اللغة تركية قديمة قدم الزمان وليست بدعة كحدود البلاد .. والعثمانيين كانوا يستعملون التركية في أغلب شئون حياتهم ولم يتقن الكل العربية .. والكتب القيمة الثرية التي تتحدث عن فترة الخلافة العثمانية كلها بالتركية لذا فنحن نعرف عنها أقل القليل مقارنة ببقية الدول الإسلامية في تاريخنا .. أما البدعة الحقيقية فكانت من مصطفى كمال (الذي لقبوه بأتاتورك ظلما وعدوانا لأن أتاتورك تعني أبا الأتراك) عندما غير حروف اللغة إلى الحروف الأجنبية وجعلها تشبه الإنجليزية بعد أن كانت حروف عربية .. هذا الفعل الآثم فصل الأجيال الجديدة من الأتراك على مدار 80 سنة عن تاريخهم الإسلامي المشرف .. فصل العنق عن الجسد مما ساعده على تثبيت العلمانية بقوة أكبر على مدار السنوات .. ولكن الله عز وجل أكرمهم وأكرمنا بعودة قوية للإسلام من جديد وإقبال كبير منهم على العربيسة وليس على التركية الأقديمة الأصلية فقط ..
والله خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف والأتراك في هذا الزمن أجدر من نتعارف عليهم ونتقرب إليهم ونتواصل معهم .. ولا مجال للكبر والاستعلاء في النظر إليهم ومطالبتهم هم بتعلم العربية لنتواصل معهم وفي المقابل نأبى أن نتقرب نحن أيضا إليهم بلغتهم ظنا منا أننا أفضل وأحسن منهم .. فلا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى ..
ثم نحن لا نخجل ولا نستنكر كتابة العربية بحروف انجليزية بدون أن يفرضها علينا مستعمر ولا يقبلها خائن ولا يصوغها علماني بل فعلناها بأيدينا وبمنتهى الرضا والفخر كذلك .. أليس منع هذه المصيبة أولى من مهاجمة من يرغب في تعلم التركية ؟!