عم كان يتكلم اصلا؟
عن اللغة العربية، تجمّعت فيه ثلة من خيرة من أحب اللغة وأتقنها وكتب بها، فكان سوق عكاظ افتراضي... عينّا شيخ قبيلة، فكان يحكم وكأنه المسؤول عن الكل
وكانت هناك وزيرة، وكانت حقا مساعدة للشيخ، وكان هناك الغدير(بسمة ذياب)، وكان بها حكيم القبيلة(دكتور صالح)، وكان رامي السهام، وكان شاعر القبيلة، وكانت الفراشة كما حلا للقوم أن يلقبوها( المتحدثة
)
وكان السيف الذهبي (سيفتاب)، وكانت صاحبة العصا(التيتة)، وعنترة وووو ....
عشنا الموضوع وتقمّصنا الشخصيات، ورحنا نرتع في ربوع القبيلة وكأنها الصحراء وقد نصبت فيها الخيام، وكأننا القوم ويقودهم الشيخ،وكأن النار مضرمة، والحياض محروسة، وكأنّ الجو طبيعة خلابة تصول فيها الفراشة وتجول، فتحط حينا على الغدير، وترقب النجوم حينا آخر....
وكان لا يتحرج الواحد منا أن يصحح الخطأ لغيره بطريقة غريبة عجيبة عمّت الكل، وانتهجها الكل، بالإماءة، بالمعنى، باللغز ....
سبحان الله كان الكل يتصيّد الأخطاء للكل، ولكن كان الكل يتقبل من الكل بروح مرحة محبة لا غبار عليها ....
ثم يا سلمى انتقلت القبيلة إلى مرحلة أخرى، فقد كان كل أفرادها يحملون أكثر ما يحملون همّ الأمة، وكنا نتأثر بما يستجد على الساحة، فأصبحت القبيلة ساحتنا، نعرض فيها الأمر ونتناقشه، ويحتدم النقاش، ويختلف المتناقشون ويتصارعون، حتى لكأنما النقع يثار من وقع النقاشات .... ولكنها كانت تذهب إلى سبيلها، وتعود مياه القبيلة إلى مجاريها، ونعود إلى طريقتها الفريدة في تبجيل اللغة العربية وإعطائها حقها، فكان من ينظم شعرا يعرضه هناك، ومن يكتب نثرا يعرضه هناك حيث الذواقة والعارفون بألوان الأدب .....
كانت موضوعا أولا على موقع عمرو خالد الأول، تطور أيما تطور حتى بلغ صيته مبلغا كبيرا بالموقع، وبلغ عددا كبيرا جدا من الصفحات، للأسف الشديد ذهب أدراج الرياح مع غلق المنتدى الأول، ثم فتح الثاني وما يزال حيا ليومنا هذا وما زال بعض أفرادها يعودون إليه وإن غابوا عنه شهورا وشهورا ....
هذا غيض من فيض يا سلمى