المحرر موضوع: حكاية تمت قبل أن تكتمل  (زيارة 17688 مرات)

0 الأعضاء و 4 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

أحمد

  • زائر
حكاية تمت قبل أن تكتمل
« في: 2010-03-08, 02:52:49 »
:emoti_133:

تابعونا





بسم الله الرحمن الرحيم
ياسائلي عن قصة معهودة .. صفحاتها عبر الزمان تكرر؟!



ومضة

 استقصى ابن الأثير رحمه الله في كتابه "الكامل" فصول تاريخ الإسلام مذ أشرق نور النبوة حتى قبل أيامه التي عاشها في القرن السابع الهجري ثم أمسك قلمه عن التدوين ونأى بنفسه عن الكتابة في التاريخ بعدُ أبدا، واكتفى بمصنفه عند هذا الحد!
ولما سئل: وأين زمانك من التاريخ وأنى يطابق اسم كتابك "الكامل "مسماه، وأنت لم تسطر فيه حوادث التتار ووقائعهم التي أنت بها على مرأى ومسمع وهي من الشأن بمكان؟
أجاب الرجل – صادقا- : وكيف أكتب نعي الإسلام بيدي؟!!
« آخر تحرير: 2010-03-08, 03:07:22 بواسطة أحمد »

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حكاية تمت قبل أن تكتمل
« رد #1 في: 2010-03-08, 13:21:18 »
اقتباس
تابعونا

حاضر
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل إيمان يحيى

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 3597
  • الجنس: أنثى
  • لا يأس مع الحياة
رد: حكاية تمت قبل أن تكتمل
« رد #2 في: 2010-03-08, 13:30:21 »


نتابع بحزن وأسى

 sad:(

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: حكاية تمت قبل أن تكتمل
« رد #3 في: 2010-03-08, 17:19:58 »



أجاب الرجل – صادقا- : وكيف أكتب نعي الإسلام بيدي؟!!




عذرا على القطع ولكنني حقا أعجب .... أنّى لعالم كابن الأثير أن يقول عبارة كهذه؟! وهو يعلم أنّ لا أحد يملك أن ينعي ما لا يموت ؟!!  
« آخر تحرير: 2010-03-08, 17:21:39 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

أحمد

  • زائر
رد: حكاية تمت قبل أن تكتمل
« رد #4 في: 2010-03-15, 13:40:28 »
اقتباس
تابعونا

حاضر

حضرلك الخير  :emoti_282:



نتابع بحزن وأسى

 sad:(


أعدكم ألا يدوما.. إن شاء الله  emo (30):





أجاب الرجل – صادقا- : وكيف أكتب نعي الإسلام بيدي؟!!




عذرا على القطع ولكنني حقا أعجب .... أنّى لعالم كابن الأثير أن يقول عبارة كهذه؟! وهو يعلم أنّ لا أحد يملك أن ينعي ما لا يموت ؟!! 

لعله أسى الرجل مما كان أفقده صوابه، أو لعلها المبالغة جاوزت به كتابة الحقيقة بلفظها، فعبر بما يثير النفوس هكذا!

ولا ننسى أن كثيرا وقتها استذكروا أحاديث فتن آخر الزمان وأوقعوا هذه الأحاديث على حوادثهم آنذاك وظنوا اقتراب الوعد الحق حتى انتظر كثير منهم نزول المسيح عليه السلام!!


أحمد

  • زائر
رد: حكاية تمت قبل أن تكتمل
« رد #5 في: 2010-03-15, 14:08:43 »
..أما قبل،
أعلمَ اللهُ عز وجل آدم عليه السلام وبنيه من بعده أنه سبحانه خلقهم من الأرض واستخلفهم فيها جيلا بعد جيل مكلفين بشرائع إن التزموها عادوا إلى جنة الخلد وملك لا يبلى، وأعلمهم كذلك أنه سيترك الشيطان يعدهم ويمنيهم وأن فريقا منهم سيحفظ عهد الله وميثاقه يوم أعطى الشهادة الأولى في عالم الذَّر وفريقا آخر سيحشر من الشبهات ما استطاع سبيلا فرارا مما توعد الله به من نكث عهده وعصاه واتبع الشيطان وجانب الحق وأهله وناوءهم وناصبهم العداء ورفع عليهم شعار الحرب والبغي.
ولما كان القضاءُ: أن يتتابع الناس من بني آدم في الأرض أجيالا وكان القضاء كذلك أن يكون من كل جيل البرُّ والفاجرُ، وكان الله قد وعد الصالحَ من عباده بالفوز بالآخرة وتوعد الضال بالنكال فيها والجحيم ووعد الأمة من المؤمنين بالنصر في الدنيا وتوعد الظالمين فيها بالهلاك أيضا.
وكانت الأمم كما يقول ابن خلدون أجيالا متعاقبة، تماما، كما آحاد الناس وإن اختلفت أعمارها عن أعمارهم؛ فالناس أفراد يولد الواحد منهم ويحيا ما قدر له ثم يموت فيلقى جزاء ما قدم إن خيرا وإن شرا. أما الأمم فحقبة من الزمن وطائفة من الناس تولد بصحوتهم أو غفلتهم وتحيا ما قدر لها ثم يكون جزاها وفق ما قدمت وبمثل ما عليه نشأت فإن شبت على عدل نمت على خير وإن قامت على ظلم انتهت إلى هلاك.
يعلم التاريخ ذلك علم اليقين كما يعلم الشيخُ الفاني كيف يولد الطفل غضا فتصرفه الأيام والليالي حتى ينتهي كهلا لا يكاد يقوم. كما أخبر التنزيل الحكيم:
"خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً"
وبالمثل أخبر الذكر عن أعمار الأمم كما أخبر عن أعمار البشر فقال في غير موضع :
"فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ..."
وقال كذلك:
"أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا ..."
"وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ..."
"ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا..."
"فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ..."
بل لعله – كتاب الله تعالى - أشار إلى العبرة في حياة الأمم أكثر مما فصل في حياة الأفراد، ولما يزل يبشر الصالحين المصلحين " أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ..." وينذر المفسدين " وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيس .."
ولعلك ترى معي هذا الترابط بين حياة الأمم وحياة أفرادها، فكل امرئ يختار في حياته مع أي الأمتين يسلك وأي الطريقين يتخذ .. ولا مناص!
وهو إذ يقرر هذا إنما يحكم على نفسه فقط، إما بالسعادة الأخروية يقينا والدنيوية احتمالا إن اختار طريق الصالحين، وإما بالشقاوة إن اختار طريق الظالمين.
ومع اختياره هذا فهو لا يغير شيئا مما أجراه الله تعالى سنةً في كونه؛ فلن يمنع أن يفوز الصالحون بأخراهم وأن يحرزوا النصر في دنياهم آخر الطريق ولن يُكسِبَ الظالمين خيرا أو يحول دون هلاكهم في النهاية!
إنه ينبغي على كل مكلف  أن يعلم أنه حين يختار أي السبيلين يسلك فإنما يختار في النهاية لنفسه أي حال في الآخرة يريد وأي خاتمة في الدنيا ينتظر ولا شيء بعد؛ فبه وبغيره الناجون في منجاهم وبه وبغيره الهالكون في مهواهم. جعلنا الله على خير ما يحب وما يرضى دائما وأبدا،..


غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حكاية تمت قبل أن تكتمل
« رد #6 في: 2010-03-15, 14:19:48 »
جميل جدا

بارك الله بك

متابعة
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

أحمد

  • زائر
رد: حكاية تمت قبل أن تكتمل
« رد #7 في: 2010-03-19, 01:44:27 »
جميل جدا

بارك الله بك

متابعة


وبارك بكم دوما

يبدو أن طول الحكاية حاش الناس عن متابعتها

.. الله المستعان

أحمد

  • زائر
رد: حكاية تمت قبل أن تكتمل
« رد #8 في: 2010-03-19, 01:46:15 »
أما بعد،..

كانت السنوات التي صاحبت سقوط خلافة بني عثمان وما بعدها أنكأ لجراح المسلمين مما وصفته الكتب من حوادث التتار أو أحجم ابن الأثير عن تدوينه!
فإن كان القتل لم يستحر فينا هذه الأيام كما استحر إبان التتار إلا أن عقائد الدين والتزام الشرائع هما اللذان استحر فيهما القتل في نفوس الأكثرين من عوام الأمة وخاصتها.. سواء!
بل إن كان الحال في نفوس العامة الإنشغالَ بطلب الدنيا والجهلَ بالدين فقد كان الإنشغال بالدنيا في نفوس الخاصة  قتالا عليها وتآمرات تهلك فيها العامة ظلما وعدوانا، والجهل بالدين إعراضا عنه بالكلية وتبعية تامة لمذاهب الشرق والغرب التي لا تختلف في غير مظاهرها وتتفق جميعا في داخلها على رفض كل ما يتصل بالله من عقيدة وشريعة وسلوك!
وهذه المفارقة بين فجيعة الإسلام في أهله اليوم وما كان يصيبهم أمس من نكبات هي ما صرح به الأستاذ محمد قطب في واقعنا المعاصر وأشار إليه العلامة الندوي في رسالته المسماة: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، وبثه الغزالي محمد السقا عبارة وإشارة في كتبه التي ملأت أصقاع البلاد!
وأصل هذه المفارقة الانبهار الذي ترعرع في النفوس بكل ما هو غربي (1) فقتل كل حماسة للدين وأنجب أجيالا لما تزل في أذيال الأمم


------------------
(1) كان هذا في عهد هؤلاء الأساتذة عليهم جميعا رحمة الله ورضوانه، أما في هذه الأيام فقد جاوز الخيل المدى ولم تعد الانهزامية الكامنة في النفوس أمام الغرب فقط، بل صارت انهزامية عامة أمام كل ماهو غير إسلامي، حتى كأنها صارت تبرؤا من الإسلام ذاته بقطع النظر عما يقابله من شرق أو غرب!

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: حكاية تمت قبل أن تكتمل
« رد #9 في: 2010-03-19, 01:53:23 »

وبارك بكم دوما

يبدو أن طول الحكاية حاش الناس عن متابعتها

.. الله المستعان

من قال لك هذا؟  :emoti_282:

أعتقد أن المتابعين الصامتين كثر مثلي  :emoti_282:

فأنا أستمتع بالمتابعة ولا أجد ما يرقى للتعليق على هذه الحكاية الجميلة
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حكاية تمت قبل أن تكتمل
« رد #10 في: 2010-03-19, 11:17:14 »
فعلا... موت الفكرة أخطر من موت من يحملونها
ولهذا كانت مأساة المسلمين في القرن الرابع عشر الهجري أتكى بكثير من مأساتهم إبان اجتياح التتار

ولا حول ولا قوة إلا بالله
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

أحمد

  • زائر
رد: حكاية تمت قبل أن تكتمل
« رد #11 في: 2010-03-19, 12:28:14 »

وبارك بكم دوما

يبدو أن طول الحكاية حاش الناس عن متابعتها

.. الله المستعان

من قال لك هذا؟  :emoti_282:

أعتقد أن المتابعين الصامتين كثر مثلي  :emoti_282:

فأنا أستمتع بالمتابعة ولا أجد ما يرقى للتعليق على هذه الحكاية الجميلة


هذه بشارة خير.. الحكاية جميلة فعلا

وما أحبَّ المتابعة الصامتة إلي  emo (30):


فعلا... موت الفكرة أخطر من موت من يحملونها
ولهذا كانت مأساة المسلمين في القرن الرابع عشر الهجري أتكى بكثير من مأساتهم إبان اجتياح التتار

ولا حول ولا قوة إلا بالله


نعم، قاتلوا اليومَ الفكرة.. لكنهم ما اكتفوا، فقد قاتلوا من يحملونها أيضا

!!

أحمد

  • زائر
رد: حكاية تمت قبل أن تكتمل
« رد #12 في: 2010-03-19, 12:32:17 »
لا ينبغي أن يحملنا الكلام عن فجيعة الإسلام في عقيدة أهله وثباتهم عليه والتزامهم به.. لا ينبغي أن يحملنا الكلام عن كل هذا على التهوين من الفجيعة العسكرية السياسية كذلك، إنما غاية الأمر أن هذه مقدمة تلك كما يرى الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله في تفصيله لنظريته الاجتماعية "القابلية للاستعمار" أن الشعوب التي يصيبها الانهزام في إيمانها بحضارتها وتفقد الثقة بما لديها من طرح فكري وموروث ثقافي ويغشى أبصارها آنذاك الانبهار الذي يجلب عليها التبعية الفكرية واللهث العقدي خلف أمة أخرى .. إن وقوع هذا في أمة يستتبع لزوما انهزامها العسكري وسقوطها السياسي ووقوعها في دائرة تكاد تكون مغلقة من الانحطاط المادي والفكري معا، مما يستلزم للنهوض بها من جديد بعث نهضةٍ بإيمانها كأنها تستمد من الظلام نور الأمل ومن الطغيان رجاء النصر.. وقد كان!!

كان أولا الانهزامُ العسكري للأمة الذي لحق هزيمتها الحضارية فاحتلت بريطانيا وفرنسا من بلاد العالم الإسلامي وسطه وغربه وجنوبه فكانت بأيديهم العراق والشام ومصر واليمن والشمال الإفريقي والهند والحبشة واحتلت روسيا شماله وشرقه فقوضت سلطان الخلافة المبسوط سلفا على الشمال الآسيوي والشرق الأوربي حتى حصرته عند البوسفور شمال تركيا وقام السوفييت على بلاد كم أعلت لله صيحات التكبير وارتجت مآذنها بآيات الله .. فأظلمتها من بعد نور وأكفرتها من بعد هدى!

وقد كان أيضا.. كانت هذه النهضة على أيدي رجال كأنهم بإيمانهم يستمدون من الظلام النور ومن الطغيان النصر!

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حكاية تمت قبل أن تكتمل
« رد #13 في: 2010-03-19, 13:22:18 »
يستمدون من الظلام النور؟ :emoti_138:
النور لا يستمد من الظلمات أبدا

لعل قصدك أنهم يحاولون ان يتلمسوا في دياجير الظلام طريقهم نحو النور، او يتتبعون مصدره ويدلون الناس عليه..  :emoti_17:

اي تعبير آخر  emo (30):

من هم هؤلاء الرجال؟ أعلى الله قدرهم في الدنيا والآخرة
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

أحمد

  • زائر
رد: حكاية تمت قبل أن تكتمل
« رد #14 في: 2010-03-19, 13:32:43 »
يستمدون من الظلام النور؟ :emoti_138:
النور لا يستمد من الظلمات أبدا

لعل قصدك أنهم يحاولون ان يتلمسوا في دياجير الظلام طريقهم نحو النور، او يتتبعون مصدره ويدلون الناس عليه..  :emoti_17:

اي تعبير آخر  emo (30):

من هم هؤلاء الرجال؟ أعلى الله قدرهم في الدنيا والآخرة


إنهم لا يحاولون التماس.. بل إنهم كلما اشتد الظلام عليهم، وغالى الطغيان في أذاهم.. لمعت بأعينهم بوارق النصر ولوائح الفوز!!

ولهذه الملازمة صار الناظر إليهم يشعر كأن الظلام والطغيان مدد نورهم وسبب انتصارهم

أحمد

  • زائر
رد: حكاية تمت قبل أن تكتمل
« رد #15 في: 2010-03-20, 10:02:00 »
واتساقا مع سنة الله في كونه وكما فصلناه آنفا في أعمار الأفراد وأعمار الأمم بدأت في حياة فرد جاوز العاشرة من عمره بأيام حمل على عاتقه إيقاظ أئمة المساجد في بلدته لصلاة الفجر وإذ يستيقظ الأئمة يستيقظ الناس على ندائهم بالأذان في المساجد فكانت بدايته دعوة الدعاة وإرشاد الهداة وإيقاظ الأئمة خير ممهد لمستقبل مرشدٍ أسس وهو في الثانية عشرة من عمره جماعة من رفاق صباه للإنكار على المحرمات ثم اندرج في جماعة صوفية تحمل أبناءها على صدق السلوك ونقاء القلوب وإخلاص العمل ثم سافر إلى القاهرة طلبا للعلم وتفوق فيه وعمل في التعليم .. أو على وجه الدقة: تعليم الصبية!!
ثم بدأت في حياة الأمة أواخر العام 1347 هـ حين بلغ الأستاذ حسن البنا – ذلك الصبي والفتى المار ذكره -  الثالثة والعشرين من عمره فأسس جمعية الإخوان المسلمين بالإسماعيلية التي انتقل بها إلى القاهرة فيما بعد واتسع أمرها حتى استوعبت أقاليم مصر وتجاوزت حدودها إلى الشام والعراق والسودان والأردن في حياته رحمه الله حتى مات شهيدا بعد عشرين عاما من تأسيسها وقوامها خمسمئة ألف إنسان
وقد بذل لها الرجل وإخوانه دماءهم وأموالهم وأوقاتهم حتى كان ينهي هو عمله عصر الخميس فينطلق بقية يومه والجمعة وفجر السبت داعيا إلى الله ليصبح السبت أول الحضور في المدرسة كأن شيئا لم يكن ولا يسعه حال ذلك مناما سوى كراسي القطارات وبسط المساجد
أسس الإمام البنا دعوته على الإصلاح تلك الكلمة التي تحمل في حروفها الاعتراف بكل خير باق وتسري بكل جد وإخلاص لإنماء الخير واستثماره بكل نقص أو اعوجاج يطرأ
فلم يخرج البنا على مجتمعه ولم يهدم ما فيه ليعلي بناء جديدا وما قال الرجل يوم لقومه انفضوا عنكم ما أنتم فيه وائتوني وإنما قال أيقظوا الإيمان المخدر في قلوبكم لقد قال الرجل كلمة الرسل عليهم السلام من قبله إني أراكم بخير ولم يقل هلك الناس
وقد أسس الإمام البنا رحمه الله هذا الإصلاح على دعائمه التي عرفها المصلحون من عباد الله وعلمائه من قبله فقد كان إيمانه بصلاح الأمة على طريقة سلفها الصالح عميقا إلى الحد الذي لم تترك أضواء المدنية الحديثة في نفسه أكثر من الحكمة التي أمر المؤمن باستحقاقها أينما وجدها
لقد أرسى الأستاذ البنا دعوته على دعائم للإصلاح ثلاثة هي كما يقول الشيخ سعيد حوى رحمه الله: العلم، والتربية، والجهاد.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حكاية تمت قبل أن تكتمل
« رد #16 في: 2010-03-20, 19:02:29 »
 emo (30):
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: حكاية تمت قبل أن تكتمل
« رد #17 في: 2010-03-20, 22:06:06 »
جميل .. بانتظار البقية ..

أحمد

  • زائر
رد: حكاية تمت قبل أن تكتمل
« رد #18 في: 2010-03-21, 00:55:42 »
emo (30):

 emo (30):


جميل .. بانتظار البقية ..

جمل الله وجهك يوم لقاه

 emo (30):

أحمد

  • زائر
رد: حكاية تمت قبل أن تكتمل
« رد #19 في: 2010-03-21, 00:56:22 »
لقد أرسى الأستاذ البنا دعوته على دعائم للإصلاح ثلاثة هي كما يقول الشيخ سعيد حوى رحمه الله: العلم، والتربية، والجهاد.
وهي عند البنا كانت بأوسع مفاهيمها التي يمكن أن تحتملها تلك الألفاظ الموضوعة لها .. فالعلم عنده هو زاد المؤمن الشرعي الذي يقيم به دينه لله وحده، وهو سلاحه التخصصي في عالم جعل حلبة العلم والسباق فيها زمام الريادة مطلقا، حتى  استحدث الناس علوما لم تكن تعرف من قبل فجعل للتجارة علوما والإدارة علوما وللسياسة علوما فضلا عما عرف قديما من كيمياء وطب ونحوهما
والتربية عنده هي الملكة التي إن بسطت نفوذها على النفس منحتها الرشاد والسداد في كل شؤونها فهي لا تقتصر على جانب دون آخر وإنما تشمل إيمان القلب وانطلاقة النفس ورياضة البدن ورحابة الصدر .. لقد كانت التربية عند الإمام رحمه الله هي مفصل الحركة بين العلم والجهاد وهي وعاؤهما كذلك فهي وسيلة لكسبهما ثمرة لحصولهما في آن واحد فقد جعل رحمه الله الزاد الثقافي للأخ محتوى في أسرته التربوية ونشاطه الرياضي منتظما من خلال أسرته التربوية وجعل المسؤول التربوي عن الأخ عنوان التزامه بالصف الإخواني داخل الجماعة مع ما تنشئ الجماعة عليه أفرادها من علم وجهاد!
أما الجهاد فقد كان عنده الدعوة إلى الله تعالى أولا وآخرا وما تستلزمه الدعوة إلى الله يكون هو الجهاد .. فأول ما تستدعيه ارتقاء العبد مع ربه على درجات الإيمان القلبي والسلوك العملي فيعبر عنه الأستاذ البنا رحمه الله بأصلح نفسك ثم الانطلاق في طلب الناس إلى الله بكل ما يمكن من وسائل وما يصلح من سبل فيقول وادع غيرك فالجهاد عند الإخوان المسلمين كل ما من شأنه أن يرفع كلمة الله وينشر دينه.
وعلى هذه الدعائم الثلاث ربى الإمام أبناءه فوقع لهم ما  سبق أن بشرهم به في رسالته من أذى الناس وبطش الحكام
...