في معرض الحديث عن مؤتمر "كلمة سواء" تمرة وماما هادية أحب أن أذكر هنا قول المولى عزو وجل :
" أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَٰبِ يَشْتَرُونَ ٱلضَّلَٰلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ ٱلسَّبِيلَ (44)وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَلِيّاً وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ نَصِيراً (45)" -النساء-
إنهم يشترون الضلالة ويريدون أن نضل السبيل فهم الضالون المضللون .... ثم يلي ذلك تبيان المولى عز وجل للمؤمنين أنه سبحانه الأعلم بأعدائنا الأعلم بهم حتى منا وهو الذي بينهم لنا وعرفنا بهم .... وكفى به وليا وكفى به نصيرا .... هو الولي وهو النصير .... فيأتي لاسؤال : لماذا إذن نبحث عن نصرتهم لنا فبدعوى التعايش وإن كانت الأسس التي تجمعنا هشة فنتغاضى ونقبل ونداهن ونتمنى نصرتهم لنا وتعايشهم معنا ....إذن بهذا نكون قد أعرضنا عن إقرار الله سبحانه وتعالى بأنه يكفينا أن يكون هو نصيرنا .... وعندها ونحن لم نكتف به نصيرا، وبحثنا عن النصرة عندهم فسيذلنا الله لا محالة ....
وأحب أن أنقل هنا كلمات للشهيد سيد قطب في ظلاله عن آية :"قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ ٱللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ ٱشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ " -آل عمران- 64
ولنتأملها :
المسلمون هم الذين يعبدون الله وحده ; ويتعبدون لله وحده ; ولا يتخذ بعضهم بعضا أربابا من دون الله . . هذه هي خصيصتهم التي تميزهم من سائر الملل والنحل ; وتميز منهج حياتهم من مناهج حياة البشر جميعا . وإما أن تتحقق هذه الخصيصة فهم مسلمون , وإما ألا تتحقق فما هم بمسلمين مهما ادعوا أنهم مسملون !
إن الإسلام هو التحرر المطلق من العبودية للعبيد . والنظام الإسلامي هو وحده من بين سائر النظم الذي يحقق هذا التحرر . .
إن الناس في جميع النظم الأرضية يتخذ بعضهم بعضا أربابا من دون الله . . يقع هذا في أرقى الديمقراطيات كما يقع في أحط الديكتاتوريات سواء . . إن أول خصائص الربوبية هو حق تعبد الناس . حق إقامة النظم والمناهج والشرائع والقوانين والقيم والموازين . . وهذا الحق في جميع الأنظمة الأرضية يدعيه بعض الناس - في صورة من الصور - ويرجع الأمر فيه إلى مجموعة من الناس - على أي وضع من الأوضاع - وهذه المجموعة التي تخضع الآخرين لتشريعها وقيمها وموازينها وتصوراتها هي الأرباب الأرضية التي يتخذها بعض الناس أربابا من دون الله ; ويسمحون لها بادعاء خصائص الألوهية والربوبية , وهم بذلك يعبدونها من دون الله , وإن لم يسجدوا لها ويركعوا . فالعبودية عبادة لا يتوجه بها إلا لله .
وفي النظام الإسلامي وحده يتحرر الإنسان من هذه الربقة . . ويصبح حرا . حرا يتلقى التصورات والنظم والمناهج والشرائع والقوانين والقيم والموازين من الله وحده , شأنه في هذا شأن كل إنسان آخر مثله . فهو وكل إنسان آخر على سواء . كلهم يقفون في مستوى واحد , ويتطلعون إلى سيد واحد , ولا يتخذ بعضهم بعضا أربابا من دون الله .
فبما أن الإسلام وحده هو الذي يحقق هذه الشروط كيف للمجتمعين أن يرضوا بالقول أنّ غير الإسلام أيضا دين يحقق هذا؟؟ .... الكلمة التي تجمع بينهم واحدة كما هو الدين الذي يقبل عند الله واحد....فكيف يقبل في إطار دعاوى التعايش غير هذا؟؟ ويداهن في هذا الأمر ...؟؟!!!
*******************
أما عما عرضت يا سما من هشاشة أبناء الإسلام إذا ما ذهبوا هناك .... فكما قالت ماما هادية أرى أنّ من كانت هجرته لغير الله ورسوله فسيثبت من حاله أن هجرته لغير الله ورسوله ولن يمثل الإسلام ولا الدعوة في شيء واقعي ....وكان الذي ذكرته من هذا الصنف .... كذلك أحب أن أشير إلى عدم اغترار المؤمن بنفسه وبإيمانه فيكف عن دعاء الله الثبات بل عليه المداومة على سؤال الله عز وجل الثبات على الحق
نسأل الله أن يثبث قلوبنا على دينه ....