بالصدفة المحضة شاهت فيلم مرجان أحمد مرجان بطولة الممثل المصري المشهور جدا للأسف عادل إمام .. وقبل أن أخبركم بالسبب الذي وودت كتابة موضوع في المنتدى حول هذا الفيلم دعونا نعرف قصة الفيلم باختصار أولا ...
الفيلم ببساطة شديدة يتحدث عن "مرجان أحمد مرجان" رجل الأعمال الشهير فاحش الثراء الذي يستطيع شراء أي شيء بأمواله ونقوده ونفوذه .. عنده قناعة تامة بأن كل شيء وكل شخص يمكن شرائه .. لا يقف أحد أمامه ... مرجان لديه ولد وبنت في الجامعة .. وهو بالطبع لم يكمل تعليمه .. وذات يوم اقترح عليه ابنائه أن يستكمل تعليمه في الجامعة ويحصل على شهادة لتزيد قيمته ومكانته .. فاقتنع ووافق ..
وبطريقة أو بأخرى استطاع دخول الجامعة على الرغم من أعوامه الخمسين .. وليس تعليم مفتوح أو انتساب مثلا .. بل تعليم عادي جدا .. يحضر المحاضرات مع الطلاب .. طبعا بدأ الفيلم يعرض بعض النماذج الموجودة في الجامعة المصرية .. الشباب المستهتر جدا - اللي مقضيها - وكذلك التيار الإسلامي وأيضا بعض الشباب العادي .. ولمحاولة دمج مرجان مع شباب الجامعة بدأوا بمحاولة إشراكه في نشاط التمثيل في المسرح ولأنه لا يعرف شيء عن التمثيل فكان دوره أن يظهر في مشهد واحد فقط كجندي في مسرحية لشكسبير ويقول عبارة واحدة لا غير .. " لقد قبضت عليكما متلبسين " .. بالطبع لم يستطع أن يقوم حتى بهذا الدور التافه ولم يستطيع أن يقول الجملة صحيحة وكانت مهزلة .. وعلى الرغم من ذلك تم اختياره أفضل ممثل لهذا العام ! وكله بأمواله ورشاويه طبعا ... ومخرج المسرحية جن جنونه وبدأ يمزق في ثيابه ويصرخ ويقول " حراااااااااام" ..
وبعد هذه الواقعة يظهر زعيم التيار الإسلامي في الجامعة وهو يجمع بعض الطلاب من حوله ويخطب فيهم .. فماذا يقول ؟!
" لا لمرجان أحمد مرجان .. ذلك الفاسد المارق .. الذي أدخل مسرحية لشكسبير إلى الجامعة .. شكسبير الكاتب الإنجليزي الكافر المنحل الفاسق الماجن في الجامعة .. فلنقول لا لمرجان وألف لا " ..
المهم بعدها رأينا مرجان يقابل هذا الشاب ويبدأ يحدثه .. أولا دعاه إلى الغذاء فأخبره الشاب انه صائم وأنه يصوم الاثنين والخميس طوال العام .. ثم بعد ذلك بدأ مرجان يشكو للشاب المتدين من غلاء أسعار التعليم في الجامعة والمصاريف المتزايدة إلخ !!!!!!!!! المهم رد الشاب أنه يدرس بمنحة تفوق (مجانا) .. ثم سأله مرجان عن عنوان سكنه فذكره الشاب وكان في حي شعبي جدا في مصر .. وانتهى المشهد ...
في سياق آخر حدثت بعض الأحداث في أحد المحاضرات من أحد الطلاب (لم أشاهد هذا المقطع) المهم منتهى هذه الأحداث هو أن الإسلاميين في الجامعة اعتبروا هذا الشاب منهم وقالوا أنه سيكون في المستقبل القريب سيكون له شأن كبير جدا في الجماعة معهم ... ولكي تكتمل الصورة التي يحاولون رسمها لابد أن يكون هذا الشاب تافه جدا و (بتاع بنات) وضمن شلة الهايفين جدا وذاهب لمقابلة بنت امام الجامعة الأمريكية فيسمع هذه العبارة الغسلاميين فيقولون " أمام السفارة الأمريكية ! ألم أقل لكم ان لهذا الشاب مستقبل باهر في الجماعة " !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
بعدها مشهد مرجان مع رئيس الجامعة ... مرجان يقدم مشروع لرئيس الجامعة بتطوير الجامعة .. استغلال بعض المساحات الواسعة غير المستغلة في الجامعة لعمل سكن للطلاب المغتربين .. وبعض الفيلات للطلاب العرب الذين يأتون من الدول العربية المختلفة .. وصالة ديسكو .. ومسجد وبعض محلات ملابس للمحجبات بجواره .. وبعض المشاريع التجارية ... وقال ان تكلفة المشروع نحو 400 ألف جنيه .. يدفع مرجان نصفها والنصف الآخر على الجامعة .. فلما أخبره الرئيس أن الجامعة لا تملك مثل هذا المبلغ فطمئنه مرجان أنه سيقرضهم هذا المبلغ على أن يسددوه على دفعات سنوية من الأرباح التي سيحصلون عليها السنوات المقبلة ...وفي النهاية وافق رئيس الجامعة ....
وكرد فعل لهذا أتخذت أحد أعضاء هيئة التدريس موقفا معاديا تماما لهذا .. ووقفت في وسط الجامعة تخطب في الطلاب وتهاجم مرجان احمد مرجان .. ولا للرشاوي ولا للمحسوبية ولا للتنازلات وهكذا ... فيظهر مرجان أحمد مرجان مع بعض مؤيديه ومؤيدي الديسكو في الجامعة ويحدث صراع بالكلمات في صورة غنائية ... ومرجان أحمد مرجان يبدأ بتقديم الإغراءات .. "مرجان احمد مرجان .. حياتكم هتبقى بالمجان .. وآدي دقني إن نام حد جعان " ... إلخ .. وتعليق الإسلاميين من بعيد هو " مجتمع كافر منحل " !! .. والدكتورة ومعها بعض الطلاب مازالوا يقفون في وجه مرجان ويرفضوا الإغراءات .. ولكن تدريجيا تكتشف الدكتورة أن الطلاب بداوا يتركوها ويتجهوا نحو مرجان ويلتفوا حوله ويهتفوا له .. مع تزايد الإغراءات في النهاية وجدت نفسها وحدها .. حتى زعيم الإسلاميين التف حوله .. وفي المشهد التالي بدأ يخطب في زملائه من جديد ويقول أنه كان لابد أن يتبين وأنه اتضح له في النهاية أن مرجان أخ فاضل وأنه يعتذر ويندم عن اقواله السابقة فيه ... إلخ
وعندما جلست الدكتورة في مكتبها تتحدث معه وتسئله متعجبة : لماذا تحولت هكذا ؟ لماذا تغيرت ؟ فرد أنه اكتشف الحقيقة .. فاستمرت في توبيخه قائلة : ألم تكن صاحب مبادئ ؟ ألم تكن تنتقد ثيابي ؟ (والدكتورة طبعا متبرجة على الآخر .. الممثلة يسرا لو تعرفوها) واستمرت قائلة : هل هذا هو الإيمان الذي تدعو إليه ؟ هل تركت مرجان يقوم بشرائك ؟! من أين أتيت بهذه السيارة الجديدة ؟!! وهنا وقف الشاب في حدة ونهرها بشدة وصاح فيها ولكن قطعه دخول مرجان نفسه والذي بدأ يتحدث بلطف وطلب من الشاب ان يخرج فورا .. فخرج ...
وبدأ مرجان يقوم بإغراء الدكتورة بالمزيد من الإغراءات .. معه هدية عبارة عن سلسلة من الألماظ .. وعود بأموال لا حصر لها لكي لا تقف في طريقه .. ولكنها قالت : " في مصر 72 مليون بني آدم .. وانا آخر واحدة فيهم هتاخد رشوة منك " .. فرد بمنتهى البساطة " كلهم باعوا وقبضوا .. لم يتبقى غيرك " ساعتها طلبت منه الانصراف وقذفت منه الهدية في وجهه فرد بسماجة أكبر " دعك من كل هذا وتعالي نتزوج " فردت عليه بنفس اللهجة " في مصر 72 مليون بني آدم وأنا آخر واحدة هترتبط بك " .. قاطعهم في هذه اللحظة دخول خطيبها الدكتور مش عارف مين .. فقدمته لعادل إمام (مرجان) وقالت : خطيبي .. كذا كذا كذا .. وقدمت عادل إمام لخطيبها قائلة : " مرجان .. طالب عندي " ..
وكما تتوقعون المشهد التالي في مكان آخر يجمع مرجان وخطيب الدكتورة .. ولكيلا نطيل قام مرجان بشراء هذا الخطيب أيضا بان عينه في منصب كبير جدا في أحد شركاته بالهند وبمرتب خرافي على أن يترك الدكتورة جيهان له .. وبالفعل وافق الرجل وسافر وترك دبلة الخطوبة لمرجان لكي يعطيها لجيهان !
ومن بعدها أخذ مرجان يلاحق جيهان في كل مكان بعبارة " مرجان بيحب جيهان " .. ارسل لها الورد على منزلها ... ارسل رسائل قصيرة على شريط التشات أسفل شاشة جميع القنوات الفضائية .. مناطيد كبيرة تطوف القاهرة تحمل نفس العبارة .. زجاجات المياه المعندنية التي تشتريها تجد عليها نفس العبارة .. أكواب الماء .. جوانب الحافلات ... كل شيء ..
وبعد هذا كله قابلها في الجامعة من جديد .. وقال أنه يستطيع الحصول على أي شيء يريده .. وأنه بارع جدا في هذا .. وبدأ يشرح مبرراته .. قال أنه يقدم الرشوة للناس الغلابة .. أصحاب الدخول الضعيفة التي لا يستطيعون العيش عليها .. المرتبات غير كافية لهم والحكومة التي تعطيهم هذه المرتبات تعرف هذا .. وهو يقوم بمساعدة هؤلاء الناس بطريقة بسيطة مقابل خدمة .. يحل مشاكل الشعب لذلك يحصل على ما يريده .. يهتم بمشاكل المواطن البسيط بينما الدكتورة هنا في برج عاجي في الجامعة تقبض آلاف الدولارات ولا تشعر بهذا ... ولكن لم يفلح هذه المرة أيضا في إقناعها بل قالت له : " مش إنت نجحت في بقية المواد ؟ ابقى وريني بقى هتنجح في مادتي إزاي ؟" ...
طبعا مرجان أخذ هذا التهديد على محمل الجد .. وجعل جميع رجاله يبحثون عن صورة من الامتحان لكي يعرفها .. ولكنهم فشلوا .. الكتورة تضع الامتحان على اسطوانة في حقيبتها الشخصية ولا يمكن أن يصل إليه أحد .. ولكن هناك حل واحد متبقى .. قالها له مساعده وهو يمد يده إليه ببرشامة كبيرة .. ولم يتردد مرجان .. وضع البرشامة في كمه وذهب للامتحان ولكن الدكتورة ضبطته متلبسا وكانت فضيحة من العيار الثقيل .. وأبنائه معه في نفس اللجنة شعروا بالخزي والعار .. وعندما ذهبوا إلى البيت بدأوا يلوموه على هذا .. وطلبوا منه أن يذاكر ووعدوه بانهم سيساعدوه بإخلاص حتى يجتاز الاختبارات .. طبعا رفض الفكرة مجملا وقال أنه لا يحتاج مساعدة أحد وأنه ليس بعاجز .. وقتها تعصبت ابنته وقالت : " لا يا بابا .. مش ممكن نقبل إنك تكون يا بابا غشاش .. إحنا لا يشرفنا إنك تكون بابا " .. وعلى الفور رد مرجان على ابنته بصفعة قوية على وجهها اسقطتها فاقدة النطق ...
المشهد التالي في المستشفى .. الفتاة فاقدة النطق فعلا ومصابة بصدمة عصبية ومن الصعب الخروج منها .. والدكتورة تزورها ثم تخرج فتقول لمرجان " ابنتك الآن بين يدي ربنا .... كيف ستتصرف ؟! هل ستقوم برشوة ربنا ! (استغفر الله العظيم) ..
المشهد التالي مرجان يجلس على سجادة الصلاة في وضع التشهد ثم يسلم ويخرج من الصلاة .. فيرن هاتفه .. يرد ويقول : " نعم يا فلان ... أطعم اليوم 400 مسكين .. ووزع بطاطين .. وقم بعمل عدد كذا من رحلات العمرة ........... لا لا ليس بالعبارة حتى لا يغرقوا .. بالطيران .. ايوه " ثم يقفز المخرج إلى المشهد الذي يليه .. مرجان يتوجه للمستشفى ويبدأ يتحدث مع ابنته وهي مازالت تحت تأثير الصدمة ... يعتذر لها ويطلب منها السماح ويعدها بأنه سيذاكر وينجح .. وهكذا .. ثم تفيق الفتاة من الصدمة وتشفى .. وتحتضنه بقوة وتبكي ..
وبعدها يبدا بالفعل المذاكرة والاجتهاد في المذاكرة .. طبعا على قدر ما يسمح به سنه .. الموضوع صعب ولكنه يحاول ويجاهد .. وفي النهاية يدخل الامتحان وينجح .. وبعد ثلاث سنوات يتخرج من الجامعة فعلا .. وأثناء ندائه لتسلم شهادته كان الجميع يصفق بحرارة شديدة جدا .. وفي حفل التخرج يعطوه المايكروفون ليقول كلمة على الحاضرين :
" أنا قبل دخول الجامعة كانت عندي أموال طائلة .. ولكني بعد التخرج من الجامعة أشعر أنني أملك الدنيا وما فيها بالعلم والثقافة .. وهذا الفضل يرجع في الأول والأخير بعد الله سبحانه وتعالى إلى الدكتورة جيهان" ... وتتجه الأنظار كلها نحو الدكتور جيهان طبعا ويتجه هو أيضا نحوها ... ويقدم لها هدية .. فتقول له مستنكرة " تااااني ؟!!!!!" فيرد بسرعة " لا لا .. دي الشبكة !" فيصفق الجميع من جديد بحرارة ثم تنتقل الكاميرا لصورة الزفاف بينهما وينتهى الفيلم ....
فما رأيكم ايها الإخوة الكرام ؟؟؟؟
اي تعليق ولو صغير او بسيط ؟ اي ملاحظة ؟ اي انتقاد أو مدح ؟