كانت هذه كلمات أغنيه البداية لمسلسل العار , و الذي ربما يعد المسلسل الوحيد ذو الفكرة الهادفة في رمضان الماضي , على عكس توافه الاعلام كزهره و أزواجها مثلا ...
فكرة المسلسل ليست بالجديده , لان القصة معروفة و تم تمثيلها من قبل
يموت الأب
يترك لاولاده ورثه
لكن تكون المفاجأه أن يكتشف الاولاد ان أبيهم كان تاجرا للمخدرات ...
و كل ماله مال حرام
بل و أن والدهم ترك لهم عمليه من عمليات المخدرات هي التي اودع فيها كل ماله
و لكي يرثه ابناؤه فعليهم أن يقومو بهذه العمليه الاخيره
و يقع الأبناء بين خيارين
ترك المال الحرام
أو التجارة بالمخدرات و لو لمرة أخيرة لكي يستردوا مالهم
.
.
.
كل هذا قديم , و لكن الجديد في هذا المسلسل هو السيناريو الذي لعبه الشيطان بالتدرج بفكر الاخوة الثلاثة لكي يقومو بهذه العمليه و من ثم توابها من الذنوب التي تكبر و تكبر حتى تدمر حياةكل من الأخوه الثلاثة ...
أما عن أبطال المسلسل الرئيسيين فهم ...
مختار :-
الأخ الأكبر , يعلم أن والده كان يتاجر بالمخدرات من البدايه و فهو نفسه يد أبيه اليمين , هو العقل المدبر , يقنع أخويه بالعمل معه من أجل صفقه أخيره تدر عليهم بالمال الوفير , يقاوم الأخوين , لكنه بدهائه و تبريره لمنطق الحرام و الحلال يستطيع اقناعهم , هو مثال جيد جدا للانسان الذي يحلل أفعاله الحرام بطرق ملتويه , و هذا مدخل من مداخل الشيطان , لانسان يحاول ان يعمل الحلال و حين يجد الحلال لا يلبي ما يحتاجه يبرر و يقول ( الله غفور رحيم )
فحين يقوم بصفقه المخدرات يجادل قائلا : مش أحسن ما نبقا فقراء و نسيب أمنا و أختنا تتبهدل مش حرام يتبهدلو
و حين يتزوج الفتيات عرفي يقول : حلال مش احسن ما أمشي في سكة الحرام
حتى حينما قتل شخصا كان سيبلغ عنه قال : مش لو بلغ عننا و دخلنا السجن أمنا هتتحسر مش حرام "!
و بهذا المنطق يسير كثير من الناس في طريق الحرام , فتجده يصلي و يزكي و السبحه لا تفارق يديه , لكنه بالمقابل يفعل ما يشاء من ذنوب و معاصي بتبريرات يساعده الشيطان عليها
في نهاية المسلسل يكون غضب الله على مختار أن تموت زوجته الأولى قتلا على يد عامل حاقد عليه , و زوجته الثانيه يكتشف خيانتها , و يذهب في النهايه الى السجن
سعد :-
الأخ الثاني , محاسب , تابع ضعيف الشخصيه , طيب في بدايه المسلسل , و هو مثال جيد لكثير من الناس ذوي القلوب الرحيمه لكن خاتمتهم تكون وخيمه , فسعد بالرغم من طيبة قلبه الا انه يعد تابعا لمختار , هو كان خاطبا لفتاه محبه لمظاهر الترف من قصور و عمائر و سيارات , و دافعه لكي يسير في طريق الحرام هو أن يرضي خطيبته كل توافق على الزواج منه , و قد تزوجها لكنه اكتشف فيما بعد كم هي أنانيه و مستغله , فقد سلبته الكثير من ما له , فقد كان يكتب كل شيئ باسمها , و ما صدمه أكثر أنه حين مرض بمرض السكر تركته و لم تقف بجانبه و لما خسر ماله في احد الصفقات , تخلت عنه بالكامل , حينها صدم سعد , و أحيانا عندما يصدم قلب طيب فانه يتحول الى الشر و الإنتقام , كأنه يعاقب طيبه قلبه التي جعلته مطمعا من الآخرين , ينتقم سعد من زوجته الطماعه و يحبسها في المنزل و يعاملها أقسى معامله و يسجن والديها , و في نهاية المطاف في احد شجاراتهما بعد أن خسر كل ما له في الانهيار الاقتصادي , يقتل سعد زوجته الحامل , و كان مشهدا مؤثرا جدا , أن تتلاشى الطيبه و السماحه و تتحول الى شر مجرد , و في النهاية يفقد سعد آخرته فهو يحاول ايقاظ زوجته و يصرخ و يبكي أن أفيقي , لكن بلا جدوى , فيقتل نفسه ...
أشرف :-
ضابط شرطة , مثال جيد لكل إنسان يسلك درب الحرام مكرها و ليس طامعا , و تبريره أن هذا من أجل إنقاذ شخص عزيز عليه , فلدى أشرف والد إسمه عمر , لكنه مريض بمرض القلب , و قد شارك أشرف أخويه بالمهمه بل تستر على جريمة قتل مختار لأجل المال الذي استخدمه لكي يرسل ولده للخارج كل يقوم بعمليه زرع قلب , لكن على العكس , حتى مع المال الوفير قدر الله و ما شاء فعل , فالأعمار بيد الله و ليست بيد المال و لا الجاه , يموت الفتى , و يفقد أشرف زوجته التي ماتت حزننا عليه , و هذا عقاب الله على المال الحرام
نورا :-
الأخت التي لم ترض بالمال الحرام , هي و أمها لم يمسا المال الحرام , بالرغم من أنهما الدافع الذي دفع الأخ الأكبر لارتكاب جرائمه فقد فعل هذا من أجلهما .
مسلسل العار , مسلسل موجع , يضر ب الضمائر في الصميم يحاول ايقاظ ما تبقى لدى البشر من الإحساس بمدى فظاعه الحرام و مدى حلاوة الحلال , فكم مره نرى و نسمع عن النصب و السرقة و القتل ... و حينما نمشي في الشوارع نرى وجوه معكره غير راضيه بحالها
أليس لنا رب رحيم بعباده
و كيف ينفع الحرام من لم يبارك له الله في نعمه و حياته
هل نفع مال الدنيا سعدا الذي مرض بالسكر و هل استطاع أن يأكل قطعه من الحلوى دون أن يغشى عليه و هو صاحب الملايين ؟
و هل نفع المال أشرف في علاج ولده ان قدر الله له الموت ؟
و هل نفع المال مختار و منع عن زوجته مصير القتل ؟
مسلسل العار , في رأيي نقطه مضيئه ... فما رأيكم ؟