المحرر موضوع: موضوعي الآخر  (زيارة 23107 مرات)

0 الأعضاء و 4 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 708
  • الجنس: ذكر
موضوعي الآخر
« في: 2010-12-08, 18:19:16 »
بسم الله الرحمن الرحيم

كان لي موضوعٌ هنا

ثم راح!


على بركة الله

 emo (30):

وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 708
  • الجنس: ذكر
رد: موضوعي الآخر
« رد #1 في: 2010-12-08, 18:22:53 »
بسم الله

للعراقي زين الدين (الأب) المتوفى 805 هـ نظم لمنهاج القاضي البيضاوي المتوفى 682 هـ

والمنهاج هو: منهاج الوصول إلى علم الأصول

والنظم هو السراج الوهاج نظم المنهاج

وقد جاء في النظم:

بِصِيغَـةِ "افْعَـلْ" : أَوْجِبَـنْ، وَأَرْشِدِ، ..... اُدْعُ، أَبِحْ، أَكْرِمْ، كَذَا انْدُبْ، هَدِّدِ


عَجِّـزْ، أَهِـنْ، سَـوِّ، وَكَوِّنْ، سَخِّرِ، ..... اِمْتَـنَّ، وَاحْتَقِـرْ، تَمَـنَّ، أَخْبِـرِ


نَحْو : أَقِيمُوا، اسْتَشْهِدُوا، اغْفِرْ، وَكُلُوا، ..... مَعَ ادْخُلُوهَا، كَاتِبُوهُمْ، وَاعْمَلُـوا =


= مَـا شِئْتُـمُ، فَأْتُـوا بِسُـورَةٍ لِدَهْ، ..... ذُقْ، وَاصْبِرُوا، وَكُنْ، وَكُونُوا قِرَدَهْ

كَـذَا كُلُـوا مِمَّـا، كَـذَا بَلْ أَلْقُوا، ..... أَلا انْجَلِي، اصْنَعْ مَا، فَفِيهَا الْفَـرْقُ

رحمهم الله

 emo (30):
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: موضوعي الآخر
« رد #2 في: 2010-12-08, 22:37:28 »
أهلا ...

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 708
  • الجنس: ذكر
رد: موضوعي الآخر
« رد #3 في: 2010-12-12, 12:26:28 »

لأحد الشناقطة


لقد فشا في أرضنا عضال == داء فلا يرجى له زوال
ولم يكن يشفى بجالينوس == ما خط بالأقلام في الطروس
بل إنما شفاء ذا العضال == بسعة العلم والامتثال
أفّ لهذا العصر إنه فسد == حتى عدى أرنبه على الأسد
إذ كل شخص الاجتهاد يدعي == ضمنا عن ادعائه لم يردع
بل هو ناشئ من الميلاد == أصلا على فطرة الاجتهاد
لمنصب المجتهدين يغتصب == ودون ناصب للافتا ينتصب
فياله من قاصر بليد == عجز عن مرتبة التقليد
إذا به انتصب للإمامه == بلا أذان وبلا إقامه !!
فصار في العلوم يسدي وينير == ولم يكن بدر اجتهاده ينير
لنفسه حكم دون بينه == أن مثله به تضن الأزمنه
واها له اجتهد حتى أخطا == وقد تشبّع بما لم يعطى
"يحسبه الجاهل ما لم يعلما == شيخا على كرسيه معمما "
يقول إذ لم يحظ بالحصول == على الفروع إنني أصولي
ولست جامدا على الفروع == إذ لم يك الجمود بالمشروع
هذا كلام حسن لو صدرا == هذا الكلام من أصوليّ درى
لكننا نعرف أين أصبحا == وأين أمسى والخفاء برحا !
لما ادعى اجتهاده على عمه == جرى له الذي جرى للرخمه
قامت تحاكي مشية ابن دايه == فأصبحت تعزها الهدايه
لا هو بالفروع عارف ولا == هو درى الأصولَ بل تقوّلا
وهو لفرط جهله المركب == وزعمه المموّه المرتكب
يحكم بالتخمين والتفرّس == وهو مع ذلك ذو تترّس
بحبه الحديث والكتابا == في زعمه ما استوجب العتابا
لله دره ذا الفتى ما أشجعه == لقد تشجع وهو إمّعه !
لكن لسان الحال في التدرج == ناداه " ليس ذا بعشك ادرجي "
كلاّ قد افترى على الله الكذب == لو بلسان الحق كان منجذب
سأل أهل الذكر إن لم يعلم == وقال لا أدري ولم يقتحم
فالرأي أن يسأل عما قد جهل == ويقرأ ابن عاشر حتى يصل
" واعلم بأن أصل ذي الآفات == حب الرياسة وطرح الآتي "
يا قاصرا مثلي وقد تعدى == حتى غدا لنصبه معدى
فصار الاغبياء يحسبونه == تقليده ينجي فيستفتونه
وهو يفتي بسوى المنصوص == على العموم وعلى الخصوص
نهاك أن تقول ما لا تعلمُ == على إلهك الكتاب المحكمُ
بل قف مع النصوص يا مقلدُ == والتجتهد وحدك يا مجتهدُ
كلاكما يرضى بما قسم لهْ == وسينبّأ بما قد عملهْ
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 708
  • الجنس: ذكر
رد: موضوعي الآخر
« رد #4 في: 2010-12-12, 23:03:28 »
بسم الله الرحمن الرحيم

من شرائط قبول الجرح عند أهل النظر:

1- أن يكون مبنيا على علم الجارح بحقيقة حال المجروح

2- أن يكون الجارح نفسه معروفا بالعدالة والضبط والخبرة بأحوال الرواة

3- أن تصح نسبة القول بالجرح إلى الجارح؛ فلا يلتفت إلى ما يحكى عن بعض الأئمة من طعن في آخرين لم يصح عنهم أنهم قالوه

4- أن يكون ما جرح به الراوي جرحا طاعنا في عدالته أو مخلا بضبطه

5- أن يبرأ الجرح من خصومات الأقران وأهواء المذهبية والمشاحنات السياسية والعصبيات الاجتماعية
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: موضوعي الآخر
« رد #5 في: 2010-12-12, 23:32:22 »
وكيف نعرف انطباق هذه الشروط من عدمه ؟

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 708
  • الجنس: ذكر
رد: موضوعي الآخر
« رد #6 في: 2010-12-12, 23:33:55 »
بسم الله

وكيف نعرف انطباق هذه الشروط من عدمه ؟

هذا أصعب من علم العلل الذي قالوا عنه أنه - لخفائه - يشبه الوحي!

وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: موضوعي الآخر
« رد #7 في: 2010-12-13, 00:24:35 »
حسنا .. هل تعرف مثالا عمليا حقق فيه أحد العلماء في جرح وتعديل البعض في أحدهم ؟! إن كان فليتك تنقله لنا ..

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 708
  • الجنس: ذكر
رد: موضوعي الآخر
« رد #8 في: 2010-12-13, 01:02:22 »
بسم الله

طيب سأضع رؤوس أقلام، وانظر إن أحببت المراجع التي سأذكرها، فكلام المحدثين كثير، وأنا أمل النقل


1- قالوا إن ما قاله الدارقطني في الإمام أبي حنيفة من جرح مبني على عدم علمه بحقيقة حاله، وإنما اعتمد على ما اشتهر ببلدته في عصره من خصوم أتباع الإمام.

2- كثير ممن خاضوا في جرح الإمام أبي حنيفة ليسوا أهلا للثقة أصلا، بل ثبت في بعضهم جراح كثيرة

3- روي عن عبد الله بن المبارك والإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين جرحهم للإمام أبي حنيفة، وليس يصح عنهم ذلك، بل الثابت عنهم لاسيما عبد الله بن المبارك المبالغة في تعديله واتباعه.

4- جرح قوم الإمام أبا حنيفة بما هو منقبة له وفضل، لمخالفتهم هم الحق فيما جرحوه به، فكان جرحهم إياه في حقيقته جرحا لهم وتعديلا له. كرميهم له بالإرجاء لما رأوه لا يكفر مرتكب الكبيرة. فكان ذلك شهادة منهم على أنفسهم بأنهم على مذهب الخوارج.

5- روي عن ابن أبي ليلى وسفيان الثوري جرحا في أبي حنيفة منشأه خصومة الأقران بينهم وبينه لما كان من اجتماعهم ببلد واحد، وإفتاء الإمام في الفقه بخلاف أحكام القاضي، وتصرف الإمام في الحديث على طريقة الفقهاء. كما نقل عن البخاري جرحا فيه لخصومته مع فقهاء الحنفية ببخارى وسمرقند.


وما وقع مع الإمام أبي حنيفة وقع مع غيره كثير، كجرح يحيى بن معين للإمام الشافعي فسره الإمام أحمد بأنه مبني على عدم علم يحيى بالشافعي، وكجرح أهل البدع في أهل السنة، فلا هم أهل للجرح، ولا ما يجرحون به جرح في الحقيقة، وكجرح بعض المحدثين بعض الرواة بتهمة رواية الشعر كالأصمعي، أو التفلسف كابن حبان، وكما وقع بين مشاهير أهل العلم كمالك بن أنس وابن أبي ذئب

ومن أهم مراجع ذلك تحقيقات تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية، وقد استخلص بعضا منها الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في كتب مستقلة!
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: موضوعي الآخر
« رد #9 في: 2010-12-13, 22:21:11 »
جزاك الله خيرا ..

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 708
  • الجنس: ذكر
رد: موضوعي الآخر
« رد #10 في: 2010-12-14, 21:16:51 »
جزاك الله خيرا ..
وإياك
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 708
  • الجنس: ذكر
رد: موضوعي الآخر
« رد #11 في: 2010-12-14, 21:22:03 »
قصيدة الأطلال للشاعر الطبيب إبراهيم ناجي

يـا فُؤَادِي لا تسلْ أينَ الهَوَى .. كَانَ صَرْحاً مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى
اِسْقِني واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ .. وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى
كَيْفَ ذَاكَ الحُبُّ أَمْسَى خَبَراً.. وَحَدِيْثاً مِنْ أَحَادِيْثِ الجَوَى
وَبِسَــاطاً مِنْ نَدَامَى حُلُمٍ .. هم تَوَارَوا أَبَداً وَهُوَ انْطَوَى

يَارِيَاحاً لَيْسَ يَهْدا عَصْفُهَا .. نَضَبَ الزَّيْتُ وَمِصْبَاحِي انْطَفَا
وَأَنَا أَقْتَاتُ مِنْ وَهْمٍ عَفَا .. وَأَفي العُمْرَ لِنِاسٍ مَا وَفَى
كَمْ تَقَلَّبْتُ عَلَى خَنْجَرِهِ .. لاَ الهَوَى مَالَ وَلاَ الجَفْنُ غَفَا
وَإذا القَلْبُ عَلَى غُفْرانِهِ .. كُلَّمَا غَارَ بَهِ النَّصْلُ عَفَا

يَاغَرَاماً كَانَ مِنّي في دّمي .. قَدَراً كَالمَوْتِ أَوْفَى طَعْمُهُ
مَا قَضَيْنَا سَاعَةً في عُرْسِهِ .. وقَضَيْنَا العُمْرَ في مَأْتَمِهِ
مَا انْتِزَاعي دَمْعَةً مِنْ عَيْنَيْهِ .. وَاغْتِصَابي بَسْمَةً مِنْ فَمِهِ
لَيْتَ شِعْري أَيْنَ مِنْهُ مَهْرَبي .. أَيْنَ يَمْضي هَارِبٌ مِنْ دَمِهِ

لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ اَغْرَيْتِني .. بِفَمٍ عَذْبِ المُنَادَاةِ رَقِيْقْ
وَيَدٍ تَمْتَدُّ نَحْوي كَيَدٍ .. مِنْ خِلاَلِ المَوْجِ مُدَّتْ لِغَرِيْق
آهِ يَا قِيْلَةَ أَقْدَامي إِذَا .. شَكَتِ الأَقْدَامُ أَشْوَاكَ الطَّرِيْقْ
يَظْمَاُ السَّاري لَهُ .. أَيْنَ في عَيْنَيْكِ ذَيَّاكَ البَرِيْقْ

لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ أَغْرَيْتِني .. بِالذُّرَى الشُّمِّ فَأَدْمَنْتُ الطُّمُوحْ
أَنْتِ رُوحٌ في سَمَائي .. وَأنَالَكِ أَعْلُو فَكَأَنّي مَحْضُ رُوحْ
يَا لَهَا مِنْ قِمَمٍ كُنَّا بِهَا .. نَتَلاَقَى وَبِسِرَّيْنَا نَبُوحْ
نَسْتَشِفُّ الغَيْبَ مِنْ أَبْرَاجِهَا .. وَنَرَى النَّاسَ ظِلاَلاً في السُفُوحْ

أَنْتِ حُسْنٌ في ضُحَاهُ لُمْ يَزَلْ .. وَاَنَا عِنْدِيَ أَحْزَانُ الطَّفَلْ
وَبَقَايَا الظِّلِّ مِنْ رَكْبٍ رَحَلْ .. وَخُيُوطُ النُّورِ مِنْ نَجْمٍ أَفَلْ
أَلْمَحُ الدُّنْيَا بِعَيْنيْ سَئِمٍ .. وَأَرَى حَوُلِيَ أَشْبَاحَ المَلَلْ
رَاقِصاتٍ فَوْقَ أَشْلاْءِ الهَوَى .. مُعْولاَتٍ فَوْقَ أَجْدَاثِ الأَمَلْ

ذَهَبَ العُمْرُ هَبَاءً فَاذْهَبي .. لَمْ يَكُنْ وَعْدُكِ إلاَ شَبَحَا
صَفْحَةً قَدْ ذَهَبَ الدَّهْرُ بِهَا .. أَثْبَتَ الحُبَّ عَلَيْهَا وَمَحَا
اُنْظُري ضِحْكِي وَرَقْصي فَرِحاً .. وَأَنَا أَحْمِلُ قَلْباً ذُبِحَا
وَيَرَاني النَّاسُ رُوحَاً طَائِراً .. وَالجَوَى يَطْحَنُنِي طَحْنَ الرَّحَى

كُنْتِ تِمْثَالَ خَيَالي فَهَوَى .. المَقَادِيْرُ أَرَادَتْ لاَ يَدِي
وَيْحَهَا لَمْ تَدْرِ مَاذا حَطَّمَتْ .. حَطَّمَتْ تَاجي وَهَدَّتْ مَعْبَدِي
يَا حَيَاةَ اليَائِسِ المُنْفَرِد ِ .. يَا يَبَاباً مَا بِهِ مِنْ أَحَدِ
يَا قَفَاراً لافِحَاتٍ مَا بِهَا .. مِنْ نَجِيٍّ .. يَا سُكُونَ الأَبَدِ

أَيْنَ مِنْ عَيْني حَبِيبٌ سَاحِرٌ .. فِيْهِ نُبْلٌ وَجَلاَلٌ وَحَيَاءْ
وَاثِقُ الخُطْوَةِ يَمْشي مَلِكاً.. ظَالِمُ الحُسْنِ شَهِيُّ الكِبْرِيَاءْ
عَبِقُ السِّحْرِ كَأَنْفَاسِ الرُّبَى .. سَاهِمُ الطَّرْفِ كَأَحْلاَمِ المَسَاءْ
مُشْرِقُ الطَّلْعَةِ في مَنْطِقِهِ .. لُغَةُ النُّورِ وَتَعْبِيْرُ السَّمَاءْ

أَيْنَ مِنّي مَجْلِسٌ أَنْتَ بِهِ .. فِتْنَةٌ تَمَّتْ سَنَاءٌ وَسَنَى
وَأَنَا حُبٌّ وَقَلْبٌ هَائِمٌ .. وَخَيَالٌ حَائِرٌ مِنْكَ دَنَا
وَمِنَ الشَّوْقِ رَسُلٌ بَيْنَنَا.. وَنَدِيْمٌ قَدَّمَ الكَاْسَ لَنَا
وَسَقَانَا فَانْتَفَضْنَا لَحْظَةً.. لِغُبَارٍ آدَمِيٍّ مَسَّنَا

قَدْ عَرَفْنَا صَوْلَةَ الجِسْمِ الّتِي .. تَحْكُمُ الحَيَّ وَتَطْغَى في دِمَاهْ
............
أَمَرَتْنَا فَعَصَيْنَا أَمْرَهَا .. وَأَبَيْنَا الذُلَّ أَنْ يَغْشَى الجِبَاهْ
حَكَمَ الطَّاغي فَكُنَّا في العُصَاهْ .. وَطُرِدْنَا خَلْفَ أَسْوَارِ الحَيَاهْ

يَا لَمَنْفِيَّيْنِ ضَلاَّ في الوُعُورْ .. دَمِيَا بِالشَّوْكِ فيْهَا وَالصُّخُورْ
كُلَّمَا تَقْسُو اللَّيَالي عَرَفَا .. رَوْعَةَ اللآلامِ في المَنْفَى الطَّهُورْ
طُرِدَا مِنْ ذَلِكَ الحُلْمِ الكَبِيْرْ .. لِلْحُظُوظِ السُّودِ واللَّيْلِ الضَّريْرْ
يَقْبَسَانِ النُّورَ مِنْ رُوحَيْهِمَا .. كُلَّمَا قَدْ ضَنَّتِ الدُّنْيا بِنُورْ

أَنْتِ قَدْ صَيَّرْتِ أَمْرِي عَجَبَا .. كَثُرَتْ حِوْليَ أَطْيَارُ الرُّبَى
فَإِذا قُلْتُ لِقَلْبي سَاعَةً .. قُمْ نُغَرِّدْ لِسِوَى لَيْلَى أَبَى
حَجَبَتْ تَأْبى لِعَيْني مَأْرَبَا .. غَيْرُ عَيْنَيْكِ وَلاَ مَطَّلَبَا
أَنْتِ مَنْ أَسْدَلَهَا لا تَدَّعي .. أَنَّني أسْدَلْتُ هَذي الحُجُبَا

وَلَكَمْ صَاحَ بِيَ اليَأْسُ انْتزِعْهَا .. فَيَرُدُّ القَدَرُ السَّاخِرُ: دَعْهَا
يَا لَهَا مِنْ خُطَّةٍ عَمْيَاءَ لَوْ .. أَنَّني اُبْصِرُ شَيْئاً لَمْ اُطِعْهَا
وَلِيَ الوَيْلُ إِذَا لَبَّيْتُهَا .. وَلِيَ الوَيْلُ إِذا لَمْ أَتَّبِعْهَا
قَدْ حَنَتْ رَأْسي وَلَو كُلُّ القِوَى .. تَشْتَري عِزَّةَ نَفْسي لَمْ أَبِعْهَا

يَاحَبِيْباً زُرْتُ يَوْماً أَيْكَهُ .. طَائِرَ الشَّوْقِ اُغَنّي أَلَمي
لَكَ إِبْطَاءُ المُدلِّ المُنْعِمِ .. وَتَجَنّي القَادرِ المُحْتَكِمِ
وَحَنِيْني لَكَ يَكْوي أَضْلُعي .. وَالثَّوَاني جَمَرَاتٌ في دَمي
وَأَنَا مُرْتَقِبٌ في مَوْضِعي .. مُرْهَفُ السَّمْعِ لِوَقْعِ القَدَمِ

قَدَمٌ تَخْطُو وَقَلْبي مُشْبِهٌ .. مَوْجَةً تَخْطُو إِلى شَاطِئِهَا
أيُّهَا الظَّالِمُ بِاللَّهِ إلَى كَمْ .. أَسْفَحُ الدَّمْعَ عَلَى مَوْطِئِهَا
رَحْمَةٌ أَنْتَ فَهَلْ مِنْ رَحْمَةٍ .. لِغَريْبِ الرّوحِ أَوْ ظَامِئِهَا
يَا شِفَاءَ الرُّوحِ رُوحي تَشْتَكي .. ظُلْمَ آسِيْهَا إِلى بَارِئِهَا

أَعْطِني حُرِّيَتي اَطْلِقْ يَدَيَّ .. إِنَّني أَعْطَيْتُ مَا اسْتَبْقَيْتُ شَيَّ
آهِ مِنْ قَيْدِكَ أَدْمَى مِعْصَمي .. لِمَ اُبْقِيْهِ وَمَا أَبْقَى عَلَيَّ
مَا احْتِفَاظي بِعُهُودٍ لَمْ تَصُنْهَا .. وَإِلاَمَ اللأَسْرُ وَالدُّنْيا لَدَيَّ
هَا أَنَا جَفَّتْ دُمُوعي فَاعْفُ عَنْهَا .. إِنّهَا قَبْلَكَ لَمْ تُبْذَلْ لِحَيَّ

وَهَبِ الطَّائِرَ عَنْ عُشِّكَ طَارَا .. جَفَّتِ الغُدْرَانُ وَالثَّلْجُ أَغَارَا
هَذِهِ الدُّنْيَا قُلُوبٌ جَمَدَتْ .. خَبَتِ الشُّعْلَةُ وَالجِمْرُ تَوَارَى
وَإِذا مَا قَبَسَ القَلْبُ غَدَا.. مِنْ رَمَادٍ لاَ تَسَلْهُ كَيْفَ صَارَا
لاَ تَسَلْ واذْكُرْ عَذابَ المُصْطَلي .. وَهُوَيُذْكِيْهِ فَلاَ يَقْبَسُ نَارَا

لاَ رَعَى اللّه مَسَاءً قَاسِياً .. قَدْ أَرَاني كُلَّ أَحْلامي سُدى
........................
لَيْتَ شِعْري أَيُّ أَحْدَاثٍ جَرَتْ ..أَنْزَلَتْ رُوحَكَ سِجْناً مُوصَدا
صَدِئَتْ رُوحُكَ في غَيْهَبِهَا .. وَكَذا الأَرْوَاحُ يَعْلُوهَا الصَّدا

قَدْ رَأَيْتُ الكَوْنَ قَبْراً ضَيِّقاً .. خَيَّمَ اليَاْسُ عَلَيْهِ وَالسُّكُوتْ
وَرَأَتْ عَيْني أَكَاذيْبَ الهَوَى .. وَاهِيَاتٍ كَخُيوطِ العَنْكَبُوتْ
كُنْتَ تَرْثي لِي وَتَدْري أَلَمي .. لَوْ رَثَى لِلدَّمْعِ تِمْثَالٌ صَمُوتْ
عِنْدَ أَقْدَامِكَ دُنْيَا تَنْتَهي .. وَعَلَى بَابِكَ آمَالٌ تَمُوتْ

كُنْتَ تَدْعونيَ طِفْلاُ كُلَّمَا .. ثَارَ حُبّي وَتَنَدَّتْ مُقَلِي
وَلَكَ الحَقُّ لَقَدْ عَاِشَ الهَوَى .. فيَّ طِفْلاً وَنَمَا لَم يَعْقَلِ
وَرَأَى الطَّعْنَةَ إذْ صَوَّبْتَهَا .. فَمَشَتْ مَجْنُونةً لِلْمَقْتَلِ
رَمَتِ الطِّفْلَ فَأَدْمَتْ قَلْبَهُ .. وَأَصَابَتْ كِبْرِيَاءَ الَّرجُلِ

قُلْتُ لِلنَّفْسِ وَقَدْ جُزْنَا الوَصِيْدَا ..عَجِّلي لا يَنْفَعُ الحَزْمُ وَئِيْدَا
وَدَعي الهَيْكَلَ شُبَّتْ نَارُهُ .. تَأكُلُ الرُّكَّعَ فِيْهِ وَالسُّجُودَا
يَتَمَنّى لي وَفَائي عَوْدَةً .. وَالهَوَى المَجْرُوحُ يَاْبَى أَنْ نَعُودَا
لِيَ نَحْوَ اللَّهبِ الَّذاكي بِهِ .. لَفْتَةُ العُودِ إِذا صَارَ وُقُوداً

لَسْتُ أَنْسَى أَبَد ا.. سَاعَةً في العُمُرِ
تَحْتَ رِيْحٍ صَفَّقَتْ .. لارْتِقَاصِ المَطَرِ
نَوَّحَتْ لِلذّكَرِ .. وَشَكَتْ لِلْقَمَرِ
وَإِذا مَا طَرِبَتْ .. عَرْبَدَتْ في الشَّجَرِ

هَاكَ مَا قَدْ صَبَّتِ .. الرِّيْحُ بِاُذْنِ الشَّاعِرِ
وَهْيَ تُغْري القَلْبَ .. إِغْرَاءِ النَّصِيْحِ الفَاجِرِ

أَيُّهَا الشَّاعِرُ تَغْفو .. تَذْكُرُ العَهْدَ وَتَصْحو
وَإِذا مَا إَلتَأَمَ جُرْحٌ .. جَدَّ بِالتِذْكَارِ جُرْحُ
فَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَنْسى .. وَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَمْحو
أَوَ كُلُّ الحُبِّ في رَأْيِكَ .. غُفْرَانٌ وَصُفْحُ

هَاكَ فَانْظُرْ عَدَدَ .. الرَّمْلِ قُلُوباً وَنِسَاءْ
فَتَخَيَّرْ مَا تَشَاءْ .. ذَهَبَ العُمْرُ هَبَاءْ
ضَلَّ في الأَرْضِ الّذي .. .يَنْشُدُ أَبْنَاءَ السَّمَاءْ
أَيُّ رُوحَانِيَّةٍ تُعْصَرُ .. مِنْ طِيْنٍ وَمَاءْ

أَيُّهَا الرِّيْحُ أَجَلْ لَكِنَّمَا .. هِيَ حُبِّي وَتَعِلَّاتِي وَيَأْسِي
هِيَ في الغَيْبِ لِقَلْبي خُلِقَتْ .. أَشرَقَتْ لي قَبْلَ أَنْ تُشْرِقَ شَمْسِي
وَعَلَى مَوْعِدِهَا أَطْبَقَتُ عَيْني .. وَعَلى تَذْكَارِهَا وَسَّدْتُ رَأْسِي
جَنَّتِ الرِّيْحُ وَنَا .. دَتْــهُ شَيَاطِيْنُ الظَّلاَمْ
أَخِتاَماً كَيْفَ يَحْلو .. لَكَ في البِدْءِ الخِتَامْ

يَا جَرِيْحاً أَسْلَمَ الـ .. جُـرْح حَبِيْباً نَكَأَهْ
هُوَ لاَ يَبْكي إّذَا الـ .. ـــــنَّـاعِي بِهَذَا نَبَّأَهْ
أَيُّهَا الجَبَّارُ هَلْ .. تُصْـرَعُ مِنْ أَجلِ امْرأَهْ

يَالَهَا مِنْ صَيْحَةٍ مَا بَعَثَتْ .. عِنْدَهُ غَيْرَ أَليْمِ الذِّكَرِ
أَرِقَتْ في جَنْبِهِ فَاسْتَيْقَظَتْ .. كَبَقَايَا خَنْجَرٍ مُنْكَسِرِ
لَمَعَ النَّهْرُ وَنَادَاهُ لَهُ .. فَمَضَى مُنْحَدِراً لِلنَّهَرِ
نَاضِبَ الزَّادِ وَمَا مِنْ سَفَر .. دُونِ زَادٍ غَيْرُ هَذَا السَّفَرِ

يَاحَبِيْبي كُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاءْ .. مَا بِأَيْدينَا خُلِقْنَا تُعَسَاءْ
رُبَّمَا تَجْمَعُنَا أَقْدَارُنَا .. ذَاتَ يَوْمٍ بَعْدَمَا عَزَّ الِّلقَاءْ
فَإِذا أَنْكَرَ خِلٌّ خِلَّهُ .. وَتَلاَقَيْنَا لِقَاءَ الغُرَبَاءْ
وَمَضَى كُلٌّ إِلَى غَايَتِهِ .. لاَ تَقُلْ شِئْنَا! فَإِنَّ الحَظَّ شَاء

يَا نِدَاءً كُلَّمَا أَرْسَلْتُهُ.. رُدَّ مَقْهُوراً وَبِالحَظِّ ارْتَطَمْ
وَهُتَافاً مِنْ أَغَاريْد المُنَى .. عَادَ لي وَهْوَ نُوَاحٌ وَنَدَمْ
رُبَّ تِمْثَالِ جَمَالٍ وَسَنَا .. لاَحَ لِي وَالعَيْشُ شَجْوٌ وَظُلَمْ
إِرْتَمَى اللَّحْنُ عَلَيْهِ جَاثِيَاً .. لَيْسَ يَدْرِي أَنَّهُ حُسْنٌ أَصَمْ

هَدَأَ اللَّيْلُ وَلاَ قَلْبَ لَهُ.. أَيُّهَا السَّاهِرُ يَدْري حَيْرَتَكْ
اَيُّهَا الشَّاعِرُ خُذْ قِيْثَارَتَكْ ..غَنِّ أَشْجَانَكَ وَاسْكُبْ دَمْعَتَكْ
رُبَّ لَحْنٍ رَقَصَ النَّجْمُ لَهُ .. وَغَزَا السُّحْبَ وَبِالنَّجْمِ فَتَكْ
غَنِّهِ حَتَّى نَرَى سِتْرَ الدُّجَى .. طَلَعَ الفَجْرُ عَلَيْهِ فَانْتَهَكْ

وَإِذا مَا زَهَرَاتٌ ذُعِرَتْ .. وَرَأَيْتَ الرُّعْبَ يَغْشَى قَلْبَهَا
فَتَرَفَّقْ وَاتَّئِدْ وَاعْزِفْ لَهَا .. مِنْ رَقِيْقِ اللَّحْنِ وَامْسَحْ رُعْبَهَا
رُبَّمَا نَامَتْ عَلَى مَهْدِ اللأَسَى .. وَبَكَتْ مُسْتَصْرِخَاتٍ رَبَّهَا
أَيُّهَا الشَّاعِرُ كَمْ مِنْ زَهْرَةٍ ..عَوقِبَتْ لَمْ تَدْرِ يَوْماً ذَنْبَهَا


أَيُّهَا الشَّاعِرُ كَمْ مِنْ زَهْرَةٍ ..عَوقِبَتْ لَمْ تَدْرِ يَوْماً ذَنْبَهَا


عَوقِبَتْ لَمْ تَدْرِ يَوْماً ذَنْبَهَا

« آخر تحرير: 2010-12-15, 10:04:44 بواسطة ماما هادية »
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل رويدا

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 56
  • الجنس: أنثى
رد: موضوعي الآخر
« رد #12 في: 2010-12-14, 22:43:59 »
بوركت يا أخ أحمد على الأطلال

لقد ذكرتنى بالذى مضى

أيام الجامعة وكانت هذه القصيدة من المقرر للحفظ

وقال لنا أستاذ المادة-صبحه الله ومساه بالخير- من لم يحفظ الأطلال سيسأل عنها على الصراط

ونصحنا أن  نحفظها على صوت الست أم كلثوم ولكننا اعترضنا
« آخر تحرير: 2010-12-14, 22:47:58 بواسطة رويدا »

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 708
  • الجنس: ذكر
رد: موضوعي الآخر
« رد #13 في: 2010-12-15, 09:53:49 »
بسم الله

بوركتم، وبورك أستاذكم

والأطلال جميلة فعلا

والفضل يرجع في اطلاعي عليها بعد الله سبحانه وتعالى إلى أخي الكريم "أبو بكر" بالمنتدى إذ قرأ علي بعضا من مقاطعها بصوته وأسلوبه النديين فأعجبتني جدا

لكن عرفت أم كلثوم لم تغنيها كلها كما أنها زادت عليها الأبيات المشهورة:

هل رأى الحب سُكارى مثلنا؟
كم بنينا من خيال حولنا
ومشينا في طريق مقمر
تثب الفرحة فيه قبلنا
وضحكنا ضحك طفلين معا
وعدونا فسبقنا ظلنا

ولا أعلم من مؤلف هذه الأبيات؛ إذ لم أجدها في نسخة الأطلال المطبوعة والمنشورة على الشبكة


ولا علم لدي بالسؤال عن ترك حفظها على الصراط :emoti_282:
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: موضوعي الآخر
« رد #14 في: 2010-12-15, 10:09:07 »
أرجو أن تنقحوا ما تنشرون يا طلاب الأزهر

لا حول ولا قوة إلا بالله
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 708
  • الجنس: ذكر
رد: موضوعي الآخر
« رد #15 في: 2010-12-15, 10:10:52 »
بسم الله
أرجو أن تنقحوا ما تنشرون يا طلاب الأزهر

لا حول ولا قوة إلا بالله


ماذا ساءكم؟
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: موضوعي الآخر
« رد #16 في: 2010-12-15, 10:12:14 »
حذفتُ ما ساءني

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 708
  • الجنس: ذكر
رد: موضوعي الآخر
« رد #17 في: 2010-12-15, 10:12:59 »
« آخر تحرير: 2010-12-15, 16:12:47 بواسطة أحمـد »
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 708
  • الجنس: ذكر
رد: موضوعي الآخر
« رد #18 في: 2010-12-15, 12:16:37 »
بسم الله الرحمن الرحيم

من مقالات فؤاد بن يحيى الهاشمي - جزاه الله خيرا

عدمية الدليل في فقه المعاصرين!



يلاحظ وبكثافة بالغة أن كثيراً من الداعين اليوم إلى فتح باب الاجتهاد، والذين قد احترفوا التفنن بمسائله تأصيلا وتفريعا: أنهم يأخذون على الفقهاء القدامى المذهبيين منهم أو من كان قبلهم من فقهاء الأمصار: بناء الأحكام مع عدم الدليل!
وهذا يكاد يكون بإطباق عجيب منهم، فأول ما تجده يأخذه على الفقيه في المسألة المعينة، أنه لا دليل على قوله، أو أنه اجتهاد لا معنىً له!
وليس المقصود في هذه الإشارة الموجزة إثارة الخلاف في معنى "الدليل"، وإنما القصد الوقوف على البون الشاسع بين الفقهاء القدامى وبين هؤلاء المجتهدين العصريين.
فإن أكثر ما يدعو إليه هؤلاء المجتهدون هو فتح باب الاجتهاد وإعادة تركيبة الفقه بحسب الدليل الذي يحققه المجتهد المطلق لا بشرط الإطلاق.
ونقول: إن أولئك الفقهاء القدامى كانوا فيما صاروا إليه في محل الاجتهاد! وكانوا فيما ذهبوا إليه في منطق الاجتهاد!
فتكرير الدعوى عليهم: بأنه لا دليل معهم، هو موضع اتفاق، فهم اجتهدوا وحصلوا هذا الحكم بالاجتهاد؛ فأين التثريب عليهم؟
تبقى دعواهم بأنهم اجتهدوا بلا دليل!
وهنا محل الاستدراك، ونقول: ماذا تريد بالدليل؟ أهو الدليل الصحيح الصريح؟ إن كان قولك بنعم، فما هذا بموطن اجتهاد! فإنه إذا صح الدليل الصريح فإنما يكون موضع اتباع وتسليم، لا موضع اجتهاد، نعم قد يقع الخلاف في ترتيب الأدلة ونحوها، وهذا موضع ترجيح بين الأدلة! فالمسألة باتت في دائرة الدليل إما أخذا وإما ترجيحا!.
أما أولئك الفقهاء القدامى فإنما صاروا إلى ما صاروا إليه باجتهاد، فعندما فقدوا الدليل المعين في مسائلهم؛ أداروا للباطل ظهورهم، وقدحوا آلات الاجتهاد، ثم بنوا المسائل على القواعد والمعاني في قواعد صلبة ومرونة عجيبة!
ولصفاء مشربهم، ولنقاء مادتهم لم تزل ذخائرهم حية إلى الساعة!
فذخائر الفقهاء لا تزال حية تصول وتجول في دساتير الغرب، في سبق لم يحفظه لهم التاريخ لما استلم ريادته غير الفقهاء!
أما أنتم أيها المجتهدون العصريون؛ فللأسف فمع أنكم أوسعتم باب الاجتهاد ضربا حتى خلعتموه؛ حتى بات الاجتهادا ساذجاً! يتلقفه المشاة، والرماة، وذو العكن، وصاحب العين الحمراء!
ولا يخفى على الناظر في أحوالكم أن بضاعتكم محصورة في دائرة ضيقة: "اعتبار المعنى، الأصل الحل، عدم الدليل، اعتبار المقصد" فغدا الفقه الفسيح لفظاً بلا معنىً، مقصدا بلا موضع.
فالفقهاء القدامى كانوا يضربون بعيداً في الاجتهاد، وكانت موادهم خصبة، فهم أحق بالاجتهاد ممن اختزله في "العدمية المطلقة"، ودفعه إلى "السرداب المظلم" ثم أغلقه بالشمع الأحمر، ثم استعمل "النص"، وراح يلوح به لفتح باب الاجتهاد!
نعم، لفتح باب الاجتهاد؛ لكن هاتوا المجتهدين، أرونا المبدعين!
أما إسقاط الفقه القديم ومسائله بعدمية الدليل لهو والله الأمر العظيم!
بتُّ بالأمس مع مجتهدٍ مطلق بلا قيد ولا شرط: فظل ينكد عليَّ في كتابه، فهو يأخذ على الفقهاء الأربعة وأصحابهم أنهم لم يبنوا إجماع كلمتهم على دليل! ثم ذهب يوخز قلبي بالراجح في دماغه لعدم الدليل!
هؤلاء ليسوا مجتهدين، هؤلاء عذابٌ على الاجتهاد وأربابه المجتهدين!
أين الدليل؟
وما أدراك عن الدليل؟
إن المطالبة بالدليل الصحيح الصريح؛ ليعني إسقاط فقه عطاء في فقهاء مكة، وسعيد في فقهاء المدينة، والنخعي في فقهاء الكوفة، والأوزاعي في فقهاء الشام، والليث بن سعد في فقهاء مصر.
ما قيمة فقه هؤلاء ما دام المعول على الدليل الصحيح الصريح؟
إن المطالبة بالدليل الصحيح الصريح ليعني إسقاط قيمة أصول الفقه! كله! جملة وتفصيلا! إلا الدليل الصحيح الصريح!
إن فقه علمائنا إنما بز غيره في إبرازه لمعنى النصوص جملة وتفصيلا تقعيدا وتفريعاً، وإظهار مخفيها، واستنباط غائرها...
ائتوني بمثل ربيعة الرأي فأقبل شواذكم، هبوا لي الأصم الفقيه المعتزلي أمرر قولكم، أما توسيع دائرة الأقوال جداً جداً ثم تضييق دائرة الدليل جداً جداً لهو أمرٌ مضحك جداً جداً، محزنٌ جدا جداً، مبكي جداً جداً!
إن الفقه يا سادة مدرسة عميقة محكمة، لا يطالع أسوارها الأقزام مهما رموا بأبصارهم؛ فالبصائر محفوظة في سبائك الذهب.
صاحبي، تريد أن تكون مجتهدا؟
ببساطة: اجتهد!
تريد الفقه وإلى الساعة لم تتمذهب!
تريد أن تقارع ابن سريج والطبري والطحاوي، فادرس الفقه من أوله إلى آخره، قواعده وفروعه، أصوله ونظائره، هذه هي أصول كل علم شريف؛ أليس كذلك؟
أمر بدهي؛ لكن ماذا نقول؟
بالمناسبة كثير من هؤلاء المجتهدين لا بشرط الإطلاق: الفقه من أوله إلى آخره لا يشكل في أدمغتهم إلا زاوية صغيرة في "علمهم المعرفي!"
أعرفتم وزن الفقه في أدمغتهم الصغيرة، فاعرفوا وزن اجتهادهم في فقهنا الكبير.
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: موضوعي الآخر
« رد #19 في: 2010-12-15, 13:36:18 »
سؤال بسيط

من هو فؤاد بن يحيي ؟!

وبالمناسبة .. ما لك قاطعت فصول السياسة ؟