المحرر موضوع: معارك أخرى على هامش معركة النقاب  (زيارة 31318 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ناصح أمين

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 267
معارك أخرى على هامش معركة النقاب

كتبه/ عبد المنعم الشحات

(بتصرف يسير جداً ، حيث تم حذف فقرة واحدة ليست ذات صلة بهدف المقال)


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد

فقد اندلعت "حرب النقاب"، وما زالت رحاها دائرة حتى الآن، ولأن أمور الشرع مترابطة وقضاياه متداخلة، ولأن خطط الأعداء متشعبة وحفائرها عميقة، فقد توسعت "حرب النقاب" لتشمل كثيراً من القضايا الأصولية والتشريعية والواقعية، نجملها على وجه الاختصار في هذا المقال


فأول هذه الحروب: حرب الحجاب

نعم، لم تقتصر الحرب على النقاب، وإن كان البعض من المنتسبين إلى العلم ممن يرون النقاب غُلوّاً قد قصروا حربهم عليه، فإن الكثير من الصحف والمجلات العلمانية قد رأوا الفرصة سانحة لكي يبثوا سمومهم حول الحجاب ذاته، محاولين زعزعة العقيدة الراسخة حتى لدى المتبرجات أنفسهن في وجوب الحجاب

وهذا يقتضي وقفتين:

الأولى من عموم الدعاة والمصلحين لاسيما الذين لم ينفعلوا مع الأزمة بالشكل الكافي: أن يتحركوا قبل فوات الأوان، وأن يعلموا أن قائمة التنازلات في قضية المرأة أولها النقاب، وقد لا يكون لباس البحر هو آخرها!

الثانية من هؤلاء المشايخ الرافضين للنقاب: أن يسارعوا بالتبرؤ ممن ركب الموجة وهاجم الحجاب، وأظن أنه مهما بلغ من وهمهم في اعتبار النقاب غُلواً فلن يبلغ في الخطورة مبلغ إنكار المعلوم من الدين بالضرورة: كـ"الحجاب" من حيث المبدأ، فليشاركوا مع عموم الأمة في التصدي للحملة المسعورة ضد الحجاب، بدلاً من أن يكونوا مشاركين فيها من حيث لا يعلمون


طائفة القرآنيين

من المفارقات العجيبة أن منكري حجية السنة من القرآنيين ومن شابههم لم يلجأوا إلى إنكار حجية السنة إلا فراراً من الأحكام التفصيلية التي في السنة؛ لتبقى نصوص القرآن مجملة فيؤولونها وفق آرائهم وأهوائهم، ولكنهم متى وجدوا في السنة ما يشهد لبعض آرائهم أتوا إليه مذعنين، بل ربما اعتمدوا على غير الثابت، بل الموضوع من السنة .. وهذا ينطبق على كل أعداء السنة عبر التاريخ من "المعتزلة القدماء" ومن "المعتزلة الجدد"

ومن المفارقات أن يطعن المعتزلة في أحاديث "البخاري" و"مسلم" التي لا تروق لهم لشُبهاتٍ عقلية سقيمة لو ردوها إلى عالمها لوجدوا لها جواباً، ثم يستدلون بأحاديث موضوعة في شأن العقل!!

وفي قضية الحجاب وجد أعداء السنة أنفسهم في حرج؛ فظاهر القرآن: وجوب ستر الوجه، وهذا ما يُفسر مَيل معظم المفسرين إلى القول بوجوبه، وأدلة استثناء الوجه عند القائلين باستثنائه هي من السنة!

ذلك أن القرآن قال: (((وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا))) [النور: 31]، فنسب إبداء الزينة المنهي عنه إلى النساء، وعند الاستثناء لم يقل: "إلا ما أظهرن"، ولكن قال: (((إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)))، فدل بدلالة الوضع اللغوي على أنه "إلا ما ظَهَرَ من تلقاءِ نفسه" كما فسره بذلك "ابن عطية"، وأقره "القرطبي" على ذلك، ثم تعقبه بأن السنة ألحقت الوجه والكفين بما (((ظَهَرَ)))؛ لكثرة الحاجة إلى "إظهارهما"، واستدل على ذلك بحديث أسماء (رضي الله عنها): ((يا أسماء: إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا، وأشار إلى وجهه وكفيه)) [رواه أبو داود]، ونقل عنهما هذه المساجلة الشيخ "سيد طنطاوي" في تفسيره "الوسيط"!

كما قال تعالى: (((يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ))) [الأحزاب: 59]، فأمر النساء بالإدناء (((عَلَيْهِنَّ)))، وهذا يشمل إدناء الثوب على بدن المرأة من أعلى إلى أسفل بلا استثناء كما ذكر نحوه أيضاً الشيخ "طنطاوي" في تفسيره!

وقال تعالى: (((وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنّ))) [النور: 31]، والخمار: غطاء الرأس، والجيب: فتحة الصدر، وإذا ضُرِبَ الخمار من الرأس إلى فتحة الجيب سَتَرَ الوجهَ حتماً .. ولا يُعترض على هذا بأن العُرف جَرَى على إحداث فتحة في الخمار تبرز الوجه؛ فإنما فُعِلَ ذلك بناءً على مذهب من يرى جواز كشف الوجه، أو فُعِلَ تيسيراً للبسهِ على أن يُغطى بالنقاب، وهذه الصورة لا يرتضيها بعض القائلين بوجوب ستر الوجه، ويرون لزوم إدناء الجلباب كما أمر الله، وبالتالي يحرِّمون النقاب بهذا الاصطلاح، وقد عَمَدَ بعضُ المغرضين إلى كلامِ هؤلاء العلماء فرَوَّجه على أنه تحريمٌ لسترِ الوجه، والواقع أن هؤلاء العلماء يرون وجوب ستر الوجه بالجلباب تحديداً، فهم من أشد القائلين بجوب ستر الوجه

ومن ثمَّ فقد فَرَّ "القرآنيون" في هذه المسالة إلى السنة مستدلين بحديث "أسماء" وحديث "الفضل بن العباس" (رضي الله عنهم)

وبعيداً عن الخلاف الفقهي في المسألة: كم نتمنى أن يثبت هؤلاء عند تعظيم السنة والاحتكام إليها!

ولكن أحد رؤوس "حرب النقاب" والذي جعل من أهم أولوياته تحويل النقاب من "عبادة" إلى "عادة"، والذي يطبع الكتب بمئات الآلاف في ذلك : مازال لا يدري حجج الفريقين؛ فخرج بتصريحٍ يقول فيه: ((بيننا وبينهم كتاب الله))!! ولكنه لم ينتبه إلى أن الاحتكام إلى القرآن هنا دون السنة يجعل ستر الوجه واجباً قولاً واحداً!!

والجدير بالذكر: أن المتمسكين بالوجوب من أهل العلم رأوا أن الأدلة التي استدل بها القائلون بالاستحباب لا تنتهض لتخصيص القرآن؛ لأن صحيحها غير صريح: كـ"حديث الفضل"، وصريحها غير صحيح: كـ"حديث أسماء"، وأما من صحح حديث "أسماء" فقطع بالاستحباب، ومنهم من المعاصرين: الشيخ "الألباني" (رحمه الله)


"العادة" و"العبادة"

وهذه حرب أخرى من الحروب الحاضرة في حرب النقاب .. فإن الحرب دائرة لنزع صفة العبادة عن الحجاب، وإدخاله في باب العادات!!

لماذا ؟؟!!

لقد حاول الخصوم إخراج النقاب من عِداد الواجبات إلى عِداد المستحبات (وهو قول يقول به بعض أهل العلم) أملاً في أن يدفع ذلك المنتقبات إلى التراجع عنه لاسيما إذا تزامن ذلك مع التضييق عليهن في معظم الدوائر، ولكنه ازداد انتشاراً بحمد الله، فما كان منهم إلا أن ادّعوا أنه "عادة لا عبادة"؛ لأن زحزحة العادات باستخدام سلاح التضييق أكثر سهولة من زحزحة العبادات، بل ربما زحزحت العادات بعادات أخرى تناسب العصر

والواقع أن العلمانيين الذين يسمون أنفسهم زورًا بـ"التنويريين"، ومن يستجيب لإرهابهم من المنتسبين إلى العلم: يعانون ضعفاً شديداً في التنظير، وفقراً شديداً في الكفاءات، فيكتفون باستنساخ المعارك الفكرية القديمة التي خاضها أسلافهم، وهم دائماً ما يحرصون على استنساخ التجربة بكل تفاصيلها

وقد جاء المتغربون الأوائل، والحجاب فعلاً (فضلاً عن النقاب) مجرد عادة شرقية انفصلت عن مصدرها الإلهي في حس معظم من يرتدينه، اللهم إلا فئة قليلة جداً ممن رحم الله، ومن ثمَّ سَهُلَ عليهم انتزاعه، كما أشار إلى ذلك الأستاذ "محمد قطب" (حفظه الله، وعفا عنه)

ثم خرجت الصحوة الإسلامية المباركة، وعاد معها الحجاب، "حجاب العبادة" لا "حجاب العادة"، ومن ثمَّ صَمَدَ هذا الحجاب أمام كل الهجمات بفضل الله تعالى، مما اضطر الأعداء إلى استخدام هذا "الخطاب الفرعوني" الممتد عبر الأزمان: (((إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ))) [الشعراء: 53-54]، وظل الأعداء يرددون أن الالتزام بالدين (والنقاب من أشد مظاهره) إنما هو شعار لطائفة محدودة من المتطرفين! وأظنهم لولا الحرج لقالوا: "يعدون على أصابع اليد الواحدة"!!

ولكن حَدَثَ تطور قلب حسابات العلمانيين والإسلاميين على حد سواء، حيث اتسع مستوى قبول سماع الخطاب الدعوي الإسلامي بدرجة كبيرة تزامن معها التزام ببعض الأمور التي كانت حتى وقت قريب حكراً على الإسلاميين، منها: "النقاب"، ووجدت شرائح من المجتمع تلتزم ببعض ما يلتزم به الإسلاميون ولا تلتزم بالبعض الآخر؛ لعدم الاقتناع، أو لعدم وجود العزيمة الكافية

وذلك ما رصدته إحدى تلك المجلات المحاربة للنقاب من أن كثيراً من المنتقبات حديثاً ما زلن يشاهدن التلفاز ويسمعن الأغاني، وهو ما فسروه على أن النقاب المنتشر الآن هو بالفعل عند أصحابه عادة لا عبادة، وهذا التفسير منهم محاولة لطمأنة النفس، وإلا لو كان الأمر كذلك لما قاموا بكل هذه الجهود لإثبات أنه عادة لو كان هو بالفعل كذلك عند من تفعله!

والتوصيف الصحيح للأمر: أنه عند بعض المنتقبات الجدد عبادة عرفنها، واستطعن مع شيوعها مقاومة شياطين الإنس والجن في الالتزام بها، في ذات الوقت الذي توجد فيه عدد من المخالفات في سلوك صاحبته لم تبلغ عزيمتها بعد للدرجة التي تتغلب بها عليها، وهو ما أغرى هؤلاء بعمل هذه الحملة؛ لأن من كانت عزيمتها كذلك لو اقتنعت بأنه عادة لا يمكنها أن تثبت ولو قليلاً

إن المعركة الآن في إثبات أن النقاب عبادة، وفي أن يبقى هذا المعنى ماثلاً في ذهن من ترتديه بحيث لا يتحول من جرَّاء تلك الحملات (وبفعل العادة والإلف لاسيما إذا كان مقترناً بمخالفات شرعية أخرى) إلى عادة؛ لأنه متى تحول إلى عادة سَهُلَ القضاء عليه، ومتى قُضيَ عليهِ فسوفَ يستمر الأمر من سيءٍ إلى أسوأ، نسأل الله العافية


الأغلبية الصامتة

وهذه الحروب هي مظهر من مظاهر الحالة الفكرية في مصر منذ "عهد التغريب" الذي يسمونه بـ"عصر النهضة" إلى يومنا هذا : "أقلية إسلامية" و"أقلية علمانية" تتنازع على "أغلبية صامتة"

كان هذا هو التوصيف يوم أن كان الإعلام إعلاماً مغلقاً، فلما اتسعت الدنيا وفُتِحَ الإعلام، مع أن ما يملكه الإسلاميون منه لا يَبلغ عُشر معشار ما يملكه العلمانيون، ومع أن العلمانيين يستخدمون سلاح الشهوات والإسلاميون يسبحون ضد تيار الشهوات، إلا أن المحصلة تقول: إن الأغلبية ليست صامتة، وأنها مع الدعوة إلى الإسلام والعمل بالإسلام، وأن من أَجَّلَ منهم العمل بشيءٍ من التشريعات الإسلامية فإنه يتمنى أن يأتيَ اليوم الذي يزاح فيه "كابوس التغريبيين" الذين يجعلون من هذه المخالفات أمراً واقعاً فيصعب على كثير من المسلمين مقاومته

فينبغي على الإسلاميين أن يدركوا خطورة المعركة، وأن يقدروا لها قدرها، وأن يصبروا على صور الالتزام المنقوص التي تتنامى في المجتمع شيئاً فشيئاً حتى لا يُترك الناس فريسة لـ"ذئاب العلمانية"، ولا نعني بهذا اتباع منهج "الفتوى بالرخص" التي ليس عليها دليل كما يلجأ إلى ذلك بعض الدعاة، بل ها هو الواقع يثبت أن الصبر على بيان الحق بالدليل مع الصبر والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة يؤتي أكله بعد حين بإذن الله


معركة الحرية الشخصية للمنقبات

لقد كشفت معركة النقاب عن أن العلمانيين رغم تشدقهم بـ"الحرية الشخصية" إلا أنهم عند المحك العملي يتضح أنهم لا يعنون بها إلا حرية مخالفة الشرع: كفراً كان أو بدعةً أو فسقاً، وأنهم في سبيل حرب التدين من الممكن أن يكفروا بما "يدندنون" حوله من حريات؛ ذلك أن كثيراً من الدعاة يوجِّه خطابه لعموم الأمة بالالتزام بالتكاليف الشرعية شاءَ الناس أم أبوا، ثم يوجه خطابه لمن يأبى النقاب أو غيره بأن أصوله القائمة على احترام الحرية الشخصية تقتضي ترك كل إنسان وما يعتقد، إلا إن هذا لا يزيد كثيراً من العلمانيين إلا عناداً

وبيان ذلك: أنه ما من فعل ممكن حدوثه من الإنسان إلا وللشرع فيه حكم: إما طلب الفعل، وإما طلب الكف، وإما الإباحة، وطلب الفعل وطلب الكف كلاهما ينقسم إلى: لازم وغير لازم .. والشرع يلزم ولي الأمر بالدعوة إلى المطلوب فعله، والإلزام باللازم منه، وإيقاع العقوبات المقدرة شرعاً على تاركها فيما فيه عقوبة، كما يُلزمه بالنهي عن المطلوب تركه، مع الإلزام باللازم من ذلك، وإيقاع العقوبات الشرعية المقدرة شرعاً فيما شرعت فيه عقوبة

والنظام العلماني القائم على فصل الدين عن الدولة المسمى تجملاً بـ"المدني" لديه أيضاً حُكمٌ لكل فعلٍ يُمكن أن يصدر من أي مواطن: بين طلب الفعل، أو طلب الكف، أو الإباحة .. بيد أن الطلب دائماً ما يكون لازماً بحُكْم دنيوية العلاقة في النظام العلماني

ثم إن من المبادئ الأساسية التي تقوم عليها فلسفة الدول المدنية المبالغة في رعاية الحريات عن طريق توسيع دائرة الإباحة، بحيث تنحصر دائرة المحرمات فيما يضر الغير مع ترددهم في منع ما يضر النفس، ولكنهم في ذلك كله لا يعيرون التحريم الديني (حتى فيما يتعلق بدين الأغلبية) أي أهمية! كما أنهم يضيقون دائرة الوجوب بحيث تنحصر في علاقة المواطن بدولته دون النظر إلى الواجبات الدينية

والنظام العلماني يترك مسألة الالتزام بالواجبات الدينية والامتناع عن المحرمات الدينية للضمير الشخصي للإنسان، ولكنهم ينصون على لزوم تجنب التشريع العام في الدولة لإجبار أي فئة دينية أو عرقية على فعل ما هو محرم عندهم، أو أن يعوق النظام العام أي طائفة من أداء عبادة أو طقس اجتماعي محترم عندهم

ومسئولية الملائمة بين القوانين العامة وبين التوجهات الدينية والاجتماعية لأي طائفة من الناس مسئولية أصلية للنظام التشريعي والتنفيذي

والخلاصة: إن وجود طائفة تحرص على النقاب سواء أكانت هذه الطائفة تراه "عبادة" أو "عادة اجتماعية مستحسنة" يلزم النظام (حتى لو كان هناك من يراه بخلاف ذلك) أن يُلائم بين معتقدات هذه الطائفة وبين متطلباته؛ لحفظ النظام والتي تكاد تنحصر في ضرورة الكشف عن شخصية المنقبة عند التعامل الرسمي، ويلزم والحالة هذه توفير امرأة تتولى هذا الأمر؛ احتراماً للحرية الشخصية للمنقبات

فحصل من ذلك أن النقاب "عبادة" مطلوب فعلها (وجوباً عند بعض العلماء، واستحباباً عند البعض الآخر) شرعاً، حريةً محترمةً قانوناً

ومع ذلك ما زالت المتبرجة الآثمة شرعاً المهيجة لشهوات الشباب (وهو ضرر كان ينبغي أن يعتبر قانوناً) تروح وتجيء، والمنتقبة فقط هي التي تُلام حتى في المؤسسة الدينية نفسها "الأزهر"!!

فهل أبقى النقاب للقوم من حجة يتسترون بها؟؟!!


وأخيراً: معركة "عودة الحجاب"

"عودة الحجاب" لفضيلة الشيخ "محمد إسماعيل" (حفظه الله) موسوعة علمية شاملة حول المرأة المسلمة أغنت (كما ذكر الشيخ "أسامة حافظ" في مقال له نشر بموقع "المصريون" وموقع "الجماعة الإسلامية") كُل أبناء الصحوة على اختلاف فصائلهم عن كثير من كُتب رموز الصحوة القدامى: كـ"حسن البنا" و"الألباني" و"البوطي"، ويرجع ذلك كما أشار إلى ذلك الأستاذ "جمال سلطان" في مقال له على موقع "المصريون" إلى أنها عالجت كل جزئيات المسألة

فعلى المسار التاريخي: عَرَّت دعاة التغريب عموماً، ودعاة تحرير المرأة خصوصاً

وعلى المسار الفقهي: نَسَفَت أسطورة "الشباب الطائش الذي يقرأ كتابين ثم يفتي منهما"، وهي تُهمة كانت في أوجها زمان ظهور الطبعة الأولى للكتاب، وإن كان ما زال بعض "الببغاوات" يرددها حتى الآن

وعلى مسار ثالث: عالجت قضية المرأة كَكُل، وأبرزت المنهج الإسلامي الشامل في التعامل مع المرأة مُقارناً بالجاهليات القديمة والحديثة

ولهذه الأسباب مجتمعة: يشعر خصوم الحجاب دائماً أنهم في خصومة مع هذا الكتاب بالذات، وبالتالي كان لكُل معركة ضد "عودة الحجاب" أو "النقاب": معركة جانبية مع كتاب "عودة الحجاب"

وكما يخرج "الحجاب" من كل معركة أكثر انتشاراً بحمد الله: يخرج كتاب "عودة الحجاب" من كل معركة أكثر انتشاراً، وفي هذه الأزمة الأخيرة تم نشر "نسخ إلكترونية" منه في العديد من المواقع، حتى الغير المهتمة بالشأن الإسلامي!!

والله غالبٌ على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون



بالله عليكم : سامحوني

(((واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)))

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه


غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15907
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك

اقتباس
ومع ذلك ما زالت المتبرجة الآثمة شرعاً المهيجة لشهوات الشباب (وهو ضرر كان ينبغي أن يعتبر قانوناً) تروح وتجيء، والمنتقبة فقط هي التي تُلام حتى في المؤسسة الدينية نفسها "الأزهر"!!

ولا حول ولا قوة إلا بالله


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
أخي الفاضل .. هل تعرف رابطا لتنزيل كتاب عودة الحجاب ؟؟

غير متصل ناصح أمين

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 267
أي نعم أخي

بس كدة ؟ إنت تؤمر يا نووي

 :emoti_282:

إليك نبذة عن الكتاب من موقع "رسالة الإسلام" ، ثم روابط تحميله بأجزائه الثلاثة ، ثم رابط لكتاب آخر هدية مني


نبذة عن الكتاب الموسوعي "عودة الحجاب"

هذا المؤلف القيم لا ينبغي أن تخلو منه مكتبة المرأة المثقفة المسلمة ؛ فهو موسوعة غزيرة بمعلوماتها ، دقيقة برصدها ، عميقة بنظرتها ، قوية في تقريرها ، وموثقة بأدلتها

يقع الكتاب في ثلاثة أجزاء ، يختص كل واحد منها بموضوع معين ، والقاسم المشترك بينها هو الحديث عن قضية المرأة من زوايا عدة : اجتماعية ، وثقافية ، وشرعية ، وسياسية

وفيما يلي عرض مختصر لكل جزء


الجزء الأول : معركة الحجاب والسفور .. قضية المرأة بين المنهزمين والمتآمرين

يركز هذا الجزء بصورة عامة على تاريخ دعوة "تحرير المرأة" في مصر بالذات ؛ كونها رائدة الحضارة الإسلامية لعصور طويلة امتدت حتى العصر الحاضر ، ويُظهر في مجمله الدور المشبوه لمستعمري الدول الإسلامية ومن تبعهم من جماعات علمانية وليبرالية في جهودهم الحثيثة للقضاء على الحجاب بهيئته الحسية والمعنوية ؛ لتكون المسلمة صورة مكررة من نظيرتها في الحياة الغربية الحديثة

ابتدأ الرصد التاريخي بعرض البذرة الأولى : دور الشيخ "رفاعة الطهطاوي" ، ثم تبعه ببيان الجذور لهذه القضية ودورها الضالع في تسهيل عملية تغريب الأمة الإسلامية : "محمد عبده" و"جمال الدين الأفغاني" وتلاميذهم الذين كان من أبرزهم "قاسم أمين"

انتقل الكاتب بعد ذلك إلى فصل يتوسع في الحديث عن حياة "قاسم أمين" وكتابه "تحرير المرأة" وظروف تأليفه ، وموقف الأمة العربية والإسلامية منه ، والسلطة التنفيذية للأفكار التي حملها

بعد ذلك عَرَضَ الكاتب سلسلة من النساء خريجات البيوت العميلة في موكب تحرير المرأة المزعوم أمثال : "هدى شعراوي" و"درية شفيق" و"أمينة السعيد" .. عَقَّبَ ذلك بتجلية دور الصحافة في حركة تدمير المرأة ، ووقفة أخرى مع بعض دعاة تحرير المرأة أمثال "إحسان عبد القدوس" و"نجيب محفوظ" و"مصطفى أمين" و"نزار قباني" ، إضافة إلى وقفة خاصة مع "طه حسين" و"زكي نجيب محمود"

وقد اعتنى الكتاب ببيان موقف الإسلام من دعاة تحرير المرأة وواجب المسلمين نحوهم ، يتلو ذلك رصد سريع لمعركة الحجاب في تركيا ، ومعركته الأخرى في مصر ، خاتماً الكتاب ببشائر عودة الحجاب في البلدان الإسلامية


الجزء الثاني : المرأة بين تكريم الإسلام وإهانة الجاهلية

يبتدئ هذا القسم بعبارة بليغة في الصفحة الأولى تقول مخاطبة للمرأة : ((أنتِ نصف الأمة ، ثم إنكِ تلدين لنا النصف الآخر ، فأنتِ أمةٌ بأسرها))

ويفتتح الكاتب الحديث عن بيان غربة الإسلام في هذا الزمان ، والحث على الصبر على الدين .. ثم يبين أثر انحراف المرأة أو الانحراف بالمرأة في نزول العقوبة الإلهية ، ووضع المرأة ، ومسؤولية الولاة ، وموقف دعاة الإسلام من قضية المرأة .. منتقلاً إلى بيان إهانة الجاهلية للمرأة عند الإغريق والرومان وغيرهم ، والأمم النصرانية ، والعرب في الجاهلية

وتشرق شمس الإسلام ، ليعرض الكاتب بكل سمو مظاهر تكريم الإسلام للمرأة ، مساواة في الإنسانية والتكليف والمسؤولية المدنية ، وجزاء الآخرة ، ثم يدحض الكاتب بدعة المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة مُبيناً الفروق بينهما في الشريعة الإسلامية

يُبرز الكاتب مكانة المرأة في وظيفتها كـ"أم" ، مُرَصِّعاً حديثه بمواقف سلفية رائعة في بر الوالدين ، مُتْبِعاً ذلك بعرض سير رائعة لنساء مسلمات كُنَّ كأمهات وراءَ عظماء في التاريخ الإسلامي ، كـ"علي بن أبي طالب" رضي الله عنه و"عمر بن عبد العزيز" و"سفيان الثوري" و"مالك بن أنس" و"الشافعي" رحمهم الله

ثم انتقل إلى مكانة الأنثى كـ"بنت" في الإسلام ، وكيف دعا الدين القويم إلى العدل بين الذكر والأنثى في المعاملة والعطاء ، وإكرام البنات خاصة ، وفضل تربيتهن

بعد ذلك يتوسع الكاتب في الحديث عن الأنثى كـ"زوجة" ، مُبيناً مكانتها ومواقف رائعة للزوجة المسلمة في التاريخ الإسلامي ، ثم يعرض الكاتب الحياة الزوجية : حقوقها وواجباتها وآدابها ، مبتدئاً بتلك المشتركة بين الزوجين ، ثم حقوق الزوجة المادية والأدبية على زوجها تفصيلاً ، ومُختتماً بحقوق الزوج على زوجته

وفي صور تاريخية بديعة متلاحقة يبتدئها الكاتب بصورة المرأة مؤمنة مجاهدة صابرة في التاريخ الإسلامي ، ثم يعرج بصورة المرأة عالمة مع سير لعالمات بارزات مسلمات ، مُختتماً بصور سامية للمرأة عابدة قانتة


الجزء الثالث : الأدلة

يتسم هذا القسم من الكتاب بالتخصص الفقهي ، مفتتحاً بتمهيدٍ في تقرير فتنة المرأة واحتياطات الإسلام لسد ذرائع الفتنة من إجراءات وقائية كتحريم الزنا والقذف ، وفرض الحجاب ، وتشريع الاستئذان ، وغض البصر ، وتحريم الاختلاط ، وتدابير أخرى إيجابية كالترغيب في الزواج ، والأمر بالاستعفاف لمن لم يجده

ثم يوضح المؤلف معنى الحجاب ، ودرجاته ، وتاريخه ، وفضائله ، ومثال التبرج والسفور ، ينتقل بعده إلى بيان شروط الحجاب الشرعي ، مع نقد للحالة المعاصرة في الحجاب

ويدخل الكاتب في صلب الموضوع حين يتوسع في أدلة عديدة في وجوب ستر الوجه والكفين من القرآن الكريم والسنة النبوية ، عاضداً أدلته بأقوال لأئمة المسلمين من السلف والخلف

كما يعتني الباحث بذكر الشبهات التي قد ترد على قضية الحجاب تقارب السبعة عشرة شبهة ، مع تفنيدٍ علمي لها .. ثم يختم الكتاب بالإشارة إلى حكم كشف الوجه والكفين في المذاهب الفقهية الأربعة ، مع تنبيهات في هذا السياق

إن هذا الكتاب ثروة ثقافية وعلمية ، تتميز بجزالة الأسلوب ، والغنى بالمعلومات ، والتشويق الرصين في الطرح ، والوضوح والجرأة في الدفاع عن الإسلام وأهله ، والحرص كل الحرص على توثيق أقوال دعاة السفور وبيان جهودهم في هذا المجال

كما يبرز في الكتاب إجمالاً العناية بـ"التوثيق التاريخي" ، وذلك برصد الجذور لكثير من القضايا الراهنة سلبيةً كانت أو إيجابية

ومن جهة أخرى : يتميز الكتاب بالإحاطة العميقة بأحكام الدين الإسلامي المتعلقة بالمرأة والأسرة ، ويكثر الاستطراد في ذلك مُتوسعاً في كل ما له شأن بهذه القضايا ؛ بياناً لحكمها والحكمة منها ونحو ذلك

فلكل من يرغب في تأصيل أفكاره الإسلامية في شأن حقوق المرأة المسلمة وقضاياها المعاصرة : نوجه دعوة إلى دراسة هذا الكتاب دراسة متأنية عميقة ؛ فإنها تكفل للقارئ بناء ثقافة تاريخية وثقافية وشرعية رصينة حول قضايا المرأة

الكتاب يقع كما أسلفنا في ثلاث مجلدات ، الأول يقع فيما يزيد عن الثلاثمائة والعشرين صفحة ، والثاني (وهو أكبرها) يقارب السبعمائة صفحة ، ويبلغ الثالث الأربعمائة والتسعين صفحة إلا قليلاً

وقد كان هذا العرض للكتاب من طبعته السعودية التاسعة عام 1425هـ / 2004م من دار طيبة للنشر والتوزيع بالرياض


انتهى من موقع رسالة الإسلام


وهذه روابط تحميل الكتاب

(1) الجزء الأول من الكتاب : معركة السفور والحجاب

رابط التحميل المباشر

http://www.archive.org/download/waq97235/97235.pdf

ومن الوقفية
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2926


(2) الجزء الثاني من الكتاب : المرأة بين تكريم الإسلام وإهانة الجاهلية

رابط التحميل المباشر

http://www.m-ismail.com/upload/books/3wdat%20al7.7ab%202.pdf


(3) الجزء الثالث من الكتاب : أدلة الحجاب .. بحث جامع لفضائل الحجاب وأدلته

روابط التحميل المباشر

المقدمة

http://www.archive.org/download/waqadhg/adhgp.pdf

والكتاب

http://www.archive.org/download/waqadhg/adhg.pdf

ومن الوقفية
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2922
 


وهناك كتاب آخر أيضاً للدكتور "محمد إسماعيل" يقع في جزء واحد كتبه للرد على "البيطري" الذي سود كتاباً بعنوان "تذكير الأصحاب بتحريم النقاب" ، فكتب الدكتور "محمد إسماعيل" كتاباً رائعاً بعنوان "الرد العلمي على كتاب : تذكير الأصحاب بتحريم النقاب" رد عليه رداً علمياً مبيناً محاولاته لمراجعة ذلك "البيطري" قبل نشر الكتاب وكيف تعامل معه ، وإليك رابط تحميله من المكتبة الوقفية :

http://www.waqfeya.com/book.php?bid=111


أتمنى أن أكون قد أفدت

والله المستعان


بالله عليكم : سامحوني

(((واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)))

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه


جواد

  • زائر
إن الأمة التى تفرط في دماء أبنائها ومقدساتها وأرضها وتهمل شريعة ربها يجب أن تنطلق فيها هذه الفتن،

منذ بداية التصريحات المستفزة على النقاب والأمر له وجوه عديدة جدا،

أولها وهو الوجة الظاهر للجميع، أن طنطاوي أوجد ذريعة للحاقدين على الإسلام لينطلقوا منها ويصلون بها الى أبعد مدى ممكن في الحرب على الإسلام،

الا أنني حين أنظر الى تجاوب بعض المتدينين مع هذا الأمر أشعر ان هناك أوجها أخرى يجب أن نتوقف عندها،

فما يحدث الآن هو حركة الفكر السلفي الذي لا يقبل الآخر، لجعل النقاب يصل الى مرتبة الفريضة ، وهذه مغالاة يجب ان ننتبه لها،

ولا يخفى على أحد ما حدث من قبل من اعتراض الكثير من شيوخ الفكر السلفي على المظاهرات الداعمة لقضية فلسطين،
وسمعنا حينها كلاما عن أن المظاهرات بدعة، فلماذا الآن تتجه المنتقبات الى المظاهرات، خاصة بأن غالبية المنتقبات ينتمين الى الإتجاه السلفي،

هل أصبح النقاب أهم من فلسطين؟

هذا ما يبدوا واضحا، فكثير من الشيوخ الأفاضل الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها على تصريحات طنطاوي بخصوص النقاب، لم نرى مثل هذه الإنتفاضة منهم والجدار العازل الآن يقتل إخواننا في غزة ببطئ.

ما أراه حقيقة أن الكثير من المتدينين بدأوا يجدون أمورا سهلة يلهون أنفسهم فيها بدلا من الأمور المعقدة كالقضية الفلسطينية والعراقية والأفغانية والصومالية والسودانية والأندلسية، وغيرها من قضايا المسلمين في أسيا والعالم كله،

ما يحدث الآن هو محاولة أراها خطيرة لإثبات النقاب كفرض نتجه بعدها الى تحريم كشف الوجة تماما!

فأنا وان كنت من مشجعي النقاب، الا أنني لا أقبل أن يأخذ الأمر أكبر من حجمة الطبيعي،

ولا أقبل أن تتضائل قضايا الأمة الى جانب قضية النقاب،

ولا أقبل أن ننسى مشكلة الحجاب في تونس والكثير من البلاد الإسلامية والغربية من أجل مشكلة النقاب،

فأرجوا حقا أن تكون هناك موضوعية في مواضيع النقاب، وليتنا ننتفض لإخواننا في غزة كما انتفضنا للنقاب،،

ولا يجب ابدا ان يكون البكاء والعويل لأن المنتقبة مضطرة ان تكشف وجهها وقت الإمتحانات أكبر من البكاء على وقوفنا متفرجين امام ما يحدث لإخوتنا في غزة وأخواتها، أو الحجاب المودرن الذي ابتليت به مجتمعاتنا، ليضيع مفهوم الحجاب الحقيقي بين الناس،

أم ترى أن تبديل الأولويات من أهداف الحرب العامة على الإسلام ؟
« آخر تحرير: 2009-12-24, 08:16:43 بواسطة جواد »

غير متصل ناصح أمين

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 267
أخي جواد

إن هَبَّة العلماء والدعاة للدفاع عن النقاب إنما هو للدفاع عن أمر من الشرع بغض النظر عن كونه واجباً أو مستحباً ؛ لأنه كونه لا يخرج عن أحد الأمرين يحتم على كل غيور على الشرع المطهر أن يقف مدافعاً عن شريعة الإسلام وهو يراها تنتقص

وما كنتُ أحب أن يأخذ الحوار هذا المنحى ؛ لما فيه من خطرٍ لا يخفى عليكم .. ولهذا السبب حذفت فقرة من المقال تتكلم على فقه الأولويات .. إلا أنني أرى الآن أنه لا مانع من إثباتها بعد كلامي التالي ؛ إذ أخذ الحوار هذا المنحى الذي كنت أخشاه .. لاسيما أن الشيخ كاتب المقال قد وجه نفس نقدك لكبرى الحركات الإسلامية المهتمة بقضية فلسطين ليدلل على بطلان هذا اللون من النقد !!

أخي الكريم : لازم كلامك أن يُهمل الكلام عن النقاب بسبب وجود قضية أهم هي قضية فلسطين !! كأنه لا يمكن الاهتمام بالأمرين جميعاً ، وإن كان جهدنا على الصعيد العملي أظهر في قضية النقاب لأنها حالياً قضية فكرية دعائية إعلامية ، إلا أن هذا لا ينفي وجود جهد آخر أشد في العمل لقضايا الأمة الأخرى والتي يكون الجانب العملي فيها أهم وأكثر خدمة للقضية ، وأكثر الجهد فيها يتم الحرص على عدم إظهاره ؛ لأن في إظهاره تدمير له ، ولا ينبئك مثل خبير

أضف إلى ذلك : نظرية التكامل بين فصائل الصحوة والتي يعتبرها كثير من المشايخ في عملهم ولا يكترثون بلمز اللامزين لأنهم يعلمون أن الله مطلع على ضمائرهم ويعلم لماذا أظهروا هذا وأخفوا ذاك

بيان ذلك : أن بعض شباب الصحوة يسد مسد الأمة في جانب معين تعينه في ذلك قدراته البدنية مثلاً ، ونفس هؤلاء الشباب تنقصهم الدراية الشرعية التي تمكنهم من سد ثغرة معينة ينفذ منها الأعداء ، وفي نفس الوقت يوجد مش شباب الصحوة من يملك الدراية الشرعية التي تمكنه من سد هذه الثغرة ، إلا أنه لا يقوى على الجهاد ليقف مع إخوانه الذين يدفعون الأعداء في ثغرة أخرى ، فهل ألزم الجميع بالخروج إلى الجهاد دون اعتبار لقدراتهم وقواتهم والمصالح المترتبة على بقاء حراس الشريعة هؤلاء ؟!!

لماذا قال الله سبحانه : (((وما كان المؤمنون لينفروا كافة ، فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون))) [الأنفال: 122] ؟!!!

هذا كلام ربنا من فوق سبع سماوات .. كلامٌ يعلمنا كيف نوازن بين قواتنا لتأمين جميع الثغور ؛ فلا يصح بحال أن نحشد كل قواتنا أما ثغرة واحدة في جسد أمتنا ونترك باقي الثغور بحجة ان هذه الثغرة أهم ؛ لأن هذا يؤدي إلى استئصال شأفة الأمة عن طريق باقي هذه الثغور الغير مهمة !!!! فتأمل

واعتبر رعاك الله بمقف رسول الله صلى الله عليه وسلم من وفد " بني شيبان بن ثعلبة " لما عرض عليهم الدين فواعدوه أن يحموه مما يلي العرب لا مما يلي "كسرى" ، فقال الرسول صلى الله عيه وسلم: ((إن دين الله لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه)) ، هذا كلام الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم ، اقرأه مرة أخرى أخي الكريم : ((إن دين الله لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه)) ، وأراك متفق معي أن النقاب من جوانبه ، كما أن قضايا مسلمي الأمة من جوانبه ، والمطلوب الإحاطة بهم جميعا

إن العمل وفق نظرية التكامل بين فصائل الصحوة يقتضي أن يتربى أبناء الصحوة جميعاً على عدم تحقير أعمال بعضهم لخدمة الدين ، فكلٌ على ثغر ، وكل الأدوار مهمة لا فضل لأحدها على أحد ؛ إذ العبرة والثواب على إخلاص وإيمان العامل ، وهو أمر قلبي لا يطلع عليه إلا من يعلم السر وأخفى ؛ فرُب امرأة فقيرة ضعيفة لا تملك من خدمة الدين إلا الدعاء له بالنصرة تسبق جميع المجاهدين الذين بذلوا دماءهم وأموالهم في سبيل الله

ولعلي أفتح موضوعا مستقلاً عن هذه النظرية كما طرحها أحد الدعاة الأفاضل من حملة هموم الأمة ، وهو معروف بالعمل الميداني الدءوب لخدمة الدين والصدام مع الطغاة ، حتى أنه طرد من مصر بسبب مواقفه تلك ، والتي نا تزال مستمرة وما تزال سبباً في تكرار اعتقاله في بلده التي هو فيها الآن ، وبالمناسبة فهو يرى مشروعية المظاهرات ويتولى قيادتها بنفسه ، والاهم من ذلك أنه يفتخر بأنه من تلاميذ "مشايخ الفكر السلفي" كما تسميهم ، وهم يعدونه منهم

أما كلامك أخي عن المظاهرات ، فقد اختلف فيها من تسميهم "مشايخ الفكر السلفي" تبعاً لنظرهم في مقاصد الشريعة ووقائع الحال ، فمن قائل بجوازها (كالعلامة محمد عبد المقصود) ومن قائل بمنعها سداً للذرائع (كالشيخ الحويني) .. وليس لموقفهم في هذه القضية أي علاقة بخلافهم أو وفاقهم لأي تيارٍ حركي آخر من تيارات الصحوة .. والمسألة اجتهادية ، والخلاف في مسائل الفروع وارد ، فلا داعي للتشنيع على علماء أفاضل ولمزهم بسبب مسألةٍ يتفق الجميع على أنها فرعيةٍ يسوغ فيها الخلاف

أما اتجاه بعض المنتقبات للتظاهر ، فهذه مبادرات فردية منهن دون دعوة من "مشايخ الفكر السلفي" !! بل إن هؤلاء "المشايخ" ينكرون تظاهرات الأخوات هذه لنفس الأسباب التي منعوا بها المظاهرات عموماً ، فانتبه

أما كونك لم تر أن الشيوخ الأفاضل الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها على تصريحات "طنطاوي" بخصوص النقاب قد انتفضوا انتفاضة مثلها بسبب الجدار العازل : فليس معنى عدم رؤيتك لهذا أنهم لم يفعلوا ، ولا يبرر هذا لمزهم

أخي الفاضل : إن الله تبارك اسمه قال : (((إن تبدوا الصدقات فنعما هي ، وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم))) ، فخير لهم أن يخفوا عملهم ، وفي زماننا صار أيضاً هذا هو الذي يخدم القضية ويضمن استمرار البذل لها ، فلو عُرف الخبر لأغلقت القنوات ، ولا يخفاك مقصدي

أخي الكريم : إن هؤلاء المشايخ هم أكثر الناس كلاماً عن قضايا للأمة تم تغطيتها بقضية فلسطين فلا يعلم أكثر أهل الإسلام عنها شيئاً ، مثل قضايا مسلمي : فطاني وزنجبار والنيجر وكشمير وإندونيسيا وتركستان والشيشان والصومال والعراق وأفغانستان .. وقد أكرمني الله في الحج هذا العام بأن قابلت بنفسي أشخاصاً من هذه الدول ما إن عرفوا أنني مصري حتى حملوني أمانة إيصال السلام لكثير من المشايخ لا يمكن تصنيفهم إلا ضمن هؤلاء الذين تسميهم "مشايخ الفكر السلفي" وهم من الذين ظهرت انتفاضتهم في أزمة النقاب الأخيرة ، وأخبرني هؤلاء الإخوة أنهم يستمدون روح الجهاد وعزمهم على الثبات من رسائل هؤلاء المشايخ لهم ، بل إن كثير من المجاهدين العرب في هذه البقاع إنما خرجوا إليها بعد استفتاءات شخصية من هؤلاء المشايخ تحديداً .. وليس كل ما يُعلم يقال أخي الفاضل

ثم إن من تسميهم "مشايخ الفكر السلفي" ليسوا هم فقط من وقفوا مُنافحين عن النقاب في هذه الأزمة ، بل شاركهم فيها إخوانهم ممن رزقهم الله طاقة وقدرة على فعل شيءٍ من سائر فصائل الصحوة من "الإخوان المسلمين" و"الجماعة الإسلامية" و"جبهة علماء الأزهر" و"الجمعية الشرعية الرئيسية" و"أنصار السنة المحمدية" وغيرهم من غير أصحاب الانتماءات الحركية التنظيمية من مشايخ بالأزهر وأساتذة بالجامعة وكتاب إسلاميين وصحفيين وحقوقيين ، بل إن "الإخوان" صعدوا وقفتهم إلى التقدم باستجوابات برلمانية للمسئولين عن هذه المهزلة .. فهل كل هؤلاء قد تخلوا عن قضية فلسطين وحصار غزة ؟!!!


إليك أخي بقية المقال التي حذفتها ، ولم أدرك بُعد نظر الكاتب في وضعها في قلب مقاله هذا بالذات رغم ظهور بُعدها عن مقصده إلا بعد أن قرأت كلامك !!

وسوف أجعلها في مشاركة مستقلة حتى أستطيع حذفها بعد ذلك إذا وصلنا لنقطة اتفاق ؛ حتى لا يظهر الحوار لمن يقرأ الموضوع ولا يعرفنا على أنه فاصل من التنابز والردح !! أعاذنا الله من ذلك
« آخر تحرير: 2009-12-24, 13:33:48 بواسطة ناصح أمين »


بالله عليكم : سامحوني

(((واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)))

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه


غير متصل ناصح أمين

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 267

قال الشيخ "عبد المنعم الشحات" (حفظه الله) بعد فقرة "الأغلبية الصامتة" ، وقبل فقرة "معركة الحرية الشخصية للمنتقبات" :


فقه الأولويات

من المسائل التي أخذت حظاً كبيراً من الأخذ والرد بين الإسلاميين ما اصطُلِحَ على تسميته بـ"فقه الأولويات"، ورغم الاتفاق النظري على القاعدة: "إذا تعارضت مصلحتان قُدمت أَولاهما، وإذا تعارضت مفسدتان دُفعت أكبرهما"؛ إلا أن الخلاف بيننا وبين إخواننا في الاتجاهات الأخرى لاسيما "الإخوان المسلمون" كان حول التوسع في مفهوم التعارض، فكانوا يرون مجرد وجود أزمات في المسجد الأقصى كافٍ للنهي والزجر عن تعلم العلم وتعليمه! وربما تأثروا في ذلك بالشيخ "الغزالي" (رحمه الله) الذي بالغ في هذا الأمر حتى سَمَّى من ينشغل بتعلم الفقه بـ" فقهاء الطهارة والحيض والنفاس "!! وكأن الفقه ليس فيه إلا هذه الأبواب، مع أهميتها

وها هي الأمة تخوض معارك كثيرة، منها: "فقهي" احتاج فيه آحاد الدعاة إلى "فقه الحجاب" و"فقه الربا"، بل و"فقه الحيض والنفاس" نفسه؛ ليس للتعبد لله بأحكامهما فحسب (وهو واجب كما أسلفنا) بل للدفاع عن الإسلام؛ فمن الشبهات التي يثيرها دعاة التنصير: الطعن على النبي صلى الله عليه وسلم بأنه كان يباشر "عائشة" (رضي الله عنها) وهي حائض مخالفةً للأمر القرآني: (((فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ))) [البقرة: 222]، زاعمين أن المباشرة هنا بمعنى الجماع، وهو أمرٌ لا يُحسِنُ جوابهُ إلا من دَرَسَ "فقه الحيض والنفاس"؛ حتى يعلم أن هذه مباشرة بدون جماع، كما دلت على ذلك الأدلة التفصيلية، وحتى يزيد على ذلك أن هذا من وسطية الإسلام، بعيداً عن غُلو اليهود الذين يعتقدون نجاسة الحائض فلا يؤاكلونها ولا يشاربونها، وهي أحكام مازالت مدونة في "العهد القديم"، أي مازال النصارى إلى اليوم يعتقدون أنها نزلت من عند الله، وإن كانوا يعتقدون أن "بولس" (وليس الله ولا "عيسى" عليه السلام) قد نسخها لهم فصاروا لا يتورعون عن إتيان الحائض والنفساء!! والنبي صلى الله عليه وسلم إنما بُعِثَ بالحنيفية السمحة، وبالوسط بين إفراط اليهود وتفريط النصارى

وبالتالي كان من المواقف المحمودة أن تأخذ "جماعة الإخوان" موقفاً في قضية النقاب رغم أحداث المسجد الأقصى، ورغم الأحداث التي تشهدها الجماعة

ولكن لابد من تسجيل كلمة للتاريخ؛ لأن الأحداث تمضي والمواقف تُنسى، فنقول:

إنه وأثناء تعرض المسجد الأقصى لهجمة صهيونية، وتعرض النقاب (بل الحجاب) لحملة داخلية : انشغل "مكتب الإرشاد" أعلى هيئة في "جماعة الإخوان" باختلاف حامي الوطيس تناثرت أخباره في الصحف والفضائيات حول تفسير "لائحة جماعة الإخوان" في أحقية الدكتور "عصام العريان" في التصعيد لمكتب الإرشاد خلفاً للأستاذ "محمد هلال" (رحمه الله)؛ بصفته حاصل على أعلى الأصوات بعد الحاصلين على عضوية المكتب في الانتخابات الماضية، أم تنتظر الانتخابات القادمة؟!

وهي مسألة تبدو لكل من ينظر إلى الأمور من خارج الصف مسألة "شكلية" "فرعية" "هامشية" "لا تفسد للود قضية"!!؛ لاسيما وأن الانتخابات القادمة لم يَبقَ على موعدها إلا شهران، ومع ذلك اهتم بها مكتب الإرشاد، وناقشها عدة مرات، ولن نعرِّج على ما قالته صحف غير إخوانية حول استقالة المرشد، أو إجباره على الاستقالة، بل ما صدر عن "الإخوان" وحده كافٍ في إثبات أن الخطوب الجليلة التي تحيق بالأمة لم تمنعهم من محاولة تطبيق اللائحة حرفياً، والانشغال بتفسيرها، والأخذ والرد حولها، مع تمسك كل فريق بما رآه "صحيحاً" في تفسير اللائحة، وعدم التنازل عن اجتهاده لاجتهاد غيره ولو كان المرشد، وهو ما يستكثرونه في كثيرٍ من الأحيان على الدراسات الشرعية، مُطالبين كُل الناس الذين لا يرتبطون معهم بعهدٍ ولا ميثاقٍ ولا تنظيمٍ: بالتنازل عن مواقفهم واجتهاداتهم، والتي تتبنى في كثير من الأحيان "الأيسر" من وجهة نظرهم لا "الأصوب"، كما فعلوا مع اللائحة الإخوانية

بل أعجب من ذلك أن الشيخ "القرضاوي" لم يعجبه القرار الذي انتهى إليه المجلس بعدم تصعيد الدكتور "عصام العريان"، فأدلى بتصريحاتٍ حادة، مما اضطر الدكتور "غزلان" إلى أن يكتب رداً علنياً عليه ذَكَّرَهُ فيهِ ببعض الأمور الشرعية، ورغم أن الرد اتسم بالأدب الجم إلا أن كثيراً من "الإخوان" كانوا ينتقدون علينا تعقب الشيخ "القرضاوي" بنفس الأدب في قضايا هي أكثر خطورة من قضية تصعيد الدكتور "عصام العريان" بكثير؛ بدعوى أنه لا يَرُد على "القرضاوي" إلا من كان في علم "القرضاوي"، ويُضيفون إليها: ((وطالما أنه غير موجود، فلا يرد على "القرضاوي" إلا "القرضاوي"))، وها هو من يستكثر على نفسه أن يكون تلميذاً لـ"القرضاوي" يرد عليه

هذا مع أننا لو كنا نملك أن ننصح ونشير لأشرنا ونصحنا بتقديم من يسمونه الآن بـ"التيار المحافظ"؛ لكونه أقرب إلى المنهج الإسلامي الصحيح، بل وأقرب إلى منهج الأستاذ "البنا" نفسه، رغم أن رموز التيار الذي يسمونه بـ"المنفتح" كان كثيراً منهم من رموز تيار أشد محافظة في السبعينات، والذي مثلته الجماعة الإسلامية في الجامعات المصرية


بالله عليكم : سامحوني

(((واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)))

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه


غير متصل ناصح أمين

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 267
أخي جواد

ملاحظة أخيرة كدتُ أنساها ، ربما لكونها شخصية نوعاً ما

لعلك قرأت مشاركاتي هنا وفي الوعد قديماً

فهل رأيت مني اهتماماً في موضوعاتي التي أنشأتها بشيء غير هموم أمتنا وقضاياها الكبرى ؟!!

هل لاحظت أنني لم أنقل عن النقاب سوى ثلاثة موضوعات فقط ، وما نقلتها إلا أمس ، أي بعد أن هدأت ثورة القضية ؟!!!

سأترك لك الإجابة على هذين السؤالين ، ولا تخبر بالإجابة أحداً

لم يبق عندي هنا إلا أن أقول أن قضية النقاب أعمق بكثير جداً مما يُتصور الناس

ولن أزيد على هذه الجملة ؛ فهي كافية لكل مهتم بشؤون أمتنا ، دارس لتاريخها الطويل ، فاهم لمخططات الأعداء .. واسألوا تونس ؛ فعندها شيء من الخبر ، وما تزال الأيام حبلى


نسأل الله السلامة والعافية ، وأن يعاملنا بعفوه وفضله وكرمه لا بعدله



بالله عليكم : سامحوني

(((واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)))

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه


جواد

  • زائر
جزاكم الله خيرا يا ناصح،

وان كنت قد أحجمت عن الحديث منذ فترة لعلمي انني سأسمع مثل كلامك،

اقتباس
أخي جواد

ما كنت أتمنى أن تأتي منك

وكأنني هدمت الدين وضيعت الشريعة  :emoti_138:، اكرمكم الله لا داعي لهذه العبارات لأنها تثير العاطفة فقط دون تفكير،

اقتباس
أخي الكريم : لازم كلامك أن يُهمل الكلام عن النقاب بسبب وجود قضية أهم هي قضية فلسطين !! كأنه لا يمكن الاهتمام بالأمرين جميعاً ،

ضيق الوقت لن يجعلني أرد الا على هذه النقطة اﻵن،

فلو قرأت كلامي لوجدت أنني من مشجعي النقاب، ويجب ان تكون هناك منطقة نستطيع ان نوازن فيها بين التفريط والإفراط،

فمجرد انني تحدثت عن ان الإنتفاضة للنقاب تحتاج الى موازنة وإعادة نظر اتهمتني انني هكذا اضيع الدين والشريعة،

في حين أود ان اسأل دارسي العلم الشرعي هنا، لو كنا في خلافة وفرض الخليفة على النساء عدم ارتداء النقاب لحاجة أمنية مثلا فهل يعتبر هادما للدين ؟


ثم هل حقا تظن اننا نهتم بفلسطين كما نهتم بقضايا ليست من فرائض الدين ؟

هل نستطيع حقا ان نهتم بالأمرين كل كما يستحقة؟

طيب ابحث ودور عن واقع المصريين ايام حرب غزة لتعرف ان غالبيتهم أيدوا غلق المعابر،

ابحث ودور عن موقف المصريين اﻵن من الجدار الفولاذي الذي سيقتل أخوتنا في غزة وأخبرني ؟

لكن نعم،

معركة النقاب سهلة وبسيطة، اما معركة الجدار العازل وحصار غزة فتتطلب صداما مع السلطة ومع الأهواء وحب الدنيا ، ولهذا فقط الأمر متباين في مجتمعنا.

ولا حول ولا قوة الا بالله.

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
اقتباس
لا أنني حين أنظر الى تجاوب بعض المتدينين مع هذا الأمر أشعر ان هناك أوجها أخرى يجب أن نتوقف عندها،

فما يحدث الآن هو حركة الفكر السلفي الذي لا يقبل الآخر، لجعل النقاب يصل الى مرتبة الفريضة ، وهذه مغالاة يجب ان ننتبه لها،

في الواقع ما أراه أخي الفاضل هو تجاوب معتدل بارك الله فيمن وقف وقفة حق لله في هذا الموقف .. أغلب المقالات والدعاوى تقول أن النقاب من الشرع سواء كان فريضة او سنة .. وهذه من المواقف القلائل التي رأيت فيها من يعرض الرأيين دون أن يتطرق لترجيح أحدهما عن الآخر .. الرد كان على القول بأن النقاب "بدعة" أو "عادة" أو انه " ليس من الدين " .. والحرب قائمة على إلغاء حظره في الجامعات في الامتحانات وغيرها ..

اقتباس
ثم هل حقا تظن اننا نهتم بفلسطين كما نهتم بقضايا ليست من فرائض الدين ؟

هل نستطيع حقا ان نهتم بالأمرين كل كما يستحقة؟

اخي الفاضل قضية فلسطين اعمق بكثير جدا من مجرد نظر سطحي لرد فعل الناس .. هؤلاء قد غيبت عنهم الحقيقة وخُدعوا منذ أزمان طويلة .. تجد الواحد منهم يقول أن الأخوة الفلسطنيون باعوا أرضهم وأنهم يستحقون ما يحدث بهم وأنهم سبب الازمة الاقتصادية لمصر وأن مصر قدمت مساعدات كافية لهم من قبل وانهم يتعدون على السيادة المصرية على أراضيها و .. و ... و ... الكثير جدا من المعتقدات التي إن أردت أن تغيرها تحتاج لحملة مدروسة وعمل مكثف متواصل ..

جواد

  • زائر
رد: معارك أخرى على هامش معركة النقاب
« رد #10 في: 2009-12-24, 13:39:31 »
سبحان الله،

لماذا تصرون على أنني أرفض النقاب ؟

بل وأخي "ناصح أمين" قال انني ألمز العلماء والمشايخ !

لماذا يجب ان تكون كل اﻵراء متحيزة تماما الى جانب معين ؟ الا يوجد طريق وسطي أبدا ؟

كلامي كله مبني على قوة رد الفعل لا الفعل ذاته،

وأعود وأكرر، انا مع عدم التهاون في أي أمر من الدين، لكن هناك أيضا أولويات في الخطاب ورد الفعل،

وأذكر لكم هذا لأنني منذ ان كنت في المدينة الجامعية وانا اعاني اﻷمرين من اختلال التوازن في الخطاب الدعوي،

كنا في المدينة الجامعية، الدنيا قائمة قاعدة بالحرب على أخوتنا في فلسطين، وفئة من المتدينين لا هم لها على المنابر الا الدف والإسبال واللحية والنقاب !

هل هذا عقل ؟

وهل معنى كلامي أنني أقول ان هذه الأمور تافهة والعياذ بالله ؟

يا أخوتي اقولها ألف مرة المشكلة في التوازن ورغبة البعض في اصطياد المواقف لتمرير فكرة،

ولا يجب ان نتجاهل ان هناك اتجاها عنيفا يحرم كشف الوجه للمرأة، فهل هذا هو ما نريد أن نصل اليه؟

أختي قبل أن تتزوج استشارتني في أن تلبس النقاب، فقلت لها أنها لو تريد ان تفعله تقربا الى الله، فلتفعل وأنا أشجعها على ذلك.

لكن ان اسمعها تقول انه فرض وأن كشف الوجة حرام، فلا وألف لا،

بل لو كانت لا تملك من المال الا ثمن النقاب واستشارتني في ان تتبرع به لفلسطين او تشتري به نقابا، لقلت حتما بالتبرع لفلسطين.

الواقع الذي أراه من حولي يقول ان هناك تصويرا وتضخيما لأمر النقاب يريد البعض منه ان يطغي على كل شئ،

وهذه مرة أخرى مغالاة واستغلال من بعض مشايخ الفكر السلفي لفرض رأيهم .

كل هذا وغالبية الفتيات اﻵن يرتدين ملابسا تسمى للمحجبات وهي في الحقيقة لا علاقة لها بالحجاب من أي ناحية،

مرة أخرى ارى ان الأمر يفتقد للتوازن بشدة..

وأرجوا الملاحظة انني لم أكتب الكلام منذ بداية ردود الأفعال، بل كنت مع الرد على حظر النقاب، لكن يجب اﻻن ان نوازن الامور، لأن هناك من الكوارث ما لاتجد منقذا، وأولها حصار غزة.

« آخر تحرير: 2009-12-24, 13:42:52 بواسطة جواد »

غير متصل ناصح أمين

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 267
رد: معارك أخرى على هامش معركة النقاب
« رد #11 في: 2009-12-24, 13:48:18 »
جزاكم الله خيرا يا ناصح،

وان كنت قد أحجمت عن الحديث منذ فترة لعلمي انني سأسمع مثل كلامك،

اقتباس
أخي جواد

ما كنت أتمنى أن تأتي منك

وكأنني هدمت الدين وضيعت الشريعة  :emoti_138:، اكرمكم الله لا داعي لهذه العبارات لأنها تثير العاطفة فقط دون تفكير،

.[/size]

لم تفهم ما قصدته من هذه الجملة .. واسمح لي : فلن أشرح مقصدي مادمت لم تفهمه .. وقد حذفتها طالما رأيت أنني وضعتها لإثارة العاطفة ؛ لأنني لا أتعمد مثل هذا ؛ فلستُ بحاجة إليه ، بل ما أقصد إلا التفكير العميق والبعد عن الانجرار الأعمى وراء العواطف دون استقراء العواقب وما يراد بنا .. والله المستعان

أخي الكريم : لقد قلتُ لك كلاماً ما كان ينبغي لي قوله أو الإشارة إليه حتى لا تقول هذا الكلام الذي مازلتَ مصراً على تكراره

فاسمح لي أخي : لن أستطيع أن أزيد على ما سبق .. وقد نشرتُ موضوعاً في المنتدى على هذا الرابط :

http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=3682.0

أتمنى أن يجد له في قلبك مكاناً

وأسألك بالله أن تسأل الله لي الهداية والسداد

« آخر تحرير: 2009-12-24, 17:05:15 بواسطة ناصح أمين »


بالله عليكم : سامحوني

(((واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)))

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه


غير متصل إيمان يحيى

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 3597
  • الجنس: أنثى
  • لا يأس مع الحياة
رد: معارك أخرى على هامش معركة النقاب
« رد #12 في: 2009-12-25, 00:53:58 »

بارك الله لكم على هذا النقاش المفيد

لي تعليق على نقطتين أو ثلاثة

1- النقاب الآن لم يعد مقتصراً على أتباع الاتجاه السلفي بل انتشر في أوساط أخرى .. كما بدأ الحجاب في البدايات الأولى لعودته منذ ثلاثين عاماً أو أكثر قليلا بين أتباع الجماعات الإسلامية ثم انتشر في أوساط أخرى ابتداء من العشوائيات ووصولا إلى أوساط مثل الوسط الفني والصفوة  
وربما هذا يفسر بعض التجاوزات في مظهر المحجبة والمنتقبة كالحجاب المودرن.........إلخ
فارتداء النقاب ليس علامة على انتساب صاحبته للاتجاه السلفي

2- مسألة النقاب - ( وصححوا لي ما لم أحسن فهمه )  - هي مسألة خلافية ولا إنكار على المختلف فيه
وبالتالي فمن قال بأن النقاب فرض هم علماء مجتهدون ولهم أدلتهم أو تفسيرهم للأدلة
ومن قال بأنه ليس بفرض هم أيضاً علماء مجتهدون ولهم أدلتهم أو تفسيرهم للأدلة

فلا يجوز للمنتقبة أو من يرى النقاب فرض أن ينكر على من تكشف الوجه والكفين أو على من يرى ذلك
وكذلك لا يجوز لمن يأخذ بأن النقاب ليس بفرض أن ينكر على من يقول بفرضيته أو من ترتديه بهذه النية

وكون بعض السلفيين يأخذون بأنه فرض قولا واحدا ويدافعون عن رأيهم وينشرونه فهذا لايعني أنه اتجاه عام وأنه عنيف وخاطيء
فهناك من السلفيين أيضاً من يقول ببساطة أن الأمر خلافي وفيه قولان وأنه يدين لله بأن النقاب فرض
فهؤلاء حجة على أولئك ويشكلون توازناً جيداً فيما أظن فلا داعي للتعميم في هذه المسألة فليس كل سلفي يقول بفرض الرأي الواحد ورفض ما عداه

3- لو افترضنا أنه أثناء حصار غزة تعرضت طالبة مصرية في الجامعة تخرجت بامتياز إلى حرمانها من التعيين في سلك هيئة التدريس بالكلية دون وجه حق فأقامت دعوة قضائية للحصول على حقها في التعيين
هل يعتبر ما فعلته اهتمام بأمر تافه في حين كان عليها ترك هذه التفاهات لأن حصار غزة هو الأولى بجهدها ( وهو الأولى فعلا ) ولكن هل يمنع اهتمامها بأمر المسلمين أن تهتم بأمر شخصي في نفس الوقت وهو السعي وراء حق دنيوي سلب منها ظلماً ؟

فماذا لو كان أمراً شرعياً يسلب من المسلمات دون وجه حق ؟ وله خلفيات وهو حلقة في سلسلة طويلة لم تكتمل بعد
هل من التفاهات أن نطالب بحق المرأة في عمل ليس بمكروه ولا حرام ولا مستقبح وقد سبقتها إليه صحابيات وفعلته جدات بعض من يرفضونه الآن ؟
هل من التفاهات أن نحافظ على النقاب حتى لا يضيع ويضيع بعده الحجاب ؟

طيب لو تم منع صلاة التراويح في المساجد مثلا هل ستقبلون بهذا ببساطة وتقولون هناك أمور أهم ؟
أم ستغضبون لأن هذا استفزاز للمشاعر الدينية وتحكم في غير موضعه ؟

هكذا النقاب للمنتقبات والحجاب للمحجبات وأظن لن يشعر بأهميته إلا صاحبته

كما لن يشعر بأهمية التراويح في رمضان إلا من عرفها

وجود أمر جامع يحتاج كل قوتنا لا يمنع الاهتمام بغيره

فهول موقف الاستعداد للحرب والاصطفاف لها لم يجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستصغر طلب سواد بالقصاص بل أعطاه أولوية مؤقتة

وكذلك أمور المسلمين العظمى لا تمنع إعطاء أولويات مؤقتة للدفاع عن جزئيات شرعية وإن استصغرناها

لن ينجح في الغضب لغزة من لم ينجح في الغضب لانتهاك حق ديني لمسلم وإن كان مباحاً فقط

ولن ينجح في الثأر لانتهاك حرمات المسلمين من لم يستجب لامرأة مسلمة ترفض كشف وجهها دون وجه حق


4- علو الصوت في الدفاع عن قضية فرعية بينما كان نفس الصوت منخفضاً في قضية أخرى أهم لا يعيب القضية الفرعية ولا من دافع عنها

وإنما يدفعنا لدراسة الظاهرة وأسبابها والعمل على تفتيح الآذان والأذهان للقضية الأهم للحصول على صوت عال يدعمها

وفي هذه الأثناء نرحب بالصوت العالي في كل القضايا فلهذه أهلها ولهذه أهلها ولتلك أهلها كما بين المقال الذي نقله الأخ ناصح عن تكامل الجهود



« آخر تحرير: 2009-12-25, 01:04:22 بواسطة ماما فرح »

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: معارك أخرى على هامش معركة النقاب
« رد #13 في: 2009-12-25, 02:14:49 »
بارك الله فيك ماما فرح .. اعجبني كلام حضرتك جدا

جواد

  • زائر
رد: معارك أخرى على هامش معركة النقاب
« رد #14 في: 2009-12-25, 04:54:38 »
جزاكم الله خيرا،

لا أتفق معكم في كلامكم، لكني سأتوقف عن النقاش لأني اعتقد ان الموضوع يحتاج فتوى أنا لست أهلا لها،

فكل ما قيل حتى الآن آراء تحتاج الى حسم شرعي.

ومازال سؤالي قائما،

هل يجوز لولي الأمر منع ارتداء النقاب اذا وجد حاجة لذلك ؟

وسؤال آخر أيضا،

عند الإختلاف في الحكم بفرضية شئ، كيف يتعامل الناس مع الرأي المخالف ؟
فالأمر هنا ليس سهلا، لأن من يقول بالفرضية سيتحتم عليه ان يقول ان الآخر مرتكب لإثم لعدم فعل ذلك الشئ، فكيف يستقيم ذلك ؟
« آخر تحرير: 2009-12-25, 04:59:35 بواسطة جواد »

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15907
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: معارك أخرى على هامش معركة النقاب
« رد #15 في: 2009-12-25, 11:28:09 »
:emoti_133:

بالنسبة للسؤال الاول فهو يتطلب أن يكون هناك ولي أمر أولا من الناحية الشرعية
أي حاكم مسلم يحكم بشرع الله ويقيم شرع الله في بلاده...

وعندها سيكون السؤال المناسب:
هل يجوز لولي الأمر إجبار النساء في بلاده على ارتداء الحجاب؟ emo (30):

والجواب:
نعم يجوز له ذلك، بل يجب عليه

وعندها نرتاح من هذه المناظر المقرفة المنتشرة في كل مكان

وفي المشاركة التالية فتوى لشيخ الأزهر جاد الحق رحمه الله بهذا الشأن..

يااااااااااااااااااه تخيلوا كيف تكون مصر عندئذ؟ ولا صور فاضحة لنجوم السينما في الميادين الحيوية .. .ولا متسكعين على كوبري قصر النيل
ولا مناظر مؤلمة في حدائق الجامعات...

ويسير الشباب فلا يرون فتنة من حولهم

ويتعافى المجتمع من العلاقات الآثمة، والزواج العرفي، والقلوب المحطمة، وتتضاءل مشكلة أطفال الشوارع حتى تختفي...
ولا يجد الشباب والبنات سلوى في العلاقات العاطفية الرخيصة، فيضطرون للاسراع بالزواج، وبالتالي يضطرون لتيسير سبله

يا سلااااااااااااااااااااااااااااام...  ::ok::


وبالنسبة للسؤال الثاني يا جواد فالأمر يحتاج لفهم فقه الخلاف
وباختصار نقول: أن من يعتقد بفرضية شيء، يرى غيره استحبابه، ويكون الخلاف معتبرا، بمعنى أنه غير قائم على الهوى، بل قائم على استدلال شرعي صحيح، ولكنه مرجوح بالنسبة للآخر، فإن المخالف يرى فرضية الأمر بالنسبة لنفسه، فيكون هو آثما إذا لم يقم به لأنه مقتنع بفرضيته، أو مقلد للعالم الذي أفتى بذلك، لكنه يعلم أن الآخر ليس آثما لتركه هذه الفريضة، لأنه يقلد العالم الذي أفتى بأنها ليست فريضة.

ولتقريب الصورة نضرب مثالا بسيطا نعرفه كلنا:

إذا كنت أنت وزميلك في صحراء، فاختلفتما في جهة القبلة
فاجتهدت انت بحسب الشمس والظلال وقررت أنها إلى جهة معينة، واجتهد زميلك فرآها الى جهة اخرى، وتناقشتما وكان لكل منكما دليله، ولم يقتنع أي منكما بكلام الآخر
فكيف تصليان؟

يصلي كل منكما إلى ما قاده له اجتهاده، ولا يأتم أحدكما بالآخر، وتكون صلاة كل منكما صحيحة.
وأما لو صلى أحدكما لجهة اجتهاد الآخر -مع قناعته الداخلية أن اجتهاده خاطئ- فصلاته باطلة، وصلاة الأول صحيحة

أرجو أن تكون المسألة بهذا قد اتضحت

وأحب أن ألفت نظر الإخوة والاخوات الذين يرون فرضية ستر الوجه، أن هذا يعني ستره على كل من هم عدا المحارم، بما في ذلك أبناء العمومة، وإخوة الزوج وأزواج الأخوات وسائر الأقارب... وليس فقط الاغراب...

أما من ترتدي النقاب لأنها تراه مستحبا، فلا يلزمها هذا...

بارك الله بالجميع


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15907
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: معارك أخرى على هامش معركة النقاب
« رد #16 في: 2009-12-25, 11:29:50 »
هل من حق الزوج اجبار زوجته على الحجاب

المفتي
 جاد الحق على جاد الحق .
3 صفر 1400 هجرية - 22 ديسمبر 1979 م

المبادئ
 1 - النصوص الشرعية توجب على المرأة المسلمة أن تستر جميع جسدها فيما عدا الوجه والكفين فلا يجب سترهما على ما عليه أكثر فقهاء المسلمين .
2 - إبداء ما عدا ذلك حرام إلا للزوج أو المحرم ممن ذكرهم الله عز وجل فى كتابه الكريم .
3 - تأثم الزوجة إذا خالفت ذلك بإجماع علماء المسلمين .
4 - للزوج شرعا ولكل ولى كالأب والأخ والابن إجبار المرأة على الالتزام بما فرضه الله .
5 - للزوج ولاية إجبار زوجته على ستر جسدها، بل عليه ذلك حتما وإلا شاركها فى إثمها .
6 - له إن خالفت ولاية تأديبها بالموعظة الحسنة ثم بالهجر فى المضجع ثم بالضرب غير المبرح مع الصبر عليها فى النصيحة والعظة

السؤال
 بالطلب المقيد برقم 319 سنة 1979 المتضمن الإفادة عما إذا كان من حق الزوج شرعا إجبار زوجته على التحجب خارج البيت على غير رغبتها أو لا

الجواب
 يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة النور { وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بنى إخوانهن أو بنى أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون } النور 31 ،
 ويقول الله سبحانه وتعالى فى سورة الأحزاب { يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن } الأحزاب 59 ،
ومن الأحاديث النبوية الشريفة فى هذا المقام ما رواه أبو داود عن عائشة رضى الله عنها ( أن أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنهما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لها يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه ) .

ومن هذه النصوص الشرعية يتقرر أنه يجب على المرأة المسلمة أن تستر جميع جسدها فيما عدا الوجه والكفين فلا يجب سترهما على ما عليه أكثر فقهاء المسلمين .
وإبداء ما عدا ذلك حرام إلا للزوج أو المحرم ممن ذكرهم الله جل شأنه فى الآية الأولى، والمسلمة آثمة إن خالفت هذا الحكم بإجماع علماء المسلمين .

وللزوج شرعا كما لكل ولى كالأب والأخ والابن إجبار المرأة على الالتزام بما فرضه الله من عبادة وعمل ولباس .

وهذا مستفاد من قوله الله سبحانه فى سورة النساء { الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض } النساء 34 ، وقولة تعالى فى سورة البقرة { وللرجال عليهن درجة } البقرة 228 ، وقوله تعالى فى سورة طه { وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها } طه 132 ، وستر العورة من العبادات التى يلتزم بها المسلمون، وللزوج ولاية إجبار زوجته على ستر جسدها، بل عليه ذلك حتما وإلا شاركها فى إثمها .


وله إن خالفت ولاية تأديبها بالطرق المقررة فى قوله تعالى فى سورة النساء { واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا } النساء 34 ، فان خالفت فيما يجب عليها طاعته فيه فلزوجها أن يؤدبها بادئا بالموعظة الحسنة، ثم بالهجر فى المضجع بأن لا يبيت معها فى فراش واحد .
ثم بالضرب غير المبرح مع الصبر عليها فى النصيحة والعظة كما تشير الآية الكريمة .

ومما ذكر يعلم الجواب عن السؤال .
والله سبحانه وتعالى أعلم

« آخر تحرير: 2009-12-25, 12:07:38 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ناصح أمين

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 267
...
« رد #17 في: 2009-12-25, 12:23:54 »


عذراً .. قمت بحذف هذه المداخلة

آخر ما نزل من القرآن الكريم : قول الله تبارك وتعالى : (((واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون)))

نسأل الله أن يجعل خير أعمارنا أواخرها ، وخير أعمالنا خواتمها ، وخير أيامنا يوم نلقاه

« آخر تحرير: 2009-12-27, 07:05:39 بواسطة ناصح أمين »


بالله عليكم : سامحوني

(((واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)))

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه


غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15907
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: معارك أخرى على هامش معركة النقاب
« رد #18 في: 2009-12-25, 15:12:20 »
لا أريد حقيقة أن ادخل في جدل فقهي، ولكن تعقيبك يا ناصح أمين ليس دقيقا علميا
ذلك اننا في كلامنا الدارج نخلط بين السنة والمستحب والفضيلة والأدب... ونستعمل أي لفظ للإشارة لأي فعل غير مفروض

لكننا عندما نريد أن نبني على الالفاظ أحكاما شرعية فعلينا ان نكون دقيقين في استخدامها
وعندها نقول أن الذين لا يرون ستر الوجه فرضا، لا يرون أنه مطلوب من الشارع طلبا غير ملزم (وهو تعريف السنة والمستحب)، بل يرونه من الآداب والفضائل، وهذه أقل في التشريع رتبة من السنن والمستحبات، ذلك أنهم بتفسيرهم لآية الإدناء انها التقريب والشد على الجبين، لا ستر الوجه، وآية الخمار على انها ستر الرأس والجيب دون الوجه، لا يرون أن هناك نصا شرعيا يطلب ستر الوجه لا على وجه الإلزام ولا على غير وجه الإلزام...
وإنما ياخذون الاستحباب من عموم مقاصد الشريعة في ستر المرأة وغض البصر عنها.. ولهذا تقدم السنن والمستحبات الأخرى عليه، فيرون ان تعارضه مع طلب العلم أو الحركة للدعوة في بعض المجتمعات، تجعله يتأخر عنها منزلة وتقدم عليه...

وبالتالي لا يمكن تطبيق الاحكام التي ذكرتها أنت في مداخلتك

ولكن نقول كون الامر خلافيا، فلا يحق لولي الأمر أن يلزم رعاياه برأي واحد مرجحا له، إلا لو تعينت به مصلحة راجحة، عينها أهل الحل والعقد، وهو أمر غير متحقق في قضيتنا، ولا يتصور تحققه

هذا بافتراض وجود ولي امر يغار على شرائع الإسلام ويمتثل لها أصلا..

والله أعلم


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

أحمد

  • زائر
رد: معارك أخرى على هامش معركة النقاب
« رد #19 في: 2009-12-25, 18:21:48 »
ألزمت المملكة النساء بالنقاب فترة من الزمن .. مع علمهم أن بالمسألة خلاف معتبر، فمع ملاحظة أن إلزام ما لم يجب كمنع ما لم يحرم .. يضعنا كل ذلك أمام مسألة لا أحب الخوض فيها لنظريتها الشديدة وبعدها عن واقعنا القريب

وهل هل للحاكم أن يمنع المستحب أو الواجب إن ترجح لديه ذلك؟ وكذلك أن يلزم بالمكروه أو الحرام ؟

سندخل في دوامة شرعية الحاكم في تولي الحكم وفي اصدار الاوامر وفي وجوب الشورى وفي الزامها ومتاهة لا آخر لها

..

عذرا على التدخل غير المناسب ولكنها قفزة قلم  emo (30):