بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بعودتك يا مهند، وعساك بخير وصحة وعافية
من الامور التي أرشدتنا السنة النبوية لها في تقوية عزم التائب تغيير المكان وتغيير الصحبة
وتغيير المكان ليس شرطا أن يكون عن طريق الهجرة والسفر، ولكن بالابتعاد عن الأسباب التي تغري بالمعصية او تذكر بها
مثلا: ان كانت المعصية تدخينا، فلا بد من الابتعاد عن المدخنين واجتناب المقاهي التي يكثر فيها التدخين
ان كانت المعصية مثلا علاقة بفتاة، فالابتعاد عنها يكون بالبتر القاطع والفوري والواضح لعلاقته بالفتاة، مع إبلاغها بذلك حتى تيأس منه ولا تلاحقه بعد فيكون في ذلك فتنته له، واجتناب الاماكن المشتركة التي تجمعه بها، سواء كانت موقع عمل او موقع انترنت او منتدى وتغيير الايميل او رقم الموبايل
وهكذا
كذلك تغيير الصحبة التي تغريه بالمعصية او تحثه عليها او تسخر من توبته، وان كانوا أقارب فباجتناب مجالستهم وحوارهم ومناقشتهم ... الى ان يشتد عوده وترسخ قدمه في طريق الصلاح، ويتحول من التأثر للتأثير، ومن الذبذبة للاستقامة..
وإلا فيُخشى على صاحبك أن يكون ممن قال الله تعالى فيهم:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً}
هذا وليست المعاصي سواء، فالعودة للكبائر ليست كالعودة للمم
والعودة عن قصد لا كالعودة عن غلفة وسهو
والله تعالى أعلم بالسرائر، و {إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}