المحرر موضوع: رسالة تحت رغيف الخبز  (زيارة 7915 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ناصح أمين

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 267
رسالة تحت رغيف الخبز
« في: 2010-04-21, 11:35:19 »


من بريدي


رسالة تحت رغيف الخبز

قام إلى إفطاره ليس على العادة ، لقد ظلت غمامه في سماءه هو وزوجته عَكَّرَت صفو الود والمحبة بينهما .. ليس غريباً أن يحدث هذا الجفاء وهذا الخلاف ؛ هذا أمرٌ طبيعي بين كل زوجين

لقد كان من المفروض أن يقدم كُل منهما تنازلاً للآخر ، لكن هيهات ؛ هو ربما يرى أن ذلك لا يليق به كزوج ، بينما هي في الجانب الآخر تقول : ((لا يمكن أن أسمح لنفسي أن أتنزل له بينما هو المخطئ))

جلس صاحبنا على طاولة الإفطار يقشر بيضة ، بينما كوب الحليب قد خفّت حرارته ومال إلى البرودة مما أفقد مذاقه .. أخذ يأكل البيضة بينما يرمق باب المطبخ ويتساءل في نفسه : ((لِمَ لَم تأتي مثل كل يوم ؟! وماذا تأكل في المطبخ ؟!!))

في هذه الأثناء : قدمت زوجته وبيدها رغيف خبز .. كان يحاول أن ينظر لها .. هو يتمنى أن تتفوه بالسلام عليه حتى يُمكنه أن يعتذر لها ؛ هو يحسُّ أنه أخطأ ليلة أمس عليها ، رغم هذا لا يريد أن يبدأ هو في الكلام ؛ أنفةً منه

وضعت الرغيف أمامه وكادت أن تفعل مثل كل يوم : أن تجلس أمامه وتتناول الإفطار معه ، لكنها لم تستطع فعل ذلك ، فعادت من حيث أتت !! إلى المطبخ

هناك حيث أكملت تنظيف بعض الأواني ، وما هي إلا دقائق وسمعت صوت غلق الباب ، انتظرت حتى تأكدت أن زوجها قد ذهب ، خرجت سريعاً ، فوجدت أنه لم يشرب الحليب مثل كل يوم ، والبيضة لم يأكل سوى ربعها !! فقالت في نفسها : ((طبعاً ، تريد مثل كل يوم أن أُقشِّر لك البيضة وأقطعها لك .. لا تستحق ما أفعله لك .. أنت زوجٌ لا تُقدر الحياة الزوجية))

في هذه الأثناء : جلست على الكنبة كالمنهك ، وأخذت تسرح بخيالها ، بينما لا زالت ثائرة الغضب تجول وتصول في داخلها ، وبدأت تتوعد الزوج : ((سأفعل كذا وكذا ، لن أستقبله مثل كل يوم ، سأضع ملحاً زائداً عن كل يوم في طعامه ، سأفعل وأفعل ؛ لأنك لا تستحق كُل هذا الاهتمام مِنّي))

أسندت رأسها على الأريكة ، وكانت في حالة غضب لما حصل من زوجها .. أخرجت من صدرها تنهيدة عظيمة كأنما هي من بواقي زلزال عاصف .. ثم قامت إلى طاولة إفطار زوجها لتنظفها

ثم فجأة !! توقفت دقات قلبها ؛ فقد وجدت ورقة صغيرة قد وُضِعت تحت رغيف الخبز !!!!

تناولتها باضطراب شديد ، فإذا مكتوبٌ فيها :

بسم الله الرحمن الرحيم

زوجتي الغالية

كم كُنتُ أتمنى أن لو لم أخرج إلا وأنا أرى تلك الابتسامة الرائعة التي ترسميها على ثغرك صباح كُل يوم ؛ إنها تمدني بالعطاء ، وتُبقي لي الحياة سعيدة ، بل إني أرى بها دنيا جميلة وهانئة

كم كُنتُ أتمنى أن لو جلسنا سوياً كصباح كُل يوم على طعام الإفطار ، ومعها يهنأ بالي وأسعد بحديثكِ العذب الجميل

زوجتي .. كُلٌّ يُخطئ .. أعترف لكِ : لقد أخطأتُ بحقكِ ليلةَ أمس .. فإن لم تغفري لي الخطأ وتمسحي لي الزلل : فمن يكون إذاً أيتها السيدة الغالية

لقد نالَ مني الشيطان مقصده ، ولا أراه إلا وقد وسوسَ لكِ ؛ لأنه عدوٌ لنا

كُنتُ أتمنى لو قدمتُ لكِ الاعتذار .. لكن سامحيني ؛ لم أستطعْ

فلعل هذه الأحرف تُعيد الأمل للحياة من جديد ، ولعل هذه الورقة إيذاناً بفتح صفحةٍ جديدة معها عهود ومواثيق لإبقاء الود والمحبة إلى ما لا نهاية

التوقيع / زوجكِ المخلص


لم تتمالك الزوجة المسكينة إلا أن وقعت على الكُرسي المجاور وقد ملأت عيونها بالدموع .. إنها دموع الحب

وبصورة لا إرادية : أخذت تُقَبِّل الورقة وتبكي وتقول : ((سامحني ، أرجوك سامحني ؛ لم أجهز لك طعام إفطارك مثل كل يوم)) ، ومعها انقلبت مائة وثمانين درجة عن حالها ، فانطلقت كالنحلة تزين فضاءها الواسع الجميل في بيتها الصغير

وما إن دقت الساعة الواحدة : إذ بالزوج يفتح الباب ويدخل ومعه هدية .. لكنه تفاجأ بأن البيت انقلب وكأنه حديقة غَنَّاء ، وروائح جميلة قد جهزتها الزوجة المخلصة التي أقبلت إلى الزوج ومعها طفلها الصغير وقد ألبسته أجمل ما عندها ، وتزينت هي بأجمل صورة .. مما جعل الزوج يشهق غير مُصدق لما يرى

فارتسمت على الجميع ابتسامات الرضي والمحبة والصفاء والود .. ولسان حال الزوج يقول : ((سَأغضبكِ كُلَّ يوم))

وانطلقت الضحكات تملأُ العشُّ الصغير

هكذا هو الحال حين يعتذر المخطئ ، وحين يقبل الاعتذار الطرف الثاني

لنحاول أن نجعل حياتنا أبسط من أي خلاف ؛ فحينها سنجد حياتنا أجمل وأطيب ، وسنفتح باب للسعادة والرضى على قلوبنا وحياتنا




بالله عليكم : سامحوني

(((واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)))

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه


غير متصل ازهرية صغيرة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 995
  • الجنس: أنثى
رد: رسالة تحت رغيف الخبز
« رد #1 في: 2010-04-23, 12:14:54 »
السلام عليكم

جزاك الله خيرا اخى  ناصح امين

يرت فعلا لو كل انسان اعترف بزنبة لكانا فى حياة وردية

 ::)smile: ::)smile:

بدون مشاغبين عسل  :emoti_282:

واية (((سَأغضبكِ كُلَّ يوم)))  :emoti_351: :emoti_351: :emoti_209:

كدة هتعم الفوضى

بس موضوع جميل ماشاء الله

لا تنسونا من صالح دعائكم
اللهم كم عاهدناك بألا نعود.. فما كان منا إلا نقض العهود
وهانحن نعاهدك على ألا نعود، فإن عدنا فعد علينا بالمغفرة يا ودود

جواد

  • زائر
رد: رسالة تحت رغيف الخبز
« رد #2 في: 2010-04-24, 04:53:42 »

لماذا نرى غالبا أن هذه النوعية من الرسائل تتناقل بين غير المتزوجين ؟  :emoti_17:

hamadadody

  • زائر
رد: رسالة تحت رغيف الخبز
« رد #3 في: 2010-06-29, 09:17:24 »
ياريت فعلا زى ماإنت كتبت هكذا الحال بين الأزواج
« آخر تحرير: 2010-06-30, 05:41:59 بواسطة hamadadody »

جواد

  • زائر
رد: رسالة تحت رغيف الخبز
« رد #4 في: 2010-06-29, 09:24:39 »
اقتباس
وهكذا إنهدم البيت .. لماذا ؟ لا أدرى ................................ أفيدونى أرجوكم

أهلا بك أخي الكريم،
عسى يطيب لك المقام بيننا..

سؤالك إجابته سهلة جدا،

ببساطة أنت المسؤل عما حدث لأنك أسأت الإختيار من البداية !

ثانيا ممكن تحكيلنا كيف تعرفتم وكيف تم الزواج ؟

hamadadody

  • زائر
رد: رسالة تحت رغيف الخبز
« رد #5 في: 2010-06-29, 09:51:44 »
 حفظك الله
شكرا لإهتمامك ياأخى الكريم

« آخر تحرير: 2010-06-30, 05:42:20 بواسطة hamadadody »

جواد

  • زائر
رد: رسالة تحت رغيف الخبز
« رد #6 في: 2010-06-29, 10:15:22 »
أعانك الله يا أخي،

سامحني ان كان كلامي قاسيا،

لكن في الحقيقة الحب قبل الزواج يدمر كثيرا ما بعد الزواج لأنه أولا لا يخلوا من معاصي،

وثانيا لأنه يعمي الطرفين عن رؤية حقيقة الآخر ..


hamadadody

  • زائر
رد: رسالة تحت رغيف الخبز
« رد #7 في: 2010-06-29, 10:46:11 »
جزاك الله خيرا ياأخى
« آخر تحرير: 2010-06-30, 05:39:19 بواسطة hamadadody »