من الحاجات اللي الواحد بيعتبرها نعمة من عند ربنا .. هي القطط , كائنات تجسد معاني الانسانية و خفة الدم و اللطف , و الجنان و الكسل و الملل ..
لديّ قطتان , حنفي و زغلولة .. و الاسم الحركي لها هو قلقاسة ..و هما قطّان في منتهي الجمال و خفة الظل , و الكسل ايضاً .
الحمد لله عليهما ..
اذكر مما يُذكر عندما اهمّ بإطعامهما , فيهجمان علي الطعام .. فينتهي حنفي من نصيبه في اقل من عُشر الثانية و يمدّ يديه و ينشل حصة زغلولة الضعيفة الرقيقة .. و هي تموء و تنظر إليه في عدم فهم ..أو يصل به الحب إلى حد أن يُفرط في التعبير عنه أيما افراط , فينزع الطعام نزعاً من فمها .. و هي كل ما تجيده ان تنظر له في خشوع و تجلس ..
و في موسم تحميمهما , تُسجّل اعلى نسبة للسخرية ..
احمل حنفي إلى الحوض حملاً و هو ينظر لي ببراءة الدرافيل , و قلبي يبكي ألماً و اضطراراً ,بل و اسرد له من الشعر و النثر الابيات و النصوص كي يغفر لي ..و تبدأ هستيرية المواء و الصراخ و الفضائح عند أول دفعة ماء ..يتشبث بالصنبور و الباب و المنشفة و بي و بكل شيءٍ أمامه , عويل و نهيق و مواء و نباح و بكاء ..
و في النهاية , يخرج كلوح رنجة مجفف .. و يمشي على الارض منتفشاً كالإوزّة ..و هو يلعق نفسه و يلملم جراحه
اذكر من هذا الفصل .. عندما كانت السماء تُمطر .. و كنتُ اتنفسُ بعضاً من رياح الامطار و عطرها في العُلّية .. و معي القطتان إذ لا يُفارقانني ابداً اينما كُنت ..و بدأ المطر في الإنسياب , و هما واقفان غير فاهمين لما يحدث و يتفاديان النقاط المندفعة عليهما .. و اشتد الانسياب .. و هما يجريان و تقافزان و يتخابآن فيّ و في بعضهما و يمُؤان " بتتكتب كدا باين؟ "
و كان هذا منظراً رائعاً اخراً من الاشياء الرائعة التي احبها بخصوص هذين القطّين ..
و منها ايضاً ما لا املّ ابداً من مراقبتهما فيه , و هو ساعة الغفوة ..كأنهما يتفقان , يجلس هو و يلعق رأسها و تستريح هي و ينسجمان غفواً في وضعٍ دافيء .. و يبدوان كملاكين صغرين ..
حنفي , او قلقاسة .. كلاهما لا واحد منهما فقط , لا يرونني اكتب شيئاً على ورقة او علي الحاسب .. اقرأ كتاباً او اخيط شيئاً .. إلا قدما امراً بلا طلب و يفسحان يدي و يبعدانها .. و يجلسان !
واحدٌ او كلاهما ..
يخمشان الباب ليلاً في طلب الدخول من اجل النوم ..
أنا احبهما , بكل ما فيهما ..
الحمد لله علي نعمتي حنفي و قلقاسة ..