معذرة أخوتي،
فأحيانا يمر الإنسان بظروف أو صدمات تكون من القوة بحيث تعتصر قلبه، حتى ليتخيل أنه مات !
ويظل الحال صعبا حتى يفرج الله الهم من عنده أو يرزقه بدعوة صالحة بظهر الغيب أو قلب دافئ يستمع اليه ..
فالحمد لله على كل حال.
أكمل معكم الحديث من القلب، أحيا الله قلوبنا جميعا بالإيمان والرضا وحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وحديثي عن خطاب الله للمؤمنين في غزوتي بدر وأحد ليس من وحي قلمي تماما كسابقه من الحديث، وإنما هو من وحي كلام الدكتور راغب السرجاني حفظه الله عندما تعرض لهذه النقطة،
وانه لمبهر حقا هذا التباين الرائع في التربية الربانية وكيف جاء الخطاب شديدا بعد غزوة بدر حتى تبدأ السورة بالسؤال عن الأنفال ثم بنزع النصر تماما من أيدي المؤمنين
{ فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم }
فهكذا يجب تذكير المنتصر بنعمة الله وأنه فضل الله أولا وأخيرا، بل ويجب ايضاح الأخطاء والشد عليها حتى لا يتوغل الغرور الى قلبه أو يصيبه ركون الى ما بين يديه.
ثم يتحول الخطاب تماما لنفس الفئة المؤمنة بعد انكسارهم في غروة أحد، على الرغم من أنهم أخطأوا وعصوا أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم،
لكنه سبحانه وتعالي خالق البشر ومصرف طبيعتهم وشؤونهم، والأعلم بنواياهم ومصادر ضعفهم،
( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ( 139 ) إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين ( 140 ) )
يا الله على هذه اﻵيات،
كم تحنو عليهم وتطيب نفوسهم وهم النادمون على ما اخطأوا، فلا لوم يقطع بهم ولا كلمات تزيد من كسرتهم أو تقصم مشاعرهم.
فما أروعه من خطاب وما أجلها من تربية.. وكم قرأنا هذه اﻵيات مرارا فما وعينا وما أدركنا ....