بارك الله بك أخي جواد ...
طيب، أبعد ما أكون عن أن أضع السيرة على شكل حكايات وقصص الغاية منها المعرفة الثقافة والتباهي بالمعرفة دون إسقاط، ولو تريثتَ قليلا لقرأت في مداخلة أنوي وضعها، وهي كلام كتبته منذ زمن قريب، كيف لا أريد من السيرة عاطفة عابرة أو معرفة للتباهي ...
ولعلمك أخي، إنما ما أضعه هنا، هو خواطر لي، أو مقتطفات تعجبني، فيها من الإسقاط الكثير، وأصلها ومنبعها حصص ولقاءات لي مع أخوات، لقاءات عينية واقعية، لا تقدّم فيها دروس السيرة تقديما مجردا، كقصة للزاد المعرفيّ أو لاستدرار العاطفة، وإنما هي لقاءات دامت منذ بدايتها وحتى الآن تحديدا ستّ سنوات كاملة، لم ننهِ فيها السيرة بعد
نقف عند كل محطة، نتعلم، نتربى، نستخلص، نُسقط، وأكثر ما نفعله الإسقاط، ولقد تغيّر بفضل الله تعالى حال الكثيرات منهنّ، وتربّين من دروس السيرة إسقاطا على الحياة، وأصبحن أفضل حالا، ولم تعدن قادرات على التخلّي عن هذه اللقاءات التي نمشي فيها الهُوينى مع السيرة منذ ستّ سنوات، وبلغنا بها اليوم "غزوة بني قريظة"
قليل من وحي تلك اللقاءات أكتبه خواطر، وكثير منه لا أكتبه، وفيه ما فيه من الإسقاطات والعيش بدروس السيرة ....
فدراسة السيرة عندي ليست أبدا ترفا فكريا أو معرفيا أو عاطفيا، بل دروس للحياة، ولهذا أثر على الأرض بفضل الله تعالى ... وما هنا إلا نقل يسير لبعض ما تجيش به النفس من آثار الدروس...
نسأل الله الثبات والنفع .