هذه القصة رواها أحدالمعلمين الأفاضل ،،
الذي له دور كبير في وزارة التربية والتعليم على مستوى المملكة ،،
فغالباً ما يمثل الوزارة في إحدى اللقاءات أو المحاضرات أو غيرذلك ،،
فهو ذكي ،، حذق ،، نبيه ،، حكيم ،، سريع البديهة ،، طويل البال ،،حليم جداً ،،
ومتمكن من عقله ،، بارك الله له فيما أعطاه ،،
يقول هذا المعلم (( وهو معلم للغة العربية)) ،،
في إحدى السنوات كنت ألقي الدرس على الطلاب
أمام اثنين من التوجيه لدى الوزارة ،،
الذين حضروا لتقييمي ،،
وكان هذا الدرس قبيل الاختبارات النهائية بأسابيع قليلة ،،
وأثناء إلقاء الدرس قاطعه أحدالطلاب قائلاً :
يا أستاذ اللغة العربية صعبة جداً ،،
وماكاد هذاالطالب أن يتم حديثه حتى تكلم كل الطلاب بنفس الكلام
وأصبحوا كأنهم حزب معارضة ،،
فهذا يتكلم هناك وهذا يصرخ وهذا يحاول اضاعة الوقت وهكذا ....
سكت المعلم قليلاً ثم قال :
حسناً لا درس اليوم ،، وسأستبدل الدرس بلعبة ،،
فرح الطلبة ،، وتجهم الموجهان ،،
رسم هذا المعلم على اللوح (( السبورة))
زجاجة ذات عنق ضيق ،، ورسم بداخلها دجاجة ،، ثم قال :
من يستطيع أن يخرج هذه الدجاجة من الزجاجة؟؟!!!
بشرط أن لايكسر الزجاجة ولايقتل الدجاجة !!!!!!
فبدأت محاولات الطلبة التي بائت بالفشل جميعها ،،
وكذلك الموجهان فقد انسجما مع اللغز
وحاولا حله ولكن بائت كل المحاولات بالفشل ،،
فصرخ أحد الطلبة من آخر الفصل يائساً :
يا أستاذ لا تخرج هذه الدجاجة الا بكسر الزجاجة اوقتل الدجاجة ،،
فقال المعلم : لا تستطيع خرق الشروط،،
فقال الطالب متهكماً :
إذا يا أستاذ قل لمن وضعها بداخل تلك الزجاجةأن يخرجها كما أدخلها ،،،
ضحك الطلبة ،، ولكن لم تدم ضحكتهم طويلاً ،،
فقد قطعها صوت المعلم وهو يقول:
صحيح،، صحيح،، هذه هي الإجابة،،
من وضع الدجاجة في الزجاجة هو وحده من يستطيع إخراجها ،،
كذلك انتم ،،
وضعتم مفهوماً في عقولكم أن اللغة العربية صعبة ،،
فمهماشرحت لكم وحاولت تبسيطها فلن أفلح ،،
إلا إذا أخرجتم هذا المفهوم بأنفسكم دون مساعدة ،،
كما وضعتموه بأنفسكم دون مساعدة ،،
يقول المعلم ،،انتهت الحصة ،،
وقد أعجب بي الموجهان كثيراً ،،
وتفاجأت بتقدم ملحوظ للطلبة في الحصص التي بعدها ،،
بل وتقبلوها قبولاً سهلاً يسيراً،،
هذه هي قصة ذلك المعلم،،
لذلك لاشيء في هذه الدنيا صعب ،،
إذاتوكلت على الله أولاً ،،
وبنيت مفهوماً في عقلك أنه لاصعب إلا ما جعلته صعباً بإرادتك ،،
وبإرادتك أيضاً أن تجعله سهلاً ،، فتنجزه دونما أي عوائق أو مشاكل ،،،
لذلك........
كلنا نستطيع أن نخرج الدجاجة من الزجاجة ،،
بعد التوكل على الله أولاً وأخيراً ،،،
للأسف أصبح من النادر وجود أستاذ مثل هذا في المدارس العربية.
فمعظم الحصص تتسم بالملل الشديد.
والأستاذ يشرح في وادي، و عقول الطلاب في واد آخر.
منهم من يشغل نفسه بالرسم، أو حلو واجب لمادة أخرى، أو حتى النوم.
السؤال هو لماذا؟؟
على من يقع الخطأ؟
هل على المعلمين تطوير أسلوب تدريسهم؟
أم أن المسألة مجرد مهنة تدر عليهم المال آخر الشهر؟
وما ذنب الطالب حينما يتربى في جو قاتل لكل فكرة إبداع أو إنجاز.
فلا يطلب منه إلا الجلوس لمدة 45 دقيقة لسماع كلام يلقى وكأنه نشرة للأخبار.
ثم قالوا نطور، أحضروا لنا أنظمة لا يعلم بها إلا الله.
و فرض على الطالب بجانب صفحات الواجب والدراسة اليومة، شيء أسموه مشروع أو بحث.
ولا أفهم بصراحة أي سبب لهذه التسمية.
بداية كان ينسخ الطالب أي موضوع على النت، وعندما منع هذا، أصبحوا كالآلة الكاتبة، ينقلون من كتاب ما بعض المعلومات ويضيفون بضعة صور.
وعندما تسألهم لاحقا عما أنجزوه، لا يذكر سوى كلمات الأغنية التي كان يستمع إليها أثناء الطباعة.
لذا تجد الطالب بعد التخرج، يتوق للدراسة خارج البلاد، بالرغم من جميع الأضرار التي تنتج من ذلك.
ولكنه يبحث فقط عمن يفجر إمكانياته، فيرمي نفسه في أي واد في سبيل تحقيق هذا الحلم.
قتلوا كل فكر إبداعي، ومتعة للتعلم.
ويظل السؤال
على من تقع المسؤلية؟