اقتراح معقول يا تمرة الغالية... المهم أن نكون متأكدين فقط مما ندعو له .. من صحته وصوابه ...
فمثلا تفسير الحجاب بالنقاب خطأ
فالنقاب كان معروفا زمن النبي صلى الله عليه وسلم، معروفا كلباس، وبهذا الاسم... وكان من عادات بعض القبائل العربية، تلبسه شريفاتهم وتعتبر كشف وجهها عارا، فلم يجبرهم الدين على مخالفة هذه العادة، إلا في موضع واحد وهو الإحرام، حيث جاء في الحديث الصحيح:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تنتقب المرأة الحرام ، ولا تلبس القفازين" صححه الذهبي والألباني
وأما المعنى القرآني للحجاب فهو الستار المضروب بين نساء النبي صلى الله عليه وسلم وبين الرجال، فلا يدخلون عليهن أبدا إن لم يكونوا من المحارم...
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَئْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً}
الأحزاب 53
والآية ظاهرة في أنها خاصة ببيت النبوة المطهر، لشرفه وعظم شأنه..
وورد في السنة النبوية بمعنى الستار الذي يحجب شخوص أمهات المؤمنين عن الأعين، فلا يرون حتى هيئتها ولا بدنها مستورا، بل تخرج في هودج أو ما شابهه...
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام على صفية بنت حيي بطريق خيبر ثلاثة أيام ، حتى أعرس بها ، وكانت فيمن ضرب عليها الحجاب ." رواه البخاري
ورخص لهن في قضاء الحاجة أن يخرجن بثياب كثيفة واسعة لا يظهر منها اي شيء، هيبة لها وتوقيرا للنبي صلى الله عليه وسلم...
جاء في صحيح البخاري: "خرجت سودة ، بعد ما ضرب عليها الحجاب ، لتقضي حاجتها . وكانت امرأة جسيمة تفرع النساء جسما . لا تخفى على من يعرفها . فرآها عمر بن الخطاب . فقال : يا سودة ! والله ! ما تخفين علينا . فانظري كيف تخرجين . قالت : فانكفأت راجعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي . وإنه ليتعشى وفي يده عرق . فدخلت فقالت : يا رسول الله ! إني خرجت . فقال لي عمر : كذا وكذا . قالت فأوحي إليه . ثم رفع عنه وإن العرق في يده ما وضعه . فقال " إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن " .
فالحجاب كان لفظا خاصا لنساء النبي صلى الله عليه وسلم، ومميزا لهن من سائر المؤمنات، وكان ضربه على صفية بنت حيي دليلا على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقها ثم تزوجها، ولم يتخذها سبية، مع أنها كانت من أسرى الحرب، ولو اتخذها أمة لما ضرب عليها الحجاب..
لهذا من المهم أن نتروى قبل أن نرد كلام العلماء بما نفهمه من القرآن، ففهمهم أعلى من فهمنا، وعلمهم أعمق من علمنا، وسعة اطلاعهم لم تتح لنا...
والله اعلم