الذي يخالط الناس

[ماما هادية]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم
(قال ابن مفلح رواته ثقات، وقال ابن حجر العسقلاني: إسناده حسن)

لكن... ماذا إن خالط الناس وانتهى به الأمر أن فقد القدرة على الصبر على أذاهم؟؟

أنا لا أتحدث فقط عن أذى شخصي
بل كثيرا ما يكون الأذى عاما، او .............

أعجز عن التعبير
لكن لعل المواقف والانطباعات التي سأحكيها كلما شعرت بالأذى وأعوزني الصبر تفسر لكم شيئا من ذلك
وقبل أن أتابع أحب ان انبه ان الموضوع ذاتي جدا، وأشبه بالفضفضة الفوضوية
وأعتذر عن هذا مقدما

[ماما هادية]

كنت اليوم في عزاء بعض الناس

هالني ما رأيت، رغم انها لم تكن المرة الاولى التي أرى فيها هذا
لا رهبة
لا اتعاظ
لا حزن
لا احترام

أناس مبتسمة، وجوه مشرئبة تنظر من أتى من كبار الشخصيات
وعيون تتابع أحدث ماركات الأحذية والحقائب النسوية، وآخر صيحات الموضة في العباءات النسائية

بلغني ان صالونات التجميل صارت تقدم نوعا خاصا من التصفيف والتجميل خاصا بالعزاء

ألهذه الدرجة يبلغ استهتارنا بالموت؟

ألهذه الدرجة استحكمت في قلوبنا الغفلة والغرق في متاع الدنيا حتى لم نعد نشعر ان الموت كما طرق باب هؤلاء قد يطرق بابنا في أي لحظة؟

ثم ما معنى العزاء؟
أليس واجبا دينيا هدفه مشاركة الناس احزانهم؟
فما الفائدة ان ذهبت وجلست ثم امضيت وقتي في الثرثرة مع فلانة وعلانة ونسينا نفسنا وارتفعت اصواتنا؟

المصيبة التي تميز بها عزاء اليوم ان النساء الواقفات في صف العزاء لتقبل التعازي كن مبتسمات مسرورات؟

 

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

[فتاة مسلمة]

 

[ماما هادية]

من السهل جدا أن تكسر قلبا يكن لك المحبة والوداد
لكن من الصعب جدا أن تجبر كسره، أو تستعيد محبته ووداده

إن القلوب إذا تنافر ودها ....................... مثل الزجاج كسرها لا يجبر


فتريثوا إخوتي قبل أن تندفعوا مع أقاربكم أو أصدقائكم أو أحبائكم
فتصرف طائش أو سوء تقدير أو موقف متعنت أو إصرار على الخطأ، قد يسبب كسرا لا يجبره زمن ولا اعتذار

[ماما هادية]

ماذا تفعل إن اكتشفت ان شخصا ما كذاب

كذاب صيغة مبالغة من كاذب... يعني لم يكذب مرة او مرتين، بل هو يكذب دوما كلما وجد في الكذب مصلحة، واحيانا يكذب دون ان يشعر، بل واحيانا يكذب الكذبة ويصدقها؟

ان كان الشخص غريبا يمكن ان تقطعه (ان كنت مثلي ممن لا يحتمل الكذابين)
لكن ان كان قريبا، أو كنت مجبرا على الاحتكاك المستمر به لسبب أو آخر؟

ماذا ان بلغت مثلي مرحلة من الاشباع من مخالطة الناس، جعلتك عندما تقابل هذا الشخص لا تطيق اي كلمة يقولها، وتقول في سرك طوال حديثه اليك: ياله من كذاب.. ياله من كذاب؟

مو شي بيجنن؟

[ماما هادية]

الظلم ظلمات يوم القيامة
لكن في الدنيا.... الناس مع القوي، ظالماً كان أو صاحب حق

نعم... بكل أسف... هذا ما تعلمته من الحياة
-------------------------

طلقها بعد عِشْرة سنوات عشر
كانت خلالها زوجة مثالية، أشاد زوجها وأهله وكل من عرفها بطيبة قلبها ودماثة أخلاقها وحسن أدبها
خالطتها في رحلة من رحلات الحج، وكانت كما سمعت عنها وأكثر، حتى أن صداقتنا أو أخوتنا استمرت بعد تلك الرحلة رغم اختلاف البلاد وبعد المسافات

لكن الله لم يرزقهما بالذرية.... والعيب في غالب ظني منه هو، لفرط بدانته، (وهذا ما أكدته هي لي)، ولأنني على يقين ان العيب لو كان منها لما صبر ولا أهله عشر سنوات

لكن الطبيب الذي كان يتابعهما خاله.... وعلى هذا قالوا أن العيب نتيجة عدم التوافق بينهما (وقد يكون هذا صحيحا) وجربا طفل الأنابيب مرة ولم ينجح
ولأن الزواج الثاني فيما يبدو أقل تكلفة من تجربة طفل الأنابيب مرة أخرى، فقد بيت النية على  الزواج
ولانه فيما يبدو لم يجد من تقبل به على ظروفه وهو متزوج، كان لا بد له من التخلص من شريكة حياته بطريقة في غاية النذالة

عرض عليها أن تزور أهلها... فسافرت... وهناك.... أرسل لها رسالة بالهاتف المحمول أنه طلقها، وأوراق الطلاق ستصلها بعد العيد...
وكانت طعنة نجلاء في ظهرها، أو في صميم فؤادها

قالت لي : لم أعد أدري... هل يعقل أنني كنت مخدوعة فيه طيلة هذه السنوات العشر...
هل هو نفس الانسان الذي أحببته
أم هو شخص آخر
هل كان يخدعني حين كان يظهر حبه ومودته؟ أم أنه تغير؟
وما ذنبي ؟ ولماذا يطردني من حياته بهذه الطريقة القاسية؟
حتى أبي اذا اتصل به أو بوالده ليتفاهم معهما لم يقبلا ان يردا عليه..
طلقني دون ان يتكلم معي أو مع أبي بأي كلمة؟
هل هذا هو التسريح بإحسان؟؟


حسنا.... من حق الرجل أن يتمنى الذرية، ومن حقه ان يسعى لذلك... وأباح له الشرع أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع، فلماذا يطلق الأولى ويكسر خاطرها؟
بل ويلفظها من حياته بعد عشرة السنوات بهذه الطريقة الفجة؟
أبعد أن مضت سنوات شبابها المزهرة، واضمحلت فرصتها في بناء حياة جديدة مع غيره؟
ألم تكن هي أيضا تتمنى الذرية؟ ولم يكن العيب منها؟ ومع ذلك صبرت عليه؟
لماذا الظلم والانانية؟


رأيتها قدرا في أحد المساجد في إحدى الليالي القدرية ودموعها تسيل على وجنتيها
قالت لي هل تذكرينني؟
قلت لها طبعا أذكرك، وقد حزنت لما أصابك، لكن عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
قالت لي: لكن الظلم طعمه مر.... وأنا أعلم أنهم الآن سينشرون عني الشائعات، ويزعمون أنني رفضت ان يتزوج علي، وأنني خرجت من بيته مغاضبة، ولكن والله لم يكن هذا ما حدث، وإنما أخذوني غيلة وغرة

كانت ليلة مباركة من ليالي رمضان ... ولا أدري بم دعت، ولكنها لا شك استنصرت بالله على من ظلمها

أفلا يخشى الظالمون؟
---------------------

وعدت لأسمع الشائعات التي روجوها عنها... كما توقعت تماما
وكما هو شأن الثرثارين... إذا أنكرت شائعاتهم وخوفتهم بالله يقولون لك إنما نردد ما نسمع لنتأكد من صحة الخبر، ونحن معك، ولا يرضينا ما حدث، والظلم لا يرضي الله ... وووو.....


وغدا حفل زفافه من الاخرى...
فوجئت بكل من تظاهروا أنهم استنكروا ظلمه وطلاقه مسافرين لحضور زفافه !!!!!!!!!!

بعضهم قال أنها لصلة الرحم
وبعضهم قال أن والده صاحب واجب ولا يتأخر عنا فلا ينبغي ان نتأخر عنه
وكلٌ التمس لنفسه عذرا لكي يسافر ويبتهج

ونسوا المسكينة
ونسوا الظلم الذي وقع عليها
وذهبوا ليشاركوا الظالم فرحته

وهكذا..... فالدنيا مع القوي


لكن الضعيف له الله... والله خير الناصرين


وأنا سئمت المنافقين
واشمأزت نفسي من الضحكات الصفراء
 
ربنا أخرجنا منها بسلام

[وليد قطب]

يعلم الله كم حزنت لما اصاب صاحبتك
لكن لعل الله يخلف لها خير منه فى الدنيا ويخلف لها خيرا كثير فى الأخره
نعم الظلم طعمه مر
لكن لعل هناك أشخاص قد اعتادو المرارة فى حياتهم وألفوها حتى أنهم لربما نسو أن هناك مذاقات أخرى غير المراره
كثرت الجراحات فى أجسامهم فما وجدو بدا من التعايش معها وقبول حياتهم هكذا
"ربنا يجازى الى كان السبب"

[ماما هادية]

جزاك الله خيرا يا مهند

على فكرة الزوج الظالم هو قريبنا ، والزوجة تعرفنا عليها من خلاله هو... أيام كان بيحبها
وأما أن الناس اعتادت المرار... فلعل هذا يبرر السكوت على الظلم
لكن التصفيق له ومشاركة الظالم فرحته وكأن شيئا لم يكن

!!!!!!!!!!!!!!!!

 


أسأل الله ان يجبر بخاطرها ويعوضها خيرا منه
وجزاك الله خيرا على الدعاء

[فتاة مسلمة]

أسأل الله ان يجبر بخاطرها ويعوضها خيرا منه
وجزاك الله خيرا على الدعاء

اللهم آمين

 

 

[حائرة في خواطري]

رأيتها قدرا في أحد المساجد في إحدى الليالي القدرية ودموعها تسيل على وجنتيها
قالت لي هل تذكرينني؟
قلت لها طبعا أذكرك، وقد حزنت لما أصابك، لكن عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم

انشاء الله هو خير لها فالرجل الحقيقي تبان رجولته في هذه المواقف وهو غدر بها وطعنها فقولي لها الا تحزن بالعكس هي من تخلصت من رجل بالاسم فقط لانه اذا كان يريد الذرية فكما تفضلتي ياأماه كان عليه ان يخيرها بين البقاء على ذمته ام لا وانه يريد الزواج من اخرى
لكنه سرحها بطريقة بشعة
فلا تطلق كلمة الرجل على كل رجل فالصقر والدجاجة يطلق عليهما طيور
كان الله في عونها وانشاء الله يرزقها زوج صالح يسعدها ويقدرها[/b][/b][/b][/color]

[ماما هادية]

آمين
شكرا لك يا حائرة لمشاركتك وتعاطفك
وشكرا لك يا فتاة مسلمة

[فتاة مسلمة]

السلام عليكم

صراحة يا ماما هادية لا أجد ما أقوله من الكلام

فالموقف جد بشع ثبتها الله وأعانها وأخلف عليها خيرا منه

ولكن هذا الموقف ينبهني لوضعنا الحالي الذي لطالما أفكر فيه أن النفوس تغيرت

الناس هم هم ولكن بمرور السنوات يتغيرون حتى أنا أشعر بالتغيير في بعض الجوانب في

جزء منها أشعر أنه تحول إيجابي وآخر سلبي وأخر أظل فيه كما أنا

ولا أدري إن كان ما أشعر به أنه تغير سلبي أهو سلبيٌ حقا أم أنه تغير إيجابي لمواءمة نفوس الناس والتعايش معها

ولكن لماذا تتغير النفوس ؟ ولماذا أصبح مبدأ نفسي نفسي هو السائد ؟

أتذكر وضع الناس مثلا من عشر سنوات لم تكن الناس هكذا

هل المادية طغت تماما على الآدمية كي نصبح هكذا وحوشا بشريين ؟!!!!!!!!!



 

[ماما هادية]

السلام عليكم ورحمة الله

لا أعتقد أن هذا التحول في نفوس الناس عمره عشر سنوات فقط

ربما يا فتاة من عشر سنوات كنتِ صغيرة ومخالطتك للناس قليلة ومحدودة، لهذا لم تكوني تعرفين عنهم ما تعرفينه الآن

هل هي الانانية المفرطة؟

أعتقد أنها كذلك، وسيطرة القيم المادية النفعية على حياتنا... إضافة إلى انفصال العبادة عن السلوك انفصالا كليا

بالمناسبة.. أذكر الآن شيئا ايجابيا
في هذا العشر المبارك يحاول الناس أن يجتهدوا في العبادة للحديث المعروف:
" ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر ، فقالوا : يا رسول الله ، ولا الجهاد في سبيل الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ، فلم يرجع من ذلك بشيء" (رواه الترمذي وقال حسن صحيح)

لي قريبة متقدمة في السن، أخبرتني أنها تحاول كل يوم -من أيام العشر-  أن تقوم بزيارتين أو ثلاثة إما لصلة رحم أو عيادة مريض، أو لزيارة معارف من الضعفاء (الفقراء والمحتاجين) لجبر خاطرهم والسؤال عنهم ... هي تتعبد الله بنفس الزيارة، وليس شرطا ان تقدم لهم مساعدة بزيارتها... وهذا ما يغفل كثير منا عنه أيضا.. فلا نفكر في المحتاجين الا من حيث تقديم المساعدات المادية لهم، ولا نفكر بالتواصل الانساني والزيارات التي تجبر الخاطر وتسر القلب... 
أعجبني هذا المفهوم لديها للعبادة والعمل الصالح.... في الوقت الذي لا نفكر فيه نحن الا بقراءة القرآن والصيام والصلاة...

هذا ربط حقيقي بين العبادة والسلوك .. يجب أن نعزز هذا المفهوم وننشره ونوسع نطاقه

ألا ترون هذا؟

[فتاة مسلمة]

نعم ماما هادية أتفق معك فيما تقولينه

ولكن مقياسي على العشر سنوات وما كنت أدركه وقته ومن أعلمهم فيمن حولي

فلم يكن وقتها هناك من الأساس صحوة دينية إلا في القليل النادر

ولي عودة

[ماما هادية]

يا خبررررررررر 

يعني الصحوة الدينية هي السبب؟

[فتاة مسلمة]

لأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ

ولكن كنت أتكلم عن جزء من التغيير الذي لاحظته وما عشته بمعنى أدق

وفي المقابل نجد النقيد وما زاد وانتشر من الفجور فتغيرت الناس لما فيه الآن

ولكن للأسف يا ماما هادية هناك دائما فصل بين الدين والعمل - أي تطبيقه -

فكمثال هناك من يكون لديه العلم الشرعي ويعلمه وينهل منه ولكن لننظر لحاله في تعاملاته

ولا أقول كلهم إلا من رحم ربي

يعني من الآخر رغم وجود تلك الصحوة أشعر بضعف تطبيقها فلم يتغير الوضع كثيرا