أهلا بكما
مسلم و
أم يوسف ...تسعدني متابعتكما
سأحاول في كل مرة أن أضع شيئا من طيب الحبيب صلى الله عليه وسلم ضمن موضوع عن سيرته أكتبه وأستشهد فيه بأشياء من هذا القبيل سواء من حر سيرته أو مما كتب محبوه عن سيرته العطرة الشريفة الندية ..... عطرنا الله بشذاها ....
الحمد لله يا أم يوسف أنا بخير، ولكن مشاغلا تحول دون إطلال مستمر ....دعواتكم
----------------------------------------------------
وصلت فيما وصلت إلى قصة النومة التي أنزلها الله على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وقد هم بالسمر ليلة، وهي من كلاءة الله تعالى لصفيّه صلى الله عليه وسلم، فوضعت لها عنوانا :"نومة ونزاهة".........
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "ما هممت بما كان أهل الجاهلية يهمون به إلا مرتين من الدهر كلاهما يعصمني الله تعالى منهما ، قلت ليلة لفتى كان معي من قريش في أعلى مكة في أغنام لأهلها ترعى : أبصر لي غنمي حتى أسمر هذه الليلة بمكة كما تسمر الفتيان ، قال : نعم ، فخرجت فلما جئت أدنى دار من دور مكة سمعت غناء وصوت دفوف وزمر ، فقلت : ما هذا ؟ قالوا : فلان تزوج فلانة لرجل من قريش تزوج امرأة ، فلهوت بذلك الغناء والصوت حتى غلبتني عيني فنمت فما أيقظني إلا مس الشمس ، فرجعت فسمعت مثل ذلك ، فقيل لي مثل ما قيل لي ، فلهوت بما سمعت وغلبتني عيني ، فما أيقظني إلا مس الشمس ، ثم رجعت إلى صاحبي فقال : ما فعلت ؟ فقلت : ما فعلت شيئا " ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فوالله ما هممت بعدها أبدا بسوء مما يعمل أهل الجاهلية حتى أكرمني الله - تعالى – بنبوته"-حديث صحيح على شرط مسلم-وعلى ذكرك للعلامة البوطي ولكتابه والذي كنت أتصفحه أيضا قبل قليل فإليكم شيء منه ذو صلة بالقصة...فتأملوا تأمله واستنتاجه :
إن الله عز وجل قد عصمه مع ذلك من جميع مظاهر الانحراف وعن كل ما لا يتفق مع مقتضيات الدعوة التي هيأه الله لها، فهو حتى عندما لا يجد لديه الوحى أو الشريعة التى تعصمه من الاستجابة لكثير من رغائب النفس ، يجد عاصما آخر خفيا يحول بينه وبين ما قد تتطلع إليه نفسه مما لا يليق بمن هيأته الأقدار لتتميم مكارم الأخلاق وإرساء شريعة الإسلام.وفى اجتماع هاتين الحقيقتين لديه صلى الله عليه وسلم دليل واضح على أن ثمة عناية إلهية خاصة تسيره وتأخذ بيده بدون وساطة الأسباب العادية كوسائل التربية و التوجيه ، ومن ذا الذى يوجهه فى طريق هذه العصمة وآل الذين حوله من أهله وبني قومه وجيرانه ، غرباء عن هذا الطريق ، ضالون عن هذه الوجهة ؟
لا جرم إذاً أن العناية الإلهية الخاصة التي جعلت لشباب النبي صلى الله عليه وسلم طريقا دقيقاً من النور يمخر عباب ظلام الجاهلية ، من أعظم الآيات الدالة على معنى النبوة التي خلقه الله لها وهيأه لحمل أعبائها ، وعلى أن معنى النبوة هو الأساس في تكوين شخصيته واتجاهاته النفسية و الفكرية و السلوكية في الحياة .