المحرر موضوع: خمسة فلسفة  (زيارة 12042 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
خمسة فلسفة
« في: 2009-11-05, 20:10:23 »
 :emoti_133:

فتحت هذا الموضوع ليكون قاعدة لمن أراد أن يتابع موضوعي الذي أكتبه بعنوان البحث عن العقل الحر

و سأقتبس من هناك بعض ما كتبت لأكمله هنا -بإذن الله عز و جل -  و من أراد المناقشة فليقتبس منه و ليطبع الاقتباس في الموضوع الأصلي و يضع أسئلته و و مناقشته .. أرجو  أن تفيدوني بقدر ما تستطيعون و تقوموا لي ما ترونه خطئاً  ... و الله المستعان .

جزاكم الله خيراً    emo (30):


بارك الله فيكم  emo (30):



حاولت أن أبدأ البحث بما ذكرت اولاً و لكن للسببين الآتيين فإني سأخرق الترتيب و أبدأ بالمنطق -إن شاء الله-... عرض موجز له و لقواعده و هذان السببان هما :

1- أن من سيتابع الموضوع ربما تتوقف مناقشته على فهم بعض المصطلحات و بعض مباحث المنطق الذي هو مقدمة ضرورية للبحث الفلسفي .

2-أن بحثي الأول في البدهيات جرني إلى بحث آخر في (الشك و اليقين) و هذا الأخير قد أوشك أن يتم بفضل الله سبحانه و تعالى .. لكني أنتظر تدعيمه بمراجع أخرى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلنبدأ إذن بالمنطق و الذي أرجو ممن يتابع أن يركز فيه جيداً إن كان ينوي قراءة البحث ..
و الله الموفق و الهادي إلى سواء السبيل ..

ـــــــــــــــــــــــــــ

لن أبدأ بتعريفه و لا بالحاجة إليه كما يبدا كل علم لأن البحث كما تعرفون ليس خاصاً به ..

و إنما سأبدأ من نقطة العقل ..
كيف ؟؟
العقل يفكر .. هذا صحيح ..لكن كيف يفكر العقل ؟؟
لمعرفة ذلك يجب علينا أن نعرف ما هو (الفكر )؟

الفكر ما هو إلا بعض المعلومات التي يتعامل معها العقل الإنساني بشكل معين كما يتعامل معلج جهاز الكمبيوتر مع البيانات التي تدخل إليه .

و المعلومة في عقل الإنسان إما أن تكون مفردة (إنسان ، شجر ،حجر ....الخ )
و تسمى تصوراً
و إما أن تكون مركبة ( إنسان يزرع شجرة ، حيوان يقع في حفرة ...الخ)
و المعلومات المركبة ليست نوعاً آخر من المعلومات العقلية فما المعلومة المركبة إلا عبارة عن (مفردة +مفردة +...الخ)
و لكن يلاحظ على المعلومة المركبة أنها بعد تكونها من عدة تصورات يضاف إليها شيء من الجزم بالوقوع أو الجزم بعدم الوقوع ...كيف ؟

(أبو بكر يكتب) معلومة مركبة مكونة من ثلاثة تصورات هي (أبو بكر) ، (الكتابة)
، (نسبة الكتابة لأبي بكر لا لأحد غيره)

ثم يلاحظ بعد ذلك : هل وقعت الكتابة بالفعل من أبي بكر أم لا ؟
فإذا قال العقل نعم فإنه جزم بالوقوع
و إذا قال لا فإنه جزم بعدم الوقوع .

و هذه الملاحظة (أي ملاحظة الجزم بالوقوع و الجزم بعدم الوقوع ) عبارة عن معلومة عقلية أيضاً لكنها  ليست من قبيل التصوات لأنها لا يمكنها أن تأتي بمفردها ..بل تسمى تصديقاً لأنها تحدد صدق الوقوع أو صدق عدم الوقوع ..

فالمعلومات العقلية إذن عبارة عن تصورات أو تصديقات ..

السؤال الآن ..حد فاهم حاجة ؟. :emoti_282:


الآن نكمل  ...

المعلومات (التصورية و التصديقية ) تنقسم بدورها إلى ما يدرك بدون تأمل و تسمى (بدهية أو ضرورية) و إلى ما يدرك بتأمل و فكر و نظر و تسمى (نظرية) ..

فمثال البدهية في التصورات إدراك (الوجود)
و في التصديقات إدراك(أنني موجود )

و يلاحظ أن المعلومات البدهية لا تحتاج إلى إيضاح في حالة التصور كما لا تحتاج إلى برهان في حالة التصديق .

و مثال النظرية في التصورات إدراك (علم المنطق)
و في التصديقات إدراك أن (علم المنطق مفيد)

و يلاحظ أن هذه المعلومات تحتاج إلى إيضاح في حالة التصور أي إلى تعريف و بيان يساعد على تصورها .. فهل أنتم الآن -مثلاً - تتصورون المنطق .. أنا على يقين أنه ليس بإمكان أحد منكم تصوره تصوراً كاملاً لأنني حتى الآن لم أعرفه .

و يلاحظ أيضاً أنه في حالة التصديق فإن هذه المعلومات تحتاج إلى برهان فمن أدراني أن المنطق مفيد أو ضار ؟!! اللهم إلا الظن الذي لا يغني من الحق شيئاً ... أما عند ثبوت فائدته أو عدمها بالدليل اليقيني يمكنني الحكم بصدق هذا التصديق من عدم صدقه .


الآن يمكننا أن نسأل .. كيف نعرِّف التصورات النظرية لنتوصل إلى تصورها الصحيح في الذهن ..
و كيف نبرهن على التصديقات النظرية لنجزم بصدقها أو كذبها ؟؟!!

إذا تأملنا قليلاً نجد أن العقل يستغل المعلومات البدهية في التوصل لهذه النظريات ..
فهو يستخدم معانٍ بدهية(ضرورية) كالعلم و الوجود ...الخ للتوصل إلى تعريف شيء نظري كالمنطق مثلاً .
و هو أيضاً يستخدم قضايا(تصديقات) بدهية (ضرورية) كـ(الكل أعظم من الجزء ) و (النقيضان لا يجتمعان و لا يرتفعان ) للتوصل إلى إثبات شيء كـ(المنطق مفيد) مثلاً .

إذ لو كانت معلومات الإنسان كلها نظرية لما توصل إلى مجهول أبداً لأنه كلما عرف شيئاً بشيء آخر نظري سيسأله عقله و ما معنى هذا الشيء ... و هكذا
و إذا برهن على صحة قضية (تصديق ) بقضية أخرى (تصديق آخر) تحتاج إلى برهان لسأله العقل و ما برهان تلك القضية أو ذلك التصديق ؟!!


و لو كانت معلومات الإنسان كلها بدهية لم يكن هناك قيمة لعقله و لما احتاج إلى التفكير في شيء ... فسبحان من أودع العقل بعض المعلومات و حرمه بعضها ..

« آخر تحرير: 2009-11-06, 06:12:15 بواسطة أبو بكر »
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
رد: خمسة فلسفة
« رد #1 في: 2009-11-10, 20:03:16 »
و بما أن المنطق يبحث في فكر الإنسان المكون من تصورات و تصديقات ليضبطه .
و بما أن التصورات و التصديقات تنقسم إلى ما يدرك بالبداهة و إلى ما يدرك بالنظر ..
و بما أننا نستخدم البدهيات للوصول إلى النظريات ...

فإننا يمكننا الآن أن نقسم المنطق إلى جزئين :

1- جزء التصورات و هو الذي يبحث في كيفية الوصول إلى تصور (نظري)صحيح عن طريق التعريف المحدد لحقيقة الشيء المتَصَوَّر .

2- جزء التصديقات و الذي يبحث في كيفية الوصول إلى تصديق (نظري) صحيح عن طريق البرهان و الحجة المثبتة للتصديق .

و كل من المعلومات المستخدمة في التعريف أو الحجة لا بد أن تكون مثبتة أو بدهية .


و لنعمد إلى الجزء الأول سائلين الله عز و جل العون و الفتح لما فيه الخير و الصلاح ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التصورات  ..

لكي يحصل التصور  لا بد من أحد أمرين : البداهة أو التعريف .
فالبدهيات تدرك بالبداهة ، و النظريات تدرك بالتعريف ..
و لكي نعرف الشيء لا بد لنا من استخدام ألفاظ و لا بد أن يكون لألفاظنا معان .

و لابد أن نستقي من هذه الألفاظ و المعاني ما يصلح لكي يكون تعريفاً منضبطاً حيث أن بعض الألفاظ موهمة لمعان قد لا تعبر عن حقيقة الشيء المراد تصوره .

إذن سينحصر بحثنا -إن شاء الله- في :
الألفاظ
و المعاني .
ثم نعمد إلى صياغة التعريف بإذن الكريم الرحمن .

و ستكون دروسنا إن شاء الله كالآتي
1- دلالات الألفاظ .
2-تقسيم اللفظ من حيث الإفراد و التركيب .
3- تقسيم اللفظ من حيث الدلالة الكلية و الجزئية .
4-الكليات الخمسة .
5- صياغة التعريف .

ــــــــــــــــــــــــــــــ

1- دلالات الألفاظ :

الدلالة عبارة عن فهم أمر من أمر آخر ..
فإذا دخلت غرفتي و وجدتها قد رتبت على غير الترتيب الذي تركتها عليه ففهمت أن أحداً دخل الغرفة فإن هذا الأمر دلالة لأني فهمت منه أمراً آخر و هو أن أحداً قام بترتيبها على هذا النحو .

و الدلالة بهذا المعنى قد تكون لفظية (كدلالة لفظ الأسد على الحيوان المعروف )
و قد تكون غير لفظية كما في مثال الغرفة السابق الذكر .

و من جهة أخرى فالدلالة قد تكون موضع اتفاق بين الناس كدلالة لفظ (الشمس) على (النجم المتوسط المعروف الذي يشرق صباحاً و يغرب مساءً )
أو كدلالة (إشارة المرور الحمراء)على (خطورة عبور الطريق)
و تسمى هذه الدلالة بـ(الوضعية) أي أن ذلك الدال وضع لذلك المدلول .
و قد تكون محل اختلاف إما بالعادة كدلالة لفظ (آه) على التوجع و دلالة (حمرة الوجه)على (الخجل)
أو بالعقل كدلالة ألفاظ المتكلم على حياته
أو دلالة الأثر على المؤثر ..

و يلاحظ أن الدلالة العادية و العقلية ليسا محل اتفاق رغم إمكان برهنة العقل على صحتهما ... إلا أن العقول متفاوتة و العادة يمكن أن تخرق كما في المعجزة فلذلك لا يعنينا في المنطق إلا الوضعية حيث أنها هي المتفق عليها .

من جهة أخرى نجد أن الدلالة الغير لفظية بالرغم من فائدتها في استقاء المعلومات إلا أنها غير مفيدة في انتقالها .. بيد أن اللفظية مفيدة في الأمرين معاً لذلك كان بحث المناطقة في الدلالة اللفظية الوضعية .

سؤال 1 : هل هناك من غامض ؟
سؤال 2 : استخرج مما سبق مثالاً للدلالة اللفظية الوضعية .

طبعاً الإجابات في الموضوع الأصلي (البحث عن العقل الحر  )   هنا


« آخر تحرير: 2009-11-19, 00:15:50 بواسطة أبو بكر »
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
رد: خمسة فلسفة
« رد #2 في: 2009-11-16, 01:44:35 »
الظاهر إني بنادي في مالطة  :emoti_282:


لنكمل  :emoti_138:

الدلالة اللفظية الوضعية هي مناط بحث المناطقة كما اتفقنا ..

إذن سنعمد إلى اللفظ الموضوع في القواميس (ليس لنا علاقة بالمجازيات و الاستعارات الآن)  من حيث دلالته على أمر ما ..فنقول :

اللفظ الموضوع لمعنى ما إما أن يدل على كل معناه أو جزء معناه أو على أمر خارج عن معناه لازم لذلك المعنى .... كيف ؟؟؟

إذا ما أعطيتني تفاحة فأكلتها كلها و سألتني بعد ذلك عنها فقلت لك : أكلت التفاحة .. فإن هذا اللفظ (تفاحة ) دل على تمام المعنى الذي وضع له و هو الثمرة التي أعطيتها إياي .. و تسمى هذه الدلالة دلالة تطابقية .. أو دلالة التطابق .
فإذا كنت قد أكلت نصفها و انت ترى نصفها الآخر في يدي و سألتني عن نصفها الآخر فقلت لك (لقد أكلت التفاحة ) ففهمت أنني أكلت نصفها ... فقد دل لفظي حينئذٍ عندك على بعض المعنى الذي وضع له لأنه موضوع لكل التفاحة لا لنصفها ... و تسمى هذه الدلالة دلالة التضمن لأن اللفظ دل على معنى متضمنا في المعنى المطابق للفظ .
و إذا طالبتني بدين كان لك في ذمتي فقلت لك سأقضيه عند التفاح  فإنك ستفهم أن التفاح يعني موسم التفاح ... و الموسم ليس هو المعنى المطابق للفظ و لا جزء منه لكنه لازم للتفاح لا ينفك عنه (في الغالب) .. و تسمى هذه الدلالة دلالة التزامية أو دلالة اللزوم .


إذن دلالة اللفظ قد تكون دلالة تطابق أو تضمن أو التزام ..


مثال حي أمر الرسول صلى الله عليه و سلم صحابته ألا يصلوا العصر إلا في بني قريظة ..

فهم بعض الصحابة من النص الدلالة التطابقية و صلوا بالفعل في بني قريظة .
و فهم بعضهم الدلالة الاتزامية و هي دلالة النص على الإسراع فصلوا  حيث أدركهم العصر .

هل من أمثلة أخرى ؟

السؤال الثاني كيف أعرف أن نصاً ما يدل على معناه المطابق أو الضمني أو اللزومي ؟؟؟
« آخر تحرير: 2009-11-16, 01:46:50 بواسطة أبو بكر »
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين