3- دعوى إشغال العرب بالفتوحات عن فتنهم وقتالهم الداخلي:
قال فيليب حتي (وهو عربي متبن لأفكار المستشرقين):
"كان من الصعب كبح جماح القبائل المتوثبة للغزو والقتال، فكان على أولي الامر أن يوجهوا القبائل في سبل ومنافذ جديدة"
"إن الفتوحات بدأت بشكل غزوات تنفيساً للروح الحربية المتأججة في قلوب أبناء القبائل، وخلقاً للمجال الحيوي خارج الجزيرة المكتظة بالسكان"
وهم هنا يقيسون تفكير الفاتحين المسلمين على أفكار من عرفوهم من المستعمرين الغربيين. ويكفي لدحض هذا الافتراء أن نذكر أن أبا بكر رضي الله عنه لم يقبل أن يسير في جيوش الفتوح مرتد واحد ممن عاد للإسلام، ولم يقبل أن يسير في الجيوش إلا من رسخ إيمانه، فلم يختر إذن المتشوقين للحروب ومثيري الشغب والفتن ليشغلهم.
ونضيف لهذا انخراط سكان البلاد المفتوحة (المتحضرة آنذاك) في جيوش الفاتحين، بعد أن أسلمت وحسن إسلامها، فلم يكن قوام الجيوش من العرب المعتادين على الغزو والقتال فقط...