« رد #1 في: 2009-11-10, 20:03:16 »
و بما أن المنطق يبحث في فكر الإنسان المكون من تصورات و تصديقات ليضبطه .
و بما أن التصورات و التصديقات تنقسم إلى ما يدرك بالبداهة و إلى ما يدرك بالنظر ..
و بما أننا نستخدم البدهيات للوصول إلى النظريات ...
فإننا يمكننا الآن أن نقسم المنطق إلى جزئين :
1- جزء التصورات و هو الذي يبحث في كيفية الوصول إلى تصور (نظري)صحيح عن طريق التعريف المحدد لحقيقة الشيء المتَصَوَّر .
2- جزء التصديقات و الذي يبحث في كيفية الوصول إلى تصديق (نظري) صحيح عن طريق البرهان و الحجة المثبتة للتصديق .
و كل من المعلومات المستخدمة في التعريف أو الحجة لا بد أن تكون مثبتة أو بدهية .
و لنعمد إلى الجزء الأول سائلين الله عز و جل العون و الفتح لما فيه الخير و الصلاح ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التصورات ..
لكي يحصل التصور لا بد من أحد أمرين : البداهة أو التعريف .
فالبدهيات تدرك بالبداهة ، و النظريات تدرك بالتعريف ..
و لكي نعرف الشيء لا بد لنا من استخدام ألفاظ و لا بد أن يكون لألفاظنا معان .
و لابد أن نستقي من هذه الألفاظ و المعاني ما يصلح لكي يكون تعريفاً منضبطاً حيث أن بعض الألفاظ موهمة لمعان قد لا تعبر عن حقيقة الشيء المراد تصوره .
إذن سينحصر بحثنا -إن شاء الله- في :
الألفاظ
و المعاني .
ثم نعمد إلى صياغة التعريف بإذن الكريم الرحمن .
و ستكون دروسنا إن شاء الله كالآتي
1- دلالات الألفاظ .
2-تقسيم اللفظ من حيث الإفراد و التركيب .
3- تقسيم اللفظ من حيث الدلالة الكلية و الجزئية .
4-الكليات الخمسة .
5- صياغة التعريف .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1- دلالات الألفاظ :
الدلالة عبارة عن فهم أمر من أمر آخر ..
فإذا دخلت غرفتي و وجدتها قد رتبت على غير الترتيب الذي تركتها عليه ففهمت أن أحداً دخل الغرفة فإن هذا الأمر دلالة لأني فهمت منه أمراً آخر و هو أن أحداً قام بترتيبها على هذا النحو .
و الدلالة بهذا المعنى قد تكون لفظية (كدلالة لفظ الأسد على الحيوان المعروف )
و قد تكون غير لفظية كما في مثال الغرفة السابق الذكر .
و من جهة أخرى فالدلالة قد تكون موضع اتفاق بين الناس كدلالة لفظ (الشمس) على (النجم المتوسط المعروف الذي يشرق صباحاً و يغرب مساءً )
أو كدلالة (إشارة المرور الحمراء)على (خطورة عبور الطريق)
و تسمى هذه الدلالة بـ(الوضعية) أي أن ذلك الدال وضع لذلك المدلول .
و قد تكون محل اختلاف إما بالعادة كدلالة لفظ (آه) على التوجع و دلالة (حمرة الوجه)على (الخجل)
أو بالعقل كدلالة ألفاظ المتكلم على حياته
أو دلالة الأثر على المؤثر ..
و يلاحظ أن الدلالة العادية و العقلية ليسا محل اتفاق رغم إمكان برهنة العقل على صحتهما ... إلا أن العقول متفاوتة و العادة يمكن أن تخرق كما في المعجزة فلذلك لا يعنينا في المنطق إلا الوضعية حيث أنها هي المتفق عليها .
من جهة أخرى نجد أن الدلالة الغير لفظية بالرغم من فائدتها في استقاء المعلومات إلا أنها غير مفيدة في انتقالها .. بيد أن اللفظية مفيدة في الأمرين معاً لذلك كان بحث المناطقة في الدلالة اللفظية الوضعية .
سؤال 1 : هل هناك من غامض ؟
سؤال 2 : استخرج مما سبق مثالاً للدلالة اللفظية الوضعية .
طبعاً الإجابات في الموضوع الأصلي (البحث عن العقل الحر ) هنا
« آخر تحرير: 2009-11-19, 00:15:50 بواسطة أبو بكر »
سجل
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين