شيء من الشرح للبيان الموبايلي الموجز
الفلسفة عند أرسطو كانت النظر العقلي في الظواهر المادية؛ فلم يكتبها الرجل حتى أنهى كتابة ما وقف عليه من علم بهذا الأصل "الظواهر المادية"، حتى انه لم يجد ما يسمي به فلسفته فجعلها "ما بعد الطبيعة" حيث عبر أولا عن علمه بالظواهر المادية بمصطلح "الطبيعة"
يقولون أن أرسطو كتب كتابا في الفيزياء سماه الطبيعة، ثم عقبه بالفلسفة سماه ميتا فيزيقا أي ما بعد الطبيعة
لا تكون الفلسفة فلسفة حتى تبنى على دراسة طبيعية
أو بتعبير أعم: لا يمكننا انتزاع "أي" معان نظرية إلا بعد تحصيل معارف حسية "ما"
ولاحظوا صيغة العموم وأداة الإطلاق..!
.. كان الرصد الدقيق الذي أجراه سيبويه واضرابه على اللسان العربي يفوق كثيرا علوم الفلكيين والأطباء والمهندسين جميعا مما آذن بقيام فلسفة كاملة أصلها الحسي هو "علوم اللغة.. العربية تحديدا"
بما فعله أرسطو أكد - عمليا - على أن الفلسفة لا يمكن أن تكون إلا على جُذُر من البحث الحسي سواء كان في الفيزياء أو الكيمياء أو غيرهما..
وعلوم اللغة العربية جميعا نشأت عن بحث في غاية الاتساع والدقة قام به علماء العربية الأوائل على المنطق العربي، الأمر الذي جعل التفلسف في العربية أو الفلسفة المبنية على دراسة العربية لا تقل في قوتها بل ربما تزيد على الفلسفة المبنية على دراسة الظواهر الطبيعية الفيزيائية والكيميائية ونحوها..
شملت الدراسة العربية الجملة والكلمة والحرف.. تركيبا وافرادا.. لفظا وخطا.. ومعنى!
فقامت علوم النحو والصرف والبلاغة والوضع والعروض واللغة والمنطق والخطابة والإنشاء والأدب.. وبلغت كل هذه مضربا من العمق أبرز فيها تيارا ظاهريا كالذي نشأ بين الفقهاء قديما وتيارا - اليوم - تجديديا أيضا كالذي شب على الفقه وأصوله!
فلا غرو إذن أن يكون لل"مصطلح" حظ من "الفلسفة" كبير
لاسيما إذا اعتبرنا وضعه الخاص وأصله الذي اختص منه واستخدامه اتساعا وضيقا فيما بعد!
المصطلح هو اتفاق طائفة على وضع لفظ معين بإزاء معنى خاص بهم
وعادة ما يكون المعنى الخاص بهم أخص من المعنى الأصلي للفظ المصطلح عليه
وعادة أيضا ما يتسع هذا المعنى ويضيق بحسب عوامل عدة