مفارقات

[فتاة مسلمة]

سأحكي لكم من البداية

اليوم كان لدي امتحان وماذا في ذلك

لا شيء

ولكن كما أعلمتكم سابقا عن أزمة النقاب

والحمد لله على كل حال رفضت الدعوى القضائية بل الحكم جاء بتأييد قرار الوزير

ولكن كل هذا ما دخله بعنوان الموضوع  ؟!!!!!!!! 

سأقول لكم تمهلوا

ذهبت إلى الجامعة اليوم ودخلنا المسجد لصلاة الظهر ووجدت المنتقبات متوثبات لدخول الامتحان وقد أعددن أنفسهن وتسلحن بعدد من الكمامات إذا ما انقطعت واحدة فتجد البديل وتساعد أحيانا ببعض منها لبعض الفتيات اللاتي لم يتسلحن بعد

دخلنا الكلية وتفرقت عن صديقتي كل منا ذهب إلى لجنته

وفي اللجنة وجدت تقريبا بلا مبالغة ما يقرب من ثلثي البنات منتقبات

وكان مراقب لجنتي شيخ على قدر من الالتزام أحسبه هكذا وبدأ يحثنا ويعزينا في الأمر وعن تلك القوانين بأن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل فكانت في نبرته نبرة سخط على الحال وأفصح أن لديه ابنته أيضا منتقبة وأنه مستاء من الحال

بفضل الله لم تنِل منتقبة  أحدا بكشف وجهها فكن بين متغطيات بتلك الكمامات ومن لم تجد غطت وجها بمنديل وأخرى لفت طرحتها على وجهها

أما هذه فرفضت الخضوع ورفضت أن ترفع النقاب نهائيا إلى أن أتت لها امرأة من شئون الطلبة لتكشف وجهها بعيدا عن الرجال لتكمل الامتحان ولتأخذ ورقة الإجابة

ولكني علمت بعد اللجنة من صديقتي  أنها زميلة لنا أعرفها ورغم ذلك رفضت نهائيا الامتحان

أعتذر عن الإطالة هذه كانت مقدمة الأحداث

فإلى أول مفارقة

المراقب كان مستاء لما يحدث على حين آخر كان يشدد كثيرا وكان من تشديده أنه يثير إشكالا

المفارقة الثانية متعلقة بنفس الأمر أما المفارقة الكبرى التي دعتني لأكتب الموضوع ستكون الأخيرة

دخل بعد فترة عميد الكلية - وهو حديث عهد بالعمادة فقد تولاها مع بداية الفضل الدراسي وهو إنسان كنت أكن له كثيرا من الاحترام - وقال : " أن من لن ترفع النقاب لن تأخذ ورقة إجابة وأن من تسدله بعد أخذها ورقة الإجابة عليهم  - إن وجدوها هكذا - أن يسحبوا منها الورقة فورا .

في حين دخول دكتور آخر للجنة صديقتي وأبدى اعتراضا على مراقب طلب من الفتيات نزع الكمامة والبقاء بوجوهن مكشوفة تماما ثم زجره عن هذا الأمر .

 

نسيت أن أقول لكم في بداية اللجنة استغرقنا تقريبا حوالي نصف ساعة من الوقت لكي تهدأ اللجنة نسبيا ونصف ساعة أخرى كي استشعر بأني في امتحان وليس في سوق فكان هناك لغط لا أدري من أين وعلى ماذا ولكني أدركت أن تأثيره في التشتيت فعالا

وبدأت الإجابة عن الامتحان تقريبا مع نصف الوقت أي أن نصف الوقت أضاعوه وعلى أقل تقدير بالنسبة للآخرين ثلثه

وأيضا نسيت أن أقول لكم مع بداية رفع المنتقبات النقاب والجلوس بتلك الكمامات فوجئت بمن يصورنا أترى هي الصحافة ؟!!! 

وحينما انتبه له المراقب كان فص ملح وذاب 

المهم المفارقة التي رأيتها وكم أحزنتني

وهي تلك اللحية - التي هبت لتدافع عن المنتقبات و تساعد بمناديل لأخرى كي لا ينكشف وجهها - وهي تغش

وكم كنت أتمنى أن أصيح أو يصيح أحد في وجهها ووجه من تعاونها " اتقوا الله " - لأن الأمر يكون أشد وقعا إذا كان من رمز -

اتقوا الله يا طلبة

اتقوا الله يا رجال

اتقوا الله يا فتيات

تقوى الله هي مخرجنا من كل ما نحن فيه

لو كل واحد اتقى الله في نفسه قبل غيره لما كان هذا حالنا

ملاحظة : الموضوع لا أكتبه لإثارة بلبلة حول النقاب وليست مشكلة النقاب هي غرضي من الموضوع بل تلك المفارقات في سلوك الناس

[(أمة الرحمن)]

 وقال : " أن من لن ترفع النقاب لا تأخذ ورقة إجابة وأن من تسدله بعد أخذها ورقة الإجابة عليهم  - إن وجدوها هكذا - أن يسحبوا منها الورقة فورا .

لا حول ولا قوة إلا بالله..

لو وُضِعَ الخوف من الله في قلوبنا..بل لو زُرِعت في نفوسنا

لكان تقوى الله هو حالنا...

للأسف

[ماما هادية]

وهي تلك اللحية - التي هبت لتدافع عن المنتقبات و تساعد بمناديل لأخرى كي لا ينكشف وجهها - وهي تغش

وكم كنت أتمنى أن أصيح أو يصيح أحد في وجهها ووجه من تعاونها " اتقوا الله " - لأن الأمر يكون أشد وقعا إذا كان من رمز -

لقد وضعت يدك على الجرح تماما يا فتاة مسلمة
بل على علة تأخرنا وتقهقرنا وضعفنا... وتسلط الظلام والطغاة علينا

[فتاة مسلمة]

وهي تلك اللحية - التي هبت لتدافع عن المنتقبات و تساعد بمناديل لأخرى كي لا ينكشف وجهها - وهي تغش

وكم كنت أتمنى أن أصيح أو يصيح أحد في وجهها ووجه من تعاونها " اتقوا الله " - لأن الأمر يكون أشد وقعا إذا كان من رمز -

لقد وضعت يدك على الجرح تماما يا فتاة مسلمة
بل على علة تأخرنا وتقهقرنا وضعفنا... وتسلط الظلام والطغاة علينا

أتدرين ماما هادية العام الماضي كشفت مراقبة  عن لحية تضع ورقة تلخيص في داخل كراسة الإجابة وطبعا الغرض مفهوم

والمراقبون في العموم يتغاضون عن تلك الأمور حتى لا تحدث شوشرة

وسبحانك يا رب كانت فقط تزجره على فعلته لأننا لم نبدأ الامتحان من الأصل ولم يكن استلم ورقة الأسئلة بعد وسحبت منه ورق التلخيص

وإذا هي ما زالت تزجره يدخل معيد تقريبا أو فرد مسؤول وهو شكله ينم عن التزام - أحسبه هكذا ولا أزكي على الله أحدا - ويعلم بالأمر وحين يعلم بأن الفعلة من لحية لن أقول ماذا حدث فما كان أمامنا وردة فعله تشي بأنه سيجعلها عبرة لمن يعتبر

لأنه أيضا أيد فكرة أن الأمر حين يصدر من رمز يكون أشد وطأ

فهذه أيضا مفارقة بين هذان الشبان

ولكي لا أكون جائرة على هذا الطرف فقط من المؤكد أيضا أن الطرف الآخر به مثل تلك الهنات

ولكني صراحة باختلاطي بالجانب الأنثوي أراهم أكثر إلتزاما فما رأيكم ؟

الغريب المضحك المبكي أني أحيانا أُسأل كيف كانت اللجنة من ناحية الغش أكانت يسيرة - وهذا المعنى يسيرة لي وأن المراقبين يغششوننا أو يطلقون العنان للطلاب بأن يتصرفوا فيما بينهم  - 

هل نحن صرحاء مع أنفسنا

أم أن التناقض أصبح شيمة في أنفسنا

نهب وننفر من جدار ولو تكلمنا مع أحد نسمع مدى تأثره للموقف

ولكن حين نبحث عن الفعل - ولو في أصغر الأفعال - نجده هباء منثورا

كيف نبني الدور العاشر ولم نرمِ بالأساسات بعد

كيف نطلب الجهاد - وحين نقابل أحدا " يا ليتنا نذهب لنحارب " بالفعل يا ليت ليت كانت تجدي - ونحن مازالت قواعدنا وأساساتنا لم تبن بعد

غش وكذب ونفاق وربا وأكل أموال الناس بالباطل وسجائر  وشباب غارق في النوووووووم

نحن كذابون نكذب على أنفسنا قبل أن نكذب على غيرنا

[ماما هادية]

نعم صدقت يا فتاة

نحن يظلم بعضنا بعضا، ويقسو بعضنا على بعض..

حين تتأملين ما حولك لا تجدين صدقا ولا أمانة ولا إخلاصا

الإخلاص في العمل بقدر المصلحة العائدة من الإخلاص... هذه هي المعادلة

تسألين موظفا لماذا لا يبذل جهده في عمله، فيقول لك على قدر الراتب...
طيب ومن المتضرر من إهمالك؟ من يدفعون لك الراتب الضئيل أم المواطنون البسطاء من امثالك؟

كثيرا ما أتأمل في مظاهر التخلف من حولنا... فلا اجد لها علاقة بتقدم ولا تكنولوجيا... لا علاقة لها إلا بالأخلاق والضمير الإنساني
وما أصدق الشاعر الذي قال:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ........................ فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا

ونحن ذهبت أخلاقنا تماما

وعلى مستوى المتدينين.....
بكل أسف.. يشعر المتدين انه إن لم يكن ذئبا أكلته الذئاب، فيحرص على ألا يكون أقل شراسة أو حرصا على مصلحته من الذئاب من حوله
وتحول الدين في حسه إلى صلاة وصيام وبضعة أذكار وأدعية، ومجادلات مجادلاااااااااااااااااااااااااااااااات

نحن بحاجة ماسة إلى تربية حقيقية.... من مربين ربانيين... عافاهم الله من أمراض القلوب، واستعلوا على شهوات النفوس ووساوس الشياطين... أبصروا بنور بصيرتهم وصفاء سريرتهم حقائق الامور، ونفذوا إلى بواطنها، فوضعوا أيديهم على العلل الحقيقية....
 لكن أين هم؟
وأين من يثق بكلامهم، ويقبل إرشادهم؟