الكتاب إلى أين ؟! سؤال تردد كثيرا على ألسنة وأقلام الكثير من المثقفين ..
الكتاب إلى أين ؟! في ظل عالم جديد تغزو فيه التكنولوجيا كل شيء بلا رحمة ولا هوادة ..
الكتاب إلى أين ؟! هل سيتلاشى ويصبح جزءا من الذكريات الجميلة ؟!
اسئلة كثيرة تتعلق بمصير ومستقبل الكتاب المطبوع في صورته المعروفة .. واسئلة تركز أغلب إجاباتها على أن مصير الكتاب ليس لطيفا على الإطلاق .. فإما أنه سيتلاشى تماما أو يصير في إطار ضيق محدود وصغير جدا ..
التكنولوجيا لا ترحم .. نعم .. هي حقيقة مؤلمة لكثير من ذكريات الزمن الجميل .. أشياء كثيرة تتلاشى وتختفي لتظهر مكانها أشياء معقدة جدا داخليا بسيطة خارجيا ومظهريا .. أنت تقوم بضغط زر بسيط فتحدث آلاف وملايين العمليات المعقدة في الداخل كبديل لشيء بسيط في الأساس هو قلب صفحة الكتابالورقي الطبيعي .. نعم هي التكنولوجيا الساحرة المؤلمة في نفس الوقت ... صحيح ليست مؤلمة للجميع ولا يستنكرها أحد .. ولكن تظل لها آثار جانبية ...
أنا شخصيا بدأت أدرك أنني أفضل الكتاب الألكتروني .. أفضل أن أقرأ على الحاسوب بينما في الخلفية القاموس الالكتروني الذي يتيح لي الترجمة الفورية لما استصعب علي في الفهم .. أفضل القراءة من صفحة انترنت أستطيع أن اقتبس منها الفقرات التي تعجبني لاحتفظ بها أو لأضعها في بعض مشاركاتي .. التكنولوجيا توفر لي وقتا كثيرا أكره تضييعه - وإن كان مفهوم تضييع الوقت بالنسبة لي معناه مختلف ربما اتحدث عنه في مناسبة أخرى - الانترنت يوفر لي وقت السفر أو التنقل للوصول إلى مقار المكتبات .. يوفر لي وقت البحث عن الكتاب الذي اريده .. يوفر لي وقت الحيرة الذي اقضيه للمفاضلة بين عدة كتب قيمة ولكن ليس بمقدوري شرائها جميعا .. الكتاب الالكتروني يمكنني من سرعة البحث عما اريده من وسط الكتاب .. المزايا كثيرة جدا ولا يمكنني مقاومتها ...
طبعا دعك من التكلفة المادية المرهقة والمكلفة جدا للكتاب الورقي الآن ... عندي على جهازي الشخصي مجموعات من الكتب تصل تكلفة شرائها إلى مليارات الدولارات وبضمها إلى مجموعات الألعاب والأفلام والبرمجيات قد نصل لرقم مكون من 12 صفر .. قد يصل إلى ميزانية الولايات المتحدة بأكملها في عام كامل !!!! فهل في مقدور أي شخص على الأرض أن يوفر هذا المبلغ ؟! فضلا عن أن يوفر المكان الذي يتسع لكل هذه الكتب .. ثم لو سلمنا - جدلا - أنه يمكن توفير هذا كله ففي النهاية لن يستفيد أحد من أطنان من الكتب الورقية مكدسة فوق بعضها في عشرات الأمتار ولن يستطيع أن يصل لما يريده .. ولا يحدثني أحد عن حقوق الملكية من فضلكم لأنني لا اعترف بأي منها إلا الحقوق الأدبية كنسبة المؤلف - بفتح اللام - إلى المؤلف بكسر اللام .. وعدم تحريف المصنف الأصلى بما يشوه معناه .. إلى غيرها من الحقوق الأدبية .. أما الحقوق المادية فلا أضعها في اعتباري مطلقا وأتحدى أي إنسان يستخدم التكنولوجيا على وجه الأرض أن يخلو جهازه من برنامج أو كتاب أو فيلم أو أغنية أو نشيد أو خطبة أو درس لم يشتريه ويدفع لحقوق الملكية الفكرية المزعومة .. وهذا التحدي يشمل كل من أفتوا بجواز إقرار هذه الحقوق أيضا ... ولا داعي للإطالة في الحديث حول هذه الفرعية ..
نعود للكتاب الورقي والكتاب الالكتروني ..
ليست المزايا كلها تصب في صالح الكتاب الالكتروني مما يعد بصيص أمل أن يظل الكتاب الورقي "موجودا" على الرغم من أنف التكنولوجيا الحديثة .. أحد أهم مزايا الكتاب الورقي هو إمكانية حمله والتنقل به .. يمكن قراءته على السرير أو في الشرفة أو حتى في المرحاض لمن يهوون ذلك !! وإن كان يبدو أن اللاب توب (الكومبيوتر المحمول) قد صمم خصيصا للوفاء بهذه الاستخدامات لكي يضعف من موقف الكتاب الورقي أكثر !!
فما رأيكم ؟!