دفاتري والماء .. ماذا لو غرقت دفاترنا أو احترقت؟!
من Ahmed Sayed
بسم الله الرحمن الرحيم
كثرت منذ سنوات دفاتري، كانت مليئة بما أكتبه في الدروس خلف الأساتذة، ثم صارت ملأى بما أدونه من تلخيصات خاصة أجمع فيها ما انتهيت إليه، ثم رزقني الله حاسوبا خاصا جمعت فيه كل هذا، وحفظت أوراقي وانشغلت عنها، ومن حين لآخر كنت أطبع ما أهتم له من تدويناتي على الحاسوب، ثم احتفظت بكل مكتوباتي على اسطوانة أودعتها مكانا نسيته، وسافرت إلى حرم الله معتمرا قبل ستة أشهر أو يزيد، عدت بعدها فما لبثت أن فسد الحاسوب وراح كل ما عليه، كانت صورا تزيد على الآلاف الثلاثة لي ولإخواني جمعتها في سنوات، في بلاد مختلفة ومواقف مختلفة، وكانت خواطر تزيد على الصفحات الخمسمئة، دونتها في سنوات كان بعضها نزف جرح، وبعضها الآخر بوح قلم، وكانت أبحاث وتلخيصات ومناقشات مع زهاء ثلاثين ألف كتاب جمعتها من الشبكة!!
التئمت على نفسي قائلا لها: وأين أنا من كل ذلك؟ إن العلم الحقيقي ما يرسخ في ذهن صاحبه وإن خانته قراطيس الدنيا وأقلامها. وتذكرت قصة الغزالي الإمام أبي حامد المشهورة إذ لقيه لص فسرق متاعه وفيه كتبه فسأله إياها، فنبهه اللص دون قصد إلى أن العلم ما يبقى مع صاحبه وإن فارقته كتبه!
وتذكرت ما رواه لنا أساتذتنا عن غير واحد من أفذاذ العلماء أنهم قالوا أن كتب كذا لو احترقت لأملوها من حفظهم!
وتذكرت إخواني حين اجلس بينهم يذاكرون فأقول لهم إن الاستفادة الحقيقية هي أن تجلس وحدك في الامتحان وتكتب أو تقول ما تعلم!
ويبقى لك أن تفعل ما قلت .. سلوكا عمليا في حياتك، وفهما لما يجد حولك من شؤون الحياة!
لم أعد لأحفظ ما درست، إنما هي دعوة للنفس لتنظر فيما حصلت، نظرة جد وتقويم.
نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما يعلمنا .. وأن يجعل كل ذلك ذخرا لنا يوم لقاه
اللهم آمين