بالضبط يا زينب , لا احب ابداً خسارة البشر من أجل ذنوبهم , لكن لو كان الأمر قسراً و يصعب التعامل معه فلا أجد نفسي إلا أن ابتعد في هدوء مستعوضةً الله مكسورةً نفسي و خاطري بشدة ..
و في هذا صدق عن قول النبي " أحبب حبيبك هوناً ما " .. حقاً , فليحبب المرء من شاء فهو مفارقه ..
ليست فلسفة , و لكنها بالفعل سياسة القلوب و النفوس و الارواح المجندة , ينتظر المرء ممن وثق بهم أن يحترموه و يحترموا ما بينه و بينهم .. فلا يقابل إلا كل ما يبغضه ..فإنا لله و إنا إليه راجعون و علي المسلم أن يختار رفقته الصالحة و ألا يضل عنها ولو على حد السيف ..فإنه لا يضمن وسوسة شيطان واحدة تهلكه , و عسى صحبته تكفّه عنها و تمسك شهوته دونها ..أحبب الصالحين , و تقرّب إليهم .. فإنهم سيتكفلّون بجبر خاطرك و الترويح عن كل فقدِ و كل ذنبِ ارتكبته في حق نفسك و حق دينك ..
عسى الله ان يغفر لنا جميعاً , ..
فقط , فلنتذكر أن كل إنسان هاويةُ نفسه إلى الظلم و الأمر بالسوء و يوجب على الاصحاب ألا يفرطوا في حبيب لهم لأجل ذنبِ قادته إليه نفسه , ليسوا بعيدين عنه و أن يأتوا مثله .. فالأفضل ألا يتم التعامل مع الآخرين أنهم أصحاب السعير , فلا تدري لو أن سورةً ألقيت عليهم لارتجفت و خرّت قلوبهم بُكيّاً و طمعاً ..
اللهُ عظيم .. الله يحب التوابين : )