المحرر موضوع: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين  (زيارة 42825 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

ماما فرح

  • زائر

ضعي بقية الملخص وربنا ييسرها

 emo (30):

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
حاضر يا فندم  ::ok::

-----------------------

دعاوى المستشرقين وتفنيدها



1-   عدم عالمية الدعوة الإسلامية: وسبق الرد عليها.


2-   ارتجالية الفتوحات الإسلامية: وعدم وجود خطة للفتح. وقد سبق الرد عليها أيضا. ومما استدل به المستشرقون على هذه الفكرة تردد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) في الانسياح في بلاد فارس وأفريقيا والهند، وأمره بالاقتصار على بلاد العرب، وزعموا أن هذا برهان على أن الفتوحات لم يكن لها خطة واضحة، بل كانت تتطور بحسب الظروف، وزعم بعضهم ان هذا دليل على أن الهدف من الفتوحات كان قومياً عروبياً لتوحيد العرب في دولة واحدة قوية تقاوم دولتي الفرس والروم، لهذا اقتصر عمر على العرب.

والجواب أن قرار عمر كان قرارا حكيما في وقته، وكان خطة سديدة لتثبيت مكاسب الفتوحات، وتمكين الإسلام في البلاد المفتوحة لتتحول شعوبها إلى جنود للفتح، بدل أن تكون شوكة في جنب المجاهدين.

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك

3-   دعوى إشغال العرب بالفتوحات عن فتنهم وقتالهم الداخلي:
قال فيليب حتي (وهو عربي متبن لأفكار المستشرقين):
 "كان من الصعب كبح جماح القبائل المتوثبة للغزو والقتال، فكان على أولي الامر أن يوجهوا القبائل في سبل ومنافذ جديدة"
"إن الفتوحات بدأت بشكل غزوات تنفيساً للروح الحربية المتأججة في قلوب أبناء القبائل، وخلقاً للمجال الحيوي خارج الجزيرة المكتظة بالسكان"

 وهم هنا يقيسون تفكير الفاتحين المسلمين على أفكار من عرفوهم من المستعمرين الغربيين. ويكفي لدحض هذا الافتراء أن نذكر أن أبا بكر رضي الله عنه لم يقبل أن يسير في جيوش الفتوح مرتد واحد ممن عاد للإسلام، ولم يقبل أن يسير في الجيوش إلا من رسخ إيمانه، فلم يختر إذن المتشوقين للحروب ومثيري الشغب والفتن ليشغلهم.

ونضيف لهذا انخراط سكان البلاد المفتوحة (المتحضرة آنذاك) في جيوش الفاتحين، بعد أن أسلمت وحسن إسلامها، فلم يكن قوام الجيوش من العرب المعتادين على الغزو والقتال فقط...

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

ماما فرح

  • زائر

تمارا

  • زائر
اقتباس
ويكفي لدحض هذا الافتراء أن نذكر أن أبا بكر رضي الله عنه لم يقبل أن يسير في جيوش الفتوح مرتد واحد ممن عاد للإسلام، ولم يقبل أن يسير في الجيوش إلا من رسخ إيمانه، فلم يختر إذن المتشوقين للحروب ومثيري الشغب والفتن ليشغلهم.


صحيح واللهِ!

يبدو أن هذا الكتاب فيه معلومات ليست منتشرة إعلاميـاً ضمن فضاء القنوات الإسلامية، ويستحق الاقتناء.
إن شاء الله في أقرب فرصة سأسأل عن الكتاب، يبدو أنه بحث دكتوراة!

جزاك الله خيراً ماما هاديا.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
لا يا تمرة، ليس بحث دكتوراة
بل هو كتاب صغير، ربما 120 صفحة فقط، وشيق للغاية بما ضمه من قصص تثبت الأفكار التي ألخصها لكم هنا

ويصلح لقراءة الكبار والصغار، حتى الناشئة من سن 12 فما فوق

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك

4-   دعوى أن الفتوحات كانت حروبا دينية:

أي لإجبار الناس على الدخول في الإسلام بحد السيف. وقد استشهد الكاتب بأقوال بعض المستشرقين المعتدلين في دحض هذه الفرية، كذلك بنص لأحد القساوسة يتحسر فيه على انصراف رعايا كنيسته عن المسيحية واعتناقهم للإسلام رغم أن أحداً لم يجبرهم أو يرغمهم على ذلك، ثم يذكر نبذاً من الأحداث التاريخية الموثقة التي تبين اهتمام قادة الفتح بالدعوة إلى الله أولاً، والتزام الجيوش الإسلامية بالأخلاق الإسلامية في الحرب والسلم والمعاهدات.


كشاهد على هذا الكلام أقتبس لكم النهفة التالية من موضوع .النهفات، والتي وجدتها أساساً في هذا الكتاب:


:emoti_133:

 النهفة السابعة

النهفة التالية منقولة من تاريخ الطبري، عن فتح مدينة اسمها "تستر"

النهفة في الموضوع هي المفاوضات التي دارت بين المسلمين والاعاجم
لاحظوا كيف كان المسلمون في موقف القوة والغلبة، ومع ذلك قبلوا بشروط الاعاجم وتساهلوا معهم، من اجل ان يدخلوا في الاسلام...

علام يدل هذا؟

ألا يدل على أن الفاتحين المسلمين كانوا دعاة وحملة رسالة وهداية ونور، قبل ان يكونوا جنودا وفرسانا بواسل؟

وأن غرضهم من الفتوحات كان نشر دعوة الحق، لا جمع الغنائم وتملك البلاد والعباد كما ادعى أعداء الدين، وكما هو حال الفتوحات او الحملات الاستعمارية غير الاسلامية عبر التاريخ؟؟...


فلنقرأ معاً
(ومن يجد كلمة صعبة أو غير مفهومة فليسألني لأفسرها إن شاء الله)


بلغ أهل "السوس" أمر "جلولاء" ونزول يزدجرد مدينة "إصطخر" منهزماً فسألوا أبا موسى الأشعري الصلح فصالحهم...
 وسار إلى "رامهرمز" و سياه (قائد أعجمي) بالكلبانية،  وقد عظم أمر المسلمين عنده، فلم يزل مقيما حتى صار أبو موسى إلى "تُسْتُر"
 فتحول سياه فنزل بين رامهرمز وتستر، حتى قدم عمار بن ياسر فدعا سياه الرؤساء الذين كانوا خرجوا معه من أصبهان فقال:
" قد علمتم أنا كنا نتحدث أن هؤلاء القوم أهل الشقاء والبؤس سيغلبون على هذه المملكة، وتروث دوابهم في إيوانات إصطخر ومصانع الملوك، ويشدون خيولهم بشجرها، وقد غلبوا على ما رأيتم، وليس يلقون جندا إلا فلّوه، ولا ينزلون بحصن إلا فتحوه، فانظروا لأنفسكم"
 قالوا : "رأينا رأيك"
 قال: "فليكفني كل رجل منكم حشمه والمنقطعين إليه، فإني أرى أن ندخل في دينهم" (أي سندخل الاسلام، وليقنع كل واحد منكم أتباعه)

 ووجهوا شيرويه في عشرة من الأساورة إلى أبي موسى يأخذ شروطا على أن يدخلوا في الإسلام، فقدم شيرويه على أبي موسى فقال: "إنا قد رغبنا في دينكم، فنسلم على أن نقاتل معكم العجم، ولا نقاتل معكم العرب، وإن قاتلنا أحد من العرب منعتمونا منه، وننزل حيث شئنا، ونكون فيمن شئنا منكم، وتلحقونا بأشراف العطاء، ويعقد لنا الأمير الذي هو فوقك بذلك"
 فقال أبو موسى: "بل لكم ما لنا وعليكم ما علينا" (أي أنهم طلبوا امتيازات أكثر من جند المسلمين الفاتحين الغالبين، فعرض عليهم أبو موسى رضي الله عنه أن يكتفوا بحقوق المسلمين وبالتساوي معهم)  
قالوا: "لا نرضى"
 وكتب أبو موسى إلى عمر بن الخطاب فكتب إلى أبي موسى: "أعطهم ما سألوك"   (تخيلوا التساهل والتنازل من جيش غالب منتصر !!! فقط طمعا في هدايتهم وإسلامهم)
 فكتب أبو موسى لهم، فأسلموا..........
 وشهدوا معه حصار تستر

(من تاريخ الطبري)

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل نور السماء

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 491
  • الجنس: أنثى
  • اللهم فرج كرب المسلمين
سبحان الله ................
لقد قرأت هذه النهفة حالا قبل ان اقرأها هنا
وجاء فى بالى فورا هذا الموضوع
فعلا جميل ..............
طبيعة التعبير الجميل تشب النار المقدسة فى سرائرنا
فتصهر معادن الجمال من هذه الدنيا وتفرغها فى قوالب حسناء من صنع قرائحنا وألسنتنا ،
أو صنع قرائحنا وأيدينا ، أو صنع قرائحنا وأوصالنا ،
تدعونا إلى الحلول من الكون فى متحف كبير .

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
سبحان الله ................
لقد قرأت هذه النهفة حالا قبل ان اقرأها هنا
وجاء فى بالى فورا هذا الموضوع
فعلا جميل ..............


بارك الله بك يا نور السماء

وشكرا لمتابعتك


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ازهرية صغيرة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 995
  • الجنس: أنثى
متابعون امى اكملى

وتسلم يمناكى على ماتكتبين
اللهم كم عاهدناك بألا نعود.. فما كان منا إلا نقض العهود
وهانحن نعاهدك على ألا نعود، فإن عدنا فعد علينا بالمغفرة يا ودود

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك

5-   دعوى التفسير القومي والوطني:


زعم كثير من المستشرقين أن من عوامل الفتح الإسلامي وسهولته "وجود العرب في الشام والعراق ومصر، الذين اعتبروا العرب من بني جنسهم، يربطهم بهم ما لا يربطهم بأولئك الحكام السابقين من الروم والفرس" (بروكلمان)
(وهذا ما درسناه نحن في المدارس) .

ويدحض الكاتب هذه الدعوى ببساطة بذكر الأحداث التاريخية التي تبين أن العرب المتنصرة في الشام والعراق ومصر هم الذين وقفوا أولاً في وجه الدعوة وجابهوها، وخاضوا المعارك ضد المسلمين إلى جانب الفرس والروم.

وراجعوا قصص الفتوحات لتدركوا هذا



*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
متابعون امى اكملى

وتسلم يمناكى على ماتكتبين

شكرا حبيبتي على متابعتك

 emo (30):

سلمك الله وحفظك
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك

6-   دعوى العامل الاجتماعي للفتوحات الإسلامية:

زعموا أن الفتوحات كانت بسبب التغيرات الاجتماعية التي مر بها العرب قبل ظهور الإسلام، وأن تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم أسهمت فيها، فكانت الفتوحات حركة تحرير للعرب.
قال (فان فلوتن): "إن الدافع للجهاد هو شره الولاة والقواد"
 وقال فيليب حتي: "إن الرؤساء والقادة في الجنود الفاتحين كانوا أولاً وقبل كل شيء محاربين دنيويين، وإن إيمانهم كان على نحو ما شكلياً، وله طابع انتهازي"
 وقال (دومنيك سورديل): " وإن محمداً لم يبدع حركة جديدة بمقدار ما أثار القوى الكامنة لنهضة قومية عربية وانتشار كان قائماً حين ظهر"

يعني هم يريدون نفي أن الإسلام رسالة سماء، وانتصار الفتوحات كان لإيمان المسلمين وتأييد الله لهم... بل يريدون حرف هذه الحقيقة وإظهار ان العرب كانوا يمرون بمرحلة تطور تاريخي طبيعية هي التي أدت لهذا الانقلاب، وأن سيدنا محمد استفاد من هذا فقط وقاده
وبهذا يصبح الاسلام مساويا لأي حركة تحرير أخرى في العالم شيوعية او قومية أو ليبرالية أو غيره.. وليس له تميز ولا بعد سماوي..

وللرد على هذه المزاعم يذكر الكاتب مناقب قادة الفتح المشهورين وعلى رأسهم الصحابة عمرو بن العاص، وخالد بن الوليد، وأبي عبيدة بن الجراح، وأبو سفيان وعكرمة والنعمان بن مقرن رضي الله عنهم أجمعين، وصفحات من بسالتهم واستماتتهم في الجهاد في سبيل الله، ويبين أخلاقيات الفاتحين في معاملة أهل الذمة، وأهل البلاد المفتوحة، واهتمامهم بدعوتهم إلى الله وإلى دين الإسلام، وتواضع القادة مع الجنود، والمساواة والعدالة، وأن المسلمين يجير عليهم أدناهم، وأنهم امة واحدة يتساوى فيها العربي والأعجمي والغني والفقير، ووضح دور المرأة في الفتوحات الإسلامية وبطولاتها وتضحياتها، مقارنا كل هذا بما كانت عليه الاوضاع الاجتماعية قبل الإسلام، ليؤكد على أن الإسلام هو الذي أحدث الانقلاب الاجتماعي الكامل،  ولم يكن نتيجة له، فالانقلاب حدث بسبب التشريعات الإلهية التي أنزلها رب العالمين، رغم أن كل العرب في الجزيرة كانوا بعيدين عنها كل البعد، لا يفكرون بها ولا يحلمون بها..

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
ونتابع معا


7-   دعوى ضعف الدولتين الفارسية والرومية:

قال سيديو: "والروم والفرس إذ أضعفهم احترابهم عند الانتصار والانكسار على السواء، بدوا غنيمة سهلة غنية لمن يعرف كيف يأخذها"
 وقوله باطل طبعا، لأنه بالرغم من أن الدولتين كانتا تنحدران بالفعل نحو الضعف، وكانتا تعانيان من ظروف داخلية عصيبة، إلا أنه لم يكن هناك مجال للمقارنة -بالمقاييس المادية- بين الفاتحين المسلمين وبين قوى دولة واحدة من الدولتين، لا في العدد ولا في العدة ولا التدريب والخبرة العسكرية، فكيف بهما مجتمعتين؟؟!!..


8-   دعوى الدوافع الاقتصادية للفتوحات الإسلامية:


وهذه الدعوى أجمع عليها المستشرقون، منطلقين من مقاييسهم المادية البحتة، وما اعتادوا عليه في مجتمعاتهم ودولهم، فزعموا أن هدف الفتوحات الحصول على الغنائم، ومن أجل أن يستبدل العرب بصحاريهم الصخرية الجرداء تلك الأقطار ذات الترف والنعيم، واستدلوا على ذلك بالجزية التي كان يفرضها المسلمون على البلاد المفتوحة.


ويشرح الكاتب مفهوم الجزية، وأنها كانت ضريبة على الذمي مقابل حماية الدولة الإسلامية له، ولا تفرض إلا على القادرين على حمل السلاح، وتسقط عمن لا تقدر الدولة الإسلامية على حمايتهم، وعمن يشارك بالجهاد.
قال خالد بن الوليد  عندما صالح أهل الحيرة: "إنني عاهدت على الجزية والمنعة.. فإن منعناكم فلنا الجزية، وإلا فلا"
وقد رد المسلمون الفاتحون لأهل حمص جزيتهم عندما انسحبوا منها لمواجهة القوات الرومية في اليرموك. ومعظم أموال الجزية كانت تنفق محلياً في كل ولاية لأغراض المشروعات العامة.

الخاتمة:

لقد كان الدافع الاول والاخير للمسلمين في القيام بهذه الفتوحات تحقيق فريضة الجهاد، وغايتها من حمل الدعوة وتبليغها، وتطبيق أحكام الله على البشرية، وإنقاذها من جاهليتها. والمقارنة بين الفتوحات الإسلامية والحروب التوسعية لغير المسلمين على مر العصور ، منذ فجر التاريخ وحتى الآن، لهو مقارنة بين الثرى والثريا، أو بين المحيط ومستنقع ضئيل آسن


انتهى بحمد الله.  emo (30):

ومرحبا بالأسئلة والمناقشات

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

تمارا

  • زائر
جزاك الله خيراً ماما هادية على هذا التلخيص الممتع والمفيد، وجعله تبارك وتعالى في ميزان أعمالك.

ما رأيك أن تعودي لأسئلتنـا بالتسلسل؟

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
جزاك الله خيراً ماما هادية على هذا التلخيص الممتع والمفيد، وجعله تبارك وتعالى في ميزان أعمالك.

ما رأيك أن تعودي لأسئلتنـا بالتسلسل؟

تمام

فلنبدأ بهذا السؤال على بركة الله، وسأجتهد في إجابته، ومن كانت لديه إضافة فلا يبخلن بها






فما رأيك يا ماما هاديا في معنى الحديث النبوي الصحيح التالي:

"إن الله جعل رزقي تحت ظل رمحي".

 :emoti_17:

الكثير من أعداء الدين يستخدمون هذا الحديث ليؤكدوا على أن الفتوحات الإسلامية (وقبلها غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم) كانت عبارة عن محاولة فرض سلطة وقوة من أجل تأمين مصادر حيوية لـِ "أكل العيش"، كشأن قوى الاستعمار الكافرة على مر التاريخ الانساني وحتى وقتنا الحالي! وهم يريدون بهذه الشبهة أن يرسموا عبر هذا الحديث الشريف صورة مشوهة عن الحبيب عليه صلوات ربي وسلامه! طبعاً متجاهلين الفقر المادي الذي عاشه رسول الله صلى الله عليه وسلم.


والجواب يتبع emo (30):
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
الحديث:   
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بعثت بين يدي الساعة بالسيف ، حتى يعبد الله تعالى وحده لا شريك له ، و جعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذل و الصغار على من خالف أمري ، و من تشبه بقوم فهو منهم" (صححه الالباني والعراقي)

وأنقل لك بداية أقوال الأئمة الشارحين، ثم أكتب بعد ذلك ما فهمته بعون الله..
وربنا يديم الاتصال ولا يقطعه علينا  emo (30):


فيض القدير، شرح الجامع الصغير، الإصدار 2.15 - للإمامِ المناوي
الجـزء الأول >> حرف الهمزة.


[ص 548] 1123 - (أطيب كسب المسلم سهمه في سبيل الله) أي ما يكسبه من غنيمة وفيء وسلب قتيل ونحوها لأن ما حصل بسبب الحرص على نصرة دين الله ونيل درجة الشهادة لا شيء أطيب منه فهو أفضل من البيع وغيره مما مر لأنه كسب المصطفى صلى الله عليه وسلم وحرفته.. ألا ترى إلى قوله "جعل رزقي تحت ظل رمحي"، فأفضل الكسب مطلقاً سهم الغازي لما ذكر ثم ما حصل بالاحتراف من عمل اليد لأنه كسب كثير من الأنبياء.


صحيح البخاري، الإصدار 2.03 - للإمام البخاري
الجزء الثاني >> 60 - كتاب الجهاد والسير >> 87 - باب: ما قيل في الرماح.


ويذكر عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (جعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري).
[ أي جعل الله تعالى كسبي ومعاشي من الغنيمة، وهي لا تنال إلا بالجهاد، ومن خالف ما جئت به ناله الذل، بالأسر والرق، أو فرض الجزية عليه. وقيل (تحت ظل رمحي) لأن الخصم إذا قرب من المقاتل، فعلاه الآخر بالرمح، كان تحت ظله].

فتح الباري، شرح صحيح البخاري، الإصدار 2.05 - للإمام ابن حجر العسقلاني
المجلد السادس >> كِتَاب الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ >> باب مَا قِيلَ فِي الرِّمَاحِ


وَيُذْكَرُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "جُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي"
الشرح: قوله: (باب ما قيل في الرماح) أي في اتخاذها واستعمالها أي من الفضل.
وفي الحديث إشارة إلى فضل الرمح، وإلى حل الغنائم لهذه الأمة، وإلى أن رزق النبي صلى الله عليه وسلم جعل فيها لا في غيرها من المكاسب، ولهذا قال بعض العلماء أنها أفضل المكاسب، والمراد بالصغار: بذل الجزية.
وفي قوله " تحت ظل رمحي " إشارة إلى أن ظله ممدود إلى أبد الآباد، والحكمة في الاقتصار على ذكر الرمح دون غيره من آلات الحرب كالسيف، أن عادتهم جرت بجعل الرايات في أطراف الرمح، فلما كان ظل الرمح أسبغ كان نسبة الرزق إليه أليق وقد تعرض في الحديث الآخر لظل السيف كما سيأتي قريبا من قوله صلى الله عليه وسلم "الجنة تحت ظلال السيوف " فنسب الرزق إلى ظل الرمح لما ذكرته أن المقصود بذكر الرمح الراية، ونسبت الجنة إلى ظل السيف لأن الشهادة تقع به غالبا ولأن ظل السيف يكثر ظهوره بكثرة حركة السيف في يد المقاتل؛ ولأن ظل السيف لا يظهر إلا بعد الضرب به لأنه قبل ذلك يكون مغمودا معلقا.



وفي المداخلة التالية ما فهمته وقرأته عموما عن هذا الموضوع، والله أعلم

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك


أعتقد أن الأبطال القساميين والتفكر في أحوالهم هو خير ما يشرح لنا هذا الحديث ويفسره
فالله تعالى أمر هذه الأمة بالجهاد، وجعله ذروة سنام الإسلام، وأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا..
وهذا حال أمتنا الإسلامية اليوم.. تركنا الجهاد وانشغلنا بطلب الرزق أو العلم أو التنمية الاقتصادية بالتجارة او الزراعة أو الصناعة أو غير هذا من سبل لهاثنا وراء النهضة والتقدم.. ومن أكثر من قرن من الزمان ونحن نلهث في كل اتجاه فلا تتحقق لنا عزة، ولا تقوم لنا قائمة، بل ولا حققنا التقدم أو الازدهار الاقتصادي.... فحتى أغنى الدول البترولية، تعتمد في طعامها وشرابها على غيرها... (وقد عملوا حلقة في مسلسل طاش ما طاش ينتقدون هذا، ويتخيلون لو أن الهند لسبب ما قررت وقف تصدير الرز لنا، كيف سيكون الوضع الغذائي)

فمعاهدات السلام التي زعموا انها لكف أذى الحروب عنا، واتاحة الفرصة لنا للتنمية الاقتصادية وغيرها لم توفر لنا اكتفاء ذاتيا، ولا استقلالا، ولا عزة ولا كرامة، لسبب بسيط، أننا تركنا الجهاد، وأخذنا بأذناب البقر.. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم" (رواه أبو داود وصححه).
(يعني انشغلتم بالتجارة والزراعة وتربية المواشي وتعاملتم بالربا وتركتم الجهاد)

ولم تعد لنا كلمة ولا رأي في المحافل الدولية والأوساط العالمية، بل لازلنا في ذيل القائمة، ولو تمدد الذيل أكثر لتراجعنا إلى آخره أيضا..  sad:(

في حين أن دويلة صغيرة مثل غزة، بأبطالها المغاوير، ولأنها أعلت راية الجهاد، راية "لا إله إلا الله"، فهي لازالت قائمة وقوية وصامدة رغم الحصار المنهك الذي تجاوز أربعة أعوام، ورغم تكالب كل القوى العالمية عليها بلا استثناء....

طيب .. ما علاقة هذا بالحديث؟

أمرنا الله تعالى بالجهاد، وحثنا عليه، وفرضه علينا، وقرن به عزتنا وكرامتنا، والرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا، ولهذا لا يمكن أن يأمرنا بالجهاد وينأى بنفسه عنه، بل هو أول المجاهدين، وأول الأبطال الفاتحين، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل قبل البعثة برعي الغنم وبالتجارة وبغيرها من أسباب اكتساب الرزق، لكن بعد النبوة، ما عادت التجارة تليق به كنبي وكإمام للمسلمين، (تخيلي ملكا يتاجر !!! ولماذا الخيال... انظري حولك للحكام المتاجرين!!!)
فمن أين يكون رزق الرسول صلى الله عليه وسلم؟
بما أن الله تعالى فرض عليه الجهاد، وبما أنه وعده بالنصر، وبما أن النصر يستتبع بالضرورة أن تكون هناك غنائم للمجاهدين، فقد خصص الله تعالى رزق رسوله صلى الله عليه وسلم من هذه الغنائم وحسب، لا من تجارة ولا زراعة ولا غيرها، فهذه أعلى الأعمال وأشرفها، وهي التي ارتضاها رب العالمين لرسوله صلى الله عليه وسلم... (وهذا شأن الضباط الكبار في جميع دول العالم)

وبالطبع ليس المعنى أبدا كما قالته وفاء سلطان وغيرها من أعداء الدين، من أن هذا دليل على عنف الاسلام، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم شخص معتد، يعتدي على الشعوب ليمتص خيراتها... إنها بهذا تصف سادتها من الغربيين الذين ما كانت حروبهم منذ فجر التاريخ والى يومنا هذا الا على هذه الشاكلة، لكنها لم تكلف نفسها تقليب صفحات السيرة النبوية الوضاءة، وصحائف تاريخ الفتوحات الاسلامية المشرقة، لتعلم علم اليقين ان الفاتحين المسلمين ما كانوا يجاهدون ليرتزقوا، بل لينشروا رسالة السماء فينقذوا بها أهل الارض، فنصرهم الله، وأعزهم الله، ورزقهم الله، وأحبتهم البلاد والعباد، وانصهرت بهم... وصارت الشعوب نفسها من جند الفتح وأعلامه، تفدي الإسلام بأرواحها وأبنائها..

وأبسط مثال على هذا أنا وأنت وماما فرح واسماء حازرلي

ألسنا من شعوب البلاد المفتوحة؟ ما بالنا نعشق الاسلام ونود لو نبذل مهجتنا في سبيله؟ ولماذا لم نعشق المستعمر الفرنسي او البريطاني بنفس الطريقة؟

ولكن أعداء الدين كان دأبهم دوما وأبدا الطعن في فريضة الجهاد بكل الوسائل لإبعاد المسلمين عنها، ليتحقق لهم التمكين في أرضنا.. فما الذي سيقتلعهم عن اوطاننا، سواء كان وجودهم عسكريا أو استغلالا اقتصاديا، إلا الجهاد؟؟

فلينفرونا من الجهاد، وليضحكوا علينا بأغصان الزيتون وحمامات السلام ومعاهدات الوفاق واتفاقيات التعاون الاقتصادي المشترك، التي لم نر منها إلا الذل والعار والتخلف والتردي، ولم تتحقق بها إلا مصالحهم هم على حساب ارتفاع نسبة الفقر والبطالة والتخلف والأزمات المتوالية عندنا...

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

تمارا

  • زائر
نعم للجهاد في سبيل الله  ::ok:: لا لمفاوضات الإسلام للعزة واللات  :emoti_214:

إنما عندي تساؤل يتعلق بالغنــــــائم..

أتصور أن يأخذ المسلمون الغنائم والأسرى من أرض المعركة كما في بدر وأحد وغيرهما من الغزوات بعد أن يهزموا الجيش، ولكن.. أي غنائم سيأخذها الفاتح لبلد ما ؟

بمعنى آخر..
هل من حق الفاتحين أن يأخذوا أموال وممتلكات الشعوب التي فتحوا بلدانهم ؟!
وهل هذه الأموال والممتلكات هي غنـائم من حق المسلمين؟
أكيـد لن يرحب الشعب بمن يأخذ ممتلكاته وأمواله، إذن تتبقى مسألة الممتلكات والأموال الحكومية! وهذه فيها تفصيل أيضاً..  

يعني.. ( معلش أحاول أن أُحكِم السؤال )
متى يكون أخذ أموال وممتلكات الآخرين غنائم للمسلمين أفاء الله تعالى بها عليهم ومتى يكون أخذ هذه الأموال والممتلكات نهب وسلب وتعد لا يحق لهم ؟ ما الخط الفاصل؟!

أظن "هذا التساؤل" سيوضح المسألة أكثر، ما رأيك؟
 
« آخر تحرير: 2009-09-01, 22:06:25 بواسطة تمرة »

تمارا

  • زائر
صحيح.. يسلموا إيديكي وخلايا دماغك يا ماما هادية  :emoti_134: جعله المولى عز وجل في ميزان أعمالك.. آمين يا رب العالمين.