لكن نعود للمشكلة الحقيقية كما لخصها جواد
- البنات تشكو من قلة مسؤولية الشباب واستسهالهم، وإعراضهم عن البنت المتدينة اللي في حالها وجريهم وراء الموديللات...
- الشباب يشكون من مغالاة البنات أو اهلهم في الطلبات...
سأكون أكثر تحديدا هذه المرة .. أنا لا أشكو من مغالاة البنات وأهلهم في الطلبات بقدر ما أشكو عدم وجود الفتاة المسلمة الحقيقية الواعية بكثير من الأشياء الاساسية جدا ..
فلا أجري وراء الموديلات .. بل لا انظر لهم من الأساس ..
ولا أجري وراء المتدينة التي لا تعرف عن الدين اكثر من العبادات .. هذه إن كانت تنجو بنفسها فهذا لن يضمن أن تكون قادرة على تحمل مسئولية اسرة ومنزل وتربية ابناء ... إلخ ..
ولا أجري وراء بنت الشيخ فلان أو الاسرة الفلانية .. لأن في هذا الزمن لم تعد الاسرة هي مصدر التربية الوحيد .. فهناك الشارع والمدرسة والجامعة والتليفزيون والفضائيات والانترنت و .. و .. و ... واعتدنا على مشهد الشيخ الملتحي والزوجة المنتقبة وتمشي بجوارهم الابنة الكاسية العارية أو من تلبس الحجاب الموضة والطرحة بألوان علم مصر .. أو ربما في أفضل الأحوال من النوع الثاني التي لا تعرف في الدين أكثر من العبادات ..
جيلنا نحن تربى بطريقة من اثنين .. الطريقة الأولى الفضائيات والإعلام الفاسد والمدارس والشوارع وغيرها .. وكله يشجع على كل الموبقات في الدنيا .. والطريقة الأخرى وهي قليلة في هذا الزمن وهي تربية الأسرة .. وأغلب الأسر نشأت أساسا في ظل الثورة وما بعد الثورة .. وكانوا يدرسون في مدارسهم مبادئ الاشتراكية والشيوعية .. ونشأ الجيل على أنه ليس المهم ما تلبسه البنت ولكن المهم هو أخلاقها التي تحافظ عليها وتعلموا في مدارس وجامعات مختلطة بالفعل .. هذا الجيل أصبح هو جيل الآباء والأمهات الآن وهو المطلوب منه تزويج آبنائه وبناته .. والغالبية لم تربي ابنائها على الصلاة والصوم والاركان الاساسية إلا من رحم ربي .. وحتى من اهتم بالعبادات نسي كل شيء آخر تقريبا إلا أقل أقل القليل .. وليس من الصعب أن تجد بعض المتدينون من الشباب والبنات على حد سواء يقسمون أن الإخوة الفلسطنيون يستحقون ما يحدث لهم لأنهم باعوا أرضهم لليهود .. وغن كان أكثر اعتدالا فإنه على الأقل يؤمن أنه يجب عدم فتح المعبر لهم في حالات الضرب والقصف لأنهم يدخلون فيسببون أزمة اقتصادية في البلد وإحنا مش ناقصين اكتر من كده .. طيب بلاش فلسطين والمواضيع دي كلها ..
من السهل جدا أن ترى الأخت المحتشمة المتدينة هي الصديقة المقربة جدا جدا للفتاة الخليعة التي تغدو وتروح مع الشباب في جميع الاوقات وتقف وسطهم لتضحك بصوت عال وترتدى ما يستر ولا يستر جسدها في نفس الوقت .. كيف ستربي هذه المتدينة بناتها وهي بالاصل لا ترى غضاضة في مصادقة مثل هذه الأخرى ؟ ومن السهل ايضا أن تجدها تقبل غناء المراة مثلا .. وليس من الصعب ان يكون لديها مطرب ومطربة مفضلين كذلك ..
وهناك الفتاة الأخرى التي لا تجد مشكلة في أن يقترض خطيبها من البنوك الربوية لكي يحقق لها أحلامها أو أحلام والدها من كذا وكذا وكذا .. وكله تحت مسمى الاضطرار ..
وهناك وهناك وهناك وهناك ...
المصيبة هي ان كثير من هذه الصفات قد يجتمع معا ..
والمصيبة الأكبر أن كل هذه الصفات يوجد ما يقابلها من صفات لدى الشباب أيضا .. فاصبحت الكارثة مزدوجة ومضاعفة ..
طبعا كل هذا ليس له علاقة بفكرة الموضوع الاساسية عن الزواج من كافرات أو من صينيات أسلمن من اجل هذا الزواج .. ولكن هذا يدعو المرء ليبدأ التفكير بجدية في الهجرة إلى خارج نطاق الكوكب بل المجرة بأكملها وليس إلى امريكا فقط ..