المحرر موضوع: نزهة في القاهرة  (زيارة 19653 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
نزهة في القاهرة
« في: 2011-01-18, 16:44:26 »
أيها الإخوة السلام عليكم.......

القاهرة القديمة نزهة للخاطر وبهجة للعين وفسحة للأمل...... تعالوا معي لأقص عليكم طرفا من حديثها........

أمس خرجتُ قاصدًا الدرب الأحمر..... والدرب الأحمر يا أصدقائي شارع قديم...... ما بين القاهرة المعزية وقلعة الجبل........

ركبتُ السيارة إلى الأزهر أوّلًا...... ونزلت في ميدان العتبة...... ثم خابرت أمي بالهاتف..... كانت قد أوصتني أن أشتري لها عصارة طماطم يدوية......

سلكت الموسكي لأجل هذا الغرض....... الموسكي يا أعزائي سوق عامرة بالثياب والستر....... يقصدها الناس في جهاز بناتهم..... وكان قديمًا سوقًا للإفرنج....... ولأن الجو كان ممطرًا...... كان الشارع واسعًا لأن التجار سحبوا البضاعة إلى داخل الدكاكين...... في الأيام العادية لا يكاد يتسع عرض الشارع لاثنين من المارة..... دخلت الموسكي من ناحية العتبة وحتى شارع بورسعيد (الخليج)...... وهناك حاولت أن آخذ صورة بالكاميرا....... إلا أن بطاقة الذاكرة كانت قد تعطلت:(........

بعد أن استعلمت عمّا تريده أمي من التجار عرفت أن المراد موجود في حمّام التلات (الثلاثاء)........ هناك.. فقط سأتمشّى إلى نهاية بورسعيد عند شارع الأزهر...... وهناك خلف العمارة الصفراء يبتدي حمام التلات الزاخر بأشياء المطبخ من زجاج ومعدن....... وكان العثور على العصارة أمرا صعبًا....... وكانت غالية تكلف خمسة وستين جنيهًا....... أخيرا حصلت عليها.......... كان ينبغي أن أؤجل هذا إلى نهاية اليوم لأنني تعذبت بحمل الصندوق طوال النهار.......

عبرت شارع الأزهر إلى الغورية........ وهناك زرت سبيل محمد علي باشا بالعقادين والذي شيّده عليّ لأجل ولده طوسون الذي مات في الطاعون بعد أن أحرز النصر في الحجاز على الوهابيين...... تجدد السبيل على يد فريق كبير تترأسه امرأة من روسيا وبتمويل من أميركا...... السبيل آية في الجمال..... وبدع أيضا...... لأنه الأول من نوعه على الطراز العثماني....... استخدم محمد علي الرخام في زينته وكتب عليه الشعر بالعثمانية..... وجعل في قبته الشمس العثمانية الذهبية في خلفية خضراء جميلة......... كان الناس يجلبون الماء إلى الصهريج في الأسفل من النيل وعلى ظهور الإبل...... ثم يأخذون منها ويضعون في الأحواض الموزعة على الشبابيك..... كان العمّال يسقون الناس زكاة لوجه الله........

لمحمد علي سبيل آخر شيده لأجل ولده إبراهيم الذي مات في حياته أيضا...... وهو موجود في النحاسين.......

في نهاية الغورية يكون باب زويلة (بوابة المتولي)........ ثم ننعطف إلى اليسار..... هذا هو الدرب الأحمر أخيرا......... لنمش إذنْ.......

هذا جامع أبي حريبة..... الذي شيّده قجماس الإسحاقي أحد أمراء السلطان قايتباي....... أبدع الفنان المسلم في المدخل كثيرا باستخدام الرخام الملوّن والمتداخل بأشكال مختلفة........ للمسجد إيوانان...... واحد للقبلة والآخر يقابله....... أما الإيوانان الآخران على اليمين والشمال فمحض زوائد صغيرة......

كل من الإيوانين الأولين قوس على شكل حدوة الفرس بحجارة بلقاء.... والجدران مكسوة بالرخام الذي اشتهر به عمل المماليك...... وهناك في اليمين من الأمام مشهد أبي حريبة الذي يعدّه البعض من الأولياء........

على الشمال جسر من الخشب بمشربيات يجتاز شارع أبي حريبة أو سكة بير المش...... إلى المتوضأ.......

هذا المسجد مرسوم على ورقة الخمسين الجنيه المصرية.........

تابعت السير....... هذا هو جامع طنبغا المارداني صهر الناصر محمد بن قلاوون....... مسجد جميل وباعث على راحة القلب....... ويفترض أن يكون نسخة من مسجد الناصر في قلعة الجبل....... من الداخل لأن الخارج يختلف كثيرا....... الأقواس هنا عالية ومدببة وحولها زخارف معقودة ووردات ولوزات...... الصحن ملآن بأشجار النخيل والصبر والسدر والزينة....... وإيوان القبلة مقفّل بالخشب المشغول....... والجدران كالعادة مكسوة بالرخام..... للمئذنة نهاية بصلية ستكون فيما بعد طرازا متبعا في العمارة المملوكية........

هممممم...... والآن هناك آثار أخرى.... جامع آق سنقر ذو البلاطات الزرقاوات على الجدران....... وقصر الحسامي........ ومجموعة خاير بك رجل الغوري آخر سلاطين المماليك...... وبموته أصبحت مصر ولاية عثمانية......... وأصبح خاير بك أول وال عثماني على مصر........ كل هذا كان مغلقا للترميم......

آه نسيت..... هذا الجزء من الشارع يسمى درب التبانة....... وهذا اسم مجرتنا على أية حال..... والتبن هو طعام الدواب......

انتهى الدرب الأحمر وراء القلعة..... وهناك درت حول مسجديْ الرفاعي والسلطان حسن....... ثم مسجد محمود باشا وقانيباي الرماح....... والأخير مرسوم على المئتي الجنيه........

صليت العصر في مسجد صغير في درب اللبانة هذه المرة...... اسمه مسجد جوهر لالا..... واللالا هو معلم أولاد السلاطين..... كان معلما لأولاد برسباي.......

من هناك مشيت قليلا حتى شارع محمد علي...... ومن هناك توغلت على المغربلين فالخيامية....... وعرجت على جامع الصالح طلائع الوزير الفاطمي الذي تأمّل في دفن رأس الإمام الحسين فيه........ لكن طلبه رفض..... على أية حال لقد ندم الصالح على بناء هذا المسجد كثيرا لأنه يصلح مكانا لقصف القاهرة لأنه خارج السور مباشرة...... وهو يشبه جامع الأقمر كثيرا.... في أقواسه المدببة ذوات الكتابة الكوفية........ وله عليه واجهة جميلة على شكل رواق...... ومغطاة بخشب مشغول........

عدت أدراجي إلى الغورية فالصاغة....... ومنها إلى حارة اليهود...... حارة ضيقة للغاية.... البيوت هناك مؤجرة بالكامل لأغراض تجارية........ بمعنى أن الحارة تمر داخل البيوت....... يقال إن هناك ثلاث سيدات يهوديات لا يزلن يسكنّ هناك...... الله أعلم..... ليس هناك معلم مميز...... ولا معبد ولا إشارة.... فقط بعض البلاطات مرصوصة على شكل نجمة داود السداسية.......

هممممممم....... وبعد تيه طويل في جحر الضب الأعوج هذا خرجت إلى شارع الأزهر من جديد...... وعدت إلى البيت....... الحمد لله ع السلامة :)
« آخر تحرير: 2011-01-22, 20:15:19 بواسطة عبد الرؤوف النجولي »

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: نزهة في القاهرة
« رد #1 في: 2011-01-18, 16:56:39 »

حمد الله على السلامة يا عبد الرؤوف  :emoti_282:

وصف رائع للقاهرة القديمة، ما أجملها فعلا.
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: نزهة في القاهرة
« رد #2 في: 2011-01-18, 17:22:20 »
شكرًا لك يا أم مريم.........

لقد زرت مسجدين إضافيين هما مسجد إينال بالمغربلين....... ومدرسة أم السلطان شعبان بدرب التبانة....... هما جميلان ولا يزالان يستخدمان للأغراض التعليمية والخدمية.........

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 708
  • الجنس: ذكر
رد: نزهة في القاهرة
« رد #3 في: 2011-01-18, 19:25:50 »
سبحان الله!

عشت في هذه الأماكن خمس سنوات كاملة، ولم أنقطع عنها في عامي السادس هذا!

ولا تزال تفجأني بالمزيد من أسرارها

طيب الله قلبك، وبارك في ريشتك

هيجتني

emo (30):


هل تعرف مسجد الفاكهي؟!
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: نزهة في القاهرة
« رد #4 في: 2011-01-19, 00:24:02 »
تتحدث وكأنك في برامج الآثار التاريخية على القناة الثانية (والتي توقفت منذ زمن بعيد واستبدلوها ببرامج أخرى سخيفة جدا) أو على قناة التركية " TRT " .. ولسوء الحظ لا تستهويني هذه البرامج إلا لو اشتملت على أحداث تاريخية هامة وعبر نستقيها من هذه الأحداث .. أما مشاهدة الآثار في ذاتها فلا يثير فضولي أبدا ..

هو أنا إيه اللي دخلني هنا بقى ؟!
معلش آسف .. شكلي دخلت غلط

غير متصل أسيرة الصفحات

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 629
رد: نزهة في القاهرة
« رد #5 في: 2011-01-19, 02:46:53 »
جميل أن تصف لنا القاهرة , أشعر أني بدأت أنسى معالمها
و ياليتك ترفق كل فقرة بصورة حتى تكون أوضح ,
الوصف رائع
بارك الله فيك
" .
نقطة.  "

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: نزهة في القاهرة
« رد #6 في: 2011-01-20, 17:27:30 »
إخوتي الكرام...... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته........

أودّ أن أشكركم جميعًا........ أوّلًا أحمد....... بالطبع مسجد الفكهاني موجود في الغوريّة...... وهو مسجد عثماني..... ومصاريع بابه قديمة ترجع إلى أيّام الفاطميين...... وهو قبل سبيل العقادين بقليل من ناحية شارع الأزهر.........

أسف لإزعاجك يا نووي...... وشكرًا لك يا سلمى..... للأسف آلة التصوير لا تعمل.... سأحاول أن أجد هذا على الشبكة.......

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: نزهة في القاهرة
« رد #7 في: 2011-01-20, 17:57:57 »
كانت نزهة الأمس إلى شارع المعز...... شارع المعز هو الشارع الرئيس في القاهرة المعزية..... إذا سرنا في شارع الأزهر.... وكانت الغورية على يميننا....... فإن شارع المعز على شمالنا...... يحمل هذا الشارع أسماء عدة.... ربما تخصّ بعض أجزائه أو تخصّه كله...... فهو شارع (الصاغة) لأنّ محالّ بيع الذهب تكثر هنا وهناك... ستسمعون كثيرًا عبارة: تفضّل.... هل تريد أن تبيع ذهبًا أو تشتريه؟.......
وهو شارع (النحّاسين)..... لأنّ تجّار النحاس يكثرون هنا أيضا...... يكون النحاس في أواني الطعام والشراب والأراجيل وأهلّة المساجد....

جزء من هذا الشارع يحمل اسم (قصر الشوق)...... وجزء يحمل اسم (بين القصرين) وهما قصرا المعزّ والعزيز الفاطميين....... وجزء (السكرية).... وطالما ازدان الشارع ببائعي الحلوى لأجل ذلك.......

يتفرّع الشارع عند منتصفه بسبيل عبد الرحمن كتخدا الأمير العثماني الفنّان إلى شارع (الجمالية) المنسوب إلى بدر الجمالي الوزير الذي قدم مصر أيام الشدة المستنصرية حيث النيل الجافّ والقحط الذي دفع الناس إلى أكل الدواب بل أكل الناس بعضهم بعضا!...... فبنى للقاهرة سورا من الحجر وبوابات وبنى جامع الجيوشي فوق جبل المقطم....... أما الفرع الآخر من الشارع فهو (بين القصرين)........

يقطع الشارعَ شوراعُ عدة...... أوّلها من ناحية شارع الأزهر: شارع جوهر القائد....... إذا مشينا فيه إلى اليمين سنكون في خان الخليلي أشهر مكان لبيع العاديّات... وإذا مشينا إلى اليمين سنكون في أسواق عدة ضمنها حارة اليهود...... وهي الحارة الرابعة......
على ناصية شارع جوهر محلّ للذهب يحمل اسم عائلة يهودية قرّائية مشهورة وهو محلّ السرجاني........

ثم حارة الصالحية التي تشطر مدرسة الصالح نجم الدين أيّوب...... وفوقها مئذنته الجميلة التي تأخذ شكل المبخرة..... عندما مات الصالح أخفت شجرة الدر نبأ وفاته إلى أن كتب الله النصر للمسلمين على عدوّهم...... ثم شيّدت له قبة جميلة وألحقتها بالمدرسة...... كانت هذه أول مدرسة يلحقها قبر باستثناء جامع الإمام الشافعي........ وعلى طراز هذه المدرسة شيدت المساجد من بعد على شكل صليب..... أضلاعه الأوواين..... ومركزه الصحن..........

هناك أيضا الخرنفش...... وهو الشارع الذي تربّى فيه فريد الأطرش المطرب المشهور...... هل كان مكانا لنحر الأضاحي في أيام الفاطميين؟...... من يتذكّر؟........

وهناك بيت القاضي إلى اليمين....... ومقعد ماماي السيفي..... والمسافر خانة....... إلخ.......

ثم الدرب الأصفر إلى اليمين...... من يجهله؟!...... هناك بيت السحيمي المشهور...... وهو عالم أزهري..... سمعت من المرشد أنه كان عقيمًا.... وقد خصص بيته لسكن طلبة العلم........ البيت واسع جدًا...... ألفا متر مربع!...... وهو متاهة بكل معاني الكلمة........ ستجدون هنا مكوّنات البيت المصري بشقيه الذكري المكشوف (السلاملك) والأنثوي المستور بالمشربيات (الحراملك)......... وهناك المقعد في الأسفل.......

أجلت الحكومة الطفيليين عن هذا البيت وجددته.... وجعلته للحفلات ذات الطابع الشعبي..... القره جوز (الأراجوز)..... وخيال الظل.. وغيرهما.......

وكذلك فعلت ببيتين مجاورين.... هما بيت مصطفى جعفر والخرزاتي المخصصين للتدريب على الحواسيب والأعمال الفنية.......

في آخر الدرب تقابلنا خانقاه بيبرس الجاشنكير....... والخانقاه مكان تعبّد الصوفية والتكية لسكناهم..... أما الجاشنكير فالرجل الذي يذوق الطعام عن الملك........ درّس ابن خلدون العلم المؤرخ في هذه الخانقاه.....

أخيرا لدينا بابان كبيران في آخر فرعي الشارع..... واحد لخروج الفاتحين وهو باب الفتوح إلى اليسار....... والآخر للمنصورين العائدين من الغزو وهو باب النصر........ عند باب النصر -إن لم تخنّي الذاكرة- قبّة صغيرة لرجل اسم حسن الذوق..... لقد اختار الله للذوق أن يدفن هنا داخل السور....... فالذوق لم يخرج من مصر في النهاية...... أليس كذلك؟ :).......

والآن إلى معالم الشارع الكثيرة والغنيّة............
« آخر تحرير: 2011-01-22, 20:12:54 بواسطة عبد الرؤوف النجولي »

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: نزهة في القاهرة
« رد #8 في: 2011-01-22, 20:06:31 »
أمس في جامع المؤيد حدث معي موقف غريب.......

كانت هناك عجوزان تدوران في المسجد..... توقفتْ ذات الشعر الأبيض عند شبابيك رواق القبلة وبدأتْ تنظر إلى الدكاكين وترطن بلسان غريب... يشبه خشخشة الفأر في الصناديق.... وبدأتْ ذات الشعر المصبوغ الأحمر ترد عليها........

 عندما تجاوزتُ الرواق لأخرج نادتني صاحبة الشعر الأبيض...... كانت لها ملامح سامية....... يبدو أنني شعرتُ بكل شيء عندما كانت هناك عند الشباك....... وقلت في نفسي كل شيء منذ اللحظة الأولى........

-سيّدي -نادتني-........ هل لديكم أوراق نقد فئة مئة جنيه؟
-نعم....... -رددت أنا-
-ومئتان؟
-صحيح....
-هل هي زرقاء اللون؟
-لا....... هي صفراء في خضراء نوعا ما....... هناك عدة ألوان في الورقة......
-لكن ليس لديكم ورقة بخمسمئة؟
-لا ليس لدينا.......

بدأتْ الأخرى تسأل أيضا..... عن جامعتي.....
-هي هناك في الشمال....... في المنصورة..... حيث هزم الأيوبيون... هل تعرفينهم؟........ هزموا الصليبيين........

وعن بلدي.......
-الناصرية..... واسمها من اسم جمال عبد الناصر..... هل تعرفينه؟........

وعن دراستي..... وإجازاتي..... وأسرتي التي تقيم في مصر....
-في القاهرة تعني؟..... -سألتني-
-نعم... العرب يطلقون اسم الدولة على العاصمة.... يتكرر الأمر في الشام..... الشام هي سوريا ولبنان والأردن وفلسطين.....

سألوني عن كل شيء.... أسئلة كثيرة جدا...... كانتا ودودتين للغاية..... وهذا ليس من طبع الأجانب عادة.... أنا أيضا كنت سعيدا لأنني أتكلم عن مصر والإسلام وعن كلمات الأذان....... والآن جاء دوري لأسأل....

-اسمي عبد الرؤوف.... وأنتما؟.....

قالتا أسماء صغيرة ولقيطة كأسماء الصاندويشات السريعة....... هممممم.... هذه أسماء إذن.... يبدو أن آباءهم لم يكن لديهم الوقت الكافي لاختيار اسم مناسب.......

-من أين؟ -تابعت أنا-
-من إسرائيل......... -قالت المرأة السلافية ذات الشعر الأحمر وصدقت عليها الأخرى-

"إسرائيل؟!" -فكرت أنا-...... أنا لم أعتد إهانة الناس -يا إخوتي-...... فبدأ الحديث يأخذ مجرى آخر...... مجرى ذليلًا مثل البرامج الدراسية التي تربينا عليها....... نسيتُ كل شيء...... النشرات والخطابات والكتب والدم والدموع..... وبدأتُ أسأل عن غزة في هدوء.... وكأن السؤال سيغير شيئا.......

-نحن ضد الصراع -قالت السامية-.... تعرف أنت المتطرفين....... غايتنا السلام..... لو لم نكن نحب العرب لما جئنا هنا....

نعم...... لقد خرج الصهاينة من مصر ليضعوا السلاح..... لأن مكانهم في مصر الآن الفنادق لا الخنادق... إنهم كثيرون.....

كانت ثياب المرأة السامية مبتذلة للغاية....... أكلتْ الزبادي كاملة ولعقتْ الورقة.....

بدأتُ أنا أتكلم عن اليهود المصريين...... وموسى بن ميمون طبيب صلاح الدين...... وسألتُ عن تناقض الصهيونية مع اليهودية....... وكنتُ غبيا..... وأخيرا ختمتُ الكلام بكل مودة وترحيب....... ثم شعرتُ أنني تنجستُ...... شعرتُ أنني خنتُ ديني....... وعلى الحجر هناك عند الميضأة جلستُ ذاهلًا لزمن طويل..... طويل......... كان المغرب يؤذن.....

"أقلّ كلمة في حق واحد من هؤلاء هي الصمت و ليّ الشفاه في احتقار...... أو أن ننكر اسم كيانهم ونتركهم..... يمكن أن نبصق أيضا...... ما هذا الذي فعلتُه يا ربّ؟!....... يا ربّ سامحني.... يا رب سامحني!"
« آخر تحرير: 2011-01-22, 20:11:58 بواسطة عبد الرؤوف النجولي »

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: نزهة في القاهرة
« رد #9 في: 2011-01-22, 20:29:05 »
نعم يا عبد الرؤوف
كان أقل ما يمكن ان تفعله ان تنظر لهما باحتقار وتدير لهما ظهرك وتنصرف

لكن يبدو ان عدوى التطبيع قد اصابتك

وهذا ما أسميه انفصال السلوك عن الثقافة

وا اسفاه

وهل يكفيك الوضوء لتتطهر؟؟
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: نزهة في القاهرة
« رد #10 في: 2011-01-22, 20:31:24 »
يا أمّي الغالية أنا نادم للغاية...... كان الموقف جديدًا ومربكًا....... تأكّدي أن الأمور ستكون أفضل إذا تكرّر الأمر...... فقط لأنني تحدثت إليهما بمودّة.... كان صعبًا أن أنتفض هكذا فجأة..... لم أتذكّر واجبي نحو الكافر المحارب..... أنا ليس لدي مانع أن أتحدث إلى اليهود بشكل عام.... لكن مع الصهاينة هيهات........

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: نزهة في القاهرة
« رد #11 في: 2011-01-22, 20:40:59 »
غفر الله لك يا عبد الرؤوف
وطهر بلادنا منهم
وأغناك عن تكرار هذا الموقف
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: نزهة في القاهرة
« رد #12 في: 2011-01-22, 20:49:33 »
يا رب.......

السيّاح الصهاينة شحيحون للغاية..... يركبون القطار القشّاش...... ويأكلون الفلافل....... ويستغنون عن المرشد...... ويشترون الثياب من الغورية (سوق العامّة).....

هذا قطاع منهم موجود.......

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: نزهة في القاهرة
« رد #13 في: 2011-01-22, 20:57:47 »
في منتصف الحوار أشاحت المرأة السلافية وبدأت تتكلم بالعبرية إلى صديقتها المرحة......

-حسن.... إنها خائفة من حذائك!

لأنني كنت أحمل حذائي في كفي....... انظروا إلى أي حد هم جبناء يا من تخافونهم!

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: نزهة في القاهرة
« رد #14 في: 2011-01-22, 23:31:05 »
اسمح لي أخي الكريم ..
لن أعلق على طريقة كلامك معهم وتلطفك .. ولكنني سأعلق على وصفك لهم بالملامح "السامية" .. وهل تستطيع أخي أن تخبرنا ما هي الملامح السامية ؟ ولم قصدت نسبتها إلى سام بن نوح على الرغم أن العرب ينتسبون إليه أيضا ؟

أما بالنسبة للسياح الصهاينة فمعروف عنهم البخل والشح الشديد .. بعد فاجعة أسطول الحرية عندما بادرت شركات السياحة الصهيونية بوقف الرحلات السياحية لتركيا (وكأنهم يعاقبوهم وهم لا يدركون أنهم يسيرون على الخطة التي وضعها اردوغان ووقعوا في الفخ) خرج أحد المسئولين عن قطاع السياحة في تركيا يقول أن غياب السياح الإسرائيليين لن يؤثر بتاتا على قطاع السياحة في تركيا .. فهم بخلاء لا ينفقون إلا أقل أقل القليل ولم نعتبرهم يوما أحد مصادر الدخل الهامة .. وعقب قائلا أن الزيادة في أعداد السائحين العرب تعوض هذا النقص وستة أضعافه كذلك .. ونتقوع أنها تستمر في الزيادة المطردة في السنوات والاشهر القادمة .. والرجل كانت على وجهه ابتسامة سعادة بالخلاص من هؤلاء ..

أنا من قبل كانت لي ثلاث لقاءات مع صهاينة كلها عبر الانترنت وفي الألعاب الأونلاين ..

اللقاء الأول كنا في اتحاد داخل اللعبة رئيسه ماليزي وكنت عضوا جديدا نسبيا فيه واكتشفت أن أحد الأعضاء كان صهيونيا فقمت بثورة عارمة ضده وحرضت الجميع ضده وأخبرت رئيس الإتحاد أن يطرده ولكنه اعتذر وقال أنه لا يستطيع عمل ذلك ولا يجد مبررا كافيا لطرده .. وقتها هذا أحزنني وأشعرني أن ماليزيا بعيدة جغرافيا عن قضايا المسلمين وإن كنت في النهاية اكتشفت أن هذا الرئيس الماليزي لم يكن ملتزما أصلا وبعيد عن قضايا المسلمين بدرجة كبيرة .. هذا الشاب الصهيوني أثارني الفضول أن أتحدث معه قليلا وسألته بحدة عن حرب غزة وغيرها وبدأ يغني على نغمة أنهم يدافعون عن أنفسهم ضد صواريخ حماس .. إلخ .. فهاجمته من منطلق أنها ليست أرضهم أصلا ليدافعوا عن أنفسهم وأنهم كلهم محتلين ولابد أن يخرجوا .. وبشرته أننا سنعمل على طردهم مهما طال الزمان .. والرجل من بعدها كان الكل يتعامل معه في فتور وبرود ولا يساعده أحد ولا يرد عليه حتى ترك الاتحاد من نفسه ضائق الصدر وهو يسب ويلعن ..

اللقاء الثاني والثالث تزامنا معا بعد واقعة أسطول الحرية .. وكان الاتحاد ورئيسه فليبينيا .. وجدت أحد الصهاينة (وكان طفلا في الحادية عشر من عمره) معنا .. فثارت ثائرتي وخرجت من المجموعة وقلت أنني لن أكون في مكان يتواجد به قتلة أطفال وشيوخ ونساء وعزل .. فاستغرب الناس وتسائلوا عن "من" فقلت لهم فلان .. وهو بدأ يدافع وينفي في قوة وقد أصابه الذعر .. أنا لست قاتل أطفال ... أنا طفل في الحادية عشر .. أنا ليس لي ذنب .. أنا لو كنت مسئولا ما تركت هذا يحدث .. فوجئت بشخص آخر يرد ويقول أنه فاهم وعارف .. أنا من جيش الدفاع الإسرائيلي .. وبدأ يردد حكاية الدفاع عن النفس ويتهم من كانوا على الأسطول بأنهم إرهابيين ويردد نفس الرواية الصهيونية الرسمية .. وبدأ يتهمني بالعنصرية .. فوجدت أشخاص مختلفي الجنسيات والأديان بدأوا يردوا عليه ويهاجموه في قوة ووجد نفسه وحيدا فترك الاتحاد من نفسه بعد أن اتهم العالم كله بالعنصرية والنفاق .. أما الأول (الطفل) فحدثته على حدة وقد قررت أن استغل الموقف لأقصى درجة .. وبدأت الحرب النفسية و حدثته عن كرهنا لهم وأنهم يحتلون أراضينا وأننا نعمل على تحريرها .. وأن حماس انتصرت عليهم في حرب غزة وحزب الله انتصر في حرب لبنان وأنهم عزلوا أنفسهم بعد مذبحة أسطول الحرية وأن هناك صحوة عالمية ضدهم وضد سياستهم وجرائمهم .. وأن الشعوب العربية في صحوة قادمة وأنهم عليهم أن يستعدوا ليروا نهاية دولة إسرائيل قريبا .. فبدت المرارة بادية عليه وهو يسألني في لهجة أقرب للتذلل .. هل لا تعترفون بشيء اسمه دولة "إسرائيل" مطلقا ؟ ولا حتى رقعة صغيرة نتجمع فيها ؟ أخبرته أن لا .. قال أنه قد ولد في إسرائيل ولا ذنب له في هذا .. ولا يعرف له وطن آخر غير هذه الأرض ولا يعرف أين سيذهب في العالم .. قلت له أنه وغيره يمكنهم العيش تحت ظل دولة فلسطين وبقوانينها وتحت حكم المسلمين بدون مشاكل .. ولكن دولتهم إلى فناء .. وشرحت له أننا نعادي دولتهم وقيامها ونعادي " الصهاينة" لا " اليهود " .. واخبرته من جديد أنهم لا يدركون أن نهايتهم اقتربت .. وتركته في وسط حيرته ورعبه وقلقه وعملت له Block حتى لا أسمع أو أرى منه شيء لاحقا .. ورئيس الاتحاد الفليبني قام بطرده (بعد أن أخبره الأعضاء بما حدث .. ولم أتدخل هذه المرة بصورة مباشرة) في اليوم التالي بحجة " أنه لا يتعاون مع أعضاء الاتحاد جيدا " .. وهي حجة ديبلوماسية ظريفة تخرجه من دائرة الاتهام بالعنصرية .. ولاحظت أنه بعد أسطول الحرية هناك نجاحات حققتها الحملة الإعلامية ضد الصهاينة وفقدوا الكثير من شعبيتهم وتأييدهم عن ذي قبل ..

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: نزهة في القاهرة
« رد #15 في: 2011-01-23, 13:11:23 »
يا فرحتي
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: نزهة في القاهرة
« رد #16 في: 2011-01-23, 17:42:32 »
شكرًا لك يا نووي على تواصلك.....

نعم أخي عندك حق...... العرب وبنو إسرائيل كلهم أبناء سام..... المرأة لها ملامح شرق أوسطية بالتعبير العصري..... وليست ملامح أوربية مثلا..... لها عينان سوداوان وشعر جعد..... هذا الوجه نراه كثيرا هنا في مصر........

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

Al-Muslim

  • زائر
رد: نزهة في القاهرة
« رد #17 في: 2011-01-30, 14:09:09 »
سبحان من ألهمك تلك النزهة الهادئة في شوارع القاهرة يا أخي. ردك الله إلينا سالماً غانماً لتحكي لنا الجزء الثاني من معركة القاهرة ضد من دنسوا ترابها واستباحوا حرماتها طوال عقود من الزمن، فوالله ليست حرائق اليوم تخريباً بل هي تطهير من الدنس. إن شاء الله ستقهرهم القاهرة بسواعد أبنائها الأبرار وسيرممون بعدها مبانيها المحترقة والمكسرة بعزيمة من تتنفس صدورهم الحرية وتلهج ألسنتهم بالحمد لله والثناء. يا رب.


غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: نزهة في القاهرة
« رد #18 في: 2011-01-30, 14:12:00 »
آمين

صحيح من يعرف رقم عبد الرؤوف او احد اصدقائه لنطمئن عليهم ؟؟

لا شك ان دكتور صالح يعرفه
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حلم

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1079
رد: نزهة في القاهرة
« رد #19 في: 2011-01-30, 14:19:40 »
اللهم آمين  ...  يارب
لا إله إلا الله.