« رد #23 في: 2010-12-25, 16:27:18 »
شكرا لكما ماما هادية وأم يوسف
أظنكما حسبتما أنني سأدخل على التلاميذ بهذه العناوين ...لا طبعا لا أخص بالعناوين التلاميذ وإنما أخص بها من أتوجه إلأيهم قبل التلاميذ من مسؤولين إداريين وأساتذة أنظم معهم اللقاءات مع التلاميذ، يعني طبعا أنا لن أذهب للتلميذ والطالب لأبرز له العنوان وأتباهى عليه به، فهذا يخص من هم أعلى منهم استيعابا وحتى تتكون لأولئك الذين أنسق معهم فكرة عامة عن الموضوع من خلال العنوان .....
طيب نأتي الآن لمناقشة التلاميذ ، في الحقيقة نتفق جميعا على أنني سأبين لهم طبعا وبكل تأكيد أن الغش ليس من الإسلام وصدقوني سيسبقني الطلبة كلهم لحديث: من غشنا فليس منا ..... ومنهم الذين يغشون أصلا ..... هذا ما تعلمته وخبِرته عن قرب من احتكاكي بالمجتمع وبهذه الفئات ......هم يحفظون عن ظر قلب هذا ،ويعلمون علم اليقين أنه حرام ..... ولكن ................!!!! مشكلة أمتنا أننا لا نعيش بالإسلام وإنما نعيش بظاهر منه .....
وأيضا يجب أن تروا معي هذه الرؤية :
وأنا ذاهبة للطلبة أعلم علم اليقين أن إجرامهم وجرائمهم المختلفة إنما هي أصلا نتاج غياب لاتربية الأسرية والتأسيس الأسري، فهل أتغاضى عن هذا وأنا أخاطبهم؟؟؟؟ ألا أضع في الحسبان أن آباءهم وأمهاتهم أول المجرمين وبالتالي إلامَ أٍريد الوصول ؟؟؟؟
أريد الوصول أن تروا معي بعين الواقعية لا بعين التنظير أن هؤلاء الذين سيمتثلون أمامي، بكل ما فيهم من عيوب ومن استهتار...... ضحايا ..........
ضحايا غياب دور أبوي تربوي، ضحايا مجتمع تراكمت عليه صور المتاهات، حتى أنشأ شبابا بلا هوية ولا ولاء له لشيء ، ولم يعد يعرف رأسه من رجليه .....
هؤلاء الضحايا أأذهب إليهم لأزيدهم إحساسا بالذنب ولألقي عليهم كل اللوم ...........؟؟؟ أنا طبعا لن أتوجه لهم بطائلة الحديث عن دور آبائهم وأمهاتهم الغائب وعن دور الأسرة في تأهيله ودفعه للتحصيل العلمي الجيد ، ولا عن دور الأستاذ الغائب أيضا.... بل سأتوجه إليه من واقع الحديث إليه هو ولمس نقاط الضعف التي توجد به هو، وإرشاده إلى ما يستطيع فعله هو ..............كقصتنا نحن محكومين وقصة حكامنا، ألأن حكامنا على هذه الحال، وحكمنا تابع واستقلالنا ظاهر فقط فإذن نذهب وننساق ونصبح على شاكلة ما يريدون لنا؟؟ بل علينا أن نعمل في ظل العمل على تغيير ما بأنفسنا ليخرج منا عندها من يحكمنا ويكون على شاكلتنا، كما كنتم يولى عليكم ..... تشبهها حالة التلميذ وما يحيط به من ظروف جعلته ضحية ...وبالتالي سأتوجه له بما يخصه هو ليغير ما بنفسه ...... وأما الحديث عن الأسرة وعن الأستاذ فذلك يكون مع أهله ....
انظروا معي إخوتي ...... تناقشت وشقيقتي ليلة البارحة في الموضوع، وشقيقتي معلمة قديمة كانت معلمتي للسنة الثالثة ابتدائي وكان لها دور تربوي مع طلبتها ما شاء الله أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتها .....
ذكرت أنا وهي مواقفا تربوية حصلت معها، أعرفها معها، درست عندها طفلة في المرحلة الابتدائية أظنها كانت ثالثة أو رابعة ابتدائي ......
جاءتها يوما وهي تترنح في مشيتها وذلك من أثر ثقل الكعب العالي الذي تلبسه حذاء .... دهشت شقيقتي ونبهتها إلى أن هذا ليس حذاءها بل حذاء للنساء، استدعت أمها، فلما حاورتها شقيقتي أجابتها أنها ابنتها الوحيدة وهي تدللها ,تقريبا كلما اقتنت هي شيئا يخصها وأبدت ابنتها إعجابا به اقتنته لها بالمثل !!! وهكذا يعني تدليل أعوج أعمى لا معنى له ......
فأخبرتها شقيقتي أن هذا لا يليق، وأن تلبس هذا الحذاء خطأ ويجعلها تتصور نفسها في سن غير سنها، وتذهب رويدا رويدا بفكرها إى ما يذهب بطفولتها، وأن عليها ألا تعيد المجيئ به مرة أخرى للمدرسة ........ وغيرها من القصص المشابهة التربوية الإرشادية ......
زمانا كان دور المعلم أحيانا يفوق دور الأرة، عندما يكون صاحب رسالة، وصاحب ضمير ووازع ديني محرّك ..... فين هو الآن -قلت لشقيقتي-
فهل نكتف أيدينا جميعا ونتذمر ونشكو، ونندب الحال وفقط ..؟؟ ألا يجدر بنا كجمعية أن نتحرك ونعيد شيئا ولو قليلا من تاريخ ذلك الدور المغيّب في ظل سواد الضحالة واللامسؤولية واللامبالاة في صفوف المعلمين -وطبعا دون تعميم- وفي ظل غياب الأسرة، ألا يجدر بنا إعطاء حقنة ولو بالقدر المستطاع ...؟؟ ألأ يمكن أن يتنبه التلميذ من كلماتنا نحن؟؟؟ في ظل تكالب الصمت واللاحوار من كل ما يحيط به ؟؟؟
إذن وأنا ذاهبة لهذا الطالب وأنا أعلم أنه الضحية .....علي أن أتدرج معه، وأن أستدرجه ولا أن آتيه بخطاب هو يعرفه، وهو -وللأسف- صار يهرب منه ....
وهذا هو الواقع ولا مهرب لنا منه ...... أنا لا أريد أن أحسسه أنني شيخة جاءت لتلقي عليه محاضرة دينية ثم تنصرف وهو يعرف جيدا هذه الطرق، وللأسف لم يعد يتقبلها ....
نحتاج لنوع من الإبداع في الخطاب، لنوع من الذكاء في الحوار ....وهو الشيء الصعب حقيقة وواقعا وليس بالسهل .......
نحتاج لنوع من الاحتواء والصبر ........... طبعا لن أبرئ ساحته وأجعله كذلك المدلل الذي يوحون له أنه الضحية وأنهم هم الذين جعلوه مجرما، وإنما أنا في داخلي هذا هو مختزني، الذي سأبني عليه حواري وليس لملئه هو به ...........وإنما هي في الحقيقة قراءة مني للواقع ووضع مني لنفسي مكانه في هذا العصر العصيب ..... وفي هذا الغياب المقيت لعوامل الدفع والتأسيس الصحيح ..........
نعم سأبين له خطأه وسأقو له أنه خطأ ولكن أ]ضا بالموازاة، سأناقشه عقليا ، لأضعه في الأخير في محط المقتنع العقلي الذي لا يجد بما يجيب .....ويعترف بالخطأ من تلقاء نفسه ......
سأبين له في عرض توضيحي أنه قادر وأنه يستطيع إن هو تسلح بالتوكل على الله، وبالخلق القويم ومن بعد بالإصرار والعزيمة، قادر أن يغير ما به من نقص..... ولكن سأبين له أنني أتيته بشيء من الحلول وأنني لم آت فقط لأقول له هذا حرام وأذهب من بعدها ...... لن أفعل عندها شيئا .....
سأحاوره قدر المستطاع ....... تذكروا معي سؤال الله تعالى لسيدنا موسى "ما تلك بيمينك يا موسى" أكان يحتاج الله عندها لأن يعلمه موسى بما بيمينه ؟؟ وإنما هو الحوار ........ سأجعلهم يفرغون ما عندهم، وقد جربت معهم من قبل أكثر من مرة، وكنت أفتح لهم بابا للتفريغ وكانوا يفعلون، ويبدؤون مشاغبين ثم ينقلبون مهتمين غالبا ........
صدقوني فيهم خير كثير، ولكن للأسف الكبير وسائلنا غير مجدية، وسائلنا الأسرية، ووسائلنا التعليمية، ووسائلنا الحوارية .........أخذنا عنهم صورة اللامبالين وأنهم جيل الهزيمة، وسرت بفكرنا سريان الدم بالعروق أنهم صعبو المراس وأن الأمل فيهم قليل إن لم يقل جُلنا أنه معدوم مع ما يُرى ويعرف منهم ..... ولو بحثنا ولو واجهنا أنفسنا بأخطائنا وبصمتنا لوجدنا الكل مشارك في هذه المظاهر بطريقة أو بأخرى ............
سآتيه بالأمثلة الواقعية الناجحة النزيهة والمتدينة خاصة، سأضرب له أمثلة من تاريخنا ومن عظمائنا وعظماء الإسلام، ومن واقعنا أيضا ..... سنحاول أن نستفزه ونستحثه، ونستنهض فيه شيئا من الهمة، حتى وإن كانت النسبة المستفيدة 10 بالمائة فبها ونعمت ...... خير من لاشيء والبركة غالبا في القلة الصادقة .....
أنتظر آراءكم بارك الله فيكم وجزاكم خيرا ، وأرجو أن تتقبلوا رأيي ...
« آخر تحرير: 2010-12-25, 16:41:16 بواسطة حازرلي أسماء »
سجل
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب