الحكاية بقى يا ستي
كان يا ما كان
في قديم الزمان
وسالف العصر والاوان
من اكتر من الف واربعمائة عام
كان
كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا مع اصحابه، فقال لهم يطلع عليكم الان رجل من أهل الجنة.. يعني ممن سيدخلون الجنة...
فدخل عليهم رجل من الانصار
فسيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان مجتهدا جدا في العبادة، وكان مش عايز اي حد يسبقه على الجنة.. فأحب ان يعرف بماذا سبقه هذا الرجل ؟ وما هي عبادته او عمله او صدقاته.. التي جعلت النبي صلى الله عليه وسلم يشهد له بالجنة ويبشره بها..
فقرر يراقب الرجل
لكن كيف يراقبه في الليل والنهار؟
يبقى لازم يسكن عنده
فقال له : أنا حلفت يمين مدخلش بيت ابويا ثلاثة ايام، فاستقبلني عندك
فالرجل ظنه زعلان مع ابيه.. وطبعا سيدنا عمر لما يغضب.. يا لطيييييييييييييييييييييف ويا مجييييييييييييييييييير... فلازم يعني يساعد عبد الله.. واصلا حق الضيف في الاسلام نستقبله في بيتنا ثلاثة ايام دون ان نسأله عن حاجته او هو ليه عندنا اصلا...
المهم
سيدنا عبد الله بن عمر بن الخطاب بقي في بيت الرجل ثلاثة ايام يراقبه بدقة..
لم يلاحظ لا كثرة صيام ولا صلاة ولا حاجة ابدا
يادوب الرجل محافظ على فروضه، ويذكر الله يعني .. ولا يقول الا خيرا...
لا شافه بيتكلم على حد ولا بيستغيب ولا بينم ولا بيضايق حد
لما خلصت الايام الثلاثة... قال له الحقيقة كذا وكذا وكذا.. وكان نفسي اعرف بماذا سبقتنا وتفوقت علينا
فقال له الرجل: انا مبعملش حاجة غير اللي انت شفتها ابدا.. غير اني بس بسامح كل الناس، ولا احمل في قلبي اي حسد او ضغينة على اي حد
فقال له عبد الله بن عمر: بس.. هي دي... هذا هو سبب دخولك الجنة قبلنا كلنا.. وهذا هو الشيء الصعب اللي محدش يقدر يعمله او يطيقه.. لانه مش سهل ابدا
--------------
اديني يا ستي حكتلك الحكاية بالعامية بتاعتكم زي ما طلبتي
ولكن اليك القصة باللغة الفصيحة الصحيحة كما رواها المحدثون ونقلوها بالحرف عن لسان أبطالها:
"كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة ، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد علق نعليه بيده الشمال ، فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم : مثل ذلك ، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى ، فلما كان اليوم الثالث ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : مثل مقالته أيضا ، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأول ، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو ، فقال : إني لاحيت أبي ، فأقسمت أني لا أدخل عليه ثلاثا ، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت . قال : نعم . قال أنس : فكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الثلاث الليالي فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه تعار تقلب على فراشه ذكر الله عز وجل ، وكبر حتى صلاة الفجر . قال عبد الله : غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرا ، فلما مضت الثلاث الليالي ، وكدت أن أحتقر عمله قلت : يا عبد الله لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة ، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات : يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ، فطلعت أنت الثلاث مرات ، فأردت أن آوي إليك ، فأنظر ما عملك ، فأقتدي بك ، فلم أرك عملت كبير عمل ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ما هو إلا ما رأيت ، فلما وليت دعاني : ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله إياه فقال عبد الله : هذه التي بلغت بك"
الراوي: أنس بن مالك المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 4/32
خلاصة حكم المحدث: إسناده على شرط البخاري ومسلم