كتبت هذا الرد منذ عام وشهر تقريبا
بسم الله الرحمن الرحيم
المشاركة بالمنتديات أو الكتابة بالمدونات أصبحت جزءا من حياة كثير منا، لاسيما من نشأت بينهم وبين أقلامهم ألفة ومودة حتمت عليهم ألا يمر أيام إلا ولهم من خالص أفكارهم خاطرة أو رأي!
فأن تكون مشاركاتنا بمنتدى هادئ نظيف فهذا وحده إنعام من الله كبير يستحق الشكر ويستوجب الذكر
كان هذا الشهر، وقد صار الآن شهرا ونصف يوم، هو تقريبا محصل استخدامي للنت طيلة هاتين السنتين، فقد اعتدت خلال هذه المدة فتح المنتدى والتسجيل فيه ثم متابعة أعمالي وشؤوني على النت عامة، والمنتدى منها خاصة
وبين ركام القراءة، والبحث، والحديث مع هذا، والحوار مع هذي، نحتاج استراحة نخرج فيها عن عبء صرامة الدرس، وعبء تكلف البساطة!، فكان المنتدى مساحة حرة نكتب بها ما لدينا دونما تكلف أو كبير عناء
كانت لي هنا مشاركات في غاية الجد، وأخريات في منتهى الهزل، فرحنا معا، وزعلنا من بعض، حتى خطر في بالي يوما أن هذا منتداي الخاص، وخطر ببالي أيضا أن أتركه تركا لا أعاود النظر فيه بعده!
كنت حريصا في بدايتي هنا ألا تعرف دراستي، وأن يبقى المنتدى استراحة خفيفة وحسب، ثم تطورت الأحداث حتى صارت مشاركاتي تجمع بين وجهي أحمد الذين لا يعرفهما على حقيقتهما إلا القليل النادر
أراني استفدت أنا أولا قبل أي أحد.. وأول استفادة سجلتها أعلى المشاركة، وثانيها أن كان المنتدى مسودة لكثير من خواطري ومدارساتي، ولم يمل الأعضاء الكرام أو يضجوا بالشكوى!
ولأن الحصر متعذر، فآخر استفادة أن كان المنتدى قاعدة انطلاق جيدة لكثير من إخواني الذين لم تكن لهم تجارب سابقة بالمنتديات، فكان من المناسب جدا أن يبدؤوا هنا، وأرجو الله أن يكون ذلك باب خير كبير لهم وللإسلام والمسلمين جميعا
أما عما أفدته أنا بينكم، فلاشك أفدت الكثير جداا الحمد لله
فقد أتحفتكم بخواطري التي حجبتها عن النشر بأي منتدى آخر، وبثثت بينكم موضوعاتي ومشاركاتي القيمة جدا التي جمعت غالبا بين روح المرح وقوة المضمون، وساهمت بفضل الله في توضيح الرؤى الصحيحة في كثير من الموضوعات لكثير من الأعضاء، كما عملت على الرفع من شأن اللغة العربية وبث حبها وحب علومها في قلوب الأعضاء، كما كانت لي دروس عملية في الجدال والمشاغبة أعتقد أنها تستحق أن تجرى عليها رسائل العالمية "الدكتوراة" بكبرى الجامعات.
ولأن الحصر متعذر أيضا أذكر أن آخر إفادة قدمتها كانت ثورة تصحيحة لاقت بفضل الكريم الرحمن قبولا شعبيا وإداريا واسعا، وأثمرت نتائجا كأفضل ما يكون
ندعو الله عز شأنه أن يتقبل صالح أعمالنا ويتجاوز عما سواها
وكل يوم يقال فيه مات فلان، وسيأتي يوم يقال فيه "مات أحمد"
غفر الله لنا ولكم
وكنت كلما عدت إليه وجدت في نفسي تغيرا من كلمة فيه أو اثنتين، حتى بدا اليوم وقد تغيرتُ عن أكثره!!
فقد زدت اقتناعا أن الكاتب الصادق من يكون لمداده نصيب من دمه، ومن صدق بيانه احترز من النشر احترازه أن يسكب شيئا من دمه!
وأن القلوب خزائن ليست مفاتيحها إلا بيد الرحمن، ومن اطلع على شيء مما في قلب أخيه فإنما هي فتنة .. وقد أمرنا أن نستعيذ بالله من الفتن.. ما ظهر منها...... وما بطن!
من أجل ذلك.. خفت سائل القلم هنا، وفي كل موضع كنت أنشر به، وفتحت مدونة صغيرة أنثر فيها كلمة كلما ضاقت بالبيان الدفاتر.
وإذما خرجتُ عن خصوصية التعبير فإن لي فكرة للمنتدى .. لو يُسِّر لها!!