المحرر موضوع: الجزائريون والمصريون كيف يعرف بعضهم بعضا ؟؟؟  (زيارة 9398 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

حازرلي أسماء

  • زائر

لم يعرف الجزائريون المصريين كلاعبي كرة قدم فقط، وكذلك لم يعرف المصريون الجزائريين كلاعبي كرة قدم فقط.... وإنما هو شعب عرف شعبا ....
هم إخوة عرفوا إخوة .......هم إخوة ناصروا إخوة في أحلك الظروف يوم كانت اهتمامات الأمة أرقى ....
يوم كان عدوهم المشترك لا بدّ أن يشتركوا في دحضه وفي ردّه وفي إعلاء كلمة "لا إله إلا الله "

إخوتي هذه شذرات من التاريخ المشرّف المشترك بين البلدين الحبيبَين مصر والجزائر وما كان عليه حب الإخوة للإخوة .......فتمتعوا


 emo (30):


- اتصل الرئيس الجزائري "بومدين" بالرئيس المصري "السادات" مع بداية حرب أكتوبر1973 وقال له إنه يضع كل إمكانيات الجزائر تحت تصرف القيادة المصرية وطلب منه أن يخبره فوراً باحتياجات مصر من الرجال والسلاح فقال السادات للرئيس الجزائري إن الجيش المصري في حاجة إلى المزيد من الدبابات وأن السوفييت يرفضون تزويده بها، وهو ما جعل بومدين، يطير إلى الاتحاد السوفييتي ويبذل كل ما في وسعه،،، وباشر الرئيس الجزائري اتصالاته مع السوفيت لكنهم طلبوا مبالغ ضخمة فما كان منه إلا أن أعطاهم شيكا فارغا وقال لهم :"أكتبوا المبلغ الذي تريدونه"، وفتح حساب بنكي بالدولار، لإقناع السوفييت بالتعجيل بإرسال السلاح إلى الجيشين المصري والسوري، وهدد "بومدين" القيادة السوفييتية قائلا "إن رفضتم بيعنا السلاح فسأعود إلى بلدي وسأوجه خطابا للرأي العام العربي أقول فيه بأن السوفييت يرفضون الوقوف إلى جانب الحق العربي وأنهم رفضوا بيعنا السلاح في وقت تخوض فيه الجيوش العربية حربها المصيرية ضد العدوان الإسرائيلي المدعم من طرف الامبريالية الأمريكية"، ولم يغادر بومدين موسكو حتى تأكد من أن الشحنات الأولى من الدبابات قد توجهت فعلا إلى مصر.

-  إذاعة "صوت العرب" المصرية هي الإذاعة التي أعلنت اندلاع ثورة التحرير الجزائرية ليلة الفاتح من نوفمبر 1954 من مصر .

-شاركت جميع الدول العربية تقريبا في حرب 1973 طبقاً لاتفاقية الدفاع العربي المشترك، لكنها كانت مشاركة رمزية عدا سوريا والعراق والجزائر التي كان جنودها يشاركون بالفعل مع المصريين في الحرب بحماس وقوة على جبهة القتال.

- كانت الجزائر ثاني دولة من حيث الدعم خلال حرب 1973 فشاركت على الجبهة المصرية بفيلقها المدرع الثامن للمشاة الميكانيكية بمشاركة 2115 جندي و812 صف ضباط و192 ضابط جزائري.

-أمدت الجزائر مصر بـ 96 دبابة و32 آلية مجنزرة و12 مدفع ميدان و16 مدفع مضاد للطيران وما يزيد عن 50 طائرة حديثة من طراز ميج 21 وميج 17 وسوخوي 7، (تصريحات للمستشار علي محمود محمد رئيس المكتب الإعلامي المصري بالجزائر في الاحتفال الذي أقيم في السفارة المصرية بالجزائر احتفالا بنصر اكتوبر).

- قال الرئيس الراحل أنور السادات إن جزء كبير من الفضل في الانتصار الذي حققته مصر في حرب أكتوبر - بعد الله عز وجل - يعود لرجلين اثنين هما الملك فيصل بن عبد العزيز عاهل السعودية والرئيس الجزائري هواري بومدين، (تصريحات للسيدة كاميليا ابنة الرئيس السادات، في قناة الحياة الفضائية المصرية بمناسبة ذكرى حرب 6 أكتوبر 1973)

- كان دور الجزائر في حرب أكتوبر أساسيا وقد عاش رئيسها آنذاك "هواري  بومدين"ومعه كل الشعب الجزائري- تلك الحرب بكل جوارحه بل وكأنه يخوضها فعلا في الميدان إلى جانب الجندي المصري. (من كتاب "مذكرات حرب أكتوبر" للفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية).

-تم الإعلان عن الحكومة المؤقتة الجزائرية عام 1958 برئاسة "فرحات عباس" بمصر

- استقبل الجزائريون الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله - ووضعوه في قلوبهم وصار الشيخ الأكبر والأهم والمرجعية الدينية في الجزائر عام 1984 ولقي دعما من الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد، الذي كان يرغب في الإصلاح، وإعادة الجزائر إلى عروبتها.

- كذلك تعامل الشعب الجزائري مع شخصية دينية مصرية عظيمة مثل الشيخ يوسف القرضاوي الذي يتمتع بأكبر مساحة جماهيرية من المحبة والتقدير وأوسع عدد من المريدين والتلامذة في الجزائر كما تزوج من سيدة جزائرية.

- يقدرالجزائريون الدعم المصري للثورة الجزائرية الذي كان حاسماً في نجاحها وهو ما جعل مصر تدفع ثمن هذا الموقف بالعدوان الثلاثي علي أراضيها عام 1956، (تصريحات للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في كلمة ألقاها نيابة عنه محمد شريف عباس وزير المجاهدين الجزائري في احتفال الجامعة العربية بمرور 50 سنة على الثورة).

- حظى نجم المنتخب المصري محمد أبو تريكة(الذي لبس قميصا يناصر به غزة ورفعه وقد سجل الهدف ليراه العالم كله) بحفاوة غير مسبوقة في الجزائر أثناء تكريمه من قبل جريدة الهداف الجزائرية كأحسن لاعب عربي وإفريقي غير محترف يوم 30 مارس الماضي.

- حاول أن تتحدث بالعامية المصرية في أي شارع أو متجر أو فندق جزائري لترى بنفسك الحب الصادق والكرم من جميع الجزائريين في المكان لمجرد أنك مصري.



منقول مع تصرف
« آخر تحرير: 2009-11-13, 16:27:09 بواسطة حازرلي أسماء »

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
بوركت يا أسماء

هذا ما نحتاجه زوما يحتاج إليه شباب اليوم ليعرفوا التاريخ ولا ينجروا إلى فتنة الكرة التي ما كانت ولن تكون يوما تعبيرا عن الإخوة في الإسلام

ليت إعلامنا يقوم بهذا عوضا عن تأجيجه المشاعر ليزيد من رصيده البنكي وتوزيع إصداراته

وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
بارك الله فيك يا أسماء.

لا أنسى قصة (جميلة بو حريد) التي درستُها ضمن دروس القراءة في الشهادة الابتدائية....
في عصر عبد الناصر كان الطلبة يدْرسون رواية (زهرة من الجزائر)...
وأنا لستُ متعاطفًا مع التجربة العربية.... ولا يعني هذا أن القصة لم تؤثّر فيّ.
 
***

كانت السيّدة زينب الغزالي الجبيلي الداعية المعروفة -رحمها الله- تكتب في جريدة جزائرية.... أظنها (المشرق العربي)... ولديّ كتاب جمعتْ فيه ردودها على رسائل الشباب الجزائري فيها... كانت رسائل جد مروّعة تقصّ الظروف الجهنمية التي عاشها الشباب أيّام الغزو التغريبي الإلحادي لبلادنا المسلمة......

***

واللهَ -عزّ وجلّ- أرجو أن يجمعنا وكل بلاد المسلمين على كلمته التي ارتضاها لعباده...

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

تمارا

  • زائر
..

بارك الله بك يا أسماء، وجزاك خيراً بنيتك من وراء هذه المقالة.

"فتنة الكرة"!
صدقت يا سيفتاب، ولا حول ولاقوة إلا بالله.
كم مخز الأمر! وأنا كأردنية -فلسطينية أشعر بالخزي مما سمعت، فالمسألة لا أراها تخص الجزائريين والمصريين.. بل تخصنــا.


اقتباس
وأنا لستُ متعاطفًا مع التجربة العربية
وأنا أيضاً.

وهنا أنبه الأخوة والأخوات بالتريث في تفسير الضجة الإعلامية الحالية الحاصلة، وبعدم تحويلها إلى "مؤامرة وعملاء" ( أشير إلى تساؤلكم "لصالح من يعمل هؤلاء الإعلاميون" )، لأن هذا يزيد نار الفتنة إذ يجعلنا ننظر بريبة إلى كل مشترك إعلامي في هذه الفتنة باعتباره "عميل"، فتكبر المسألة بدون داع، ونكون أسأنا التشخيص.. نعم هناك عملاء يعملون لصالح أعدائنا، ولكن هناك "نحن" الذين نعمل بجهل وحمية ضد أنفسنا.. وهذه النسبة الغالبة.

المسألة تظهر الجانب الإنساني البشري على حقيقته عندما يتجرد من "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، ويكون ضعيفاً، مهزوماً.. ذليلاً.. يبحث عن أي فرصة نصر.. يتشبث بها لتنتشله من أوحال هزالته وانهزاميته وذله وعجزه الذي ما عاد يطيقه.. وهنا تظهر الحمية لا سميا في الأمور السطحية.. حمية الجاهلية.

وأنا هنا.. لا أنحاز إلى جانب في القصص المروية، لأني لم أشهد الحقائق.. فأنا حقيقة.. لم أتابع، ولا أريد أن أتابع.
ليس بيدي إلا أن أدعو وأبتهل فأقول..
اللهم ابعث فينا محمداً.. وأنزل فينا المسيح.
« آخر تحرير: 2009-11-13, 19:12:01 بواسطة تمرة »

حازرلي أسماء

  • زائر
أسعدتني متابعتكم إخوتي سيفتاب وأبا دواة وتمرة بارك الله فيكم وجزاكم خيرا كثيرا  emo (30):

ونعم إخوتي نحن إخوة ولا بدّ أن يبقى كل أمر في حدوده يعني الكرة رياضة ولا بدّ أن تبقى رياضة ولا تتعدى لأن تصبح ثورة وكأنها التي تسبق  الحرب ....
هذه المبالغة التي نربأ بفكرنا أن ينحاها لأنه بذلك سيتلهّى.... سيتلهّى عن الأولويات وعن القضايا المصيرية وستزداد صعوبة الأمل في أمة تبحث عن نصرها ونهضتها من كبوتها ....


أحمد

  • زائر
جميل جدا هذا الموضوع

جزاكم الله خيرا

 emo (30):

حازرلي أسماء

  • زائر
جميل جدا هذا الموضوع

جزاكم الله خيرا

 emo (30):

وإياكم  emo (30):

زينب الباحثة

  • زائر
جزاأأكِ الله كل خير  أختي أسماء .. موضوع مهم ونحن بأمس الحاجة لهكذا مواضيع .. الله يهدي الجميع ..

 لكن شعرت أن الموضوع كأنه عن "فضل أهل الجزائر على مصر" لأن أغلبه أمثلة عن أمور قدمتها الجزائر لمصر .. وليس هناك توازن في الأمثلة المعاكسة .. وشعرت كأن فيه نوع من المن ..

 

حازرلي أسماء

  • زائر
جزاأأكِ الله كل خير  أختي أسماء .. موضوع مهم ونحن بأمس الحاجة لهكذا مواضيع .. الله يهدي الجميع ..

 لكن شعرت أن الموضوع كأنه عن "فضل أهل الجزائر على مصر" لأن أغلبه أمثلة عن أمور قدمتها الجزائر لمصر .. وليس هناك توازن في الأمثلة المعاكسة .. وشعرت كأن فيه نوع من المن ..

 

لا أدري من أين بدا لك المنّ يا زينب ؟؟
ليس أبدا منا .... هل مساعدة الأخ لأخيه -وهي المبينة من خلال مثال حرب أكتوبر- فيها منّ أم فيه فخر أن كنا إخوة بهذا الشكل ... ثم أن التاريخ يحكي هذه البطولات وهذه الرجولة التي يجب أن نحكيها للأجيال لتكون لها مثالا وقدوة .... أم نترك القدوة الكبرى لهم في الكرة وحيثيات الكرة لا نخرج عنها ؟؟
وموضوع مساندة مصر لثورة الجزائر الذي كان من أسباب العدوان الثلاثي على مصر ماذا عنه أليس فضلا للمصريين علينا أليست رجولة تحسب لهم ولا تنسى بالمرة؟؟

وحبنا وتقديرنا العظيم للشيخ الغزالي رحمة الله عليه وللدكتور القرضاوي ولعلماء مصر هو حب نعتز به لما لهؤلاء العلماء العظماء من فضل علينا وعلى الأمة الإسلامية كلها ....

وإذاعة مصر التي كانت أول من أعلن عن الثورة إعلاميا ....وقيام الحكومة المؤقتة فيها ....

ألم تنتبهي لكل هذا يا زينب ؟؟

هذا التاريخ يتحدث ويفصح ولسنا نحن .... هذا لسان التاريخ الذي يسطر بأحرف من عزة .....وما لنا إلا أن نفتخر بهذا التاريخ المشرف ونرويه ليكون نبراسا وقدوة ولنربي الأجيال عليه .....

ولنذكر ..... عسى تنفعنا الذكرى
« آخر تحرير: 2009-11-14, 17:51:48 بواسطة حازرلي أسماء »

أحمد

  • زائر
أعجبني هذا المقال..


مصر والجزائر.. علاقات تاريخية أكبر من كرة القدم!!
 
[17:49مكة المكرمة ] [16/11/2009]
 
 
مصر والجزائر.. هل تتدهور العلاقات بسبب كرة القدم؟!
 
كتب- أحمد التلاوي:
 



طائرات مصرية محملة بالسلاح والرجال تهبط فوق التراب المغربي على الحدود مع الجزائر، بضعة رجال آخرين مسربلين بالأوشحة والسواد يظهرون فجأةً من على الجانب الآخر من الحدود، وكأنما أنبتتهم رمال الصحراء، يجرون إلى نقطة التقاء محددة سلفًا على الحدود، للالتقاء مع الطائرة والرجال على متنها، لا عوائق، لا مشكلات.

 

مقاتلون مصريون يهبطون من الطائرة حاملين صناديق السلاح والعتاد، يسلمونها إلى هؤلاء الرجال القادمين المتشحين بالظلام، تجري الطائرة مسرعة بعد أن أفرغت حمولتها من الرجال والعتاد فوق الأراضي العربية، بينما رفاق السلاح من المصريين والجزائريين يمشون الهوينى في حذر من أنْ تراهم نقاط حراسة المستعمر الفرنسي.

 

بعد سنوات قليلة تتحرر الجزائر، وفي صيف العام 1962م، يقف بن بيللا وهواري بومدين ومحمد بوضياف وغيرهم من رفاق رحلة الكفاح والتحرر الطويلة، ليوجهوا الشكر إلى مصر على دورها في تحرير العرب من نَيْر الاستعمار.

   
عبد الناصر وبن بيللا في الستينيات
 

مشهد قديم آخر من قبل ستة وثلاثين عامًا:

طائرات سلاح الجو الجزائري تشن غارةً في عمق سيناء المحتلة لتدك حصون العدو الصهيوني ومطاراته على الأرض المحتلة، جنبًا إلى جنب مع قريناتها التي تحمل أعلامًا عربيةً أخرى، مصرية، عراقية، ليبية، بينما الرئيس بومدين يتصل بالرئيس السادات كل ساعة تقريبًا، سائلاً عن الأخبار، وعارضًا المساعدة.

 

بعد سنوات قليلة تتحرر شبه جزيرة سيناء، ويقف المصريون حدادًا كل عام قارئين الفاتحة على أرواح شهداء حرب رمضان/ أكتوبر 1973م، ومن بينهم جزائريون وعرب ومسلمون من جنسيات مختلفة، فلا فارق، ولا مشكلات.

 

ما بين هذين المشهدَيْن، صار الكفاح واحدًا، وأصبح الدم واحدًا، واختلطت عظام ودماء المصريين والجزائريين في حفنة تراب واحدة، لا قدرةَ لأحد إلا لله تعالى، على التمييز بين رفات هذا وذاك.

 

مشاهد أخرى حديثة جدًّا، من أيام قليلة مضت:

دخان النيران يتصاعد من مدرجات أحد استادات كرة القدم، اللافتة لا توضح اسم الاستاد، هل هو استاد القاهرة أو استاد الخامس من يوليو أو "سانك جوييه" في الجزائر، لكن لا يهم، فالمشكلة واحدة هذه المرة.

 

مجموعة من الأفراد لا يمكن أنْ تعرف من شكلهم ولا من ملبسهم هل هم مصريون أم جزائريون، يعتدون على مجموعة أخرى من الأفراد، ولا أحد يعلم- أيضًا- هل هم مصريون أم جزائريون، فالملامح واحدة، واللسان واحد، والملابس من ذات النوع، وبذات السعر تقريبًا.

 

عناوين صحف حديثة منذ أيام قليلة مضت:

"أنباء عن وفاة مشجعين جزائريين بعد الهزيمة من مصر في تصفيات كأس العالم"، "اتهامات جزائرية للمشجعين المصريين بالاعتداء على أتوبيس البعثة الجزائرية في القاهرة وإصابة لاعبين"، "السفير الجزائري بالقاهرة ينفي مقتل جماهير الخضر عقب المباراة"، الجزائريون يحطمون مقر شركتَيْ مصر للطيران والمقاولين العرب والسفارة المصرية"، "المصريون بالجزائر: "الحقونا، إحنا بنموت"، والخارجية ترفع الأمر لأعلى المستويات"!!

 

ما بين هذا وذاك بون شاسع مثير للشجون والأحزان، ولكنه أيضًا مثير للتساؤلات، التساؤلات التي على رأسها سؤالان شديدا الأهمية: ما الذي قَلَبَ الصورة؟!، وهل ذلك في صالح الأمن القومي العربي؟!.

 

صورة مأساوية!!   
إستاد القاهرة احتضن المباراة الأخيرة بين مصر والجزائر
 

فعلى الرغم من أن الرياضة من المفترض أنها خلقَتْ وظهرتْ من أجل الجَمْع ما بين شعوب العالم، وإفراغ شحنة التنافس ما بين الأمم في صورة حضارية بعيدة عن العنف والحروب والدمار، إلا أننا في عالمنا العربي لا نزال نفرغ الأحقاد وسواد العلاقات والصراعات الشخصية على ساحات الملاعب الرياضية.

 

ولنا أنْ نقارن ما بين ما يجري الآن على "محراب" مباراة مصر والجزائر، وكأنها معركة مقدسة، وبين مواقف أخرى كانت الرياضة فيها هي مفتاح التواصل بين الشعوب.

 

المثير للضحك وللأحزان في آن، أن هذه الصورة شارك في صنعها- للأسف الشديد- القيادات السياسية للبلدَيْن، وكان آخر ما جرى في هذا الإطار، إعلان الحكومتَيْن في كلٍّ من مصر والجزائر عن سفر عشرات آلاف من المشجعين مجانًا على حساب الدولة، لحضور مباراة السودان الفاصلة بين المنتخبَيْن، وكأن الفقر قد اختفى من شوارع وأزقة القاهرة والجزائر.

 

المدهش أن حرب غزة التي كانت تحرق فيها طائرات ودبابات العدو الصهيوني أجساد الأطفال الفلسطينيين، لم تتنادَ فيها النظم العربية لإرسال عشرات الآلاف من هؤلاء المتطوعين لإنقاذ غزة من حريقها الكبير، كما يجري حاليًّا، بل عندما دعا الإخوان المسلمون إلى ذلك زُجَّ بهم في السجون، ومنعت الحكومات في مصر والجزائر وغيرها من البلدان العربية مظاهرات الغضب التي خرجت احتجاجًا على محرقة غزة.

 

ولنقارن بين ما يجري في إطار سباق منتخبَيْ مصر والجزائر إلى جنوب إفريقيا- وكأنه سباقٌ لتحرير القدس والعراق وأفغانستان من الاحتلال الأمريكي الصهيوني- وبين ما فعلته شعوب الأرض قديمًا، عندما تعبت الشعوب المتحضرة قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام من الحروب والدماء، فاجتمعت في أثينا حاضرة الحضارة الإغريقية في ذلك الحين، لكي تأخذ قرارها بإقامة ما عُرفَ بعد ذلك بالألعاب الأوليمبية؛ حيث استبدلت هذه الأمم ساحات المعارك بساحات الرياضة، لكي تعبر عن تنافسها فيما بينها.

 

ولذلك صارت ألعاب القوى تستخدم ذات أدوات الحرب القديمة، مثل الرمح والمطرقة والقرص، وصارت ملاعب الأولمبياد أشبه في تخطيطها بساحات الحروب؛ حيث خصصت فيها مساحات واسعة للجري، لممارسة سباق الماراثون الذي كان في الأصل تخليدًا لذكرى أحد المحاربين الأبطال القدامى، ولكن من دون سلاح، وذلك كرسالة من هؤلاء لشعوب الأرض، أن قوة الأمم الحقيقية في صناعة البطل القادر على هزيمة أعدائه في تنافس سلمي شريف، بذات الأسلحة وعلى ذات الأرض، ولكن من دون إراقة دماء.

 

ولنقارن- أيضًا- حديثًا بين ما يجري بين بلدَيْن عربييْن في هذا الإطار، وبين ما تم بين أرمينيا وتركيا؛ حيث كانت كرة القدم هي مفتاح السر في استعادة العلاقات بين البلدين بالرغم من كل ما صبغ تاريخها من دماء، فكان لحضور عبد الله جول مباراة لكرة القدم بين منتخبَيْ البلدَيْن قبل أشهر هو بداية سلسلة من الخطوات قادت للتوقيع على اتفاق زيوريخ الأخير أقام علاقات ما بين البلدَيْن.

 

كيف حدث؟!

السؤال فعلاً الآن هو لماذا جرى ما جرى؟!، والإجابة بكل بساطة ذات جناحَيْن، الأول هو نجاح مخططات القوى الاستعمارية العالمية في فصم عرَى العلاقات ما بين الشعوب والحكومات العربية والإسلامية، وجعلها تنظر إلى بعضها البعض في صورة الأعداء، بينما عدو الأمة الحقيقي، الكيان الصهيوني، يظهر بمظهر حمامة السلام!

 

وتم تطبيق هذا المبدأ في كل المجالات تقريبًا، ففي السياسة صارت إيران- بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع سياسات نظامها- هي العدو وليس الكيان الصهيوني، وفي الثقافة أصبح ممثل السعودية على مقعد اليونسكو هو المنافس الرئيسي-!!- للمرشح المصري في انتخابات الدورة قبل الماضية.

 

وفي الرياضة صارت مصر هي عدو الجزائر، والجزائر هي عدو مصر، بدلاً من التنافس الشريف، والفرح لوصول ممثل للعرب يشجعه الجميع، بغض النظر عن الجنسيات، في كأس العالم المقبلة.

 

الجناح الثاني للأزمة هو الأنظمة العربية ذاتها؛ حيث صارت تنظر إلى مصالحها على أنها الأولوية الرئيسية لها، وليس مصالح شعوبها ومصالح الأوطان، وصارت مسئوليتها الأولى هي البقاء في الحكم؛ ولذلك اعتمدت كل وسائل إلهاء الشعوب عن حالها المتدهور، وباتت تسعى بكل طريقة إلى تحقيق انتصارات زائفة، للظهور بمظهر أفضل أمام الشعوب المتْعَبة.

 

وبطبيعة الحال هذا الوضع لا يخدم الأمن القومي العربي في شيء، بل على العكس، والمتابع للواقع العربي في الوقت الراهن يكاد يجزم أن هذه الروح السيئة التي ظهرت في "صراع المباراة" هذا هو السبب في كل المآسي العربية.

 

فهذه الروح جعلت كل بلد عربي ينكفئ على نفسه، مما ترك كل بلد عربي وحده نهبةً للمستعمر الجديد، وهو ما ظهر جليًّا في الاحتلال الأمريكي للعراق.

 

وفي النهاية، فإن معالجة هذه الصورة، لن تكون سوى بتغيير أعمق من مجرد ترديد شعارات في الصحف ووسائل الإعلام، لا يتم تنفيذ روحها، تغيير يعيد معاني الإخاء إلى شعوب الأمة العربية والإسلامية، ويجعلها تؤمن تمامًا أن الأصل واحد!!.
 
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=56598&SecID=341

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
الحقيقة مقال رائع

بارك الله بكاتبه





وناقله كمان .. يللا مش خسارة فيه  emo (30):
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*