هناك تقصير طبعا من المربي في البداية لأنه لم يختبر المشرف جيدا قبل ان يعينه مسؤولا عن غيره
الحل في رأيي ان يستدعي المشرف التربوي فورا ويخبره بما عرفه عنه، ويطمئنه ان سره في بئر ولن يخرج لأحد أبدا، وأنه في مقام أبيه، والأب لا يتخلى عن ابنائه ان اخطؤوا بل يساعدهم على تجاوز المحنة... لكنه حاليا لا ينبغي ان يستمر في عمله في الاشراف.. بل تسلم المهمة لغيره مع فبركة عذر مقبول امام الجميع، من طلاب ومن مشرف بديل
بهذا يحافظ على الأمانة التي استرعاه الله اياها، وهي الطلاب المراهقين، فلا يقودهم شخص ملوث حتى يتطهر...
فالتربية لا يمكن ابدا ان تثمر ان لم يكن الغرس بأيد طاهرة نظيفة
وفي نفس الوقت يكون قد حافظ على خط رجعة مع المشرف الخاطئ، الى ان يستطيع معالجته مما سقط فيه...
وعليه ان يستدعي الطالب المراهق الذي عرف بالأمر، فيخبره بالاجراءات التي ستتم، ويطلب منه ويشدد عليه ان يستر على المشرف ولا يفضحه لأن من ستر مؤمنا في الدنيا ستره الله في الآخرة... ويشدد جدا على هذه النقطة، مع التأكيد على ان المشرف أخطأ خطأ فادحا..
يعني لا نهون من الخطأ في عين الطالب المراهق حتى لا يستهين به.. وفي نفس الوقت نجعله يشاركنا المسؤولية في المحافظة على سر المشرف ومحاولة علاجه.. ونتأكد منه الا احد اخر من الطلاب عرف بالامر او تأثر به سلبا بطريقة ما
يبقى الان علاج المشرف الخاطئ بعد ان تم عزله والتستر عليه..
هذه تعتمد على العلاقة بين المشرف والمربي، وعلى كون المعصية طارئة على المشرف وعثرة، ام هي خلق خبيث مستقر فيه لكنه كان يخفيه..
ان كانت الثانية (خلق خبيث يخفيه) فهو من المنافقين... والافضل ابعاده عن العمل الجماعي بهدوء ... وتسليم امره لله .. يهدي من يشاء ويضل من يشاء
وان كانت الاولى (معصية طارئة وزلة في وقت ضعف)... فلا بد ان يحاول المربي معه ليقيل عثرته... اما بأن يلحقه بمجموعة من الاخوة الكبار الراسخين في الايمان والعلم والدعوة ليجذبوه الى اعلى
او يضع له برنامجا علميا وعباديا مكثفا
لا بد ان يستخدم معه الحوار والاقناع وتقوية الايمانيات.. ويعينه على نفسه بان يشغله دوما بأعمال وعبادات ودروس ومطالعات.. (لأن النفس ان لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر)
لكن ينبغي ان تكون الاعمال بعيدة عن الاحتكاك بالصغار... مثلا تحضير انشطة او شراء مسلتزمات او اعداد ازياء لحفلات...بحسب نوع الانشطة الممكنة...
ويحاول قدر الامكان ان يزيد من ساعات تواجده وصحبته معه.. حتى يملأ له فراغ حياته ويقوي ايمانياته فينهض من عثرته
وعلى المربي أيضا ان يشحن نفسه روحيا وايمانيا بكثير من العبادة والقرآن ومجالسة الصالحين وأهل الله، حتى يستطيع ان يفيض من طاقته النورانية على هذا الخاطئ فيعينه على نفسه وينتشله، وإلا فقد يهبط حال الخاطئ المتدني بحال المربي نفسه ان لم يكن مشحونا بما فيه الكفاية
أرجو أن اكون قد ساعدتك يا عبد الله
أصلح الله أحوالكم وأحوالنا واحوال المسلمين اجمعين