المحرر موضوع: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)  (زيارة 40850 مرات)

0 الأعضاء و 3 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

أحمد

  • زائر
آخر مشاركة، وعذرا أن  أطلت عليكم  :blush::



العلوم الشرعية لا تخرج عن هذا المخطط:


             1- علوم القرآن>>>>>>>>>                                                        1- الأحكام الاعتقادية (العقيدة)
 
المصادر (  الوحي):                  وسيلة استفادة الحكم ( أصول الفقه) >>>>>>>>  2- الأحكام العملية (الفقه)

             2- علوم الحديث>>>>>>>>>                                                       3- الأحكام الخُلُقية (التصوف)



فتقع علوم: التجويد والقراءات ورسم المصحف وجمع القرآن وترتيبه وكتابته وأسباب النزول والمكي والمدني وأسماء سوره و... في علوم القرآن لضبط هذا المصدر
وتقع علوم: الجرح والتعديل والرجال والتخريج ودراسة الأسانيد وعلل ومشكل الحديث و... في علوم الحديث لضبط هذا المصدر
وتقع علوم اللغة العربية كالأساس لعلم أصول الفقه


غير أن هناك علوما قامت لتخدم هذه المنظومة كلها سواء وضعها المسلمون من أنفسهم أو نقلوها عن غيرهم وطوروها

مثل: علم المنطق. وهو يضبط طريقة التفكير مطلقا.. وقد نقلوه عن اليونان وطوروه
ومثل علم العروض وهو علم أوزان الشعر وقوافيه .. لخدمة العربية. ومثله علوم الأدب والإنشاء والإملاء
وعلوم الدعوة ..  كالخطابة والحوار ومهارات القيادة والتأثير والدعوة الفردية .. وبعض هذه العلوم منقول عن اليونان كالخطابة.. وبعضها اليوم يستفيدة الباحثون من الدراسات الغربية
وعلم أدب البحث والمناظرة لضبط الخصومة في أي مسألة والاجتهاد في استخراج الحق على لسان أي من الطرفين وهو ابتكار إسلامي خالص



وكثير من العلماء يدخل أحكاما فقهية في التصوف .. كالآداب النبوية ونحو ذلك.

كما أدخلوا قديما آراء فلسفية فيه أيضا كوحدة الشهود والفناء ونحو ذلك



كما امتلأت كتب العقيدة بمباحث فلسفية للرد على الفلاسفة الخائضين في مسائل العقيدة بما لا يشهد له الوحي بل قد يعارضه!!

كما امتلأت لسبب آخر أنهم رأوا أن كل ما من شأنه أن يثبت المباحث العقلية في العقيدة يجب أن يدخل هذا العلم .. فملأوا كتب العقيدة بمباحث هندسية وطبية وفلكية تناسب معارفهم العصرية


نلاحظ أيضا أن علم العقيدة أصل العلوم.. وذلك أن مباحث العقلية هي التي تثبت الوحي .. الوحي الذي تستفاد منه جميع الأحكام ..

ونلاحظ أن أصول الفقه هو مفصل العلوم الإسلامية أو محورها

ونلاحظ أن اللغة العربية أساس الاجتهاد في الدين ومعرفة أحكام الشريعة

ونلاحظ صعوبة استفادة حكم  شرعي  من الوحي مباشرة لأنه يحتاج إلى علم واسع بالوحي .. ثبوتا ودلالة .. مما لا يتوفر إلا لأكابر العلماء كالأئمة الأربعة

والله تعالى أعلى وأعلم ..


سبحانك الله وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك..

 emo (30):
« آخر تحرير: 2010-03-08, 02:46:16 بواسطة أحمد »

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
بارك الله بك يا أحمد

كفيت ووفيت

لكن المخطط غير واضح، لعله يحتاج لضبط التنسيق

ولعلي أعود لإضافة بعض الأفكار بناء على ما كتبت لغرض في نفسي
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك

أولا: دلالات الألفاظ.

1- درس العلماء الكلمة العربية من حيث معناها في الجملة فوجدوا أن حرفها الأخير (غالبا) يتغير بتغير هذا المعنى.. فرصدوا هذا التغير اللفظي والمعنوي ووضعوا له قواعد سموها علم النحو

فأنا أقول: جاء محمدٌ ورأيت محمداً ومررت بمحمدٍ .. فتغير حرفها الأخير بتغير معناها في الجملة من الفاعلية إلى المفعولية المباشرة إلى المفعولية غير المباشرة

2- ودرسوا الكلمة من حيث معناها الذي تدل عليه في نفسها فوجدوا أن صيغتها تتغير بتغير معناها الذي تدل عليها .. فرصدوا هذا التغير اللفظي والمعنوي ووضعوا له قواعد سموها علم الصرف

فأنا أقول: ضرب زيد عمرا فزيد ضارب وعمرو مضروب

فمادة ضرب لم تتبدل .. لكن تغيرت صيغتها من ضرب إلى ضارب إلى مضروب فتغيرت دلالة الكلمة من فعل إلى اسم فاعل إلى اسم مفعول.

3- ثم درسوا دلالة اللفظ على معناه فوجدوها على قسمين:
 قسم لغوي تختص به كل لغة عن الأخرى .. كدلالة لفظ الأسد على الحيوان المعروف .. الذي تقابله دلالة كلمة lion في الإنجليزية على نفس المعنى

فجمعوا هذه الدلالات في  علم اللغة الذي كتبت فيه القواميس والمعاجم

قسم عقلي تشترك فيه جميع اللغات .. كدلالة قيام الفعل بالفاعل عند إسناده إليه.
فقولي: قام زيد. دل على أن زيد هو الذي قام .. هذه الدلالة تثبت بمجرد إسناد أي فعل لأي فاعل بأي لغة.

فرصدوا هذه الدلالات وجمعوها في علم "الوضع"

4- ثم رصدوا قوانين النحو والصرف والوضع .. واستفادوا منها نظريات كلية في نشأة اللغة ونموها وعلاقة المعنى باللفظ وما يسمع فيها من غريب وشاذ ونادر .. واختلاف اللهجات وطرق النطق بالحروف.. وسموها علم "فقه اللغة"

فوضعوا فيه نظرية: الحقيقة والمجاز. والأصل والفرع. والضرورة ونحو ذلك

5- ودرسوا كيفية الدلالة على المعنى بأنسب عبارة.. وسموه علم المعاني.
وكيفية الدلالة على المعنى بأكثر من عبارة .. وسموه علم البيان
وكيفية تزيين العبارة وسموه علم البديع.
وجمعوا كل هذا تحت اسم علوم البلاغة .. وهي العلوم التي تستهدف التعبير عن المعنى بأحسن صورة تطابق الحال المناسب لها.

والذي يدرس البلاغة يجدها مبنية على فقه اللغة والعلوم التي منها استمد العلماء فقه اللغة.

فالبلاغة خاتمة علوم اللغة.



بعد تشريح علماء اللغة اللفظ العربي باعتبار بنيته الداخلية وباعتبار موضعه في الجملة وباعتبار وضعه اللغوي ووضعه العقلي وبعد النظر في جملة ذلك وكيفية أداء المعنى على أحسن وجه..

يأخذ علماء الأصول منهم هذا وينظرون للفظ باعتبار دلالته على معناه  فإما أن يكون المقصود به فردا معينا أو مجموعة يشملها كلها أو مجموعة يختص منها بواحد .. وقد تكون هذه الدلالة ظاهرة أو خفية ولهذين الظهور والخفاء مراتب وقد يعبر عن المعنى الموضوع له مباشرة وقد يعبر عنه بقرينة وقد يدل على المعنى بنفسه وقد يدل عليه بمفهومه .. وهذا المفهوم إما أن يكون موافقا أو مخالفا

وهكذا.. قواعد لغوية واسعة جدا.. يبنيها علماء الأصول على خلاصة جهد كبير بذله علماء اللغة لتشريح البيان العربي ومحاولة استنطاقه الحكم الدال عليه

ولا عجب.. فالقرآن يؤكد مرارا وتكرارا على عربية الوحي الإلهي .. وعلى لزوم تدبره والنظر فيه والتفكر والتعقل .. وأنى يكون ذلك بأقل من هذا؟!!



بعد هذا الشرح المختصر الممتع من أحمد أحب أن ألفت النظر إلى فكرة أشاعها بعضهم من خلال مقالاته على النت أو في خطبه
حيث أضعف أهمية علوم اللغة العربية في الشريعة الإسلامية، واستند في رأيه إلى دليل عقلي مفاده:
أن إتقان اللغة العربية لم ينفع أبا لهب ولا أبا جهل شيئا، والجهل بها لم يحل دون دخول الاعاجم من كل عرق ولون ولسان في دين الله أفواجا، وأن أمثال أبي سفيان وعكرمة بن أبي جهل وغيرهما لم يزدادوا علما باللغة فاهتدوا للإسلام بعد كفر
فالعلم باللغة العربية إذن لا يقدم ولا يؤخر، وعلينا ألا نقيمه حاجزا دون فهم الناس لدينهم وإقبالهم عليه


هذا مختصر الشبهة التي أثارها الرجل
والرد عليه يكون بالتالي:
إن الإيمان بالله تعالى وبوحيه ورسالته إلى نبيه بالإجمال لا يحتاج إلى علم باللغة العربية، بل يحتاج إلى تحكيم العقل وانشراح الصدر، فمن أكرمه الله تعالى بهذين الأمرين آمن وأسلم
وبعد إيمانه وإسلامه يتعلم فرائض دينه ممن سبقوه ويطبقها
ولو بقي اعجميا طول حياته، لا يحتاج إلا إلى تعلم الفاتحة وشيء من قصار السور والتسبيحات والأذكار التي يقيم بها صلاته
ويمكن له مع ذلك أن يصل لأن يكون من السابقين المقربين من المؤمنين

ولكن.........

نتكلم عن الاحتياج للغة العربية وإتقانها غاية الإتقان لمن يتصدى للاجتهاد، واستنباط الاحكام الشرعية من نصوص القرآن والسنة
ففرق بين الإيمان والاتباع..
وبين القيادة والاجتهاد والإفتاء
فاستنباط الأحكام وفهم مراد الله تعالى ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم لا يكون إلا لمن أتقن اللسان العربي إتقانا محكما
وقد ضربت مثالا لهذا في المشاركات القديمة التالية:
http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=3538.msg48355#msg48355

http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=3538.msg48406#msg48406

وضرب له أحمد أمثلة جميلة في موضوعه التالي

.قرآنا عربيا لعلكم تعقلون

ويعتبر الجهل باللغة العربية وفنونها، أو حتى قلة الإحكام لها، من أكبر أسباب نشوء الفرق الضالة المختلفة على مدار التاريخ الإسلامي، على اختلاف درجات الضلال وتفاوتها..

فهل اتضح الفرق بين الأمرين إخوتي الأفاضل؟؟
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ناصح أمين

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 267


وجهة نظرك واضحة يا أماه

واسمحي لي الآن أن أضيف تعليقاً على تقسيم الأخ الأريب "أحمد" لاسيما أن مخططه يحتاج لتنسيق حتى يتضح مقصوده منه ، وظني أنه يمكن صياغة هذا المخطط بالكتابة هكذا :

العلوم الدينية ثلاثة أقسام :

(القسم الأول) علوم المصادر (الوحي) : وهي قسمان :

(1) علوم القرآن

(2) علوم الحديث


(القسم الثاني) علوم الأحكام : وهي ثلاثة أقسام :

(1) الأحكام الاعتقادية (علم العقيدة)

(2) الأحكام الفقهية (علم الفقه)

(3) الأحكام الخلقية (علم التصوف)


(القسم الثالث) وسيلة استفادة الأحكام من المصادر (وسيلة استفادة علوم القسم الثاني من مصادر الوحي التي تخدمها علوم القسم الأول) : وهذه الوسيلة تشمل علماً واحداً هو

علم أصول الفقه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهنا أسجل ملاحظة ، وهي تحفظي على إخراج علم التصوف من علوم الاعتقاد ؛ فعلم التصوف أساساً يُعنى بأعمال القلوب ، وأصول أعمال القلوب أركان في الإيمان ، وكمالها الواجب من الإيمان الواجب ، وكمالها المستحب من الإيمان المستحب .. لكن الحاصل للأسف أنه غلب على أبحاث علم العقيدة تفريغها من الجانب الإيماني العملي الذي هو ثمرة هذا العلم أساساً ، وقصر البحث فيها على قضايا كثير منها جدلية وتفصيلية لم تكن مثارة بمثل هذا التفصيل في العهد الأول ، حتى أن بعضها ناتج عن استطراد بعض العلماء المنتسبين إلى السنة وتفصيلهم بلا داعٍ من انحرافات أهل البدع .. فصارت دراسة أبواب الإيمان في أكثر كتب الاعتقاد تبحث فقط في مسائل الأسماء والأحكام ، بل نشأت مصطلحات جديدة لم يستخدمها الصدر الأول وصارت المعارك عليها حتى بين أهل السنة أنفسهم ، وصنفت فيها الكتب ، كمصطلح "جنس العمل" وغيره ، وماتت مباحث أعمال القلوب تقريباً من كتب العقيدة ، فصار علم العقيدة من العلوم التي يُعرض عنها الكثيرين ، خصوصاً أن الخلاف في مسائل الاعتقاد لا يُحتمل أكثره بعكس الخلاف في مسائل الأحكام الفقهية ، إذ أن أكثر الخلاف في مسائل الاعتقاد غير معتبر !! لذا أرى من الأولى تعميق دراسة هذه المعاني ضمن مادة العقيدة ؛ ترطيباً لها وتصفية لنفوس الدارسين من التحفز والاستعلاء على المخالفين الذي تفرزه طريقة تدريس العقيدة حالياً ، فكتب مثل "مختصر منهاج القاصدين" لابن قدامة و"منازل السائرين" للهروي وشرحه " مدارج السالكين" لابن القيم ونحوها من أهم كتب العقيدة في نظري ؛ إذ بها تتحقق ثمرة الإيمان الذي هو مدار البحث في علم العقيدة ، والله أعلم

لذا ففي تصنيفي أقوم بإدخال الأحكام الخلقية وتهذيب النفوس في أبواب علم العقيدة فيما يناسبها من الأبواب ، فبعضها يدخل في مسائل الإيمان (كأعمال القلوب) ، وبعضها يدخل في مسائل التوحيد (كالرياء) ، وهكذا

كذلك أقوم بإدخال علوم القرآن وعلوم الحديث تحت أصول الفقه ؛ لأنها خادمة له .. وقد تفضل الأخ الكريم "أحمد" ببيان أن العلماء يتناولون في أصول الفقه مباحث كثيرة من علوم القرآن وعلوم الحديث

فيتمخض الأمر عندي عن قسمين من العلوم الشرعية :

(القسم الأول) العلوم المخدومة ، وهي الهدف المقصود من باقي العلوم ، ويجب على كل مسلم أن ينال حداً أدني منها .. وهما عِلمان :

(1) علم العقيدة .. وأصله ركن واجب للدخول في الإسلام أصلاً .. ويشترط فيه الإيمان اليقيني لا العلم فقط ، فبعض الكفار يعلم من أمور اعتقاد المسلمين أكثر مما يعرفه كثير من عوام أهل الإسلام ، لكن هذا العلم المجرد عن الاعتقاد لا ينفعه للنجاة .. ولهذا الكلام مجال آخر

(2) علم الفقه .. وأصله الذي لا يتم الإتيان بالواجبات واجتناب المحرمات إلا بهِ فهو واجب ، ويتفاوت الناس في حد الواجب عليهم منه تبعاً لحالهم ، فمثلاً لا يجب تعلم فقه الزكاة على من لم يمتلك نصاباً وحال عليه الحول ، ولا يجب تعلم فقه الحج على من لا نفقة تبلغه اداء مناسكه ، وهكذا .. ولهذا الكلام أيضاً مجالٌ آخر

(القسم الثاني) العلوم الخادمة ، وهي التي نشأت لخدمة عِلمي العقيدة والفقه باستنباطهما من الأدلة الشرعية المعتبرة ، وتُسمى أيضاً "علوم الآلات" ؛ لأنها تتضمن الآلات المستخدمة لاستنباط العلوم المخدومة .. وكل مباحث هذه العلوم يمكن إدراجها تحت مباحث علم "أصول الفقه" تأصيلاً أو استطراداً ، فمن ذلك : "علوم القرآن" و"علوم السنة" تحت كتاب "أدلة الأحكام" ، و"علوم اللغة" و"علوم البلاغة" تحت أبواب "القواعد الأصولية اللغوية" و"دلالات الألفاظ" ، و"علم المنطق" في باب "آداب البحث والمناظرة" من أبواب "الاجتهاد والتقليد" ، وهكذا

والمقصود بعلم المنطق هُنا هو ما خَلَّصه علماء الإسلام من شوائب الفلسفة ، فالمنطق الأرسطي الفلسفي العقيم ذمه أئمة الإسلام ذماً شديداً وكتبوا المصنفات العظيمة في نقده وتحريمه ، وهو الذي لم تَقُم للغرب قائمة إلا بعد أن تخلص منه علماؤه ونقدوه نقداً علمياً كان قد سبقهم إليه علماء الإسلام بقرون .. فالمنطق الأرسطي ليس أداةً مُتحررة من الثقافة ، بل هو إرثٌ إغريقيٌ قائمٌ على تصورات ومبادئ اليونان الوثنية ، وقد تُرجم في عهد "المأمون" ، وكان مُعظم المترجمين من غير المسلمين من "اليعاقبة" و"النساطرة" وغيرهم ، ولهذا وغيره جاءت فتاوى أئمة الإسلام بتحريمه .. وقد قال العلامة "المختار بن بونة" رحمه الله عن المنطق الذي يتعلمه المسلمون :

فإن تَقُل حَرَّمَهُ "النواوي" *** و"ابن الصلاح" و"السيوطي" الراوي

قلتُ : نَرَى الأقوَالَ ذِي المُخَالِفَةْ *** مَحلُّهَا مَا صَنَّفَ الفَلاسِفَةْ

أمَّا الذي خَلَّصَهُ مَن أسلمَا *** لابُدَّ عِندَ العُلَمَا أن يُعْلَمَا

وهذا الكلام أيضاً له مجالٌ آخر

المهم هنا أن كُلُّ هذه العلوم الخادمة تعلمها فرضٌ على الكفاية : إذا قام به من يكفي لحفظ هذه العلوم في الأمة سقط فرض تعلمها عن الباقين ، فالقائمون بها وعليها يسدون مسد الأمة ويرفعون عنها الحرج في ذلك ، فلله درهم ، وعنده وحده جزاؤهم


طبعاً غنيٌ عن الذكر أن هذه التقسيمات غير مُلزمة لأحد ، ولا ينبني عليها حكم شرعي ، وإنما هي فقط لربط العلوم وتسهيل طريقة تصورها واستحضارها في الذهن ، واختلاف الأفهام يؤدي إلى اختلاف ترتيبها في أذهان أصحابها ، وهذا الخلاف لا يضر أصحابه شيئاً ألبتة

والله أعلم

أتمنى أن أكون قد أفدتُ ، واعذروني إن تكرر غيابي ، ولا تنسوني من الدعاء

« آخر تحرير: 2010-03-16, 09:07:17 بواسطة ناصح أمين »


بالله عليكم : سامحوني

(((واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)))

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه


غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
وصل لمستحقيه
بارك الله بك وعلمك ما ينفعك ونفعك بما علمك وزادك علما
ونحن معك
اللهم آمين
استدراك جميل للغاية

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

أحمد

  • زائر
بسم الله..

أعجبني تحفظك أخي الحبيب
ولكن هل لك - قبل المتابعة - في قراءة مشاركتين لي في موضوع الصوفية والاشاعرة للاخت فتاة مسلمة

غير متصل إيمان يحيى

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 3597
  • الجنس: أنثى
  • لا يأس مع الحياة


جزاكم الله خيرا جميعاً

ما أرسلت وصل من زمان يا ناصح والتقصير مني أنا لانشغالي الشديد هذه الأيام


غير متصل marwa madany

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 202

غير متصل ناصح أمين

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 267

عُذراً على التأخير ، فقد كنتُ في شغل يأكل الوقت كله


بسم الله..

أعجبني تحفظك أخي الحبيب
ولكن هل لك - قبل المتابعة - في قراءة مشاركتين لي في موضوع الصوفية والاشاعرة للاخت فتاة مسلمة



قرأتهما


أما الأولى : فلا يَردُ الإشكال الذي ذكرته فيها على مذهبي في تقسيم العلوم وطريقة دراستها : سواء بإدخال علم السلوك في دراسة الاعتقاد ، أو بعدم إطلاق أيدي المبتدئين في علم السلوك ، وذلك بجعل الدليل على طريق السلوك من أدلة المبتدئين حتى يتم تجاوز مرحلة معينة في الدراسة العقدية والفقهية ؛ إذ أكثر الأدلة الكبار على طريق السالكين قد تؤدي إلى انحراف المسترشد المبتدئ بها ؛ إذ طعام الكبار سُمُّ الصغار


وأما الثانية : فلم تظهر لي علاقتها بهذا الموضوع !!!! إلا إذا كانت إحالتك لي عليها استطراداً ؛ لرغبةٍ في معرفة مذهبي من هذه القضية !!
« آخر تحرير: 2010-03-16, 09:06:20 بواسطة ناصح أمين »


بالله عليكم : سامحوني

(((واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)))

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه


أحمد

  • زائر
حياك الرحمن أخي الحبيب

ليست الثانية كذلك إن شاء الله، ولست بالذي يرغب في هذا


إنما المشاركتان يفصحان عن أن التصوف أقرب إلى السلوك منه إلى العلم المدروس

وأنه لا يختص بالعقائد .. وإنما يشمل الفقه كذلك.

وأصل التفصيل الذي ذكرته في تناسب العلوم منقول برأسه من أستاذي الدكتور حسن الشافعي في كتابه المدخل إلى علم الكلام ومحاضراته في شرح العقائد النسفية

ومع أن الرجل من المهتمين بالتصوف دراسة والتزاما قد جعل الأحكام اعتقادية وعملية فقط ولم يجعل للتصوف دائرة في دوائر الأحكام.

فاكتفى بأن يكون المصدران الكتاب والسنة والعقيدة والفقه النتجيتان والأصول المحور بين المصادر والنتائج

أما دراسة العقائد مجردة عن التصوف فهو كدراسة الفقه كذلك.


غير متصل ناصح أمين

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 267


حياك الله وبياك أخي ، وأدام محبتك ، وزاد مودتك

وقد أحسن الدكتور "الشافعي" في عدم إفراد السلوك كعلمٍ مُستقل خارج عن علوم الاعتقاد والفقه ؛ لغلق الباب أمام الجهال الذين لا حظ لهم من العلم في القول بالخروج على الشريعة وما تلبسه عليهم في ذلك الشياطين

ولنا أسوة في ذلك بالإمام الجبل "عبد القادر الجيلاني" (رحمه الله) ؛ فقد قال : ((تراءى لي نورٌ عظيمٌ ملأ الأفق ، ثم تدلى فيه صورة تناديني : "يا عبد القادر : أنا ربك ، وقد أحللتُ لك المحرمات" ، فقلتُ : "إخسأ يا لعين" ، فإذا ذلك النور ظلام ، زتلك الصورة دخان ، ثم خاطبني : "يا عبد القادر : نجوت مني بعلمك بأمر ربك ، وفقهك في أحوال منازلاتك ، وقد أضللتُ بمثل هذه الواقعة سبعين من أهل الطريق" ، فقلتُ : "لله الفضل")) ، فقيل له : ((كيف عرفت أنه شيطان ؟!!)) ، فقال : ((بقوله : قد أحللتُ لك المحرمات)) .. فتأمل (يا رعاك الله) كيف عُصم الإمام بعلمه ، وضل غيره بجهله !!

إن السلوك هو ثمرة العلم اعتقاداً وعملاً كلاهما ، ولهذا قال الصحابي المُلهَم المُعَلَّم "عبد الله بن مسعود" (رضي الله عنه) وغيره من السلف : ((إنما العلم الخشية)) ، فمن عَلِمَ ولم يعمل بعلمه : فهو كالشيطان ، ومن عَلِمَ وعمل ولم يورثه علمه خشيةً لله في قلبه : فعلمه وعمله مدخولان ، نسأل الله العافية

وكلما ازادا المرء علماً وعملاً : زاده الله هدى ، وكلما ازداد هدى : ازداد تقوى ، وكلما ازداد تقوى : ازداد علماً ، وكلما ازادا علماً : ازداد هدى ، وهكذا ، ولا يأتي هذا إلا بمجاهدة النفس على العلم والعمل به ، كما قال ربنا : (((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا))) ، وقال سبحانه : (((والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم))) ، وقال جل ثناؤه : (((واتقوا الله ويعلمكم الله))) ، ونحو هذا من الآيات ، بل قد بين الله صفة أوليائه سبحانه فقال : (((ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون : الذين آمنوا وكانوا يتقون)))

والكلام في هذه المعاني يطول

« آخر تحرير: 2010-03-20, 09:17:15 بواسطة ناصح أمين »


بالله عليكم : سامحوني

(((واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)))

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه


أحمد

  • زائر
عذرا أخي..
لم أفهم.. ما هو هذا المذهب؟

أحمد

  • زائر
بسم الله

عودة للموضوع..

.. الله المستعان


اتفقنا أن غاية العلم معرفة أحكام الله.. والأحكام اعتقادية وعملية وخلقية. ومصادرها الكتاب والسنة. ووسيلة استفادة الأحكام من المصادر هو أصول الفقه

فهي ست دوائر كبيرة اثنتان على اليمين تشكلان علوم القرآن وعلوم السنة وثلاث على اليسار تشكل العقيدة والفقه والتصوف وواحدة بينهم تشكل أصول الفقه.

وهي دوائر تشمل علوما كثيرا .. سبق أن أشرنا إلى أسماء بعضها

فما رأيكم لو فصلنا العلوم الواقعة داخل كل دائرة؟

لكن سنلحظ تشابه علوم كثيرة وتداخلها .. فكيف نفرق بين علم وآخر؟

... الجواب: قاعدة في غاية الأهمية!! ..

فهل أنتم متابعون؟

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
متابعون
أكمل جزاك الله خيرا
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

أحمد

  • زائر
الله المستعان


تساءلنا: كيف نفرق بين علم وآخر؟

طيب.. قبل هذا السؤال تعالوا نفهم كيف تكون العلوم أصلا!!

العلم .. أي علم.. قام ليبحث عن مجهول ما.. تمام؟

يعني علم الطب يبحث عما يعرض لجسم الإنسان من أمراض ثم يحاول علاجها..

علم الفقه يبحث عن الأحكام الشرعية لأفعال العباد..


معنى ذلك أن أي علم يضع نصب عينيه شيء ما يبحث فيه أحواله.. ليصل إلى المجهول الذي يريده

فمثلا علم الفقه يضع "أفعال العباد" نصب عينيه .. ليبحث عن أحكام الشرع فيها

وعلم الطب يضع "جسم الإنسان" نصب عينيه .. ليبحث عما يعتريه من أمراض.


لكننا قد نجد نفس الشيء قد وضعه أكثر من علم نصب عينيه.. مثل "أفعال العباد" فإن الفقه يضعها نصب عينيه ليبحث عن أحكامها الشرعية، ويضعها أيضا  علم العقيدة نصب عينيه ليبحث عن أحكامها الاعتقادية كالجبر والاختيار..

لكن نلاحظ أن كل منهما قد وضعه نصب عينيه باعتبار مختلف عن الآخر..

فالفقه باعتبار الأحكام الشرعية والعقيدة باعتبار الأحكام الاعتقادية..

.. المهم هذا الشيء الذي يضعه العلم نصب عينيه ليبحث في أحواله ليصل إلى المجهول الذي يريده .. هذا الشيء اسمه: موضوع العلم.

مع ملاحظة اختلاف الاعتبارات.. فكما قلنا إن بعض العلوم تتشارك في أصل الموضوع لكن ينظر إليه كل علم باعتبار مختلف عن الآخر

فإذا عدنا للسؤال: كيف نفرق بين كل علم وآخر؟

نفرق بين كل علم وآخر باختلاف موضوعات العلوم.. إما اختلافا أصليا.. يعني موضوع هذا العلم أفعال العباد وموضوع الآخر جسم الإنسان.
أو اختلافا اعتباريا .. يعني موضوع هذا العلم أفعال العباد باعتبار أحكامها الشرعية وموضوع الآخر أفعال العباد باعتبار أحكامها الاعتقادية.



أحمد

  • زائر
نفصل الكلام الآن في دائرة علوم القرآن

وهي الدائرة التي ينتهي بحثها إلى إثبات أن القرآن الكريم نص إلهي مقطوع بصحة نقله من الشيوخ المقرئين إلى النبي صلى الله عليه وسلم تماما كما أنزل عليه من رب العالمين.

وفي سبيل هذا الإثبات تنشأ علوم..

- تبحث في كيفيات أدائه كما أنزل وفي الأسانيد التي نقلت بها هذه الكيفيات... وهي علوم القراءات

- تبحث في الكيفية التي جُمع بها من أفواه الصحابة والرقاع التي دونوه فيها إلى المصحف الجامع ثم في نقله إلى مصاحف الأمصار (تاريخ تدوينه)

- تبحث في رسمه الذي يكتب به .. وهو علم رسم المصحف

فإذا تم التحقق من تواتر نقل قراءاته ودقة جمعه وإتقان رسمه.. فقد تحقق المطلوب من هذه الدائرة وهو إثباتها القرآن الكريم نصا إلهيا مقطوعا بثبوته عن رب العالمين بالكيفية التي أنزلها على رسوله الكريم

ثم ألحق العلماء بـعلوم القرآن مباحث من علوم أخرى لكنها متعلقة بالقرآن الكريم .. مثل: النسخ وأسباب النزول والمكي والمدني ونحو ذلك..


أحمد

  • زائر
الله المستعان..

ثم نفصل الكلام في دائرة علوم الحديث وهي الدائرة التي تنتهي إلى بيان درجة ثبوت كل خبر منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم جميعا

وقد عمم المسلمون قواعد هذه العلوم على كل خبر يتناقلونه بينهم حتى التزموا الإسناد في نقل الشعر وقصص الفكاهة وأخبار العلماء والملوك وغير ذلك..


وقد جعل علماء الحديث لقبول الخبر خمسة شروط:

1- أن يتصل إسناد من الراوي حتى المروي عنه الخبر

وأن يكون رواة الخبر موثوقا بـ:

2 - صدقهم
3 - وبضبطهم لما يخبرون به

4- وأن يسلم رواة الخبر من الإخبار بما يخالف من هو أوثق منهم

5- وأن يسلم الخبر كذلك من أمر خفي يقدح فيه .. سواء وقع القدح في الخبر نفسه أو في إسناده


ثم اعتبروا أن الحديث إذا روي بأكثر من إسناد فإنها يشد بعضها بعضا.. حتى إذا بلغ التواتر قطع بصدقه. وإلا فإنه يفيد زيادة الثقة في الخبر أو جبر الضعف الوارد عليه.


... هذه هي الفكرة العامة التي بنى عليها المحدثون قبول الحديث. وقد حملتهم على البحث في موضوعات مختلفة...

- البحث في أحوال الرجال من حيث العدالة والضبط ... وهو علم الجرح والتعديل.
- البحث في اتصال الأسانيد وذلك من خلال معرفة مواليد ووفيات ورحلات العلماء وتلاميذ كل عالم وشيوخه ... وهو علم التاريخ.
- البحث في أسماء الرجال لضبطها وتعيين الصواب وما وقع فيه الخطأ .. وهي علوم الكنى والألقاب والمشتبه....الخ
- البحث في أسانيد الحديث التي ورد بها .. وذلك للوقوف على نسبته من التواتر أو تقويه بتعدد أسانيده أو الوقوف على مخالفات الرواة .. وهو ما سمي بالاعتبار
- البحث في القوادح الخفية التي تطرأ على الحديث من خلال علوم الاعتبار والتاريخ والجرح والتعديل .. وهو علم العلل
- البحث في كتب الحديث لجمع مرويات الحديث الواحد .. علم التخريج
- البحث في الأسانيد طبقا لقواعد المحدثين للحكم على الحديث بالقبول أو الرد .. علم دراسة الأسانيد


ونلاحظ أن هذه العلوم متداخلة فالتاريخ قد يشمل الجرح والتعديل وضبط الأسماء وقد تفرد الوفيات بمؤلفات.. وقد يكتب التاريخ على طريقة الطبقات وقد يكتب على طريقة الحوليات.. وقد يختص بمدينة أو مذهب أو عصر  وقد يعم..

المهم أنها علوم تساعد على تطبيق الفكرة العامة التي سبق بيانها لقبول الحديث ورده

ويسمى مجموع القواعد المتعلقة بقبول ورد الحديث وما يلتحق بها من علوم "علوم الحديث" وتعرف بأنها:

القوانين التي يعرف بها المقبول والمردود من الحديث!


أحمد

  • زائر
بسم الله..

لو فصلنا الكلام أكثر في علوم الحديث

وجدنا: علم الطبقات.. وهو علم يدرس تاريخ المشتركين في صفة واحدة ثم يقسمهم إلى مراحل أيضا بحسب صفة أخرى


فمثلا نجد طبقات الشافعية .. هذا يدرس تاريخ الفقهاء الشافعية ثم يقسمهم بحسب الأخذ عن الإمام الشافعي.. فالطبقة الأولى هم الآخذين عنه مباشرة والثانية الآخذين عن الآخذين عنه وهكذا..

هناك مثلا طبقات الحفاظ .. يدرس تاريخ العلماء حفاظ الحديث ثم يقسمهم بحسب وفياتهم .. ويجعل كل طبقة مثلا عشر سنوات

وقد تجعل الطبقة سنة واحدة .. فتسمى دراسة التاريخ حينئذ بالحوليات مثل كتاب البداية والنهاية




أحمد

  • زائر
بسم الله..

أما دائرة علم أصول


ذهب بعض العلماء إلى أنها دائرة لا تستقل بنفسها وأنه ليس هناك علم خاص قائم بنفسه اسمه أصول الفقه

وإنما هو -برأيهم - مجموعة دراسات عربية ومباحث من علوم القرآن والحديث وعلم العقيدة .. نظمت هذه الأبحاث معا بطريقة ما لترسم طريقة استنباط الأحكام من النص

وذهب آخرون إلى دائرة أصول علم مستقل بنفسه بل إنه حتى مستقل في الأبحاث المنقولة من العلوم الأخرى .. حتى قالوا إن الأصوليين يدققون في مسائل في اللغة لا يبحثها علماء اللغة أنفسهم!

- والصواب والله أعلم - أنه علم يعتمد على ما ثبت في علوم أخرى كثيرة .. كالحديث والقرآن واللغة العربية والعقيدة.. لكنه متفرد في بحث القياس وفي دراسة تحمل اللفظ للحكم .. وهو درس لغوي لم يتطرق إليه علماء اللغة


وقد نشأت علوم اللغة جميعا على بركات أصول الفقه فلنجعلها في مشاركة مستقلة بعون الرحمن..

لكن نتكلم عن العلوم نشأت لتتم المطلوب من الأصول:

- المنطق... علم بقواعد تنظم عملية التفكير

فتقسم العلم لتصور وتصديق .. وكيفية الوصول لكل منهما .. وأقسام المعلوم إلى كلي وجزئي .. وأقسام الكليات والجزئيات .. وهكذا..

- أدب البحث والمناظرة.... علم بقواعد الاختلاف

فيقسم الاختلاف بحسب درجة العلم بالموضوع المختلف عليه

ويتكلم عن المختلفين .. من له الحق في الاستدلال ومن له حق الاعتراض وكيف يعترض .. ليصل الجميع إلى الحق