعرفه بسرعة بعد ما تلاقي البرواز و تدقق في الورقة اكثر.
أحمد ضاحكا من قلبه : يا ابني احنا اصحاب و مش منتظر منك اي حاجة مقابل اللي عملتهولك …. ليه متقولش ان اجري كان في السعادة اللي بحس بيها و انا بعملك ده و كمان انت برده عملتلي كتير.
سهام : أنا مش فاهمة حاجة.
هشام مقاطعا : بص يا عم انا مليش دعوة بلعب العيال ده ..انا ماشي..
يترك احمد اللوحة مسنودة الي باب القاعة
ويسرع وراءه وويطوقه بذراعيه
دقق النظر كثيرا في كل ما حوله فلم يستطع تحديد شيء بعينه .. ولكن الشعور كان قويا للغاية .. هناك شيء ما تغير في اللحظات التي أغمض فيها عيناه .. شيء محسوس جدا ولكن لا يستطيع تحديده .. هل هذا الشيء صغيرا جدا فلا يراه ؟! أم أنه كبير جدا فلا يستوعبه ... و ...................
نعم لقد بدأ يستوعب التغيير الذي حدث ...
إنه ...................................
أحمد : أين اللوحة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟...كانت هنا ...وضعتها هنا
دا انتي بالذات كان ليكي دور كبير امال مين اللي خد البرواز و انا فتكرت دلوقتي لما ابتدى الإجهاد يسمك فيا حسيت بشىء غريب بس مقدرتش افسره …. كان رائحة العطر الشهير الغالي اللي جابو هشام هدية لعيد ميلادك انا فاكر كل حاجة بوضوح انتي خدتي البرواز و الله اعلم كنتو هتعملو فيا ايه تاني بس موضوع القطة اللي خربشت هشام و سرعة انتشار التيتانوس في دمه جعلت حرارته ترتفع بشدة و يخربشني و يعضني من كتر هلوسته الله اعلم كان شايفني ايه وقتها موضوع القطة ده مكنتوش عاملين حسابو ده جه فجأة .
هشام : انا اسف سامحني
أحمد : بشرط ….
….............................................
خذو الحكمة من أفواه المجانين خذو الحكمة من افواه المجانين كوكو كوكو انا بتاع الحقيقة
و الأطفال في الحديقة يضحكون و بيقولو لهشام مالك يا عمو مدخل دماغك في البرواز
اللي شايله ليه و ايه الكلام اللي بتقوله ده
هشام : أصلي عملت مقلب في عمو أحمد و قال ان ده عقاب اللي مبيشربش اللبن قبل ما ينام و مبيكملش طبق الخضار.
فضحك الأطفال و نسوا الامر و ذهبوا ليلعبوا
هشام : بمناسبة الأطفال الممرضة في المستشفى قالت ان مراتي تعبت و اغم عليها بعد ما جابتنا المستشفى في وقت الحمى اللي كنا فيها.
أحمد : ما صحيح انا كنت نستغرب اول ما اتصلت بيها لقيتها جت على طول اتاريها كانت بتكشف بعد ما جابتنا. الف مبروك أكيد كانت حامل انت و عدتني لو ولد تسميه احمد
هشام : الله يبارك فيك عقبالك …. بصراحة عايزك تحلني من وعدي انا نفسي بجد بجد اسميه هاني
أحمد : هاني اشمعنى
هشام : بجد بجد مش هتصدقني لو حكيتلك على اللي شفته و انا بخرف و خلاني متمسك بالإسم ده
أحمد : شفت ايه ….
هشام : شفت ان (اسمه ايه) خلاص بح
أحمد : هو مين ده
هشام : هبقى اقولك لوحدنا لأنه كلام يودي في داهية اللي شفته فعلا لو حصل تبقى معجزة المهم أنا مصر على اسم هاني ده لو سمحت
أحمد : و لو طلعت بنت
هشام : هنية ممكن انزل البرواز من قصاد وشي شكلنا فعلا بقى غريب و احنا بنتكلم بالطريقة دي
النهاية
[/size] [/color]